"ميسي" .. في مدارسنا!!
علي بطيح العمري
من حق كل شخص أن يشجع ويعجب بما يشاء ، وأن "يهيم" غراماً" بمن يحب ويهوى!! لكن في المقابل من حق الناس أن ينتقدوا شتى الممارسات التي تمارس على الملأ وتصبح ظاهرة ينبغي الوقوف عندها!
"ميسي " و"رونالدو وكاكا" ... الخ التشكيلة تجولوا من قبل في شوارعنا!!
ثم بقدرة قادر دخلوا مساجدنا واقتحموها!!
واليوم هاهم يسرحون ويمرحون في مدارسنا!!
لم يأتوا بشخوصهم لكن أتوا بأسمائهم!! لم يتجولوا عندنا بذواتهم بل تجول بهم طلابنا وشبابنا عبر ارتداء الفانيلات التي تحمل أسماءهم! فجل الطلاب تركوا ارتداء الفانيلات التي تحمل أسماء اللاعبين المحليين أو العرب ، وعمدوا إلى "العالمية" في ارتداء شعارات الأندية الغربية وأسماء لاعبيها.
ليتنا حينما نقلد الآخرين نأخذ حسناتهم وإيجابياتهم ، ليتنا نأخذ من هؤلاء اللاعبين طريقة لعبهم وفنهم ومهاراتهم العالية التي جعلت منهم (الأعلى سعراً) وجعلت وسائل الإعلام تقبل عليهم بخيلها ورجلها!
لكني أخشى ما أخشاه أن نقلدهم في الأسوأ نقلد سلوكياتهم التي تنطلق من ثقافة غير ثقافتنا ومن بيئة غير بيئتنا ، قبل مدة شاهدت صورة نشرتها الصحف لأحد اللاعبين العالميين ((نسيت اسمه وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره والعتب على ذاكرتي العزيزة)) وهو ممسك بـ"المعسل" ، وأكاد أجزم أن شبابنا لن يقلدوا اللاعب في "محاوراته" ولا في "تسديداته" ولا حتى في "تمريراته" لكنهم سيأخذون عنه طريقة "شفطه" للمعسل بنكهاته!! وقصة شعره!!
ولعل في مقدمة سلبيات هذا الإعجاب أن تجد الطلاب يحفظون أسماء اللاعبين وتاريخهم بل وجزء كبير من حياتهم الشخصية ، وكذا الأندية وأسماء التشكيلة الأساسية والاحتياطية وفي المقابل تجدهم أداروا ظهورهم لثقافتنا الإسلامية واسألهم عن "أدنى" المعلومات فضلاً عن غيرها .. جرب أن تسأل شاباً عن أسماء لاعبين أو مطربين سيسردها لك بلا تلكؤ ، بينما لو سألته عن أسماء عشرة من الصحابة الكرام أو خمسة من التابعين الإجلاء "لفرمل" في مكانه!!
أخيراً ..
قارئي الكريم ..
لو كنتَ لائماً أحداً فمن تلوم في قضية "ميسي وشلته" التي صارت تتجول في مدارسنا!!
أهي المدارس التي لم تعد قادرة على استيعاب تغيرات وأفكار الشباب العصرية؟ خصوصاً أن هم بعض مسؤوليها بات منصباً على"الديكورات" و"الترميمات" لا المستوى العلمي لطلابها!
أم تلوم الإعلام الذي يسوق كل "ماهب ودب" ، ولم يعد يقيم وزناً لأية قيمة فهو يقدم هؤلاء على أنهم علامات يهتدى بها!!
أم تلقي باللوم على "الأسر" التي تنام بملء جفونها عن شواردها وتترك أولادها جراها يختصموا!! "قصدي يدشروا ويفلتوا بس سايرت الشاعر المتنبي" ؟ فالأسر اليوم تعيش أزمة تربوية فحياة الأسر تشبه "الحياة الفندقية" فهم يلتقون لماماً وقل أن يجتمعوا على وجبة واحدة!
أم انك تلوم ذلك الطالب – الشاب- الذي غرق في وحل الحضارة العصرية وكافة وسائلها المعاصرة حتى "شحمة أذنيه" وليس لديه القدرة الكافية والوعي المستنير على تمييز الغث من السمين ولا التفريق بين الصورة وظلها؟!!!!
ولكم تحياااااتي.
للتواصل
alomary2008@hotmail.com
مغرب الأحد 6/1/ 1432
التعليقات (0)