مواضيع اليوم

" الوسطية " فضيلة بين رذيلتين !

عبدالعزيز الرشيد

2010-07-11 00:38:24

0

 

 

يتكرر هذا الزمان وبشكل غير مسبوق استخدام مصطلح " الوسطية " هذا المصطلح الفضفاض الذي لا تحكمه معايير ولا تنظمه مقاييس , وهو يعتبر طوق النجاة لكل صاحب اتجاه .. فتجد هذا يقول أنا وسطي ولست متشدد !!.. والأخر هناك يصر على انه وسطي و ليس ليبرالي أو تغريبي !! .. ولكن حين تدرس هذا التوسط الذي يدعون , تجد ان لكل منهما معياره .. فما هي النقطتين التي ادعى الأول انه متوسط بينهما ؟. وما هي نقطتي الأخر ؟ .. ان التوسط بين نقطة التشدد والأقل تشددا ليس توسطا , بل هي درجة من درجات التشدد .. وكذلك التوسط بين الانحلال الأخلاقي , وذرة الحياء الفطرية التي جبل عليها بنو ادم الأسوياء وتطبيق بعض الشعائر شكلا لا مضمونا .. أقول هذا التوسط إنما هو درجة من درجات الانحراف عن الطريق السليم ولا أكثر .

ان الفطرة السليمة للإنسان تعرف الخير وتعرف الشر , والإسلام دين فطرة يدعوا إلي كل خير وينهى عن كل شر .. هكذا بالمطلق ..فالأصل في كل شيء انه حلال , إلا إذا جاء نص قاطع من الكتاب أو السنة بالتحريم .. أو كان هذا الحلال مثلا سببا في الوقوع في حرام .. لذلك أجد ان علينا توطين الأنفس لتبلغ درجة تحب فيها الخير وتستلذه , وتكره فيها الشر وتزدريه , فالأمر بحاجة إلي مران أطول , مران يلتقي فيه كفاح الإنسان نحو الكمال , والتوفيق الإلهي لبلوغ المقصود و المراد .. وبذلك نكون ممن عنتهم الآية الكريمة ( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر و الفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم ) "الحجرات".

ان توطين النفس على حب الخير و الخوف من الله وعدم رمي التهم جزافا على الآخرين , هو أمر ملزم به بعض من تفقهوا في الدين ولبسوا لبس الورع والكهانة و الرهبانية !! على انه لا رهبانية في الإسلام .. فالإسلام الدين السماوي الوحيد الذي ليس بين العبد وربه واسطة إلا شفاعة أعطيت لسيد الخلق صلى الله علية وسلم يوم القيامة .. أقول توطين النفس وجب عليهم , لأنهم محل نظر العامة من الناس , فليس من الأدب ان يشطح بهم الحسد و الحقد درجة تسفيه بعضهم البعض على الإشهاد , بسبب رأي وخلاف في مواضيع بسيطة ليست سنام الدين وعاموده .

 

ان الترامي بالفتاوى بشكل غريب على موضوع مثل الغناء " وهذا الغناء الذي اعتبر ان ما يحدث فيه يشبه إلي حدا بعيد ما حدث في موضوع التصوير .. سينتهي الجميع إلي القول( بان حلاله حلال وحرامه حرام ) .. إذا لماذا الخصام بصوت عالي .. والتسابق للفضائيات .. سبحان الله .. نحن نلحظ في كثير من الأحيان ان بعض الناس تفسد نفسه فسادا لا تستطيع معه ان تستبين الحق , فيصبح من البلاهة ان تتبعه .. وكم يدعوا المرء- وهو يرقب هؤلاء الشاردين في بيداء الحياة – اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه , وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .

 

إذا لا وسطية في الإسلام .. الإسلام "الدين" هو الوسط .. وما انحرف عن ذلك يمينا أو شمالا هو رذيلة .. " و العبادات الشعائرية لا تصلح إلا بالعقائد التعاملية " .. إننا نريد تحسين الحسن وتقبيح القبيح وفق منطق الدين وهدى الوحي , ثم نسوس النفوس لتألف ما هو حسن وتذر ما هو قبيح , بدون النهي والتحريم المجرد في أمور هي خلافية فرعية لا تفنى أو تقوم الحياة عليها في الأصل , كما يجب علينا نزع ادوار "الكهانة" عن هذا السيل من المتفقهين في الدين ,وذلك حتى لا يساق بزلاتهم وما يقعون فيه من المم , بعض الرعاع و الهمل من الناس , فيقولون مثلا هذا شاهدناه " يدخن" ..أو ذاك شوهد في المكان الممنوع , أو هذا أفتى بكذا أو كذا .. لا رهبانية ولا كهانة في الإسلام ,, والله من وراء القصد

 

عبد العزيز بن عبد الله الرشيد

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات