مواضيع اليوم

"عيون تاريخ" قويدر يرصد مظاهر الفشل العربي

مالك الحزين

2010-07-25 19:35:55

0

"عيون تاريخ" قويدر يرصد مظاهر الفشل العربي.. ليس من مصلحة الدولة الكبرى إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي لأنه الذريعة الوحيدة للتواجد في المنطقة.. أبناء الأمراء العرب ينفقون ملايين الدولارات في ليلة واحدة في احتفالات سويسرا بعيدها القومي وشعوبهم تشكو الفقر والحاجة.

عرض : السيد سالم

حظي الوضع المتردي للتعاون الوطن العربي المشترك، المتمثل في جامعة الدول العربية بالكثير من الدراسات والمقالات التي تناولته بالتفنيد والتوضيح تارة وبوضع الحلول والتنظير تارة أخرى، وكانت معظم هذه المحاولات لأشخاص بعيدين عن منظومة الواقع العربي أو مواطن صنع القرار علاوة على كونهم مارسوه واقعيا، لكن الدكتور إبراهيم قويدر من خلال كتابه "نحن في عيون التاريخ" يرصد ظواهر التردي عن قرب، فقد شغل منصب مدير عام منظمة العمل العربية، وكما يقول قويدر فإنه قد تربى في أسرة تؤمن بالوحدة العربية نتيجة تأثرها بالفكرة الناصرية التي شاعت بعد منتصف القرن الماضي، لذلك فقد كان همه عندما ترشح لهذا المنصب أن يكرس للعمل العربي، ضمن مجموعة من الأفراد الذي شغلهم تفعيل جامعة الدول العربية وإنشاء السوق العربية المشتركة أمثال الدكتور أحمد جويلي مدير مجلس الوحدة الاقتصادية والسيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية.
ويرصد لنا الدكتور قويدر في كتابه "نحن في عيون التاريخ" الصادر عن دار شمس للإعلام والنشر والذي يقع الكتاب فى 356 صفحة من القطع المتوسط ويحوى مجموعة من المقالات والتقارير والقراءات التى تمثل آراء جريئة في بابها، وتمثل مجموعة المقالات تلك العديد من القضايا والمشكلات التى يواجهها المجتمع العربى، فينتقد ببالغ الأسى الأوضاع التي شهدها العالم العربي منذ مطلع الألفية الجديدة والتي تتمثل في خضوع دول الوطن لتأثير العولمة وتأثرها بالحرب التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية الداعية إلى إجراء إصلاحات سياسية ونشر الديمقراطية تحت مظلة مصالحها القومية ومقاييس منافعها الاقتصادية، وليس من أجل حرية شعوب المنطقة وتطورها ونموها، مدللا على ذلك بغزو العراق وإعادة بناء نظامه السياسي في ظل حالة التصارع والفوضى وعدم الاستقرار التي تكتنف البلاد، علاوة ما يعانيه الشعب العربي في فلسطين وموقف المؤسسات الدولية التي تكيل بمكيالين، وهو يؤكد في هذا الصدد أن الصراع العربي الإسرائيلي خلق ليبقى، فليس من مصلحة الدولة الكبرى أن تنهي هذا الملف، لأنه هو الذريعة الوحيدة الذي من خلاله تستطيع التدخل والتواجد في المنطقة.
لم يكن هذا هو التصور الوحيد الذي أرق الدكتور قويدر لكن أرقه إهدار الثروات العربية في جنيف وعلى بحيرة جنيف، فيرصد لنا ظاهرة البذخ والترف التي يعيشها أبناء الأمراء العرب في احتفالات سويسرا بعيدها القومي، ويؤكد أن المحتفلين ليسوا هم أبناء البلد بل إنهم هم العرب الذين أنفق أحدهم ملايين الدولارات في ليلة واحدة، مع أن أبناء الشعب العربي لا يجدون قوت يومهم.
كما تطرق الدكتور قويدر إلى العمالة العربية ونظام الكفيل والذي يمثل نوعا من الرقيق أو العبودية في العصر الحاضر، ليبحث جذوره ومواقف الدول الخليجية والعربية منه.
ومع ذلك يدخل بعمق فيما يدور داخل الاجتماعات العربية والتي يؤكد أنها بكل المقاييس، وعلى كافة المستويات تعبر حقيقة عن تدني في مستوى الإيمان بالوحدة العربية، والعمل بخطوات جادة نحو بداية تقارب عربي حقيقى، فيقول: "إن العمل العربي المشترك جملة يفترض أن تكون مفيدة.. جملة تبحث عمَّن يغوص فيها ويفصل محتواها، ويتناول بكل المصداقية فحواها، ويقدم واقع مسيرتها المؤلمة، سواء في آلتها- الجامعة العربية- وآلامها، أو المنظمات المتخصصة، ويضيف ساخرًا: إن "المتتبع لاجتماعات الجامعة العربية سواء على مستوى الخبراء أو اللجان أو المندوبين- السفراء- أو وزراء الخارجية، وحتى مجلس الجامعة على مستوى القمة يلاحظ بعضًا من الخطوات الإيجابية في هذه الاجتماعات، ومنها: حرارة الاستقبال للوفود القادمة على كافة المستويات، وكرم الضيافة في الإقامات، والكلمات الرنانة، والمواقف الإعلامية التي تجعل من وفد كل دولة يظهر بالمظهر البطولي،
ناهيك عن البيان الختامي الجميل في صياغته شكلا، الفارغ- إلى أبعد حد- من المضمون وآلية التنفيذ بل في جديته وآليات الالتزام به.
ويكلل ذلك الفشل بقوله: هناك عدم التزام من جانب أعضائها بتنفيذ ما يتفقون عليه في اجتماعاتهم، علاوة على الازدواجية بين مؤتمر المنظمة العام، وما يقرره الوزراء المتخصصون أعضاء المؤتمر العام للمنظمة، وما تقوم به هذه اللجنة من إصدارها لقرارات مخالفة لتوجهات وقرارات الوزراء.
إن العمل العربي المشترك يمر بأزمة حقيقية حيث إن المجموعة العربية في اجتماعاتها على مستوى التمثيل الأعلى وعلى مستوى القمة تخرج بقرارات لكنك عند التنفيذ لا تجد شيئا، ولذلك لا نستبعد أن يطالب قويدر بإلغاء جامعة الدول العربية، وأن تبقى "جامعة الدول العربية ومنظماتها" تحت مسمى هيئة استشارية عربية لعله يأتي اليوم الذي نجد فيه من يؤمنون بالوحدة ويفعّلون أدواتها.
إلا أن المشكلة التي تؤرقه هي قضية هجرة العقول والكوادر العلمية من البلاد العربية إلى الدول الغربية فيشير إلى أن الإحصاءات تؤكد أن مصر قدمت نحو 60% من العلماء العرب والمهندسين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن مساهمة كل من العراق ولبنان بلغت 10%، بينما كان نصيب كل من سوريا والأردن وفلسطين نحو 5%.
وهذا ما يعتبره قويدر نزيفا للعقول للعقول العربية على ثلاثة مستويات: أولها النزيف الخارجي للعقول وهو النمط الشائع في هجرة العقول إلى الخارج، ثم النزيف الداخلي، وهو ميل بعض العلماء في الوطن العربي إلى المعيشة على هامش الحياة في هذا الوطن، وتوجيه اهتمامهم كله نحو العلم في حد ذاته. وآخرها النزيف الأساسي للعقول، والذي يتمثل في إخفاق بعض الدول النامية في الاهتمام بعقول مواطنيها نتيجة للعديد من العوامل، لعل أبرزها نقص الإمكانيات، وسوء التغذية الذي تعاني منها الأمهات والصغار في العالم الثالث.
ولا ينسى قويدر أن يؤكد على أن الثروة الحقيقة في الأمة العربية تكمن في شعوبها؛ بنسائها ورجالها وشبابها وأطفالها، فالشعوب هي الثروة الفعلية القابلة للتجدد، لأنها تشكل الأسس التي ترتكز عليها أية عملية في التنمية العربية، كما أن الأهداف المرجوة منها أعظم من الأهداف المرجوة من الأنظمة السياسية، لأن الشعب العربي- من منطلق إنساني بحت - يملك حقًا جوهريًا في أن يحيا حياة كريمة تفي بمتطلباته واحتياجاته الأساسية، وباتت مثل هذه التنمية ترتبط ارتباطًا متزايدًا بتوسيع دائرة خيارات الناس، وإتاحة الفرص أمامهم لإدراك قدراتهم الكامنة، دون أن يقف الجوع أو المرض أو الاضطهاد عائقًا أمامهم.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !