مواضيع اليوم

" إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به "

بوجمعة بولحية

2011-08-24 14:39:42

0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد :

فإن الله قد امتن على عباده بمواسم الخيرات ، فيها تضاعف الحسنات ، وتُمحى السيئات ، وتُرفع الدرجات ، تتوجه فيها نفوس المؤمنين إلى مولاها ، فقد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها . وإنما خلق الله الخلق لعبادته فقال : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ، ومن أعظم العبادات الصيام الذي فرضه الله على العباد، فقال : ( كتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) ، ورغبهم فيه فقال : ( وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون ) ، وأرشدهم إلى شكره على فرضه بقوله : ( ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) ، وحببّه إليهم وخفّفه عليهم لئلا تستثقل النفوس ترك العادات وهجر المألوفات ، فقال عزّ وجلّ: ( أياما معدودات ) ، ورحمهم ونأى بهم عن الحرج والضرر ، فقال سبحانه : ( فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ) ، فلا عجب أن تُقبل قلوب المؤمنين في هذا الشهر على ربهم الرحيم يخافونه من فوقهم ويرجون ثوابه والفوز العظيم . وأن الصيام قد اختصه الله لنفسه وأنه يجزي به فيضاعف أجر صاحبه بلا حساب لحديث : " إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به "
قال الشاعر
تؤمل الدنيا قليلاً ولا تدري
إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علةً
وكم من سقيم عاش حيناً من الدهر
وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكاً
واكفانه في الغيب تنسج وهو لا يدري.
قال ابن القيم :
يجب على من لا يدري متى يبغته الموت أن يكون مستعداً ولا يغترر بالشباب والصحة ,فإن أقل من يموت من الاشياخ , وأكثر من يموت من الشباب.

قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : كل بني آدم خطّاء وخير الخطّائين التوابون .
يا من أسأت الاستقبال.. أحسن الوداع

مضت أيامه ولياليه وانقضت كغمضة عين..

بالأمس القريب كنا نترقب هلاله المبارك وها نحن على مشارف توديعه..

وهكذا تمضي سويعات الهناء على عجالة فلا نحن نملك دوامها ولا نحن نحسن استغلالها..

مضت أيام شهر الخير والمحبة كضيف خفيف, وزائر لطيف, بل كسحابة جميلة كانت تقينا حر الشمس ثم لم تلبث أن تزول بعد أن تعلقت بها القلوب وأنست بها الدروب..

وكأني والمقصرين من أمثالي قد وقفنا حيارى لا ندري أنبكي على ما مضى وما أحسنا فيه أم نحزن على ما بقي وأنفسنا كسيرة حسيرة..

أخي الحبيب أختي الحبيبة..

وإن بقي عليه من الليالي خمس أو ثلاث أو حتى ليلة واحدة، فما يدرينا لعلنا بإصلاح تلك الليلة نكون من عتقاء الله من النار!

فلا يلقي الشيطان في قلبنا اليأس ولا يزرع في نفسنا القنوت..

فهيا يا من أسرفت على نفسك، وسوفت، وضيعت ليالي مضت، دع عنك اللوم والعتاب، وانظر إلى سويعاته المقبلة، نظرة أمل وتفاؤل وإحسان ظن بالله.

سئل أحد السلف عن السبيل إلى النجاة بعد أن أسرف على نفسه أعواما، فقال:
تحسن فيما بقي، يغفر لك ما قد مضى.

كيف لا وقد قال الله عز وجل: {إن الحسنات يذهبن السيئات}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الأعمال بالخواتيم)).

فيا من أسأت استقباله، لا تعجز عن إحسان توديعه..
فلعل عتقك من النار يكون في آخر لياليه المباركة..

لعلك بتلاوة آية أو استغفار أو ذكر أو صدقة وما أكثر سبل الخير..

لعلك تدركها في هذه الدقائق الغاليات..

فسارع وأحسن واعمل وتذكر أن الله يضاعف لمن يشاء

رزقني الله وإياكم الإخلاص والقبول في القول والعمل وجعلنا جميعا من عتقاء الله من لنار وتقبل الله منا القليل وغفر لنا كل تقصير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, وسلم تسلميا كثيرا.
بوجمعة بولحية.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات