قشور وسموم"، منهج حركات الضلال ومرجعيات الفجور
إن ارتباط الفرد والمجتمع بجوهر الإسلام وقيمه ومبادئه ، وفهمه لتشريعاته ، وإدراكه لفلسفتها وكنهها ، وتمسكه بمكارم الأخلاق ، يُعَدُّ خطرا كبيرا على أعدائه والمتطفلين عليه من أئمة ضلال وحكام وأصحاب حركات ودعاوى منحرفة ، لذلك عملوا على إبعاد المجتمع عن جوهر الدين وفك ارتباطه به وشده وتوجيهه نحو مفاهيم سطحية قشرية فارغة مع مزجها بما يتبنونه من أفكار ضالة منحرفة ، لأن طرح أفكارهم بمعزل عن الدين جملة وتفصيلا (ظاهره وجوهره) يعني العداء المعلن للدين وهذا ما لا ينسجم مع مخططاتهم وأهدافهم ومصالحهم ، وسيمنع من استقطاب الناس وجذبهم نحوهم ، ولهذا خلطوا بين أفكارهم المنحرفة وبين بعض القشور والأمور العبادية الفارغة من روح العمل والوعي والحركة والنظر والتفكير والتعقل ، ولا تربط الفرد المسلم بدينه وقرآنه ومبادئه وقيمه ولا تعمق إيمانه وعلاقته بخالقه ، بل على العكس ، إضافة إلى اعتماد عملية تسطيح للقيم والمبادئ الإسلامية وتفريغها من محتواها الحركي الحيوي المنتج ، فانتشار وبقاء الظلم والفساد والانحراف والضلال قائم على ركيزتين أساسيتين أولاهما وجود قادته وأئمته ودعاته وحملته وثانيهما وجود الحواضن والأرض الخصبة التي تستقبل بذوره وهذا يتمثل بالمجتمع الجاهل الذي غيَّب عقله ، وجَمَّد فكره ، وأصم سمعه ، وأعمى بصره ، وفقد إرادته وابتعد أو تم إبعاده عن جادة الحق والعلم والنور، وعن القيادات الرسالية ، وارتبط بقيادات تدس له السم بصورة العسل وتغذيه بأفكارها المسمومة الضالة البعيد عن جوهر الإسلام وروحه والتي لا تخدم إلا مصالحها وأجنداتها ومصالح أسيادها الذين وفروا لها الدعم الكامل ، هذا الخط والمنهج المنحرف أشار إليه سيد المحققين الصرخي الحسني في المحاضرة الثانية والعشرين حيث قال سماحته :
((لاحظوا أعزائي أن أصحاب الدعوات الباطلة كالخطابية والسبئية والمغيرية وكذا الدعوات الباطلة المعاصرة من مرجعيات سب فاحش ودعاوى مهدوية باطلة كالسفير والابن والمهدي وأول المهديين والقحطاني واليماني وغيرها كلها ذات صفة وسلوك مشترك فهي تشترك بإبعاد المسلمين عن القران وعن الالتزام العبادي المقترن بالتقوى والإخلاص وإبعادهم عن الورع ومكارم وفضائل الأخلاق وكل متابع يتيقن النهج العام والسلوك العملي عندهم يرتكز ويتركز على قضايا فاسدة باطلة محرمة منظم إليها بعض الطقوس العبادية القشرية التي لا تعمق العبادة والإيمان لا تحقق العلاقة والارتباط بين الإنسان والقران ومعانيه القدسية العظام ، لا توثق العلاقة بالواحد القهار ، ولا تربي على فضائل الأخلاق ، بل تنتج العكس ومن هنا أشار الإمام عليه السلام إلى هذه المثلبة وهذا الانحراف العبادي الأخلاقي عند المدعين وأتباعهم في الابتعاد عن فضائل الدين والأخلاق فرحمهم الإمام عليه السلام وأشفق عليهم فنبههم وأرشدهم وأمرهم بالرجوع إلى القران وفضائل الدين والإيمان والأخلاق حيث قال عليه السلام من فضائل المسلم))
https://www.youtube.com/watch?v=ka2jHSA1SyM
بقلم
احمد الدراجي
التعليقات (0)