"طبائع الإستبداد و مصارع الإستعباد"
محمد سالم بن عمر
الكاتب
محمد سالم بن عمر
Mohamedsalembenamor21@yahoo.fr
http:islam3mille.blogspot.com
محمد سالم بن عمر، كاتب و ناقد تونسي ، عضو اتحاد الكتاب التونسيين .
أصيل سيدي بوعلي ولاية سوسة، متزوج و له شيماء و نصير الله.و أمة الله
متحصل على شهادة الأستاذية في التنشيط الثقافي منذ 1992، وقد عمل مديرا لدور الثقافة بتونس.
له مساهمات عديدة في النقد و الإبداع و المقال الفكري الحضاري...
صدر له كتاب:" اللسان العربي و تحديات التخلف الحضاري في الوطن العربي الإسلامي عام 1995"
كما صدر له كتاب : " نقد الإستبداد الشرقي عند الكواكبي و أثر التنوير فيه عام 2009 "
و قد نشرت له جل الصحف و المجلات الوطنية مقالات فكرية و نقدية
و قصص قصيرة وقصائد .. كما نشرت له بعض المجلات و الصحف العربية .. مقالات فكرية وحضارية..
له مخطوطات عديدة أهمها :
المشي على الجمر و لا خيانة الله (رواية) نحو إعادة تشكيل الفكر العربي الإسلامي في العصر الحديث ﴿مقالات فكرية / حضارية﴾ .
الإهـــــــــــــــــــــــــــداء
إلى التي أحيى من أجلها..
إلى أمتي الإسلامية..
التصدير
"ما ينبغي أن يكون الفيلسوف مخترعا للمذاهب بل رسولا للحقيقة، وما دامت الشرور التي ابتليت بها البشرية قائمة بغير شفاء. وما دام مسموحا للخطأ والتحيز و الجهل و الإستبداد بأن تخلد هذه الشرور. وما دامت الحقيقة مقصورة على القلة وعلى المميزين، محجوبة عن معظم النوع الإنساني فسيظل واجب الفيلسوف المؤمن أن يبشر، بالحقيقة، وأن يحافظ عليها ويشجعها، وينيرها. وحتى إذا كانت الأضواء التي ينشرها لا تفيد في جيله وقومه، فإنها لا شك ستفيد في بلد وجيل آخرين. فالفيلسوف ذلك المواطن في كل مكان وزمان أمامه الدنيا كلها وطنا، والأرض مدرسة، والأجيال القادمة تلاميذ".
المقدمــــة
كان الإستبداد السياسي، وسيبقى داءا معطلا لحركة التقدم في المجتمعات البشرية. وقد اكتوى عبد الرحمان الكواكبي (1854/1902) وكل أمته العربية الإسلامية بمثل هذا النمط السيئ من الحكم، ولا تزال شعوب كثيرة تكتوي بهذا الداء اللعين إلى يوم الناس هذا، بل لعل فشل العرب و المسلمين في تجربة النهضة يعود أساسا إلى أنهم أهملوا القضية الأم في نهضة الشعوب والأمم وهي قضية تحرير الإنسان والرقي به بصفته شخصا ليس عليه واجبات فقط، وإنما له حقوق واعتباره الغاية والمبتغى و منطلق التغيير.
وقد رأينا أن نتوجه بالدراسة إلى فكر عبد الرحمان الكواكبي باعتبار ريادته في هذا المجال وتكريسه لجل فترات حياته مناضلا في سبيل تحرير العرب و المسلمين من إستبداد الأتراك، داعيا في حماس فياض إلى إقرار نظام "شوري ديمقراطي" للقضاء على أسباب الإنحطاط و التخلف الحضاري.
لقد شدنا إلى هذا "العالم المصلح" تركيزه الشديد في جل ما كتب على نقد الإستبداد وتبيان مساوئه على حياة الفرد والمجتمع، بل لعله الوحيد من بين رواد النهضة العربية الذي قضى جل حياته النضالية في سبيل مقاومة ظاهرة الإستبداد والتحذير من مخاطره. ولعل جل الدراسات التي تناولت فكر الكواكبي جاءت في شكل سرد تقريري لمجمل آرائه السياسية والاقتصادية والتربوية… مفتقدة في الغالب إلى التحليل المعمق، وتعقب المرامي التي هدف إليها الكواكـبي..!؟
فالفكرة المترسمة لدى جل الدارسين تقدمه في صورة المصلح الذي نقد الإستبداد التركي ونادى بخلافة عربية تحل محل الخلافة العثمانية اعتمادا على كتابين تركهما المؤلف وهما "أم القرى" و"طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد" فلم تصل إلى اعتباره ظاهرة فكرية متميزة وأغفلت الكثير من مظاهر الإبداع والطرافة وبعد النظر التي تميز بها الكواكبي... ولا ينازع احد في قيمة هذين الكتابين الذين ضمنهما الكواكبي لمجملي آرائه النقدية والإصلاحية.
وأزعم أن كتاب "الطبائع" يعد حجر الزاوية في معرفة أفكار الكواكبي التي استقر عليها رأيه بعد حياة مليئة بالنشاط والحركية في الميدان الصحفي..‘ داعيا إلى مقاومة كل مظاهر التخلف والإنحطاط الحضاري التي انتكس فيها المجتمع العربي الإسلامي آنذاك.
كما أن هذا الكتاب قد اشتمل على بعض أفكار رواد النهضة العربية أمثال الطهطاوي(1801/1873) وخير الدين التونسي (1810/1890) والأفغاني (1837/1897) وعبده (1849/1905) ورشيد رضا(1865/1935)‘بل إنه يصعب على أيّ باحث جاد عدم الوقوف عنده للتزود بما يساعده على معرفة فكر النهضة والوعي العربي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
غير أن قلة الدراسات الجادة التي محصت آثار الكواكبي بدأت تنحصر في السنوات الأخيرة ولاسيما بعدما أصدر محمد عمارة "الأعمال الكاملة لعبد الرحمان الكواكبي" مرفوقة بتحليل عن مجمل ما خطته يد هذا "الزعيم المصلح" في الحقل السياسي والاجتماعي والتربوي وبعض مواقفه النظرية عامة.
وهذه الدراسات على علميتها وأهميتها طغى عليها الطابع الانتقائي وغياب الروح النقدية الصارمة..! فجاء جلها يكيل المديح للكواكبي ولم تر فيه إلاّ الجوانب الإيجابية من تفكيره.
لقد بحث الكواكبي في كتابه الأول "أم القرى" في أسباب الخلل والضعف في وضع المسلمين وسبل إحيائهم، وضمن كتابه الثاني "طبائع الإستبداد" حملته القوية على الحكم المطلق. والكتابان متكاملان في أنهما يشخصان أدواء المجتمع العربي الإسلامي ويتلمسان السبيل للنهضة.
كما ترك الكواكبي مجموع أشعار، فقد قال ابنه محمد أسعد الكواكبي: إن أباه "كان يسجل ما يروقه من الشعر ويصنفه على عشرين صنفا واضعا في نهاية كل بيت شعر رقما خاصا يدل على غزل أو نسيب أو مدح أو هجاء أو رثاء الخ.."
وقال :"ولا أزال أحتفظ بكناش فيه مجموع أشعار تنوف على الثلاثة آلاف بيت مصنفة على الطراز المذكور، ومحررة بخطه المشهور الذي لا يقلد، إلاّ أنه في حياته لم يكن مكترثا لقول الشعر الذاتي حيث لم أعثر له على شيء من ذلك سوى بعض أبيات حماسية قالها عفوا حين تحريره "أم القرى" في حلب وقصيدة حررها وأرسلها من مصر إلى أخيه السيد مسعود وهي بائية صورتها محفوظة عندي .
وقد ترك الكواكبي بالإضافة إلى هذه المؤلفات كتاب :"صحائف قريش" وكتاب "العظمة لله" وقد صودرت هذه الكتب من قبل السلطات العثمانية آنذاك بعد وفاة الكواكبي مسموما بالقاهرة ولم يعثر لها على أثر حتى الآن.
ولقد تميز الكواكبي في كل ما خلف من كتب ومقالات بالتزامه الواضح بمعاداة الإستبداد على اختلاف ألوانه و تشكلاته والتشوف إلى الحرية و الإنعتاق .. مرتكزا على تأصله ورسوخه في التراث العربي الإسلامي واطلاعه الواسع على جل المدارس الفكرية الغربية وخاصة تلك التي هيأت للثورة الفرنسية عام 1789.
يستفاد من الإشارات الواردة في مؤلفات الكواكبي أنه كان مطلعا إطلاعا واسعا على التاريخ الإسلامي قديمه وحديثه متأثرا خاصة بالعلامة ابن خلدون في بعض أفكاره، وهو كثير الإستشهاد بالقرآن والأحاديث النبوية وآراء أيمة المذاهب الفقهية، بالإضافة إلى بعض معاصريه أمثال الطهطاوي وخير الدين ومراش الحلبي ومن يقرأ بعض مواقفه يلمس استفادة مؤلفنا من الترجمات الصادرة بمصر في عهد محمد علي. كما أن تأثير فلاسفة الأنوار ولاسيما "روسو" و"منتسكيو" لا يحتاج إلاّ لمجرد الإطلاع على كتابه "طبائع الإستبداد" فلقد أكثر الكواكبي من استعمال مصطلحات فلسفة القرن الثامن عشر التنويرية كمفهوم "الحق الطبيعي" و"الحرية" و"الديمقراطية" و"الإشتراكية" وغيرها وهو ما يعكس صلته الوثيقة بالفكر الغربي التنويري وعميق تأثره بالثورة الفرنسية على الرغم من أنه لم يكن يتقن لغة أجنبية ما عدى إتقانه للغة التركية واللغة العربية. ويظهر تأثره واضحا بما ورد في كتاب الأديب الإيطالي "فكتور الفياري" (1749/1803)الموسوم بعنوان "الإستبداد" : " " Dela tyrannie والذي يظهر أن الكواكبي قد اطلع عليه خلال ترجمته إلى اللغة التركية من قبل شاب تركي عام 1867. وقد استمد منه الكواكبي بعض أفكاره في نقد الإستبداد واستخرج منه إطار كتابه "طبائع الإستبداد ". كما يغلب على الظن أن كتاب "بلنط":"مستقبل الإسلام" كان له تأثير على ميولات الكواكبي القومية …!
إن القراءة التي أردنا القيام بها لفكر الكواكبي تهدف أساسا للإجابة عن سؤالين هامين هما جوهر إشكالية هذا البحث:
1. هل نجح الكواكبي - كنموذج لزعماء الإصلاح – من خلال أفكاره وآرائه النقدية والإصلاحية في صنع "نسق سياسي- فكري حضاري" صالح لتغيير المجتمع الإسلامي في العصر الحديث و النهوض به وتجديد مختلف هياكله..؟
2. وعلى افتراض استكمال الكواكبي شروط بناء هذا النسق الفكري/الحضاري، فما هو حظ هذا النسق الفكري"البديل" من النجاعة الحضارية و إحداث النهضة؟ و ما قيمته الذاتية باعتبار أن للكواكبي فكرا نقديا إصلاحيا للواقع العثماني المتدهور في عصره وتصورا لمجتمع إسلامي في الوقت نفسه؟
إن الإجابة عن هذه الأسئلة تسهل علينا كشف النقاب عن الدور الذي اضطلع به مؤلفنا بوصفه من النخبة المفكرة في العصر الحديث التي مارست الزعامة الفكرية وادعت لنفسها القدرة العقلية والفكرية التامة على حسم المشكل الفكري والحضاري المتمثل في طريقة التوفيق بين مقومات الثقافة العربية الإسلامية القديمة.. وركائز الثقافة التنويرية الأوروبية الغازية ..‘ التي فرضت على المسلمين منذ أواخر القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر. وهذا العمل سيسمح لنا بإدراك ما إذا توصل الكواكبي إلى حسم هذا المشكل بفضل ابتكاره لنسق سياسي فكري إصلاحي أم لا؟
ولقد حاولنا في دراستنا أن نقيم حوارا مباشرا بين الأثر والدارس بغية وصف وفهم المحتوى الظاهري والمتخفي، الصريح والكامن للمادة المكتوبة محاولين في ذلك إرجاع الأثر المكتوب إلى الخلفية الفكرية أو الثقافية أو السياسية التي ينبع منها هذا الأثر. وقد عمدنا قدر الطاقة إلى جمع المادة التي تخص موضوع بحثنا من كتابي "أم القرى" و"طبائع الإستبداد" وبوبناها ثم قمنا بتحليلها بصورة حرصنا أن تكون متكاملة.
الباب الأول
تمهيد تاريخي:
1- النهضة العربية والوعي السياسي- الحضاري:
يظهر أن حملة بونابرت على مصر عام 1798م مثلت نقطة البداية لمحاولة النهوض في البلاد العربية الإسلامية، فقد مثلت الحملة شجة قوية في الوعي السكوني العربي، وبالتالي لم تأت اليقظة العربية إستجابة لحاجات أو تفاعلات داخلية وإنما كانت استجابة "للتحدي الذي فرضه الغرب على كل مستويات الإجتماعي، السياسي الإقتصادي والنفسي"
ولقد جاءت صيحة الشيخ حسن العطار تعبيرا صادقا عن ذلك، فقد قال بعدما اقترب من علماء الحملة الفرنسية وأبصر ما لديهم من علوم:"إن بلادنا لا بد أن تتغير ويتجدد بها من العلوم والمعارف ما ليس فيها" . ومنذ ذلك الحين بدأ العرب يتحسسون مكمن الداء ويشعرون بالهوة الحضارية التي أضحت تفصل بين ديار الإسلام والغرب.. فنشأ التفكير في هذا الإقليم أو ذاك بضرورة إصلاح ما فسد.. وترتيب ما تبعثر.. وبحث ما اندثر حتى تستعيد ديار الإسلام قوتها ونهضتها و استقلالها، وغدا البحث متركزًا في إشكالية التغيير الواجب إدخاله على نمط الحياة السياسية والفكرية والإجتماعية.
إن هذه المفارقة كانت قد تأسست على منهج مقارن يستحضر ثلاث أقطاب رئيسية وهي: "آن الأنا" الذي أصبح يعيش في ظلمات الجهل والإنحطاط.! ومقارنته "بماضي الأنا" المجيد..!؟ ثم "آن الأنا "و"آن الآخر" المتمثل أساسا في الغرب المتقدم.
ولقد تجسدت فكرة الإصلاح في جيل أول، كان أبرز من مثله رفاعة رافع بدوي الطهطاوي (1801-1873) وخير الدين التونسي (1810-1890).
كانت لرحلة زعماء هذا الجيل إلى الغرب واطلاعه المباشر على ثقافته وحضارته دور كبير في تحديد الحلول التي تقدم بها هذا الجيل للخروج من وهدة الإنحطاط و التخلف الحضاري.
أ- نقد حكم الإطلاق لدى رواد "النهضة العربية":
ولقد انصب اهتمام هذا الجيل على نقل واقتباس ما تفتقت عنه الذهنية الأوروبية في أصول الحكم والسياسية والعلوم والتقنيات الحديثة، فترجموا بعض الدساتير الغربية وخاصة دستور الثورة الفرنسية وما تنص عليه من حرية ومساواة مثلما فعل الطهطاوي في "تخليص الإبريز" وخير الدين التونسي في "أقوام المسالك" انطلاقا من إيمان هذا الجيل بضرورة إجراء تنظيمات سياسية واجتماعية تناسب التنظيمات التي نهض على أساسها الغرب، وأولى هذه التنظيمات القضاء على حكم الإطلاق وتغييره بنظام دستوري. ونشر العلم والحرية، ووجد هذا الجيل نفسه مجبرا على إعادة تأويل التراث الإسلامي بما يتيح إفساح المجال أمام دخول هذه التجديدات الحضارية المادية والعقلية.
إن هذا الجيل كان قد نقد الإستبداد السياسي بسبب طغيان "الجانب القمعي والإستبدادي في سياسة عبد الحميد" ولكن وحدة الخلافة ووقوفها في وجه الإستعمار الغربي شكل هاجسا أكثر أهمية في برامجهم، كما أن فكرة "حاكم غشوم خير من فتنة تدوم" كانت لا تزال تسيطر على الأذهان.! وهذا ما جعلهم لا يحملون حملة قوية على الإستبداد العثماني ما دامت جل الولايات العربية لا تزال بمنأى عن الإستعمار الغربي..بالإضافة إلى أن فكرة "الجامعة الإسلامية" و"الوحدة الإسلامية" كان لها تأثيرها القوي في الأذهان..! فالخلافة "تجسد السلطة الزمانية كلها وهي مصدر الشرعية في المجتمع والدولة".
ب- النهضة وبروز التيار السلفي:
تتراجع الرابطة الإسلامية كشكل من أشكال ضمانات البناء السياسي القائم وتحصينه، أمام ضربات الإستعمار الغربي الموجعة وتقطيعه لأجزاء عديدة من الخلافة العثمانية وسقوط البلاد العربية الواحدة تلو الأخرى في براثن الإستعمار الغربي المباشر بدءا بالجزائر عام 1830 وتونس عام 1881 ومصر1882.. بالإضافة إلى اشتداد السياسة الإستبدادية التي سلكها السلاطين العثمانيون المتأخرون، كل هذه العوامل بدأت توقظ شعور العرب التدريجي بكيانهم الذاتي. وتبدأ الدعوات القومية في السفور بعد أن ظلت لمدة طويلة مختفية تحت لبوس العالمية الإسلامية أحيانا أو العروبة الخجلة أطوارا أخرى.إن معالجة البناء السياسي داخل فكر النهضة إن بدت في أول الأمر متجانسة فإنها ومع دخول أوروبا الإستعمارية وبداية تدميرها للخلافة العثمانية وتقطيعها للولايات العربية.. هذه المعالجة سترى العديد من التوجهات والرؤى تبشر بنهضة المجتمع و"عصر تنوير" يقتبس الضوء من الغرب تمد الجسور مع منبع "التقدم والعقل والحرية". ويبدو أن تيارا فكريا بدأ يظهر على السطح حينئذ كان قد بثه جمال الدين الأفغاني (1839-1879) وجمع من تلاميذه في الشرق الإسلامي في العصر الحديث وقد مثل حركة إسلامية هامة.ولعلّ أبرز من مثل هذا التيار محمد عبده (1849-1905) والكواكبي 1854-1902) موضوع دراستنا، ورشيد رضا اللبناني الأصل (1865-1935).. كانت هذه الحركة سلفية لأنها قامت على إعادة تأكيد حقائق الإسلام الجوهرية، وكانت إصلاحية لأنها استهدفت إحياء ما كانت تعتبره العناصر المهملة في التراث الإسلامي، غير أن عملية هذا الإحياء قد تمت – وهذا مهم جدا– تحت تأثير الفكر الليبرالي الأوروبي..! فأدت تدريجيا إلى تأويل جديد للإسلام والمفاهيم الإسلامية بغية جعلها معادلة للمبادئ الموجهة للفكر الأوروبي في ذلك الحين.!
الباب الثاني
I -النزعة النقدية لدى الكواكبي:
1-الكواكبي ونقد الإستبداد:
أ- مفهوم الإستبداد:
يستعمل الكواكبي مصطلح " الإستبداد " مرادفا لعبارة الحكم المطلق الجائر، مقابلا إياه ب"الحكم العادل" و"الحكومة الحرة المنتظمة"، مع العلم أن الإستبداد لا يطابق في اللغة معنى الظلم، فالإستبداد في اللغة هو " الإبتعاد والإنفراد" وهو هنا الإنفراد بالرأي والحكم.
يدلل الكواكبي عن مرجعيته الإسلامية في تعريف الإستبداد ، فهو حين يقرر أن المستبد يحيد عن الفطرة التي خلق عليها "فيرى نفسه كان إنسانا فصار إلاها". لا شك انه كان يستحضر قصة فرعون الواردة في القرآن والتي ادعى فيها الربوبية قائلا لبني إسرائيل : ﴿ ما علمت لكم من إله غيري﴾.
إن فكرة ادعاء الألوهية من قبل المستبد كفيلة _ حسب الكواكبي _ بأن ترشحه إلى الظلم والجبروت وإتباع هوى النفس في إدارة شؤون المجتمع حتى يغدو هواه قانون المجتمع وشريعته، ويهيمن على جميع السلطات في إدارة الحكم، وبالمقابل تعيش الأمة الواقعة تحت الإستبداد مستعبدة ذليلة ليس لها في شؤونها حل ولا عقد، وإنما هي خاضعة لحاكم مطلق، إرادته قانون، ومشيئته نظام يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد.!
كما يلفت انتباهنا في هذا التعريف لمفهوم الإستبداد طغيان بعض المصطلحات الواردة في كتاب "الفياري" الذي كنا قد أشرنا إليه سابقا.. فقد عرّف هذا الكاتب الطغاة قائلا:"كل الذين توسلوا بالقوة أو الحيلة..إلى القبض التام على أطراف الحكم ويعتقدون أنهم فوق القانون، أو هم كذلك.."
لا يتكلم الكواكبي عن أمور خيالية بل ينطلق في وصفه للحكم الإستبدادي المطلق من معاينته الشخصية لحكومة عبد الحميد ذلك الطاغية الجبار، فقد "فرض على رعيته حكما فرديا قاسيا ازدادت حدته يوما بعد يوم واستهدف كافة طوائفها من عرب ويونان وأرمن وغيرهم".
كما يدلل الكواكبي في "طبائع الإستبداد" على تمكنه واستيعابه للفكر السياسي الذي مهد للثورة الفرنسية عام (1789) كنظرية التعاقد الاجتماعي لدى "لوك" وروسو" وأصناف الأنظمة السياسية وخصائصها كما جاء في كتاب "روح الشرائع" "لمنتسكيو"... فهو قد شدد على ضرورة تقيد الحكومة العادلة بالقوانين التي يشترك الشعب في وضعها عن طريق ممثليه، وتبعا لذلك يرى أن " الإستبداد" هو صفة للحكومة التي يرأسها مستبد ولا توجد بينها وبين الأمة رابطة معينة معلومة مصونة بقانون نافذ الحكم". فلم يعد هناك مجال لأن يدعي إنسان أنه يحكم باسم الله فلا حاجة له بقوانين يتواطأ عليها البشر، بل أصبح إيجاد قانون يرضى عنه الجميع لتسيير دواليب الدولة أمرا مفروغا منه كي لا تسقط الحكومة في مستنقع الإستبداد الآسن؛ و بناء على ذلك تصبح اشد أنواع الحكومات إستبدادا واستهتارا بحق الفرد و المجموعة هي "حكومة الفرد المطلق ‘الوارث للعرش؛القائد للجيش؛الحائز على سلطة دينية "كما هو شأن الأتراك العثمانيين و على رأسهم السلطان عبد الحميد.
ثم يبحث الكواكبي عن فلسفة يقوم عليها الحكم الإستبدادي الجائر.. فيجد أن هذه الفلسفة ترتكز بالأساس على نظرية احتقارية للإنسان وتقييم سلبي له واتخاذه وسيلة لا غاية في حدّ ذاته. بالإضافة إلى اعتباره قاصرا و عاجزا عن المساهمة في إدارة شؤونه بنفسه..! لقد عبر عن ذلك تعبيرا صريحا توفيق باشا خديوي مصر في حواره مع الأفغاني ؛ فقد قال ما معناه :"إنني أحب كل خير للمصريين؛ و يسرني أن أرى بلادي في أعلى درجات الرقي و الفلاح ؛ و لكن مع الأسف إن أكثر الشعب خامل لا يصلح أن يلقى عليه ما تلقونه من الدروس المهيجة...
إن كل من يقرأ "طبائع الإستبداد" يلفت انتباهه منذ أول وهلة نقمة الكواكبي الشديدة على الإستبداد ومحاربته لجميع مظاهره في أيّ موقف كان، واعتباره مصدر كافة الشرور والأوبئة التي تصيب المجتمعات البشرية، مفسرا لثنائية التقدم /التأخر طبقا لطبيعة المؤسسة السياسية، لأن الجهاز السياسي في اعتباره هو التشخيص المؤسسي لحالة المجتمع وبالتالي فهو التعبيرة الصادقة للواقع وتشكل من تشكلاته، فإذا ما كان المجتمع يشكو من الضعف والإنحطاط و التخلف..‘ فلا شك أن هناك خللا في الجهاز السياسي، وهذا الخلل يتمثل في الإستبداد والإنفراد بالحكم..! لقد تميز أسلوب الكواكبي بالحماس الفياض والصدق والوضوح والدّقة المتناهية رغم صعوبة الظرف الذي كتب فيه مؤلف "الطبائع" وقد قلب موضوعه عن ظهر بطن رغم وعورته، ولا يدانيه في عداء الإستبداد، أحد سوى الكاتب الإيطالي "فكتور الفياري" الذي كان يمجد الحرية باعتبارها أشرف من الحياة واعدا بأن روحه الحرة "لن تجد سلاما أو راحة" حتى يكتب صفحات "قاسية لهدم الطغاة" وقد قال في معرض حديثه عن الإستبداد:"لا، ولن يكون نصيب كلامي أن تبدده الرياح إذا ولد رجال صادقون بعدنا يؤمنون بأن الحرية لا غنى عنها للحياة". وعلى غراره كتب الكواكبي يقول في بداية كتابه "الطبائع" :"كلمات حق وصيحة في واد، إن ذهبت اليوم مع الريح قد تذهب غدا بالأوتاد".. صحيح أن جلّ المصلحين من جيل الكواكبي كانوا قد انتقدوا الطغيان و الإستبداد ولكنهم لم يكونوا بمثل وضوح الكواكبي في حملته العنيفة ضدّ كل مظهر يشتم منه رائحة الإستبداد ، بالإضافة إلى أنه لم يهادن الإستبداد يوما واحدا كما فعل الأفغاني أو رشيد رضا. فالأفغاني مثلا لا ينكر أن الحاكم المستبد، يستطيع إذا حسنت نواياه، أن يحقق الكثير من الخير بسرعة، لكن خطر الحكم الإستبدادي في رأيه يتوقف على أخلاق الحاكم، يقول الأفغاني في هذا الصدد:"إن كان حاكم الأمة عالما حازما أصيل الرأي... ساس الأمة بسياسة العدل، ورفع فيها منار العلم.. وإن كان حاكمها جاهلا سيء الطبع.. أسقط الأمة بتصرفه إلى مهاوي الخسران" . أما رشيد رضا تلميذ الأفغاني فقد بقي مهادنا لحكم عبد الحميد بل ومدافعا عن سياسته، داعيا أن يكون الإصلاح من قبل "السلطان كخليفة وفق مشورة مجلس علماء" . ولم ينقلب رشيد رضا على سياسة عبد الحميد الظالمة إلاّ بعد خلعه عام 1908 من قبل "جمعية الاتحاد والترقي" _ يقول رشيد رضا :" فهذا عبد الحميد قد خان، وأعوانه قد بغوا في الأرض وتركوا السنة والفرض وعطلوا الشريعة والقوانين واستبدوا لجميع العثمانيين وجمعوا القناطير المقنطرة من المال.. فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب" وقال محمد عبده- لرشيد رضا في عام 1897 مبرزا موقفه من الأتراك:"إن العرب إذا حاولوا الإنفصال عن السلطنة، فمن الممكن أن تتدخل أوروبا وتخضعهم وتخضع الأتراك معهم، فالسلطة العثمانية كانت، مع كل نقائصها الشيء الوحيد الباقي من استقلال الأمة السياسي، فإذا اضمحلت، خسر المسلمون كل شيء وغدوا بلا قوة كاليهود". .. أردنا من عرض هذه الآراء لبعض معاصري الكواكبي أن نثبت حقيقة: وهي أن الكواكبي لم يكن ينقد الإستبداد التركي قصد إصلاح السلاطين العثمانيين وإرجاعهم إلى جادة الصواب، ولم تكن تهمه وحدة الخلافة العثمانية بقدر ما كان يهمه خير العرب ودفعهم نحو التقدم الحضاري وتجنيبهم ويلات الإستعمار الغربي الذي أخذ يبسط كلاكله على البلاد العربية ويمهد لاستغلالها سياسيا واقتصاديا، فهو لا يكل عن تبيان أن الأتراك هم بناة مملكة سياسية على أنقاض سلطة العرب باسم الدين..! فقد سبق لبعض سلاطينهم مثل السلطان سليم الفاتح (1512-1520) قتل آلاف العرب في المشرق بينما كان الأسبان يذبحونهم في المغرب ليخلص الملك إليه وإلى ذريته دونهم..! لقد كان الشغل الشاغل لدعاة الحركة السلفية الحفاظ على وحدة الخلافة حتى تستطيع مواجهة الإستعمار الغربي، ففكرة الوحدة الإسلامية أو "الجامعة الإسلامية" كانت طموح البناء السياسي، ومن بداية اليقظة العربية، أما الكواكبي فقد أدرك منذ البداية طوباوية هذه الفكرة في زمن أصبح فيه الغرب يملك كافة وسائل القوة والسيطرة، كما أدرك أن حالة التشتت التي صارت إليها ديار الإسلام لا يمكن تجاوزها بخطاب حالـم ينظر للعالمـية الإسلامية كما كان يفعل الأفغاني وعبده..! فأراد انطلاقا من هذه القناعة أن ينقذ ما يمكن إنقاذه، والإنقاذ لا يتأتى إلا بانفصال العرب عن الأتراك، وسحب الشرعية الإسلامية عنهم في امتلاك أمور المسلمين، فالعرب أصبحوا يمثلون القوة "البديلة الوحيدة" القادرة على تعويض القوة العثمانية التي هي في طريق الأفول والإضمحلال. فعن طريقهم يأتي الإحياء ووحدة الدين. ويعتقد الكواكبي أن العرب من طبيعتهم التأقلم مع المدنية الجديدة، والتاريخ يشهد_ حسب رأيه _ على كفاءة العرب إذا ما هم أمسكوا بدواليب الحكم وكونوا لهم خلافة على طراز حكومة النبي العربي وخلفائه الراشدين. إن هذه الفكرة القائلة بأن آل عثمان ليسوا خلفاء شرعيين وأن الخلافة من حق العرب، فيجب أن تعود إليهم كانت تمثل أولى مظاهر الفكرة القومية عند العرب المسلمين. ولعل هذه الرغبة في الإنفصال عن الأتراك كانت تلتقي مع رغبة الإستعمار الغربي في القضاء على الخلافة الإسلامية التي كانت تمثل لهم عقبة أمام ابتلاع كافة البلاد العربية. وهو ما تم لهم فعلا ابتداء من النصف الثاني من القرن العشرين.
ب) أسباب الإستبداد:
-1الخوف:
سبق وبينا كيف أن الكواكبي يرى في الإستبداد انحرافًا بالطبيعة البشرية و الفطرة الإنسانية عن مسارها الصحيح، لأن فيه ادعاء للربوبية من قبل الإنسان واستعلاء في الأرض بغير حق، يقابله خضوع الرعية واستسلامها للظلم والتعسف الواقع عليها من قبل المستبد، فهو يعني في نهاية المطاف سلب الذات لدى العبد/ الرعية، وسلب الغير لدى المستبد، فما سبب كل ذلك؟ يجيب الكواكبي: إنه الخوف فهو السبب المباشر والركيزة التي يعتمدها الإستبداد في أي مجتمع من المجتمعات البشرية التي ترتكس تبعا لذلك في مستنقع التخلف الحضاري والإنحطاط المدني. لعل الكواكبي قد استلهم كتابات بعض المتنورين الغربيين في هذا المجال أيضا: فقد سبق "لمنتسكيو" (1748-1803) وهو بصدد استعراض أنواع الحكومات أن قال : إن الفضيلة روح الديمقراطية والأنفة روح الملكية والخوف روح الإستبداد. أما "الفياري" فكان أكثر وضوحا حين قال بعد تحليل معمق لظاهرة الإستبداد:"...من هنا، يتبين لنا أن الخوف حقيقة هو ، الركيزة، والسبب والوسيلة لكل أنواع الإستبداد..: « De la, il prouve que la peur est véritablement, la base, la cause et le moyen de toute tyrannie ».."
إن الخوف في حقيقته مظهر من مظاهر غريزة حب البقاء لدى الإنسان، فكلما تعرض هذا الأخير إلى خطر من شأنه أن يهدد حياته أو يعرضها لسوء أو مضرة إلاّ وغشيه الخوف وانتابته وساوس الرهبة، فالخوف في أصله شيء فطري، إلاّ أنه يتحول في ظل الإستبداد السياسي إلى عقدة ومرض لا ينجو منه إلا القليلون.. لقد عبر الكواكبي بذلك عن الجو الإرهابي الذي كان يحياه المسلمون تحت سلطة آل عثمان، بل لعله كان يصف في حقيقة الأمر تجربته الشخصية وهو الذي قضى معظم حياته مطاردا من قبل السلطات العثمانية.
يحرص المستبد وأعوانه على نشر الرعب والخوف بين أفراد الرعية لأنّهم يعلمون يقينا أن الخوف إذا ما استبد بالنفوس يجعل قابليتها للاستسلام مؤكدة، وسيرها في ركب الإستبداد محتمة.
لقد أبدع الكواكبي إبداعا ظاهرا في وصف الإستبداد ونفسية المستبدين ممهدا بذلك للمدارس السيكولوجية الحديثة.. فهو يرى أن الخوف إذا انتشر بين الناس يولد فيهم الغباوة التي "تملأ القلوب رعبا من لاشيء و تفعم الرؤوس تشويشا وسخافة وفساد الرأي وضياع الحزم وفقد الثقة بالنفس وترك الإرادة للغير".
وهكذا تصبح نفسية المستبد نفسية محطمة، فيسهل انقياده وينحط إدراكه، تعوزه الفكرة وينقصه الحزم والإقدام، ويعيش مرتبكا مذبذبا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، تضيق عليه الدنيا على سعتها، فيصبح كأنما يصعد في السماء، فيتشبث بكل عتيق، ويقلد في كل فكر وعمل، ويفقد المقدرة على التفاعل البناء مع المجتمع الذي يعيش فيه، فيتقوقع على ذاته، ويصبح إنسانا هروبيا من واقعه الحياتي، مستكينا.. فيعجز ضرورة عن مواجهة مشكلات الحياة ومتطلباتها المختلفة، ويتيه في طريق جارفة من الأوهام والسخافات التي تحد من حيويته وتقف في طريق نشاطه كالصخرة الصلدة التي تعطل أهدافه في الحياة، وتختلط عليه السبل وتدلهم الخطوب، فلا يعرف ماذا يريد، أو لماذا يحيى. وإذا عمل فيكون عمله بدون نشاط ولا اتفاق "فيفشل حتما" فيغضب على ما يسميه حظا أو طالعا أو قدرا "ويصبح يسلي نفسه بالسعادة الأخروية" بعدما فشل في نيل حظه من الدنيا ولعل هذا ما ذهب إليه ماركس حين قال " الدين أفيون الشعوب"(أكيد أن ماركس يقصد مفاهيم الدين التي يكرسها رجال السلاطين المستبدين ) وهو ما يدل على أن الكواكبي كان مطلعا على المدرسة الماركسية التي كانت تشن آنذاك حربا ضروسا على كل ما من شأنه أن يصرف الإنسان عن نيل حقه المغتصب من قبل الرأسماليين و المستكبرين في الأرض ولو كان ذلك باسم الدين أو صكوك الغفران الكنسية..! فماذا يحدث لنا أو بماذا نصاب لو فحصنا واقعنا الحضاري/ السياسي اليوم على ضوء هذا التحليل المعمق لنفسية الواقعين تحت هيمنة الإستبداد السياسي !!؟
ثم يضيف كاتبنا عنصرا آخر هاما ورئيسيا قلما ينتبه إليه الدارس للإستبداد والمتمثل في كون المستبد وأعوانه يعانون هم بدورهم من عقدة الخوف التي تبسط نفوذها على كافة أفراد المجتمع..! فتصبح العلاقة التي تربط الحاكم بالمحكوم علاقة حذر وخشية، علاقة توتر وقلق، لكن تختلف أسباب الخوف لدى الطرفين، إذ تخشى الرعية.. المستبد خوفا من مكره وجبروته وظلمه، أما المستبد فيخشى الرعية لأنه يعلم أنه خائن مغتصب، وأنه لم يحفظ الأمانة التي أوكلت إليه أو اغتصبها غصبا، ولم يقم بين الناس بالعدل والقسطاس المستقيم – مطمح كل النفوس السوية -... بل احتكر السلطة واستولى على خيرات البلاد، وأطلق أيدي أعوانه في النهب والسرقة وترويع الناس وتكميم الأفواه، وإذلال الضعفاء وتعذيبهم وتقتيلهم بغير حساب، وإهلاك الحرث والنسل...! وهكذا يتميز خوف المستبد عن خوف الرعية في أسبابه وجذوره لأن خوفه ينشأ عن علم "من انتقام بحق" أما خوفهم فهو نتيجة الجهل و"توهم التخاذل".
فهل كان الكواكبي يلمح بذلك إلى المجازر الرهيبة التي أقامها السلطان عبد الحميد لأعداء إستبداده؟؟!
لا شك أن للواقع التاريخي دخل كبير في الصور التي قدمها الكواكبي لكنه يبقى مفتقدا للدلالة الملموسة المقنعة، وهو أسلوب عودنا عليه الكواكبي على أية حال.
وهكذا لو بحثنا عن عقيدة لمجتمع الإستبداد لقلنا دون تردد إنه الخوف، فعم ينشأ الخوف؟
2- الجهـل:
لم يتوقف تساؤل الكواكبي عن السبب المباشر للإستبداد فقط، بل أراد أن يغوص أكثر في الموضوع ويعرف سببا مقنعا للخوف الناشئ عنه الإستبداد، لأنه يؤمن أن لكل علة معلولا وأن الكون يخضع لقوانين ونواميس محددة و ثابتة، فلكل العوالم قوانينها المخصوصة" فكما للعالم المادي قوانينه فإن للإنسان و الحيوان قوانينهما أيضا فليس " في الكون شيء غير تابع للنظام حتى فلتات الطبيعة والصدف..: هي مسببات لأسباب نادرة".
يجيب الكواكبي إجابة قاطعة حاسمة شان المعلم في دغمائيته أن الخوف "ناشئ عن الجهل" دون شك، فلولا الجهل لما استبد بالإنسان الخوف وبالتالي لما كان هناك إستبداد مطلقا.
إن الجهل بحقائق الموجودات يجعلها تتضخم في ذهن الإنسان فتبسط سلطانها عليه و تكتسب حجما اكبر بكثير من حجمها الحقيقي..! : لم يعبد الإنسان البدائي الشمس والقمر و النجوم.. وبعض أنواع الحيوانات.. إلا لأنه يجهل تركيبة هذه العوالم والكائنات وحقيقتها، فلو عرفها حق المعرفة فهل كان سيعبدها أو يقدسها أو يقدم لها القرابين؟!
وكذلك الإنسان الذي يعيش في ظل الإستبداد، لو كان متنورا بالعلم والمعرفة، لما خاف المستبد وأعوانه فالخوف الناشئ عن الجهل هو الذي مكن الإستبداد من رقاب الناس وحمى دولة الظالمين من الإنقراض.
لا يشك أحد في كون الكواكبي كان مستحضرا فلسفة الأنوار وهو يقرر هذه الآراء، فلقد حاصر الفرنسيون الذين فعلت المعرفة التنويرية فعلها فيهم وغيرت فكرهم ونظرتهم للكون والإنسان والمجتمع- حاصروا- في 14 جويلية1788 حصن "الباستيل" رمز الطغيان والجبروت، وتسلقوا أسواره العالية وسط دوي المدافع وفي جو حماسي فياض، وقتلوا من كانوا يحرسونه، وبفضل هذه الثورة تحولت فرنسا من عهد الإقطاع والإستبداد واستفراد أقلية بالثروة الوطنية إلى عهد الحرية والمدنية الحديثة، فانتصارات أوروبا إنما تحققت بفضل المعرفة وتطبيقها الصحيح وأن ضعف الدولة الإسلامية سببه راجع إلى الجهل والإستبداد.."رأس كل شرّ" حسب تعبير الكواكبي.
إن نشر العلم والتحرر العقلي و الفكري من شانه أن يقضي على الإنحطاط واحتقار رجال العلم وتسليم أمور الدين إلى الجهلة والمنافقين و المتاجرين بالدين!؟.
لقد أدرك الكواكبي كما أدرك معاصروه من"الرواد المصلحين" كيف أصبح العقل و التحرر الفكري هو جوهر الحضارة الإنسانية وأن عليه يتوقف" تجديد الدين" والسير قدما بالمعرفة الإنسانية لتحقيق النهضة والرقي.
ألم يقل جمال الدين الأفغاني :"إن جهل الشرقيين أدى إلى انحطاطهم بقدر ما أن العلم ساعد الغربيين على السيطرة عليهم، وما كان بقدرة الغرب أن يقوم بالفتوحات التي قام بها بدون معارفه.."
ومن قبله أشاد فرنسيس بن فتح الله مراش (1836-1873) - وهو من مدينة حلب التي ولد بها الكواكبي- بدور العلم في توعية الشعوب ورفضها الظلم والإستبداد، فبفضل طلاب العلم ضاء عالم العقل وتمزقت سجون الظلام وانقلبت ممالك الأباطيل وتشيدت عروش الحقائق والهدى وانحطت العبودية في حضيض العدم وارتفعت الحرية على أوج الوجود...
لقد طبعت المبالغة في تقدير دور العلم و دوره الحاسم في القضاء على الإستبداد والإنحطاط وتحقيق التقدم، فكر تلك الحقبة كله بطابعها. حتى كتب صلاح الدين ألقاسمي قائلا:" إن زعماء الإصلاح اليوم احد رجلين، رجل لا يألو جهدا في الدعوة إلى العلم لاعتقاده أن الأمم لا تستتب لها عوامل النهوض ولا يمكن أن تقوى في معترك الحياة بإزاء الأمم المتقدمة وقوى مدنيتها الحاضرة، إلا إذا عم بين طبقاتها العلم... ورجل لا يفتر عن جذب أفئدة الأمم إلى الميل إلى العلوم الإجتماعية وأخذ النفوس البشرية بأهدابها".
على ضوء فكر النهضة يقرر الكواكبي أن الرعية التي تتخبط في ظلام الجهل هي التي يقع عليها الضغط والإعتساف والإستعمار، فتستعبد وينكل بأفرادها. وتنتهب خيراتها، ويخرب حرثها ونسلها، لأنها وهي تعيش في كلاكل الجهل والعمى تفتقد أية حصانة ضد الإستعباد والإستغلال، فتتحمل الإساءات من المستبد وزبانيته بذلة واستسلام.! لهذا تخيف فكرة تنور الرعية بالعلم.. المستبد وتملأ كيانه فرقا وخشية : " فليس من غرض المستبد أن تتنور الرعية بالعلم" "بل يسعى جهده في إضعاف نور العلم ومحاربة رجالاته "لأنه سلطان" أقوى من سلطانه.
وهكذا يصبح كتاب "الطبائع" في قسم كبير منه بمثابة "السيرة الذاتية" لحياة الكواكبي المليئة بالصراع ضد الإستبداد العثماني، بالإضافة إلى كونه صدى لجل المدارس الفكرية التي عاصرته، وقد اضطر فيه الكواكبي _ في غالب الأحيان _ إلى أن يسلك نهج الإطلاق والغموض تحسبا من اضطهاد العثمانيين، فكان يطيل الإستشهاد من التاريخ الأوروبي وهو يقصد تسليط الأضواء على مظالم عاصرها بل وكان من ضحاياها.!
ثم يحدد الكواكبي مفهوم العلم مبرزا دوره في محاصرة الظلم بكلمات بليغة فيقول: العلم قبسة من نور الله، وقد خلق الله النور كشافا مبصرا، ولادا للحرارة والقوة، وجعل العلم مثله وضاحا للخير فاضحا للشر، يولد في النفوس حرارة، وفي الرؤوس شهامة."
إن العلماء بما وهبهم الله من حكمة وسداد في الرأي وسلطة على قلوب الناس وعقولهم، يصبحون أقدر الناس على إرهاب المستبد وتنغيص حياته.. لذلك فهو يكرههم.. ويكيد لهم‘ و يسعى جاهدا لأن يشوه سمعتهم حتى يجد مبررا للرمي بهم في غياهب السجون..! و إن كان لا يعدم وسيلة لنفيهم و التنكيل بهم..! ولقد جاء في الأثر:"إن العلماء ورثة الأنبياء".. فحيازة الفضل والتكرمة في هذا الإرث النبوي، إنما هو منوط بتقفي سيرة الأنبياء في الجهاد الدائب لإحقاق الحق وإزهاق الباطل، والتأسي بهم في العمل على إشاعة العدل ومطاردة الظلم، والجري على سننهم القويم في تحقيق الكرامة الإنسانية، رفعا للجهل، وتحريرا من العبودية لغير الله، وهذا ما يخيف المستبدين من العلماء ويجعل أفئدتهم هواء ترتجف من صولة العلم، "كأن أجسامهم من بارود والعلم نار".
قد يسمح المستبد بوجود بعض أنواع العلوم التي لا تهدد إستبداده في شيء، بل هناك علوم يسعى المستبد نفسه إلى نشرها وتشجيع أهلها وتقريبهم وحتى مكافأتهم مثل "علوم اللغة والعلوم الدينية المتعلقة بالمعاد"..، فمثل هذه العلوم إذا أولت وحرفت وهو ما يقوم به عادة "العلماء المتعممون"(علماء السوء)، من رجال المستبد، فإنها لا تقرب من الواقع شيئا، وتقدم المفاهيم المغلوطة التي تكرس واقع الإستبداد وتديمه وتصوره على أنه " قضاء من السماء فلا مرد له بغير الصبر والرضا "!؟. أما العلوم التي تساعد على النهضة والتحرر، وتنير العقول، وتجعل الفرد محيطا إحاطة شاملة، بمشكلات واقعه، وتساعده على تفهم قواعد الإصلاح وأسسه، وتعرفه بحقوقه وبكيفية المطالبة بها، وتملأ النفس عزة وشموخا وبعبارة الكواكبي تلك العلوم التي "تمزق غيوم الأوهام التي تمطر المخاوف" فترتعد فرائص المستبد منها ويجند لها كل الوسائل كي لا ترى النور ولا تسمع بها رعيته أبدا إلا بصورة مشوهة أو منقوصة.
فإدارة المستبد "تسعى جهدها في إطفاء نور العلم" وتفريغه من محتواه والتنكيل برجالاته، وإلهاء الناس بتوافه الأمور.
لقد نجحت الإدارة التركية التي يحاربها الكواكبي آنذاك في تحقيق هذا الغرض، وهو ما أقلق الكواكبي وأقض مضجعه، فقد أجمعت جل المصادر التاريخية التي وصفت تلك الحقبة الزمنية التي عاش فيها الكواكبي على أن درجة التخلف والإنحطاط والجهل قد بلغت النهايات القصوى، ولم يعد هناك علماء ومفكرون إلاّ قليلون، وقلّت الرغبة في البحث والتنقيب عن الحقائق، لأن الدولة لا تشجعها، فليس إلاّ ترديد لبعض الكتب الفقهية والنحوية والصرفية ونحوها، وقد زار السائح الفرنسي "ميسيو فولني": « Volney » مصر وبلاد المشرق العربي، وخاصة الشام .. ثم كتب رحلته وضمنها وصفا للحالة الفكرية والعلمية في هذه البلاد فقال:"إن الجهل في هذه البلاد عام.. شامل، مثلها في ذلك مثل سائر البلاد التركية، يشمل الجهل كل طبقاتها، ويتجلى في كل جوانبها الثقافية، من أدب وعلم وفن..."
