مات أفلاطون
للشاعرة التونسية عفاف السمعلي
مات أفلاطون
شكرا سيدي
للصفعة الاولى..
للطعنة الأخيرة
لم تسل دمائى...
فقط شتت اشلائي
.شكرا سيدي ..؟
للدرس الأخير
أفلاطون مات ثانية
لم أبكه هذه المرة
تركت النديب لأحفاده
وضعت النقاط على الأحرف
والحركات على الكلمات
وقرأت في الكتب
عن ثورة الزنجي وسقوط غرناطة
والمذابح اليومية
وقتل الابن لأبيه من أجل كرسي
فعدت وحذفت النقاط عن الأحرف
والحركات عن الكلمات
كي لا أقرأ ثانية..كي لا يقرأ أحفادي
فسق الرجال وعهر النساء؟؟
وفي كل مرة يموت أفلاطون
وتغرق مدينته ..!!
ويقطع من الوريد الى الوريد..
وأصفع نفسي بكلتا يدي..
هذا زمن وذاك زمن..!!
وبين الزمنين فاعل ومفعول به
..تبكي شجرتي خيبة الأمل..
وتبكي حبات الياسمين خفية..
ويبكي سيزيف.
وأبحث عن دمعة أذرفها
فلا أجد سوى قطعة ثلج تجمدت في مآقي..
عفوك سيدي..
حملتك ما لا تحتمل..
فتاريخك سيدي خال من الفضيلة..
تشتهي عصر الجواري
والعبيد والغلمان..
تشتهي النساء كل النساء.
شبقك يحرق أعصابك
وشذوذك النتن يدمر فحولتك..
تبكي الوطن أمام كأسك المعتق.
واهتزاز النهود الرخيصة..
آه لو كان الوطن امرأة؟؟
لثكلتك يوم مولدك..
آه لهذا وذاك وهؤلاء..
بعتم الوطن
سلالة الخنازير
وتبكون قيفارا
ومناجم الفسفاط
وثورة البلاشفة
والكتب الحمراء
..تكذبون..أقسم برغيف الخبز
بحبات المطر
بشرف هؤلاء جميعا تكذبون..
للجراء والدبابير
سلمتم الوطن
فتحتم الأبواب لترسانات العدو
في الحانات تبكون الوطن
أبناء الجريمة أنتم !!
نعم
أبناء الجريمة أنتم..!!
سادتي..عفوكم..!! عفوكم
أفسحوا الطريق...
فقد مات أفلاطون وأحفاده وتلامذته...
فافسحوا الطريق للنعوش جميعا....؟؟
التعليقات (0)