متحف بلدي الوطني ... فلسطين الدولة و الشعب و الارض و البر و البحر و الجو و كل بطولاتها و كل ما خطه التاريخ لها سواء بالدم او العرق او الحبر او حتى بالحواجز فهي لا يوجد بها متحف وطني يرقى لمستوى المتحف الوطني ... متحف يوثق و يؤرخ لكل ما هو فلسطيني و لكل ما جرى و يجري في ارض المُقدسات ... لماذا الأفكار حاضرة و الأعمال غائبة ... المتحف غائب ... اننا نخجل عند زيارتنا لمتاحف الاخرين ... و لا اقصد بالاخرين انهم شيء و عالم اخر لا بل هم بشر مثلنا مثلهم و لكن استطاعوا ان يوثقوا شيئا لاجيالهم القادمة و لزوارهم الكرام ... نريد ان يكون لدينا متحف وطني قوي به من الابرة الى المسجد الأقصى ... لا نريده معرضا موسميا كمعرض اكبر صورة و اكبر بطيخه وغيره، لا بل نريده متحفا دائما و ابديا يزوره المواطن قبل الاجنبي و الصغير قبل الكبير و يكون به مكتبة وطنية تحمل في طياتها كل ما كتبه الانسان في الماضي و الحاضر عن فلسطين ... نريد ان يكون به خريطة قديمة كبيرة للعالم تتوسطها فلسطين ...
مطلبنا بضرورة ايجاد و تفعيل المتحف الوطني الفلسطيني "ضرورية و ملحه" و من اسس و مبادئ التمسك بالهوية الفلسطينية فمن لا ماضٍ له لا مستقبل له و الظلام يُحطم حاضره ...
نريد متحفا وطنيا يزوره طلبتنا الفلسطينيون في الجامعات قبل المدارس ... يزورونه حتى قبل المسجد الأقصى الذي تشد الرحال اليه و الذي للاسف ننتظر رمضان كي نزوره ... نزور متحفنا الوطني قبل حديقة الحيوانات في قلقيلية او كنيسة المهد في بيت لحم او قصر هشام في اريحا ... نريد هذا المتحف كي نرى و نوثق و نلمس ما هي فلسطين ... لا اريد ان اطور الامر لاكثر من متحف محترم يجمع كل تراثنا و عادتنا و تقاليدنا و لا اريد ان اشرح انواع و اشكال المتاحف الموجودة في دول العالم المختلفة ... فهناك متاحف للتاريخ القديم و اخرى للحديث و اخرى للسيارات و اخرى للطائرات و اخرى للحيوانات المائية او ما يسمى بالحدائق المائية و حتى للدراجات الهوائية ... متاحف متنوعه و مختلفه عندما تراها تفرض احترامها و احترام من فكروا بانشائها و تحترم طريقة تبويبهم و تصنيفهم و مواكبتهم للاحداث و كأنك تشعر ان امتهم بين جانبيك ...
نريد تطبيقا لقرارات صدرت من الذين ترجلوا و رحلوا و اخرى للذين يديرون البلاد و العباد اليوم ولا انسى الحكومات الفلسطينية الاثنى او الثلاثة عشر ... عدد كبير من الحكومات و لا يوجد متحف وطني واحد و ان نجحت فكرتنا سنضع لهم صورة كبيرة في وسط المتحف ... ! نريد متحفا وطنيا على قطعة ارض مستقلة و بميزانية مستقله و مبنى مستقل : أيعقل ان يكون المتحف الوطني لشعب عظيم عبارة عن شقة داخل عمارة مساحتها لا تساوي عشرات الامتار و بها من المكاتب و الادارات اكثر بكثير مما يعرضه المتحف ... أيعقل ان يتبنى مواطنا الفكرة و يتخذ من منزله متحفا فلسطينيا ... والله حرام ... نريد متحفا به سكين و كبريتة و زجاجة و حجر و قنينة زيت ... نريد متحفا به صورة و علم و قلم و عصفور دوري مُحنط ... نريد متحفا للدمار و اخر للخراب و اخر يُظهر ما تبقى من فلسطين و ما سلب منها على يد المُحتل و بصراحه هُنا لا القي اللوم على المُحتل بل القي به على انفسنا "قيادة و شعب" و تحديدا كمثقفين وعلماء و فلاسفه و الذين يحملون اعلى الشهادات في علوم التاريخ و المكتبات و غيرهم ... فلماذا لا نطالب او نوجد مثل هذا المتحف و ان يكون شيئا محترما و مشهورا و معروفا؟
نريد متحفا فلسطينيا خالصا يُحظى بالرعاية و الاهتمام و حُسن الادارة ... و يُحظى بكل اشكال الدعم المادي و المعنوي ... الدعم الشعبي و الرسمي ... لا أعرف اذا كانت رؤية الجَملْ في بلدة العيزرية هي متحف فلسطين ... لا أعرف اذا كان دوار الأسود في رام الله هو متحف فلسطين ... لا أعرف اذا كان دوار البطيخه في جنين هو متحفها ايضا الذي يؤرخ لشعبها و مخيمها؟؟ لا أعرف لماذا و كيف سبسطية غائبة؟ ... سبسطية الرومانية القديمة : غائبة!! ... لا أعرف ان كنا نملك شيئا تاريخيا ام لا ... و لا اعرف لماذا اقدم مدينتين في التاريخ (أريحا و نابلس) لا يوجد بهما متحف تاريخي يمتد عبر التاريخ و يوثق لشعبنا المنسي و الذي ان بقي على هذا الحال سيُنسى للأبد و سيُمحى من الكتب لا بل من امهات الكتب ... والله ان الجدار او الانتفاضتين او حتى نعلين او بلعين او سخنين او حتى الاجتياح ... كل منها متحف مستقل؟!!
قد يتجرأ البعض و يقول هذا كلام غير معقول و نحن نحفظ تاريخنا قلبا و قالبا و حتى نصلي بقلوبنا و نؤمن بالله بقلوبنا ... فما هي الحاجة و هل نحن بحاجة لمزيد من المصاريف ... و قد يسال اخر : متى سيكون لنا متحف وطني؟ و الاسئلة كثيرة و الاجابات متنوعه و منا من هو متفائل و ينسجم مع الفكرة و منا من هو متشائم و لا يرى بها شيئا جديدا او غريبا!!!
ان انشاء و تفعيل هذا الصرح الوطني و بالادارة الكفؤة ... متحف وطني فلسطيني سيحقق الكثير و سيزيد من تمسكنا بحقوقنا و ثوابتنا .... و سيعود بالدخل علينا من بابين "المعنوي و المادي"... سنحصل على ايراد مادي ملموس اكثر بكثير من مدينة ملاهي هنا و صالة افراح هناك و حتى من مسبح للطهي و ليس للسباحه و محطة محروقات غريبة عجيبة ... الخ و حتى سيحقق حفاظا على التاريخ و الهوية الفلسطينية اكثر من الخمسون او الخمسماية حزبا و حركة و منظمة و جمعية تعمل ولا تعمل و اكثر بكثير من الكوفية المُلونة التي اصبحت تغطي رقاب الكثيرين منا ... المتحف الوطني رمز للوطن و مواطنيه و تضحياتهم و انجازاتهم ... فلنحمل الفكرة و لنعمل على توطيدها و انجاحها ... فان الامانه في تفعيل اهمية الموضوع تاتي من مقارنات بسيطة بين ما نملك و ما يملك الاخرين ... و اين هم و اين نحن ... نريد متحفاً فلسطينيا لكل ما هو فلسطيني ... لكل انواع الحجارة و الاشجار ... لكل اسماء الابطال و الثوار ... لكل حبة زيتون و لوز و ورقة عنب ... نريد متحفاً.
التعليقات (0)