كما سادت الخرافات، وانتشرت الأوهام وأصبح التصوف ألعابا بهلوانية.. بسبب استعلاء الدراويش وسيطرتهم على حياة الناس، مما أضعف من قوة الجوانب العقلية في عالم الفكر، ذلك لأن الفلسفة التي غرستها الفرق الصوفية في أعماق القلوب والعقل كانت سلبية جبرية تدفع إلى الزهد والإنقطاع، والإنصراف عن العمل والبناء وقوامها الترغيب في الفقر والمسكنة..!!
والحاصل أن السر كل السر في بقاء الإستبداد وتمكنه من النفوس، هو الخوف نتيجة الجهل، وبمجرد انتشار المعرفة الصحيحة بين الأفراد والجماعات.. تتمزق غيوم الخوف وتنقرض دولة الإستبداد بانقراضه.
II – أثر الإستبداد على الفرد والمجتمع:
1-إنحراف الغرائز:
أكد لنا الكواكبي إلى حدّ الآن أن الإستبداد يبسط نفوذه المقيت على النفوس فيملؤها خوفا ورهبة، ويهيمن على العقول فتغشيها الضلالات والجهالات حتى تمسي في ظلمة حالكة مدلهمة..‘وسنحاول فيما يلي ترصد أثر كل ذلك على الفرد و المجتمع.
تتولد عن ظاهرة الإستبداد أمراض عديدة و مدمرة، وهي على كثرتها شديدة الفتك بالفرد و بالمجتمع عميقة الأثر في انحطاطه، والسير به نحو الضعف والتهلهل، مما يجعله في نهاية المطاف مرشحا للوقوع في براثن الإستعمار الخارجي خضوعا لسنن الكون و الإنسان والحياة.
فعندما تنتشر العلاقات الإستبدادية الظالمة في المجتمع وتمنع الذات من تفجير فعاليتها الإجتماعية وصناعة الواقع التاريخي، فإنها تنفجر غرائزها وتتفتح الشهوة بدون أن تعرف حدودا أو إمكانية للإشباع أو الإرتواء، فالإنسان الذي يعيش وسط جحيم الخوف و الإرهاب والجهل وانتشار العلاقات الإنتهازية الظالمة ينكفئ على ذاته، ويضيع حزمه ويفقد مقدرته وثقته بنفسه، فتتقلص تبعا لذلك اهتماماته العلمية والروحية، وتتعطل طاقاته الإبداعية، وتقتل حوافزه وطموحاته، وتطغى على نفسه اللامبالاة، ومن ثم يتسع اغترابه _ .. وهذا ما يجعل أسير الإستبداد يعيش "خاملاكل يوم _ عن ذاته و مجتمعه خامدا ضائع القصد، حائرا لا يدري كيف يميت ساعاته وأوقاته، ويدرج أيامه وأعوامه كأنه حريص على بلوغ أجله ليستتر تحت التراب".
إن تقلص اهتمامات الإنسان وفعاليته الإجتماعية يقابلها اهتمام متزايد بشهوات البطن والجنس، وبذلك يصبح المأكل والمشرب والزينة المبالغة فيها والجنس المحموم وتزجية الوقت في اللهو والعبث.. شغل الإنسان الشاغل. وتتولد لديه رغبة شهوانية جامحة لا تعرف الشبع أو الإرتواء .. بل إن الحياة الجنسية ذاتها تصبح "تعاش كأحد مجالات التسلط وساحة من ساحات القهر و الإستبداد.. فيحاول الرجل أن يؤكد فحولته بكثرة اتصالاته الجنسية وتكرار الجماع في اليوم الواحد" وكأن ليس له وظيفة في الحياة سوى " مشاركة الوحوش الضارية في جعلها بطونها مقابر للحيوانات ومزابل للنباتات، واستفراغ الشهوة حتى لكأن جسمه خلق دملا على أديم الأرض وظيفته توليد الصديد ودفعه".
وهكذا تغيب الفكرة، ويعلو الصنم، صنم البطن والجنس وعبادة الذات..!. إنه تصوير رائع وجميل، لأنه يكشف لنا سبب العطالة التي يعيشها أبناء الدول المتخلفة اليوم/ دول العالم الثالث وكل دول العالم الإسلامي .!! ويبرز لنا سببا هاما من أسباب عدم قدرة هذه الدول على تحقيق اكتفائها الذاتي حتى في الحاجات الضرورية كالمواد الغذائية وهو ما ينطبق على المجتمع العربي الذي لا يزال يعتمد على الغرب من الإبرة إلى الصاروخ...‘ فيذهب محمد الغزالي إلى القول بأننا لو قلنا لكل شيء ارجع مكانك لبقينا حفاة عراة...!؟ إن العرب لا يزالون يستهلكون أكثر مما ينتجون رغم امتلاكهم لأحسن الأراضي الفلاحية في العالم..! بالإضافة إلى مواردهم المتنوعة الهائلة كالنفط و الغاز والحديد والمناجم الكثيرة التي تنتج مختلف المواد الأولية وطاقاتهم البشرية المتعددة... ولا خير في مجتمع يموت من الفقر أفراده ويعتمد في بقائه على ما يأتيه من وراء البحار..!!؟
إن غياب الفكرة عن أمة ما، يسهل استبلاهها، وتوجيه اهتمامات أفرادها إلى توافه الأمور: كمواكبة أحدث أنواع التقليعات في المأكل والملبس والزينة وتسقط أخبار الفنانين ولاعبي كرة القدم..!، لأن انغلاق السبل أمام إفراغ طاقات الإنسان فيما يفيد، تجعله يفرغ هذه الطاقات فيما لا يفيد، ولهذا السبب تكثر بين أفراد المجتمعات المتعطلة والمتخلفة الأحقاد التي يحملون، والمكائد التي يضمرون والقيل والقال، التي يتقنون.. و الأمراض المزمنة التي يعانون.. فأينما تولى وجهك، تجد حقدا دفينا توشك أن تتقد ناره، ومكائد تحاك ضد هذا وذاك..وإذا نشط أحد ليعبر عن ذاته ويبدع في ميدانه.. لاحقته الإشاعات وهدته الإنتقادات، وفي مثل هذا المجتمع يسهل تمرير سياسة الإستبداد والفقر والظلم و حكم الطواغيت المتألهين.!!؟ فإذا ما أراد المستبد خوض حرب اقتضاها عناده واستكباره ومصالحه وغروره يغرر بالأمة تحت اسم منفعتها، ويوهمها انه يريد نصرة الدين وصيانة شوكة الشعب وقوته..! ويسرف بالملايين في ملذاته وملذات صنائعه باسم حفظ شرف الأمة وأبهة حاكمها. فالحاكم المستبد تسره غفلة الشعب لأنه يتمكن بغفلتهم من الصولة عليهم و استغلالهم والتنكيل بأعداء إستبداده وظلمه..!
2-الإستبداد الإجتماعي:
إن غياب الفكرة عن الإنسان وخضوعه لهيمنة رغبات البطن والجنس والعادات الفاسدة تخلق منه إنسانا شريرا، يجنح إلى الجريمة والنهب وينتهج كافة السبل ويستعمل كل الوسائل الممكنة لإشباع حاجياته العضوية ورغبته الجنسية الضاغطة عليه والتي لا تعرف الشبع أو الإرتواء أبدا. وتنقلب مفاهيم العدالة في ذهنه رأسا على عقب، فالمجتمع الذي يحكمه الإستبداد السياسي ينتهي به الأمر إلى تطبع غالبية العلاقات التي تتم داخله بطابع التسلط والقهر وإن الإنسان المقهور الذي يشعر بالعجز إزاء قاهره لا يمكن له أن يحس إلا بتبخيس الذات وتحقيرها، ولن يسترجع بعضا من توازنه النفسي إلا بالثأر لذاته المهانة بالإستعلاء على طرف آخر اضعف منه لأن الإنسان المقهور ينتهي باستبطان صورة قاهره وهو ما يجعل "الحكومة المستبدة مستبدة في كل فروعها، من المستبد الأعظم إلى الشرطي إلى الفراش إلى كناس الشوارع".!؟
يسعى الإستبداد السياسي إلى تقسيم الأمة شيعا.. متبعا ديدن الطغاة والمستكبرين على مرّ التاريخ وهو سياسة "فرق تسد".
كما يعمد المستبد إلى تقسيم ثروات البلاد بطريقة جائرة، لينقسم المجتمع بدوره إلى "طبقتين" متناقضتين في مصالحهما، متحاربتين، طبقة تعاني ويلات الفقر والحرمان، تنتج ولا تستثمر وهي عادة تتكون من أولئك الكادحين في ميادين الصناعة والزراعة، فهذه الطبقة هي التي يسلط عليها ظلم الإستبداد واستغلاله .. وهي رغم قيامها بالعمل الشاق والمنتج في المجتمع إلا أنها لا تتمتع بثمار سواعدها.
وتقابل هذه الطبقة المكدودة المستغلة طبقة المستكرشين و المستكبرين وهي تمثل "القسم المضر" حسب تعبير الكواكبي.. وتظم هذه الطبقة رجال السياسة والأديان ونساء المدن... وهؤلاء هم المستمتعون الحقيقيون بثروات الأمة وخيراتها، وينفردون بحظ عظيم من مال الدولة و عطاياها.. رغم أن عددهم لا يتجاوز الواحد في المائة (1%). أنه لعجب كبير أن يستوعب الكواكبي بهذا الشكل المعمق النظرية الماركسية رغم ثقافته التقليدية وعدم تمكنه من لغة أجنبية تتيح له إطلاعا مباشرا على ما كتب حول هذا الموضوع.. بالإضافة إلى انتمائه الطبقي إلى عائلة الأشراف، الذي كان من المفترض أن يحجب عنه مثل هذه الحقائق حتى لو اطلع فعلا على المؤلفات الماركسية مترجمة ومعلقا عليها. لقد لفت ماركس انتباه الناس إلى كون العامل رغم قيامه بالعمل والإنتاج إلا أنه لا يتمتع بنتاج سواعده، حيث أصبحت الطبقة البرجوازية الرأسمالية (يعبر الكواكبي عن ذلك بلفظ الإستبداد المالي) هي المالكة بل المغتصبة لما ينبغي أن يكون ملكا للعمال من مصادر الإنتاج. ثم لا يتردد الكواكبي في الكشف عن سيرة آل عثمان مع بعض الوصوليين من أتباعهم، فقد أطلق السلطان العثماني ويقصد عبد الحميد أيدي هؤلاء الإنتهازيين المتقربين من بابه في تحصيل الثروة بالسرقة من بيت المال "وبالتعدي على الحقوق العامة وبغصب ما في أيدي الضعفاء" كما سهل لهم "الإتجار بالدين" والتعامل بالرّبا وبناء الملاهي والحانات، واستغلال أفراد الأمة... كما خصص المال الكثير لترف المستبد نفسه وسرفه. وتغدق الدولة المال والجاه على صنائعها من الجواسيس والمتمجدين وكل الذين يستخدمون في تحصيل شهواتها، ومن يعينها على طغيانها من المتملقين و"رجال الدين" أمثال أبي الهدى الصيادي عدو الكواكبي اللدود..! ويعيش سائر أفراد الشعب في بؤس وشقاء و فقر مدقع.!!؟
إن هذه التفرقة بين أفراد المجتمع والقسمة الضيزى لثروة الأمة بين مختلف فئاته تولد في النفوس الإحن والعداوات فيكثر المكر والكيد بين الناس ويسود جو من الصراع والتقاتل – وهو ما يسعى المستبدون دوما لتكريسه لتفريق الأمة إلى فرق و شيع متناحرة- ، وما كان ليحدث هذا التطاحن والصراع إلا بسبب من اجتماع الثروة لهذه القلة المستغلة المسرفة والتي قسمت الناس إلى عبيد وسادة. فهذه القلة المالكة المتحكمة التي تسمي نفسها "الأصلاء" تعتبر "جرثومة البلاء" في مجتمع الإستبداد لأنها رباط من ربائط القهر والطغيان، وهي تمثل عونا للمستبد على البقاء والإستمرار والهيمنة و الإجرام.
فالإستبداد الإجتماعي محمي بقلاع الإستبداد السياسي، لأن انقسام المجتمع على نفسه وتشرذمه وانتشار الأحقاد بين أفراده هو ما يسعى الظالمون إلى تكريسه وحمايته وتوفير كافة الأسباب لتواصله واستمراره واتساع أفقه، لأن ذلك هو الضامن الوحيد لبقاء المستبد و أعوانه في سدة الحكم وخنوع الرعية للظلم والإستغلال و الإستغفال.
وهذا الواقع المرير الذي يعيش في ظله الناس ويتنسمون روائحه الكريهة،يولد في النفوس:الإحن والقلق والنقمة على كل شيء ويساعد على التظالم بين الوالد وولده والجار وجاره، والمرأة وزوجها حتى يعم البغي الإجتماعي والتظالم كافة أفراد المجتمع.
إن الحكومة المستبدة تقتل في النفوس العزة الحقيقية بالمفاخرة بالأعمال النافعة، وتخلق نوعا من السيادة الكاذبة و كثرة المتملقين، لأن هذه النفوس لم يعد يهمها المجد الحقيقي باستجلاب محبة الناس، وإنما يهمها التمجد والقربى من ذوي السلطان.. وفي مثل هذا المجتمع تفتقد علاقة المحبة والمودة بين الناس و تكثر ضغائنهم، وتنحرف ميولاتهم الطبيعية، حتى يغدو الواحد لا يحب قومه لأنهم عون الإستبداد عليه، ولا يحب وطنه لأنه يشقى فيه ويود لو هاجر منه.. إذ على رأي فولتير:" في ظل ملك صالح يكون للإنسان وطن. ولكنه في ظل ملك شرير لا وطن له" كما تضعف محبة الإنسان لأسرته لأنه ليس سعيدا فيها. ولا يركن إلى صديقه لأنه قد يأتي يوم يكون عونا للظلم والباطل ومصدر شر له. و لا تحب المرأة زوجها لأنه متطبع بالإستبداد و الإجرام مثله مثل رئيسه المستبد إلاهه المعبود ..؟!!
وهكذا يصل المجتمع إلى حالة من التنافر والإضطراب، فتمرض العقول ويختل الشعور، ويفتقد الناس إلى معايير التمييز بين الخير والشر في كل ما ليس من ضروريات حياتهم الحيوانية والبيولوجية. ويصبح باسهم بينهم شديد ، ويعيشون بالتغالب والتحايل لا بالتعاون و التبادل ويسقطون بالتالي في مستنقع التخلف والإنحطاط.
3- الفوضى وانحطاط الأخلاق:
تنقسم الخصال حسب الكواكبي إلى "الحسنة الطبيعية، والشرعية و الإعتيادية" لكن كل هذه الأقسام تشتبك وتشترك ويؤثر بعضها في بعض ويكون مجموعها تحت تأثير الألفة.
ومادامت العلاقات التي تحكم المجتمع فاسدة فلا يمكن للإنسان الذي يعيش في ظلها إلا أن يتطبع بأخلاق رديئة انبثقت مباشرة عن علاقات الظلم والقهر والفساد التي يرزح تحتها المجتمع ويعيش تحت كلاكلها ومن ثم تصبح خُلة فيه.
لا تكون الأخلاق أخلاقا ما لم تكن مبنية على قانون ونظام، والمستبد يقلقه أن تنتظم حياة الأفراد ويسير الناس وفق نظام ضابط واضح وجلي و معايير معلومة و بينة، لأن انتظام الحياة يسهل على الناس التمييز بين الغث والسمين، وبين الخبيث والطيب. لذلك فالمستبد في حرص شديد أن تكون المعيشة في إدارته ويكون النماء فيها يشبه نماء الأشجار الطبيعية في الغابات وأن يترك الأمر للصدفة تعوج أو تستقيم تثمر أو تعقم.
إن مصلحة المستبد والكيفية التي ينظر بها إلى الأشياء تقتضي أن يكون كالحطاب الذي إن وجد أشجارا رائعة وثمارا يانعة وأزهارا ناعمة مغروسة في انتظام وروعة، أفسدها بالقطف وخربها بغية إرضاء شهوته وتحقيق ما يراه نافعا له وحده. ألم يقل "منتسكيو" : أن طبيعة الحكومة الإستبدادية تشبه متوحشي "لويزيانا". فعندما يريدون قطف الثمار يقطعون الشجرة من أصلها..! وبالتالي فإن مقام المستبد بإزاء الأخلاق كمقام الحطاب الجاهل الذي لا يرجى منه خير مطلقا، فهو مخرب مفسد.. ويزداد شرّه قسوة إذا كان غريبا (تركيا في مقام الحال) عن ديار العرب ولم يخلق من تربتهم.!؟
وهذه الفوضى السياسية تجعل الفرد لا نظام في حياته ما دامت كل القوى التي لها تأثير وسلطان على المجتمع تدفعه بطريقة أو بأخرى أن يعيش في فوضى، مشوش البال بحيث تنحصر كل اهتماماته في حفظ حياته الحيوانية حياة "الدناءة" – حسب تعبير الكواكبي- ويعيش محروما من الملذات الروحية والفكرية التي ترتقي به إلى مصاف الإنسانية الحقة..! قد يوجد في هذا المجتمع بعض الأخيار الذين استطاعوا تزكية نفوسهم من وباء المجتمع ومقاومة التيار الجارف للفساد، لكن الإدارة المتعسفة ترغمهم على إلفة الرياء والنفاق بصورة ظاهرة أو خفية لأنها تعين الأشرار على باطلهم آمنين حتى من الإنتقاد والفضيحة ‘ فلا يجرؤ أحد على التشهير بهم أو تقديمهم إلى "العدالة" وهل هناك عدالة في ظل حكومة المستبدين!؟ بالإضافة إلى خوف الناس من تبعة قول الحق وما يجره عليهم من ويلات..!!؟؟
فالأمة الواقعة تحت حكم الإطلاق تفتقد في الغالب الأعم إلى المربين الصادقين ذوي الخبرة والمعرفة الصحيحة فقلّ أن يوجد بها "من يعلم التربية أو يعلمها".. فالقلة التي تتصدر "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" هم على الأكثر من رجال السلطان أو من أولئك المتملقين المرائين الذين لا خلاق لهم.! وهؤلاء ينحصر موضوع نهيهم في الرذائل النفسية فقط دون غيرها من الرذائل السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية.. مما لا يفيد الأمة في شيء. لأن المجتمع في واقعه ليس مجرد مجموع أفراده فهو حقيقة قائمة بذاتها، وله قوانينه الصارمة ومطالبه ومقتضياته الخاصة التي تزيد عن كونها حاصل جمع آلي لاتجاهات الأفراد المكونين له.
لقد فطن الكواكبي إلى هذه الحقيقة الإجتماعية و العلمية الهامة. وكان فيها سابقا لعصره، وهذا ما دفعه إلى خوض حرب لا هوادة فيها ضد أولئك الذين كانوا يعتقدون أن المجتمع ليس إلا مجموع أفراده، وإن إصلاح الأفراد معناه إصلاح المجتمع. إن إمكانية تغيير المجتمع بالتركيز على إصلاح أخلاق الفرد وهو لا يزال يعيش في ظل علاقات الإستبداد مستحيلة وغير عملية، لأن المجتمع تحكمه علاقات سياسية واجتماعية، وتربط بين أفراده أفكار ومشاعر وأنظمة وقوانين موحدة، فإذا ما أريد تغيير أي مجتمع فلا بد من تغيير هذه العلاقات الفاسدة التي تحكمه وعلى رأسها النظام السياسي وطرق توزيع الثروة أي تغيير كل القوانين التي تسير دواليب الدولة : وهو ما يجعل من الإعتناء بالتربية زمن الإستبداد حمق وبلاهة وجهل لطبيعة الإصلاح والتغيير و حقيقته.!
فالأجدى بالإنسان الساعي بصدق إلى تغيير حقيقي وانقلابي/ثوري أن يجتهد أولا في إزالة الإستبداد وتغيير العلاقات والأفكار التي تحكم المجتمع الذي يعيش طور الإنحطاط بأفكار أخرى تقدمية.. تحمل بذور النهضة والرقي و التغيير الحقيقي، عندها فقط يصبح الإعتناء بالتربية مثمرا، لأن التربة حينئذ تصبح مهيأة لتقبل الغرس الطيب..أنه لمن العبث أن يفكر إنسان في تربية الناس وهم يعيشون وسط انخرام علاقات المجتمع السياسية والإجتماعية و الإقتصادية لأن كل ما يمكن أن تبنيه التربية في أعوام يهدمه الإستبداد في ساعات. إذ بمجرد أن يختلط المرء ببني جنسه ويشارك المجتمع الحياة العامة يصطدم بفساد علاقاته وانخرامها كاستشراء الرشوة والوصولية والتمجد والإستغلال و الفساد، فإذا صمد قليلا فإنه لا يمكنه أن يصمد طويلا، فينخرط بدوره في حركة المجتمع ويخضع لقوانينه وأخلاقه الفاسدة وينسى تلك الأخلاق السامية التي نُشئ عليها منذ كان طفلا، وهكذا يضيع مجهود سنوات بمجرد اختلاط الإنسان بمحيطه و بمجتمعه.
III- شروط بقاء الإستبداد و ركائزه:
1- الإرهاب:
جاء في تمفصلات تحليلنا السابقة أن سبب الإستبداد المباشر: الخوف الذي يهيمن على نفوس أفراد الشعب. فالخوف بمثابة الوحش الكاسر الذي يخضع الرعية لسلطان المستبد وزبانيته ويجعلهم قاصرين و عاجزين عن الحركة والوقوف في وجه الظلم المسلط عليهم وتخليص ذواتهم من الإستبداد. فهو روح المستبد وعدته والأرض الصلبة التي يقف عليها، يعرف المستبد أنه لولا استشراء الخوف بين الناس ما دام له سلطان، ولا امتد له نفوذ، لذا فهو في سعي دائب لتربية هذا الوحش الكاسر وإطالة أظافره ورعايته بكل الوسائل المستحدثة حتى يتمكن من بسط هيمنته على كافة أفراد المجتمع.
لا يعدم الطغاة وسيلة يرونها تكرس الخوف منهم وهيبتهم وتنشر الرعب إلا ويستعملونها للضغط على النفوس والأرواح والأجساد. فهم ما فتئوا منذ أقدم العصور يبتكرون الحيل ويطورون وسائل الإرهاب للضغط على العقول حتى يكمموا الأفواه عن الشكاية والضجيج، ويحكموا من قبضتهم على رقاب الناس حتى تضمن لهم القوة والإستمرار في الحكم.
فالإستبداد ليس مجرد رغبة وشهوة شخصية، ولا حتى غفلة جماهيرية فحسب وإنما هناك شروط وركائز يعتمدها الظالمون للحفاظ على عروشهم وحماية مصالحهم من كل ما من شانه أن يهدد سلطانهم بالزوال، ويمكن حصرها في ست(6) ركائز أساسية تتصدرها عملية الإرهاب نفسها، فالمستبد يعتمد عادة على أجهزة مختصة لإرهاب الناس وتخويفهم وقهرهم وإذلالهم، مثل أجهزة البوليس والجواسيس والعملاء وغيرهم... فكلما كان الطاغية حريصا على العسف والخسف والتنكيل بالأحرار احتاج إلى زيادة جيش هؤلاء ممن لا خلاق لهم ولا ذمة، فهذه الشرذمة التي يعتمدها المستبد للإرهاب والتنكيل هي من أقسى الناس قلوبا وأحطهم أخلاقا وأقلهم مروءة، فالأسافل لا يميلون لغير اللأسافل من المتملقين و المنافقين مثل صاحبهم المستبد الأكبر، ومهمة هؤلاء الأوغاد: إخضاع الناس بالقوة وتذليلهم حتى يصبحوا منهم ومن السائرين في ركبهم، ومراقبة كل معارض لحكم القهر والجبروت..! والتجسس على الناس في ديارهم وإثارة القلاقل والفتن ونشر الفساد، وتكميم الأفواه حتى لا تنبس ببنت شفة، وتحطيم أصحاب الأقلام الحرة، ودفع الناس إلى أن يعيشوا عيشة البهائم..!!؟
إن الغاية من تكثيف أجهزة الإرهاب هي إذلال الناس وتحطيم حياتهم و معنوياتهم.. وجعلهم طائعين مستسلمين لا يرجى منهم خير أو صلاح، وكيف يرجى الصلاح من أناس يعيشون تحت الإرهاب ليل نهار فتكثر هواجسهم حتى يعتقدوا أن داخل رؤوسهم جواسيس عليهم، وبذلك يصبح أسراء الإستبداد يعيشون داخل سجون وهمية صورتها لهم نفوسهم المريضة وهواجسهم الكثيرة.
2-القوة المسلحة:
إن القوة المسلحة والجيش الذي أنيط بعهدته – في الأصل- مهمة حماية ثغور الأمة من الأعداء المتربصين، ينقلب في عهد الإستبداد إلى قوة معادية لمصالح الأمة، تخدم المستبد وتكرس الإرهاب وتوجه طاقاتها لإثارة الفتن والقلاقل الداخلية وتصبح درعا تحمي المستبد وأعوانه وقت الشدة وتحول بين الأمة واقتصاصها من الطغاة.
فعهد الظلم يقلب حقائق الأشياء ومهماتها البديهية وينحرف بأدوارها في سبيل حماية المصالح المعادية لمصالح الأمة.إن الجهاز العسكري الذي كونته الأمة وصرفت عليه الأموال الطائلة لنشر الأمن والإستقرار بين الناس وحمايتها من تسلط الأعداء.. يصبح وقت الإستبداد جهازا مختصا في نشر الرعب وترويع الآمنين ومن ثم يسير بالأمة نحو التآكل الداخلي والإندحار.!؟
3- القوة المالية:
كما تعتمد إدارة الطغيان على الرجعية الداخلية التي تحتكر الثروات، فهؤلاء بفضل الثروة الطائلة التي اغتصبوها من عرق جبين الأمة ظلما واعتسافا يكثرون من إظهار الأبهة والعظمة وإنشاء الأماكن الخاصة بهم وحدهم لمتعتهم وسمرهم ويستكبرون على الناس بأموالهم وسلطانهم. ويطلق المستبد أيدي هؤلاء في ظلم الناس وإذلالهم وغصب حقوقهم وأكل أرزاقهم حتى تنكسر شوكتهم ويكثر أنينهم وتستفحل أسقامهم، فيعجزون ضرورة عن مقاومة الإستغلال والظلم المسلط عليهم... يدرك المستبد أهمية أهل الثروات في مساعدته على إذلال الرعية وإخضاعها واسترهاب أعين الناس وسحر عقولهم بما يصبغونه على أنفسهم من مظاهر الأبهة والإستغلال فيعطيهم الألقاب والرتب وشيئا من النفوذ والتسلط على الناس. ويذللهم بالترف حتى يجعلهم يترامون بين رجليه ثم يتخذهم لجاما لتذليل الرعية لأنّ الكل يجب أن يكون في خدمة السلطان، فهو "الرب" وهم "العبيد" ولا يمكن أن يترك أحدا يعلو على مقامه ولذلك يعمد في كثير من الأحيان إلى نشر الفساد بينهم وإلهائهم بملذات الحياة ونعيمها لإبعادهم بذلك عن أي انخراط مع أحرار الأمة في مقاومة الظلم أو الإتفاق عليه أو الإنقلاب ضدّه.
4- العادة والألفة:
تقتل العادة والألفة التفكير وتحيل ذهن المرء على التقاعد المبكر، لأن العادة – وهي أخطر فتكا من كل داء- تجعل الناس يستنيمون للظلم ويستكينون له ويألفون القسوة والركود لا يحركهم ظلم أو طغيان ولا يغضبون لانتهاك الحرمات ولا يحرجهم التعدي على الأعراض، قد فقدوا الرجولة والشهامة وأصبح الألف منهم كأف مما يحولهم في ذهن المستبد وزبانيته إلى مجرد "أشباح فيها أرواح" فيصبح ما لهم فيئا ينتهب وشرفهم – إن كان لهم شرف أصلا- مهانا وكرامتهم في التراب، فالمستعبد الذي يعيش في ظل الإستبداد السياسي لا يملك مالا غير معرض للسلب ولا شرفا غير معرض للإهانة ولا يملك آمالا مستقبلية وتقتصر حياته على الملذات الحيوانية لأنه لا يعرف غيرها.
تنحط الألفة بالإدراك وتسهل انخداع الناس بالمظاهر الكاذبة التي يتفنن المستبد وأعوانه في إبرازها للإرهاب والتخويف، فتسيطر الأوهام على الأذهان ويسهل انصياع الناس للأكاذيب والأراجيف "انصياع الغنم بين أيدي الذئاب" فيصيرون إلى حتفهم ويهلكون أنفسهم بأيديهم وأيدي الطغاة و زبانيتهم..!!؟
5- القوة الخارجية " الإستعمار":
الإستعمار هو العمل، أو مجموعة الأعمال التي من شأنها السيطرة أو بسط النفوذ بواسطة الدولة، أو جماعة من الناس، على مساحة من الأرض لم تكن تابعة لهم، أو على سكان تلك الأرض أو على الأرض والسكان في آن واحد. هذا هو المفهوم الظاهر الذي اصطلح عليه الناس للإستعمار، أما ما نقصده هنا فيتمثل في مناصرة المستبد ومد يد العون له من قبل الدول الخارجية، فلقد كان الإنفراد بالسلطة والإستبداد بأمر الأمة ثغرة حرص الغرب الإستعماري على بقائها حتى تظل فرصته سانحة لإغتصاب استقلال البلاد. لأن الإستعمار يتفق مع إستبداد الأتراك بالعرب بكونه يمثل أسوأ مظاهر الإستغلال والإستعباد والتخريب والتدمير، فالشعب المالك يتمتع بحريته ويسير وفق إرادته، والمملوك مسير لا مخير، وليس له من الإرادة في تصريف أمره وتكييف مجرى حياته إلا بمقدار ما يسمح به سيده المالك المهيمن.
وهكذا تلتقي دائما مصالح الإستعمار والمستبدين و تتحد.. وعوا بذلك أو لم يعوا..! إذ يكفي الحاكم المستبد جرما في حق أمته أن يهيئ النفوس للظلم ويفقدها الحصانة على المقاومة. والثابت أن الإستعمار الغربي ما دخل ديار العرب والمسلمين إلا لما فقدت هذه الأخيرة حصانتها الداخلية و صارت لها قابلية الإستعمار بفضل عصور الإستبداد والإنحطاط وانفراد المستبدين /المتألهين في ديارنا بالحكم و النفوذ و ثروة البلاد.. !!؟
لكل هذه الأسباب اعتبر الكواكبي أنه من العدل الإلهي وقوانينه الأزلية في الكون أن الشعب الذي رضي باستبداد حكامه ولم يعمل على مقاومته أن يتسلط عليه شعب آخر يستعبده ويستعمره وينتهب خيراته... وهو بذلك يحذر الشعوب الإسلامية من مفاجآت المستقبل ما دامت قد رضيت باستبداد الأتراك العثمانيين، والكواكبي يعرفنا أن أي شعب لا يتعرض إلى الإستعمار الخارجي إلا بعد أن يفقد حصانته الداخلية التي ضمنتها له "الإسلامية" وهو البديل الذي طرحه الكواكبي للتخلص من الإستبداد وتحقيق النهضة كما سنرى لاحقا.
6- رجال الدين:
وهم الذين ربطوا أنفسهم بنظام المستبد وباعوا ضمائرهم للشيطان.. ! فعادة ما يعمد هؤلاء إلى تأويل الدين تأويلا يجانب الصواب عن عمد، ويقلبون الحقائق ويزيفونها، فيوهمون الناس بأن الإستبداد وكل ما يتسلط عليهم من قبل زبانية السلطان / المستبد من ظلم واعتساف قضاء وقدر "جاء من السماء فلا مرد له بغير الصبر والرضا" ويطلقون على أي ثورة ضد السلطان الجائر "فتنة" والفتنة أشد من القتل!؟ وقولهم "حاكم غشوم خير من فتنة تدوم"؟ ويلزمونهم بطاعة "أولي الأمر". وإن كان لا يربط هؤلاء المستبدين بالإسلام إلا انتسابهم إليه انتسابا شكليا و وراثيا، كما يشيعون بين أفراد الأمة أن التخلف جاء"بسبب التهاون في الدين" فما عليها (الأمة) إلا أن تكثر من العبادة والنسك وإقامة الطقوس الدينية فينصلح الحال، في حين أن هذا الجانب من جوانب الدين لن يزعج أهل الباطل والإستبداد في شيء، ولن يقض مضاجعهم بل من المؤكد أن مثل هذه الآراء تساعدهم على إحكام قبضتهم على رقاب المسلمين وإبقائهم في درك الإنحطاط. فزيادة العبادة والنسك عن حدها المشروع "أضر على الأمة من نقصها، كما هو مشاهد في المتنسكين" وبالتالي تصبح نية هؤلاء "المتفقهجين و المتاجرين بالدين" الكذب على الأمة وخداعها رغم علمهم أن حكم الإطلاق رأس كل شر ووراء كل مصيبة.!
حرص الكواكبي لما كان بصدد البحث في علاقة الإستبداد بالدين أن يهدم الآراء الخاطئة عن الإسلام التي تبناها المسلمون.!؟ ودحض الإنتقادات التي يوجهها إليه الأوروبيون في آن واحد‘ مثل نسبتهم الإستبداد إلى الإسلام ومبادئه نفسها.!!!؟
فلقد شاع لدى بعض المفكرين الغربيين الرأي القائل بانبثاق الإستبداد السياسي عن الإستبداد الديني لاعتماد كليهما على ركيزة أساسية وهي الخوف. فتاريخ الأديان يعلمنا أن المعتقدات القديمة وخاصة المعتقدات الطوطمية قد ظهرت بسبب ما كان يستشعره الإنسان البدائي من خوف تجاه قوى طبيعية متعددة تتحكم بقسط كبير في حياته. ولقد جاء قول ماركس ملخصا لهذه الآراء حينما قرر: "أن كل دين ليس سوى الإنعكاس الواهم في دماغ البشر للقوى الطبيعية التي تسيطر على وجودهم اليومي". ولا شك أن النظرة العادية لمنشأ كل من الإستبداد والدين يخرج بنتيجة مؤداها وجود اتفاق كلي بين الركيزة التي يعتمدها الإستبداد لبسط نفوذه على أرواح البشر وأجسادهم، والركيزة التي يعتمدها الدين للتحكم في عالم القلوب .. فهما: "أخوان أو صنوان بينهما رابطة الحاجة على التعاون بتذليل الإنسان" وهذا ما يجعل الإصلاح السياسي مشروطا بإزالة الدين أو عزله عن الحياة- حسب تأكيدات رجال الأنوار-، فها هو أحد المتنورين الغربيين يحدثنا بحماس فياض عن فكرة التحرر والإنعتاق من ربقة الكنيسة التي كانت تضطهد الناس وتستبد بهم باسم الدين. يقول كوندرسي كاريتا Condorcet Caritas (1743- 1794): "إيه أية صورة رائعة للجنس البشري إذ يتحرر من قيوده وينعتق من عبودية الصدفة، وكأنه ينعتق من أعداء التقدم، ثم يسير بخطى ثابتة أكيدة على طريق الحقيقة والفضيلة والسعادة تعنّ للفيلسوف فتعزيه عن الأخطاء والجرائم والمظالم التي ما زالت الأرض تعج بها والتي كثيرا ما يقع هو ضحيتها، وهو يجد مكافأة لجهوده من أجل تقدم العقل والدفاع عن الحرية في تأمل هذه الرؤيا، عند ذلك يجرؤ على ربط جهوده بالتسلسل الأزلي للقدر الإنساني وهو يجد هناك المكافأة الصحيحة للفضيلة. وتلك هي اللذة في أنه خلق خيرا، ثابتا لا يستطيع القدر أن يهدمه مهما وعد من ثواب في مقابل إعادة الأفكار الموروثة والعبودية".
إن الكواكبي وهو العالم المتبحر في معرفة التاريخ قديمه وحديثه، يقر بصحة هذه الآراء التي تقف ضد موروث الدين، ويتعاطف معها.. غير أنه يقرر أن هذه الأفكار وهذه الآراء لا تنسحب على الإسلام، بل تنسحب فقط على المسيحية واليهودية بسبب ما قام به أتباع هذه الديانات من تحريف لكتبها المقدسة، وهو ما لم يقع للقرآن الذي حفظه الله من التحريف وحماه من التبديل بسبب اختلافه عن قول البشر و إعجازه و تجاوزه لقدرات الجن و الإنس و لو اجتمعوا.. وهو ما يجعل مقولة أن القرآن جاء باستبداد مؤيد للإستبداد السياسي لا أساس لها من الصحة، خاصة وان القرآن لا يزال بيننا ويمكننا التثبت من بطلان مثل هذه المقولات والإدعاءات. لقد انفرد الإسلام من دون كل الأديان بإماتة الإستبداد ومحاربته بفضل ما حوته تعاليمه من دعوة للشورى وعدم الإنفراد بالرأي وإحياء العدل والتساوي.
إن جعل كلمة لا إله إلا الله محور الدين في الإسلام كفيلا بأن يذكر النفوس أن العزة لله وحده، وأن النفوس لا يصح أن تذل لأحد سواه أو ترهب غيره،أو تتبع قانونا غير قانونه.. فهذه الكلمة توحي بالضعف أمام الله والقوة وعزة النفس، فثمرة الإيمان بوحدانية الله "عتق العقول من الإسارة" على حد تعبير الكواكبي.
فإذا ما كان الدين الإسلامي خاليا من السلبيات المقيتة التي من شأنها أن تعطل الإنسان أو تخدره أو تصرفه عن مقاومة الإستبداد، وهو صالح لكل زمان ومكان، فإن الخطر كل الخطر يكمن " في العلماء المتعممين" من رجال السلطان الذين يقلبون الحقائق ويزيفونها و يشرعون للظلم و الإستبداد في سبيل خدمة الطغاة وإرضاء شهواتهم، وبذلك يصبح هؤلاء "أضر على الدين من الشياطين" لأن هذه الفئة الضالة تستخدم رسالات السماء لخدمة المستبد لنيل فتات موائده.
إن حملة الكواكبي على رجال الدين لها ما يبررها تاريخيا، فقد كثر في زمنه المتملقون من العلماء ورجال الدين والمتصوفة، ولعل أبا الهدى الصيادي كان يمثل رمزا لكل هؤلاء، فقد قال عنه محمد عمارة: "كبير مشعوذي الدولة العثمانية في ذلك الحين وهو الذي ساهم في اضطهاد العديد من الأحرار. وفي مقدمتهم جمال الدين الأفغاني، وعبد الله نديم، ومحمد عبده" وكان عدوا للإصلاح، ملأ من ضحاياه السجون والمعتقلات وأعماق البحار، ونفى وأذل وأفقر من البشر ما لا حصر له، واستطاع أن يلعب بعقل السلطان عبد الحميد ويستبلهه بحيل روحية حتى انقاد له ومكن له في الأرض ليعبث فيها ويهلك الحرث والنسل. وكان لجمال الدين الأفغاني رأي فيه، وهو مناجزته، وللشيخ عبده رأي آخر فيه هو مسايرته، ويظهر أن الكواكبي قد أخذ برأي جمال الدين فأقام عليه حربا ضروسا لا هوادة فيها ناهيك بما كان بينهما من خصام عائلي.
الباب الثالث:
النزعة النقدية و الإصلاحية لدى الكواكبي:
1- نقد الإستبداد بين الكواكبي و" الفياري":
كنا قد بينا في تمفصلات تحليلنا السابقة اقتناع الكواكبي بضرورة الإستفادة من الفكر الغربي الحديث، وحضارته بل والإقتباس من تعاليمه إن كان ذلك يساعد العرب على الخروج من مستنقع التخلف والإنحطاط الذي هوَوْا فيه. وأتينا على ذكر بعض مؤثرات فلاسفة الأنوار على فكر الكواكبي. كما ألمحنا إلى أن أبرز الذين كان لهم تأثير عميق في فكر الكواكبي عند نقد الإستبداد، الأديب الإيطالي "فكتور الفياري"، حتى أنه بلغ من شدّة تأثر مؤلفنا بهذا الأديب أن امتدحه في كتاب "الطبائع" واقتبس الكثير من أفكاره، واستمد منه إطار كتابه... وسنحاول في هذا الفصل أن نلقي مزيدا من الأضواء على علاقة الكواكبي الفكرية بهذا الأديب بإقامة مقارنة نموذجية بين بعض ما ورد في كتاب "طبائع الإستبداد" للكواكبي، وكتاب "الإستبداد" للفياري في الجدول التالي:
الكواكبي الفياري المفهوم
الإستبداد: صفة للحكومة المطلقة العنان التي تتصرف كما تشاء بلا خشية حساب ولا عقاب محققين... كما تشمل حكومة الحاكم الفرد المطلق الذي تولى الحكم بالغلبة أو الوراثة.. تشمل أيضا الحاكم الفرد المقيد الوارث، أو المنتخب. ص31و32. الطغاة: كل الذين توسلوا بالقوة أو حتى بإرادة الشعب أو النبلاء إلى القبض
التام على أطراف الحكم ويعتقدون أنهم فوق القانون أو هم كذلك... والطغيان الصفة التي يجب أن تنعت بها.. أي حكومة يستطيع فيها الشخص المنوط بتنفيذ القوانين أن
يضعها أو يقضي عليها أو ينتهكها أو يفسرها أو يعرقل سيرها أو يوقفها وهو في مأمن من العقاب ص12و15.
مفهوم الإستبداد
المستبد على الدوام محاطا بالأعداء ملحوظا بالبغضاء، غير أمين على حياته طرفة عين. وكلما زاد المستبد ظلما واعتسافا زاد خوفه من رعيته ومن حاشيته. وحتى من هواجسه... ص 53.
لا استعباد ولا اعتساف ما لم تكن الرعية حمقاء تتخبط في ظلامة جهل وتيه عماء. ص 50.
كلما كان المستبد حريصا على العسف احتاج إلى الدقة في اتخاذ أعوانه من أسفل السافلين... فالتمجيد خاص بالإدارات المستبدة. وهو القربى من المستبد بالفعل. ص83
المستبد.. يتخذ بطانة من أهل الدين المستبدين يعينونه عل ظلم الناس... ويذللهم بالقهر والقوة وسلب الأموال حتى يجعلهم خاضعين له... ص36. الخوف والشك، رفيقان لا ينفصلان عن كل قوة غير شرعية.. ص24.
الجهل، والتملق والخوف أعطت ولا تزال تعطي الحكم الملكي المستبد شرعية وجوده. ص 18.
لا يشعر (المستبد) بالأمن إذا لم يعط المناصب الأكثر أهمية في الدولة إلى أناس لا أخلاق لهم... وقد باعوا أنفسهم له، يشبهونه ويفكرون بعماء بعده، وهذا يعني أنهم أكثر الناس ظلما وعسفا... ص28.
المستبدون:الخوف ركيزتهم والمليشيا والدين وسيلتهم ص 102.
ركائز الإستبداد ووسائله
إني أرى قصر المستبد في كل زمان هو هيكل الخوف عينه فالملك الجبار هو المعبود، وأعوانه هم الكهنة، ومكتبته هي المذبح المقدس، والأقلام هي السكاكين وعبارات التعظيم هي الصلوات والناس هم الأسرى الذين يقدمون قرابين. ص 54. قصر الملوك هو هيكل الخوف، والمستبد هو المعبود، وأعوانه هم الكهنة (أما) الحرية... وحب العدل والفضيلة والسعادة الحقيقية، ونحن أنفسنا فضحايا ندفع الثمن كل يوم...ص 22.
صفات الإستبداد
الإستبداد السياسي متولد من الإستبداد الديني. ص 35. الإستبداد الديني ولـّد الإستبداد المدني. ص 64. الإستبداد والدين
وأما أسراء الإستبداد...فملذاتهم مقصورة على مشاركة الوحوش الضارية في جعلها بطونها مقابر للحيوانات ومزابل للنباتات، وعلى استفراغهم الشهوة كأن أجسامهم خلقت دملا على أديم الأرض وظيفتها توليد الصديد ودفعه. ص131
..المعيشة البشرية، في الإدارات المستبدة (هي) محض نماء يشبه نماء الأشجار الطبيعية في الغابات والإحراج...ص102
... ولهذا فإن الفلاسفة المفكرين لدى الشعوب الحرة، لا يجدون أي فرق بين الحياة الحيوانية وتلك التي يحياها الإنسان الذي لا يتمتع بحريته، وبإرادته وأمنه، ولا يتحكم في نفسه... ولا يتمتع بسعادة حقيقية. ص 123.
إسراء الإستبداد لا أسمي حياتهم حياة إنسانية بل هي حياة النبات. ص 138
حياة الواقعين تحت الإستبداد
المستبد في لحظة جلوسه على عرشه... يرى نفسه كان إنسانا فصار إلاها. ص 65 المستبد لا يمكن أن يحب رعيّته ويرى أنهم تحته. ص 131. علاقة المستبد برعيته
حرص التمول يخف كثيرا عند أهالي الحكومات العادلة. ص 79. ...ويحسن بنا أن نلاحظ أيضا أن الفرق بين الإستبداد وبين حكومة عادلة... ص 16 نقيض الإستبداد
الأمة التي لا يشعر كلها أو أكثرها، بآلام الإستبداد لا تستحق الحرية.ص140. الشعب الذي لا يشعر بوطأة العبودية قد وصل إلى درجة كبيرة من البلاهة، وهو لا يستحق الحرية السياسية. ص150
شروط الإنعتاق من الإستبداد
الإستبداد لا يقاوم بالشدّة، إنما يقاوم باللين والتدرج. ص 140. في الدول التي يوجد بها الإستبداد متجذرا منذ أجيال عديدة يصبح من الضروري توفير وقت كاف كي يستطيع الوعي المتأخر تحطيمه. ص 155.
كيفية التخلص من الإستبداد
يكشف لنا هذا الجدول المفاهيم الكثيرة التي استقاها الكواكبي من مؤلف "الإستبداد للفياري"، لكن ذلك لا ينقص من قيمة ما كتب الكواكبي في نفس هذا الموضوع (الإستبداد) ولا يقلل من طرافة ما حبّر. فلقد تميّز مؤلفنا بوضوح وإحاطة شاملة بموضوع بحثه – كما سبق وبينا - بالإضافة إلى محاولته الطريفة في التوفيق بين بعض منتجات الفكر الغربي الحديث وبين التراث العربي الإسلامي. لكنه لم ينج من انحيازات طبقية عندما قرر أن إدارة شؤون المجتمع يجب أن تبقى حكرا على فئة من أشراف الأمة، متناسيا أن الفرد الذي لا يشارك في إدارة شؤون مجتمعه هو إنسان ميت، وبالتالي فهو قد حكم بالموت على الملايين من أفراد المجتمع الذي يسعى لتغييره!؟
2- التقاطع بين الشرع والغرب في فكر الكواكبي:
كنا قد مهدنا إلى هذا العنصر بما ورد في تمفصلات تحليلنا من ذكر لبعض مؤثرات الفكر الغربي الحديث على أراء الكواكبي النقدية وأفكاره الإصلاحية واستقائه للكثير من المفاهيم والأفكار من الكاتب الإيطالي "الفياري" . فنلاحظ أن الكواكبي قد أقام منهجه الإصلاحي على ركيزتين أساسيتين:
الوعي بالوضع القائم.. ثم العمل على تغييره.. والوعي في رأيه مزدوج: وعي الذات ووعي الآخر...: أما وعي الذات فيتمثل في نفي ما يطمسها أو يشوشها من المفاهيم الخاطئة، خاصة تلك التي علقت بالدين الإسلامي، وفضح الممارسات الخاطئة التي ترتكب باسم الدين أيضا. وهذا لا يأتي إلا بتقديم المفاهيم الصحيحة، والحرص على إقامة كيان تنفيذي وهو الحكومة التي ترعى الممارسات الصحيحة وتمهد لها.
أما وعي الآخر (الغرب أساسا)، فالقصد منه الإستقلالية عنه: يقول الكواكبي في "أم القرى": "وأما الناشئة والمتفرنجة فلا خير فيهم لأنفسهم فضلا عن أن ينفعوا أقوامهم وأوطانهم شيئا". وقد قبل الكواكبي الإنفتاح على حضارة الغرب، سواء كانت مادية أو معنوية للإستفادة من علومه الصحيحة والصناعات المفيدة واقتباس أنظمة الحكم العادلة التي لا تخرج عن روح الإسلام كالديمقراطية والحرية والاشتراكية، دون مجاوزة ذلك التأثر بثقافته وفلسفاته المادية الملحدة..!؟: يقول الكواكبي كاستنتاج بعد مقارنة طويلة: "فهذه أمم أستراليا وأمريكا قد هداها العلم لطرائق شتى وأصول راسخة للإتحاد الوطني دون الديني، والوفاق الجنسي دون المذهبي، والإرتباط السياسي دون الإداري. فما بالنا لا نفكر في أن نتبع إحدى تلك الطرق أو شبهها".
وهو إذ يدعو إلى الإقتداء بالغرب حتى في أنظمة الحكم يعتقد اعتقادا راسخا أن الغرب قد " قرّر قواعد أساسية في هذا الباب تضافر عليها العقل والتجريب، وحصحص فيها الحق اليقين، فصارت تعد من المقررات الإجتماعية عند الأمم المترقية " مقتديا في ذلك بسلفه خير الدين التونسي الذي كان قد قرر هو بدوره أن أساس قوة أوروبا وازدهارها "المؤسسات السياسية القائمة على العدل والحرية"، ولا يمكن للأمة أن تستعيد قوتها ومجدها إلا إذا عرفت مكامن هذه القوة وتبنتها..!!؟؟
فالأصالة عند الكواكبي لا تعني رفض الآخر، أو عدم التفاعل معه أو الإنفتاح عليه .. وهي لا تعني كذلك عدم الإفادة منه أو محاكاته، فالأصالة في نهاية المطاف لا توّرث وإنما تبتدع بهدي من "الإسلامية" وهي ليست ماهية ثابتة وإنما هي قوة متحركة، فما يصلح لمجتمع معين في مرحلة معينة من تاريخه قد تنعدم فائدته تماما بالنسبة له في مرحلة أخرى، وبالتالي فإن معايير الأصالة في الماضي غيرها في الحاضر، وستكون في المستقبل غيرها الآن..
لم يكن هاجس الكواكبي إذن تحطيم الآخر أو نبذه، وإنما كان هاجسه بناء الذات، ومنذ أن تبنى الذات، تقوى وتستقل وتثبت هويتها إزاء الآخر، إن ضعف هذا البناء هو الذي يتيح للآخر الهيمنة والإستعمار، ويجعل الذات في تبعية دائمة له. ولا يجوز أن نغفل أن بناء الذات لا يجوز الإقتصار فيه على استخدام المادة التي ترثها عن الأجداد أو تملكها راهنا. وإنما يحسن بل يجب استخدام المادة المفيدة عند الآخر، تلك التي هيأ له استخدامها أن يتفوق وينتصر ويبني الحضارة. لكن شريطة أن تظل مادة الآخر خاضعة لخصوصية الذات.. والخصوصية هنا قرينة الأصالة، فهي تتمثل من ناحية في العودة إلى الأصل أي الدين والقضاء على جميع ما يتعارض مع وحدة الأصل و حقائقه الأزلية، ويتمثل من ناحية ثانية في تحطيم السلطوية الإستبدادية وإقامة الحرية والعدالة والمساواة... وهكذا تبدو النهضة عنده ليست عملية اقتباس، وليست عملية تحرر، إنها استمرار تفتح ضمن التاريخ العربي الإسلامي بهدي من مبادئ "الإسلامية" واستمرار في تعميق الوعي أي وصل ما انقطع في ممارسة "الإسلامية" وسيرتها وليس الآخر إلا نموذجا تحريضيا. فماذا يعني الكواكبي ب"الإسلامية"؟
3-الكواكبي والتجديد:
أ- مفهوم "الإسلامية":
انطلاقا من نظرة الكواكبي إلى "الذات" و"الآخر" التي حاولنا تحليلها في الفصل السابق، سعى في ثنايا نقده للإستبداد وتحديد مكامن الداء في المجتمع العربي الإسلامي،إلى تقديم البديل الفكري والسياسي والاجتماعي بهدف القضاء على الإنحطاط من جهة، وتحقيق النهوض والقوة من جهة أخرى. وغاية ما كان يسعى إليه من وراء ذلك، إحياء عظمة الماضي بحيث ينسجم مع متطلبات العصور الحديثة. وهو إذ ينظر إلى عصر الإسلام الأوّل "المجيد" كأنه صورة لما ينبغي للعالم أن يكون عليه في الحاضر، فهو قد شارك- في هذه النظرة- رواد النهضة العربية نظرة التقديس للماضي والإستلهام من ينابيعه التي لا تجف أبدا..! مقتنعا بأن "التاريخ يعيد نفسه".
إن النظرية التي يصدر عنها الكواكبي لتحقيق الأهداف والغايات التي رسمها للمستقبل هي ما يسميها ب"الإسلامية" وهي: الإختيارات التي يتبناها المسلمون في مختلف شؤونهم الحيوية، والحلول التي يستنبطونها لمشكلاتهم الحياتية مع اعتبار مقتضيات الزمان، دون الإخلال بالقواعد العمومية التي شرعها أو ندب إليها الرسول(ص) لأن الكواكبي يفرق بين "الإسلام" و"الإسلامية" فالأول هو الدين والثانية هي نظام الحكم الذي يطبقه المسلمون في حياتهم.
وبناء على ذلك ينادي الكواكبي بفتح باب الإجتهاد من جديد الذي كان إغلاقه أكبر مصيبة حلت بالمسلمين، ويرى أن الإجتهاد يجب أن يختص به العلماء المقتدرون ولا يجوز بذله في غير باب "المعاملات" أما "العقائد"فيكفي أن تطهر مما علق بها من شوائب فقط. ويبقى باب الإجتهاد وبذل الجهد الفكري فيما يتعلق بمشكلات الحياة المتجددة مفتوحا أبدا بل واجبا تحتمه الحياة ومصلحة المسلمين لمجاراة روح العصر انطلاقا من قاعدة "تغير الأحكام بتغير الظروف"!؟ فرؤية الكواكبي هذه تنبثق من الأصل/القرآن وتنظر على أنه يبقى مفتوحا قابلا للتلاؤم مع واقع الحياة المستجدة.
ب- تجديد الكواكبي في الجانب السياسي:
أولى ملامح "الإسلامية" هي الجانب السياسي والإداري. ويعرف الكواكبي السياسة فيرى "أنها إدارة شؤون الأمة المشتركة ورعايتها بمقتضى التقيد بقانون موافق لرغائب أفراد المجتمع وتكون هذه الإدارة بالتعاون والرضا من الجميع حاكمين ومحكومين"، وقد قدم مفهوما للمساواة كما أقرتها الثورة الفرنسية..: أي مساواة أمام قانون واحد يسري على جميع المواطنين حكاما ومحكومين في "نعيم الحياة وشظفها" لا فرق بين غني وفقير، وضعيف وقوي، وأبناء مذهب ومذهب، وبالتالي تنحصر وظائف السلطة التنفيذية أي الحكومة في إدارة شؤون الأمة بمقتضى التقيد بهذا القانون الصادر "عن جمع منتخب من قبل الأمة". ويظهر على ما يبدو أن موقع الكواكبي الطبقي والإجتماعي بوصفه ينتمي إلى عائلة الأشراف بحلب قد ساهم إلى حد بعيد في تحديد رؤيته السياسية عندما قرر أن "الإسلامية""مؤسسة"على أصول الإدارة الديمقراطية"،أي العمومية والشورى الأرستقراطية، "شورى الأشراف" وهو ما يكرس النخبوية في المجتمع الذي يدعو إلى إقامته الكواكبي، مع العلم أن نصوص الإسلام الداعية إلى الشورى جاءت عامة إلى كافة أفراد الأمة الإسلامية بدون استثناء دون أن تحدد أي صنف من الناس يختص بإدارة شؤون المجتمع دون بقية الناس، بل إن النصوص المشهورة في هذا المجال تخالف تماما رؤية الكواكبي السياسية النخبوية كقوله تعالى: "وشاورهم في الأمر" أو قول الرسول﴿ صلى الله عليه و سلم﴾: " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".
ثم يضيف الكواكبي أن لا إمكانية لنشوء الدولة المستقرة التي ترقى بأفرادها ما لم يتحول الحاكم إلى خادم مطيع يخضع للقانون بملء إرادته وتكون الرعية على وعي تام بسيرة حاكمها فتراقبه رقابة مشددة حتى لا يحيد عن الطريق السوي. ويمكننا أن نسأل الكواكبي هنا من أين لنا مثل هذه الرعية الواعية بدورها السياسي والفاعلة في مجريات الواقع ما دمت قد أحلت معظم أفراد هذه الرعية على التقاعد ليتركوا الأمر لأهل الحل والعقد المسمون عندك بالأشراف!؟
ويبدو أن الكواكبي كان مستلهما لرأي "منتسكيو" عندما ينبه إلى ضرورة فصل القضاء عن الحكومة والتفريق بين السلطات السياسية والدينية والتعليم مؤكدا على أن مثل هذه المبادئ السامية قد جسدت في حكومة الرسول صلى الله عليه و سلم والخلفاء الراشدين وبعض السلف كعمر بن عبد العزيز والمهتدي العباسي ونور الدين الشهيد...
وهكذا حاول الكواكبي "بمفاهيم إسلامية" تبرير تبني المؤسسات الغربية معتبرا ذلك التبني عودة إلى روح الإسلام لا إدخال شيء جديد عليه!؟، وقد جعلته ميولاته "الديمقراطية" يعتقد أن النظام البرلماني ليس سوى بعث لنظام الشورى الإسلامية على ما بينهما من فرق!!؟
ولم تتجاوز نظرته إلى الحكم الصالح الرشيد النظرة الدينية التقليدية التي تدعو الحاكم أن لا يحكم الهوى في حكم الناس وإنما عليه أن يحكم بالعدل.
فلم يحاول مثلا البحث في الطرق المناسبة والأجهزة المختصة القادرة على إجبار أي حاكم على الخضوع للقانون، كما لم يبحث في مصدر القوانين العادلة..!؟ بل يذهب إلى أبعد من ذلك حين يقرر في آخر كتابه "الطبائع" أن الإستبداد السياسي "لا ينبغي أن يقاوم بالعنف" وهو الذي كرس كل حياته في مقاومة الإستبداد!؟ محتفظا بتسمية الثورة "فتنة"!!؟؟
ج- تجديد الكواكبي في الجانب الإقتصادي والإجتماعي:
تقوم "الإسلامية" في وجهها الإقتصادي والإجتماعي على ما يسميه الكواكبي "بمعيشة الاشتراك العمومي" ومعناه: التعاون والإتحاد والتحابب والإتفاق.
"فالإسلامية" كما أسست حكومة ديمقراطية تقوم على الشورى والحرية، أسست أيضا أصول هذه المعيشة التي تهدف إلى تحقيق التساوي والتقارب في الحقوق والحالة المعيشية بين البشر، و تعمل ضد "الإستبداد المالي"بمعنى رأس المال.. حتى لا يصبح المال دولة بين الأغنياء فقط وحتى يستطيع فقراء الأمة اللحاق بأغنيائها.إن منع تراكم الثروات بأيدي أقلية يصبح ضرورة حضارية وأخلاقية، لأن تراكم الثروة يولد الإستبداد الداخلي و الإستعمار الخارجي.. كما أن تراكم الثروات بأيدي أقلية يضر بأخلاق الأفراد ذلك أنه توجد علاقة جدلية بين الغنى المفرط أو الفقر المدقع وانحطاط الأخلاق.
وبهذه النظرة العميقة يتجاوز الكواكبي ذلك النقد ذو المنزع الليبرالي الداعي للمساواة الحقوقية. والذي يأخذ على حكم الإستبداد تجاوزاته ومناقضاته للتشريعات والقوانين المرعية، منطلقة من احترام مجرد لهذه القوانين والتي لا تمثل في الواقع إلا مصالح تلك الفئة التي تسن تلك القوانين وتكرس الأعراف المناسبة لمصالحها الإجتماعية والإقتصادية، داعيا إلى ضمان فعلي لمصالح كافة شرائح المجتمع.
إن الإستبداد السياسي هو المسئول عن الظلم والقهر من جهة وعن التأخر الإقتصادي وعن الحيف الاجتماعي من جهة ثانية. أما "الإشتراك العمومي" فهو سر البقاء والتقدم لكل ما في الكون و"هو أعظم سر الكائنات". فهو طبيعي يتلاءم مع سنن الكون، وقوانين الطبيعة، ومن ثمة فإن الفردية المطلقة لا مكان لها في المجتمع الذي يدعو الكواكبي إلى إقامته، لأنها ضد نظام الكون وسنن الحياة. بالإضافة إلى أن الإشتراك العمومي أصبح حاجة ملحة في العصر الحديث وهو العمود الفقري لإنجاز الأعمال الكبرى التي لا تفي بها أعمال الأفراد كما أنه حجر الزاوية في "نجاح الأمم المتمدنة".
تنبع دعوة الكواكبي إلى "معيشة الإشتراك العمومي" من فلسفة قوامها أن ثروة المجتمع إنما هي "فيض" قد أودعه الله في الطبيعة، وبناء على ذلك فإن كل ما في هذه الطبيعة من ثروات وكنوز ظاهرة أو باطنة يجب أن تبقى عامة وأن يسود فيها قانون الإشتراك العمومي بين البشر العاملين في ترويض هذه الطبيعة وإخضاعها.
فالمال المستمد من الطبيعة لا يجب أن يملك.. وإذا جاز أن يختص بإنسان أو يدخل في حيازته فإن طاقة العمل الإنساني تكون هي السبب لهذه الحيازة وذلك الإختصاص، يقول الكواكبي في هذا المجال: "إن المال المستمد من الفيض الذي أودعه الله في الطبيعة ونواميسها... لا يملك إلا بعمل فيه أو في مقابله".
لكن هناك نوع من الثروة يجب أن تبقى عامة ومشتركة بين العاملين في المجتمع ولا يصح أن تملك أبدا وهي: "الأراضي والمعادن والأنهر، والسواحل، والقلاع والمعابد والأساطيل، والمعدات إلخ". مما هو لازم للجميع وتبقى للحكومة صفة الأمانة على هذه الأملاك.
والحاصل أن "الإشتراكية" التي يدعو إليها الكواكبي قائمة على دعامتين: أولهما الملكية العامة للثروة وتدخل في نطاقها جميع احتياجات البشر الضرورية لحياتهم سواء كانت مادية أو أدبية، وفي مقدمتها الأراضي الزراعية وكل ما في باطن الأرض من معادن وكنوز وهي "ملكا لعامة الأمة يستنبتها ويتمتع بخيراتها العاملون فيها استلهاما من الحديث المشهور "من أحيا أرضا مواتا فهي له".
