مواضيع اليوم

" الأخطبوط بـول " .. عـرّاف المونديال

مصعب المشرّف

2010-07-10 13:44:52

0

 

"الأخطبوط بــول" .. عرّاف المونديال

 إشتهر الأخطبوط الألماني "بول" خلال مونديال 2010 وأصبح حديث العالم الرياضي وشاغل الناس في كافة أنحاء الكرة الأرضية ....
الأخطبوط "بول" ليس إنسان عرّاف أو منجّم . وإنما أخطبوط حقيقي خرج إلى الحياة عام 2008 . وهو أسير حوض مائي زجاجي ضخم موجود داخل مركز للأحياء البحرية في "أوبرهيسين" غرب ألمانيا.

الأخطبوط "بول" داخل الحوض الزجاجي وبعض أطراف أرجله الثمانية تلامس الكرة

أستخدم هذا الأخطبوط ربما عن طريق الصدفة كحيوان للتنبؤ بالمستقبل "animal oracle" .و"الأوراكيل" المشار إليه هو جزء من قناعات الوثنية الأغريقية القديمة . ويعني هذا المصطلح "المَوْحَى" وهو مكان تجيب فيه الألهة (حسب أوهام الإغريق القدماء) على الأسئلة المتعلقة بالمستقبل . ويجوز أن يكون "الأوراكيل" هذا كاهنا من البشر يجيب الإله بواسطته على الأسئلة المتعلقة بالمستقبل ويسمى الكاهن في هذه الحالة بـ "المشاور الحكيم"...... وربما يشابهه في أدغال ومجاهل أفريقيا السوداء مسمى "الكجور" في بعض أو جميع وظائفه وطقوس التحضير لبذل المشورة.
ولكن على العكس من خزعبلات اليونان القدماء أعلاه والأغراض المرتجاة من "الأوراكيل" وبعد أن حلّت الماكينة الألمانية معضلة القلق على الرفاهية لدى الغرب . فقد تخصص هذا الأخطبوط الألماني المسمى "بول".... تخصص في التنبؤ بنتائج مباريات كرة القدم الدولية التي تكون ألمانيا طرفا فيها . وقد أفلح الأخطبوط بول في التنبؤ الصحيح بمعظم نتائج المباريات التي خاضتها ألمانيا في بطولة كاس الإتحاد الأوروبي التي جرت منافساتها عام 2008م.

في طريقه للإختيار ما بين صندوق ألمانيا وصندوق الأرجنتين

وكذلك أفلح الأخطبوط بول في التنبؤ الدقيق بجميع نتائج المباريات الست التي خاضتها ألمانيا في مونديال جنوب أفريقيا 2010 ؛ محققا بذلك تقدم مدهش في مجال التنبؤ الدقيق بنتائج المباريات بما في ذلك نتيجة المباراة التي جرت بين ألمانيا والأرجنتين . وبين ألمانيا وإسبانيا.

يختار الأكل من صندوق ألمانيا .. وبالفعل فازت ألمانيا بأربعة أهداف على الأرجنتين وكانت هذه النتيحة الرباعية الثقيلة مفاجأة أذهلت المراقبين كون منتخب الأرجنتين كان المرشح الأول للبطولة

وعلى الرغم من تعلق الألمان بهذا الأخطبوط في البداية ، إلا أنه فقد مؤخرا الكثير من شعبيته داخل ألمانيا بسبب أنه تنبأ بهزيمة ألمانيا على يد إسبانيا . وهو ما دفع الألمان إلى التشاؤم منه وتهديد البعض بالسطو عليه وأكله حيا أو مشويا.

يختار الأكل من صندوق أسبانيا ويترك صندوق ألمانيا

ولكن إسبانيا أعلنت بسط حمايتها عليه ووضعته في مصاف الملوك .. وبالطبع فلا أحد يتوقع أن ينفذ الألمان تهديدهم بأكل الأخطبوط "بول" المسكين ؛ لآن ذلك سيسيء إلى سمعتهم ويحط من إحترام الناس لهم ، وسيقيم عليهم الدنيا ومؤسسات حقوق الحيوان دون أن يقعدها. وتطالب أسبانيا حاليا بهجرة الأخطبوط بول إليها خوفا من تعرضه لأعمال إنتقامية من جانب بعض المهووسين بكرة القدم الألمان والعنصريين من ذوي الرؤوس الحليقة ....

يختار الأكل من صندوق إسبانيا تاركا صندوق هولندا.... فهل تتحقق المعجزة؟ معجزة الأخطبوط 

الآن وبعد أن قام الأخطبوط بول بالتنبؤ بفوز ألمانيا على الأرجواي وحصولها على المركز الثالث في بطولة كاس العالم . فربما يخفف ذلك من شحنات الغضب التي تجتاج الجمهور الألماني تجاهه .... ولكن الأطرف من كل هذا هو أن الأخطبوط بول قد تنبأ أمس 10/7/2010 بفوز إسبانيا على هولندا وتتويجها لأول مرة في تاريخها على عرش الكرة العالمية وهو ما يرى فيه الأسبان لحظة إستثنائية في تاريخ بلادهم الطويل.

يختار الأكل من صندوق ألمانيا ويترك الأرجواي وبذلك يتنبأ بفوز ألمانيا بالمركز الثالث 

ولكن كيف يتنبأ الأخطبوط "بول" بنتيجة المباريات؟
الفكرة في عاية البساطة وبات يمارسها هذا الأخطبوط بكل الدقة والإحترافية بعد حصوله على الخبرة مباراة بعد مباراة منذ نعومة أظفاره.
تتلخص الفكرة في وضع صندوقين زجاجيين في داخل كل واحد منهما طعام من تلك الأطعمة التي يفضل الأخطبوط أكلها ويستطعمها .... ويوضع في واحهة كل صندوق من الداخل علم الدولة التي يلعب فريقها في مواجهة المنتخب الألماني ويغلق الصندوقان من الأعلى بغطاء زجاني يمكن فتحه بسهولة.
يتم ترك الخيار للأخطبوط ومراقبته . فيختار الأخطبوط ما يرغب من الصندوقين ويفتح الغطاء ويأكل الطعام الموجود داخل الصندوق الذي إختاره . وبذلك يكون قد إختار البلد التي سيفوز منتخبها في المباراة القادمة ....
وتبدو المسألة كأنها إنتكاسة أوروبية للعودة إلى عصر تقديم القرابين إلى الحيوانات المفترسة للحصول على إمتيازات نوعية من لدن الآلهة أو الإله بحسب المعتقدات الوثنية اليونانية والأغريقية والفرعونية وغيرها من حضارات سادت ثم بادت ... وربنا يستر من أن تعود هذه التقاليد الوثنية إلى وجه الأرض من جديد لاسيما وأن العلمانية قد أثبتت فشلها الذريع في تلبية متطلبات الإنسان النفسية والروحية وأثرت سلبا حتى على الحيوان وبقية المخلوقات الأخرى.

الأخطبوط بول يهيمن على الكرة داخل بيته الزجاجي

 

نحات هندي يبني نموذجا تعبيريا من الرمال وقد وضع الأخطبوط "بول" على كرة القدم بين إسبانيا وهولندا ....... وهو ما يؤكد وصول شهرة الأخطبوط بول إلى أركان الدنيا الأربعة وإنشغال الناس بهذه الظاهرة الفريدة من نوعها

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات