اقتراف ق.ق
وقفتْ بعدَ أنْ زاحمتْ هواجسها كُلّ الأشياء الشاغرة .. لحظاتِ الأحلامِ الجميلة هرولتْ مَعَ صحوةِ طقسٍ بارد ..تفاوض كثيراً مع خريف الغلبة .. فقطعت الورقة من تلك الشجرة الذابلة التي أعوزها الجفاف ! نسجتْ عشرينَ ربيعٍ وسطَ رُكَامٍ مُحَطَمٍ وحدائق بلا ثمر تسربل فيها اليأس فـ أوشكت الضياع .. نظراتُها الحادة الحزينة تلتقطُ صدقاتِ المتفرجين وهي تتوارى في ذاتِ الظلِّ المنحني !
يؤازرها خلفَ قضبانِ الخجلِ, ينعسُ في عينيها كـ كابوس .. رجلٌ ستينيّ أبتسمَ في وجهِها وأطبقَ على يَدِها كـ ذئبٍ عجوزٍ يجرًها إلى موتٍ محتّم .، ناداها بصوتٍ جاد " خُذي ما شئتِ يا حبيبتي كلّ المحل لا يغلى عليكِ " !؟
تشاغلتْ بعينيها كأنّها تبحثُ عن ضالةِ أملٍ في ظلامٍ يائس ..حرمانٌ طغى اختارتْ أن تعوِضه ، في سلةٍ ملأتها بالأحلامِ دون اكتراثٍ بحجمِ الخسائر!
ما أقسى أن ترى أنثى من نارٍ لا تشيء بانطفاء .. تساومُ مشاعرها ببديلٍ يروي رغبتها .. الحياةُ معهُ ألمٌ لا يغذيه رغبةٌ مشتعلة !؟
بعدَ أنْ بدأتْ تصفُ ما في عربتِها على طاولةِ المحاسبة تنّهدَ (الكاشيير) الشاب بحرارةٍ وتخيّل يديها الناعمة وأصابِعِها المزينة بالمحابسِ الذهبية التي حطّت على آخرِ الأحلامِ الورديةِ أمنية تدغدغ صدره المتحسر ..غَابَ في حسابِ لحظاتٍ بخيالاتٍ شتى تراقصتْ مع يديهِ المنفعلة كصمتِ العيون المسدلة التي بدأتْ ترافق فحولةً مشتهية . تأوّه َباللعنةِ في وجهِ الستيني وصرخ بسعرها النهائيّ !
اخرجَ العجوزُ محفظتهُ المتخمة بـ المالِ ليدفعَ قيمة الكثيرِ من الأشياءِ التي تبرّرُ رغبتهُ في إطفائها .. مشى يتعكزُ على اراذلِ عمرهِ بعصا مزخرفةٍ نقشتْ بقِدْرٍ غنى فاحش ، رافقتهُ بتثاقلٍ إلى بوابةِ الخروج وهي لا تشيحُ بنظراتها عن شابٍ وسيم يرتدي قميصاً مخططاً وبنطالٍ قصير!
حسن الاحمد
07-02-2009 08:43 PM
التعليقات (0)