وثانيهما: طاقة العمل الإنساني المبذولة في تنمية هذه الثروة العامة وتحصيل ثمراتها. وبناء على ذلك يصبح معيار إنسانية الإنسان في المجتمع الاشتراكي هو العمل.. فلا يكون الإنسان "إنسانا ما لم تكن له صنعة مفيدة تكفي معاشه باقتصاد لا تنقصه فتذله ولا تزيد عليه فتطغيه" فلا مكان في المجتمع الذي يدعو إلى إقامته الكواكبي للمتعطلين الذين يريدون العيش على حساب الآخرين "فمن لا يصلح لوظيفة أو لا يقوم بما يصلح له بل يريد أن يعيش كلا عليهم (أي العاملين) لا عن عجز طبيعي (يكون) حقيرا يستحق الموت لا الشفقة".
إن السعي في هذا السبيل لتطبيق "مبادئ الإشتراكية" هو مواصلة لتراث سابق، واستجابة لحاجات كثيرة بعضها كامن في طبيعة النفس العربية لأن "العرب أهدى الناس لأصول المعيشة الإشتراكية"..!؟ إن تحقيق هذا الطراز الرفيع من الشورى والديمقراطية والإشتراكية الإجتماعية يأتي نتيجة "لثقافة معينة" و تتويجا لمذهب إنساني أي نتيجة لتقويم معين للإنسان على مستواه الشخصي وعلى مستوى علاقته بالآخرين. لذلك يتوجب تخليص الإنسان من كل التوجهات المضادة للشورى والديمقراطية، وهذا ما يجعل "الإسلامية الثقافة" تقتضي الحكمة العقلية وعلوم الحياة، وحقوق الأمم، وطبائع الإجتماع والسياسة المدنية والتاريخ المفصل... ونحو ذلك من العلوم التي تكبر النفوس وتوسع العقول، وتعرف الإنسان ما هي حقوقه، وما هي واجباته، وهذا ما يجعل من الثقافة الصحيحة المستنيرة والعميقة ونشرها بين كل أفراد المجتمع ركيزة أساسية من ركائز "الإسلامية" وأس من أسسها.
د- مهام الحكومة "البديل" للرقي بالأمة:
إن التنوير الذي سيطر على ذهن الكواكبي، كان قد هيمن عليه السياسي، كما لاحظنا. لأن "السياسي" في وعي النهضة لم يكن شيئا متعاليا ولا تعبيرة مجردة لواقع مستقل، بل التشخيص المؤسسي لحالة المجتمع بل والحضارة الإسلامية المحتضرة.وهذا الوعي بأهمية السياسي في تحديد حالة المجتمع، جعل الكواكبي يعطي "الحكومة البديل" دورا رياديا في النهوض بالمجتمع، لذلك أوكل لها مهمة تربية الأمة والسير بها في طريق الرقي والإزدهار إذ بيدها وحدها رقي المجتمع أو انحطاطه..! فعلى الحكومة المنتظمة التي ترعى شؤون الأمة أن تتولى ملاحظة تربية أفراد الأمة والسهر على راحتهم، وهذه المهمة تبدأ منذ ما قبل الزواج "بسن قوانين النكاح وتوفير متطلبات الصحة العامة كبناء المستشفيات وإيجاد القابلات والأطباء وبناء دور الحضانة وتشييد المخابر لصناعة الأدوية... كما عليها أن تفتح المدارس والمكاتب وتشجع على المعرفة والتعليم بدءا بالتعليم الإبتدائي وجعله إجباريا لكافة أفراد المجتمع، بلوغا إلى أعلى المراتب والدرجات، ثم تمهد المسارح والملاعب وتسهل الإجتماعات وتحمي المنتديات، وتنشئ المكتبات والمتاحف لحماية آثار الأمة وتراثها وتيسر الأعمال المفيدة وتشجع على كل خلق وابتكار.
لقد عاب الكواكبي على الإدارة المستبدة كبتها للحريات لذلك فلابد "للحكومة البديل" أن ترعى الحرية وتجعلها تقليدا من تقاليدها. والكواكبي إذ يورد مفهوم الحرية يورده بمثابة النقيض الأصلي لمفهوم الإستبداد، فعرفها (الحرية) بأن:"يكون الإنسان مختارا في قوله وفي فعله لا يعترضه مانع ظالم". وتكون السلطة منحصرة في القانون وذلك يعني أن ليس للحكومة الحق في إيقاع أي عمل إكراهي بدون الوسائط القانونية. بحيث أن الإنسان لا يخشى هضيمة في ذاته ولا في سائر حقوقه ولا يحكم عليه بشيء لا تقتضيه قوانين البلاد المتقررة لدى المجالس، وهذا التعريف هو على غرار ما عرف به "منتسكيو" الحرية حين قال بأنها: "الحق في عمل كل ما تسمح به القوانين".
وبرّر الكواكبي تبنيه للحرية مثلما فعل معاصروه من "السلفيين" بأنها مستمدة من الشريعة الإسلامية بل هي روح الدين على حد تعبيره.!!؟؟
فالحرية خاطر غريزي في النفوس البشرية. فيها نماء القوى الإنسانية من تفكير وقول وعمل، وبها تنطلق المواهب العقلية متسابقة في ميدان الإبتكار والتدقيق، فلا يحق لها أن تسام بقيد من القيود، وقد تنبه الكواكبي إلى أن نهج الأوروبيين في البحث العلمي كان من أسباب تقدمهم وتطور العلوم عندهم، فهم يعتمدون حرية البحث والتفكير ويدققون ويبتكرون في المعارف ويطمحون دائما إلى تخطي ذواتهم وما وصل إليه أسلافهم.وبناء على ذلك فان افتقاد الحرية في أي مجتمع بشري معناه انتشار التقاعس فيه عن كل " صعب و ميسور"..
إن الحكومة العادلة الحرة تفعل في أخلاق البشر ما تفعله العناية في إنماء الشجر، فالحاكم العادل هو بمثابة البستاني الذي يرعى أشجار بستانه وأزهاره ليل نهار حتى تؤتي أكلها على أحسن وجه ممكن... للسعة والفقر وانتظام المعيشة دخل كبير في تيسير التربية أو تعسيرها، والحكومة "البديل" كفيلة بتيسير كل الظروف الملائمة للتربية الصحيحة وتذليل كل العقبات حتى يتمكن أبناؤها من الرقي المادي والروحي.. فهي في سعي دائب ليرقى ابنها في جسمه وصحته ويزداد علمه وماله ويتصف بمكارم الأخلاق والخصال السامقة. ويرقى في صفاء روحه إلى مرتبة الملائكة.وهكذا يعيش الإنسان في ظل العدالة والحرية نشيطا على العمل بياض نهاره، وعلى الفكر سواد ليله لأن مناخ الحرية والعدالة يفجر الطاقات العديدة الكامنة في كل إنسان ويمكنه من إبراز فعاليته الإجتماعية وصناعة التاريخ وبناء المستقبل.
"وللحكومة البديل" بالإضافة إلى ذلك، مهمة التوسيع في الزراعة والصناعة والتجارة... كي لا تهلك الأمة بالحاجة لغيرها أو تضعف بالفقر، ومن هنا يشدد الكواكبي على أهمية الثروة العمومية خصوصا فيما يتعلق بدورها الحاسم في حفظ الإستقلال والقضاء على الفقر الذي يمثل رمزا للشر حتى قال الرسول صلى الله عليه و سلم ذات مرة " لو كان الفقر رجلا لقتلته ..لأنه رائد كل نحس. فمنه جهلنا ومنه فساد أخلاقنا".. كما تكتسي الثروة العمومية أهمية بالغة في المجتمعات الحديثة خاصة تلك التي تخوض صراعا ضد المستعمرين، إذ أصبحت الثروة العامة سلاحا رئيسيا في هذه الصراعات ولا يمكن كسب أي معركة بدون تأمين هذا "السلاح الفتاك".
وهكذا يصبح من أوكد مهمات الحكومة البديل تحرير البلاد من الإستعمار الداخلي المتمثل خاصة في الإستبداد السياسي والإجتماعي (البغي الاجتماعي) والإستعمار الخارجي والمتمثل في الهيمنة الغربية، بصورة مباشرة أو غير مباشرة والمضي بالبلاد والعباد في طريق الرقي والإزدهار والقوة.
و الحاصل: نلاحظ أن الكواكبي قد أدرك مثلما أدرك معاصروه من رجال الإصلاح أن المجتمع العربي الإسلامي قد أصبح بحاجة أكيدة إلى تغيير جذري في هياكله السياسية والإجتماعية و الإقتصادية و الثقافية... وجاء هذا الوعي وهذا الإدراك نتيجة مباشرة لغزو بونابرت لمصر عام 1798م، واطلاع بعض المثقفين العرب على "فلسفة الأنوار" التي مهدت لثورة 1789م.
ولقد تميز الكواكبي بحرص شديد على ضرب المؤسسة السياسية واعتبرها رأس كل شر أصاب العرب بسبب الإستبداد الذي كان يمارسه الحكام على المحكومين منذ عصر الإنحطاط. لهذا نجده يكثف من هجمته العنيفة ونقده الحاد لهذه المؤسسة، ويطالب بإحداث حكومة ديمقراطية حتى تتمكن من رعاية مصالح العرب على أحسن وجه.
ولعله قد أفلح كثيرا في إقناعنا بفساد الإدارة التركية وبخطورة المؤسسة السياسية في التأثير على كل جانب من جوانب الحياة في المجتمع‘ وكنا ننتظر أن يقدم لنا المؤلف بديلا فكريا وحضاريا واضحا للمجتمع المستقبلي الذي ينشده، لكنه لم يفعل، واكتفى بطرح الأسئلة العامة التي لا تسمن ولا تغني من جوع. بالإضافة إلى كونه لم يقدم لنا طريقة مقنعة وواضحة المعالم في كيفية تثوير المجتمع العربي الذي يرزح تحت كل مظاهر التخلف الحضاري نتيجة الإستبداد الذي يمارسه الساسة على الرعية..! ودفعه نحو النهضة الفكرية والحضارية التي ينشدها.
لقد طغت على المؤلف في بعض الأحيان، مفاهيم ومصطلحات هي من مخلفات عهود الإنحطاط في التاريخ العربي- الإسلامي، فحدّت كثيرا من حرية تفكيره واستنباط الحلول الملائمة لمشكلات المجتمع المتنوعة، كمفهوم "أهل الحل والعقد" و"أشراف الأمة" الذين يقررون مصير الناس في جميع مناحي الحياة. "والفتنة" بمعناها السلبي... وقد غاب عنه أن مثل هذه المفاهيم هي التي ساهمت بقسط كبير في تكريس الإستبداد السياسي والإنحطاط الحضاري والتخلف. ولعل مثل هذه المفاهيم المغلوطة هي التي زادت في إرباك رواد النهضة العربية وحدّت من فاعليتهم التاريخية في تغيير المجتمع وجعلت العرب يعيشون في حلقة مفرغة، ديدنهم "عود على بدء"، منذ "عصر النهضة" إلى اليوم.
فلئن افلح الكواكبي في صنع نسق سياسي – فكري حضاري، فإن هذا النسق الفكري بقي محدودا في نجاعته الحضارية وإحداث النهضة، بسبب الهيمنة الكبيرة التي بقي يمارسها التراث العربي الإسلامي على الحلول التي استنبطها الكواكبي في معالجة مشكلات المجتمع العربي بالإضافة إلى الهيمنة الحضارية التي أصبح يمارسها الفكر الغربي الحديث على بعض الحلول التي قدمها دون مراعاة خصوصية كل مجتمع ومتطلباته الحضارية.
فهل من سبيل إلى حداثة إسلامية جديدة تنقذ أمتنا العربية و الإسلامية من التخلف الحضاري و التبعية و الإستعمار و ترجع لها القدرة على الفعل التاريخي و التقدم الحضاري و قيادة مسيرة الشعوب نحو الخير و الأمن و السلام؟
الفهرس
الإهداء...........................................................................................ص3
التصدير.........................................................................................ص5
المقدمــــة........................................................................................ص6
الباب الأول......................................................................................ص9
تمهيد تاريخي:...................................................................................ص9
1-النهضة العربية والوعي السياسي- الحضاري:............................................ص9
أ- نقد حكم الإطلاق لدى رواد "النهضة العربية":............................................ص9
ب- النهضة وبروز التيار السلفي:...........................................................ص10
الباب الثاني....................................................................................ص11
I -النزعة النقدية لدى الكواكبي:..............................................................ص11
1-الكواكبي ونقد الإستبداد:...................................................................ص11
أ- مفهوم الإستبداد:............................................................................ص11
ب) أسباب الإستبداد:..........................................................................ص14
-1 الخوف:....................................................................................ص14
2- الجهـل:....................................................................................ص15
II – أثر الإستبداد على الفرد والمجتمع:....................................................ص18
1-إنحراف الغرائز:...........................................................................ص18
2-الإستبداد الإجتماعي:......................................................................ص20
3-الفوضى وانحطاط الأخلاق:..............................................................ص21
III شروط بقاء الإستبداد و ركائزه:..........................................................ص23
1-الإرهاب:...................................................................................ص23
2- القوة المسلحة:.............................................................................ص24
3- القوة المالية:...............................................................................ص24
4-العادة والألفة:..............................................................................ص24
5-القوة الخارجية " الإستعمار":.............................................................ص25
6- رجال الدين:...............................................................................ص26
الباب الثالث................................................................................. ص28
النزعة النقدية و الإصلاحية لدى الكواكبي:.................................................ص28
1- نقد الإستبداد بين الكواكبي و" الفياري":................................................ص28
2- التقاطع بين الشرع والغرب في فكر الكواكبي:.........................................ص31
3- الكواكبي والتجديد:........................................................................ص32
أ-مفهوم "الإسلامية":.........................................................................ص32
ب-تجديد الكواكبي في الجانب السياسي:....................................................ص32
ج- تجديد الكواكبي في الجانب الإقتصادي والإجتماعي:...................................ص34
د- مهام الحكومة "البديل" للرقي بالأمة:.....................................................ص35
قائمة المصادر والمراجع:
1- المصادر:
أ- العربية:
• عمارة (محمد): الأعمال الكاملة لعبد الرحمان الكواكبي: مع دراسة عن حياته وآثاره، (مصر، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر ط1 – 1970)
• الأعمال الكاملة لعبد الرحمان الكواكبي: (لبنان المؤسسة العربية للدراسات والنشر: ط 1 1975)
• الكواكبي (عبد الرحمان): تقديم أسعد السحمراني): طبائع الإستبداد ومصارع الإستبعاد (بيروت، دار النفائس ط 1 1984).
• :أم القرى(بيروت- دار الرائد العربي-ط2-1982).
ب- الفرنسية:
• Alfieri (Victor) : De la Tyrannie- (Paris, aux bureaux de la Publication ; 1865)
2- المراجع: (لقد اقتصرنا على ذكر أهم المراجع التي استفدنا منها في بحثنا)
• الدهان (سامي): عبد الرحمان الكواكبي : (مصر، دار المعارف بدون سنة نشر)
• حمزة (محمد شاهين): عبد الرحمان الكواكبي، العبقرية الثائرة: (القاهرة، منشورات المكتبة العالمية ط 1، 1958)
• خلف الله (محمد أحمد): الكواكبي حياته وآراؤه: (القاهرة مكتبة العرب بدون سنة نشر)
• كتورة (جورج): طبائع الكواكبي في طبائع الاستبداد: (بيروت، المؤسسة الجامعية للنشر، ط1، 1987)
• أمين (أحمد): زعماء الإصلاح في العصر الحديث: (بيروت، دار الكتاب العربي، 1979)
• شرابي (هشام): المثقفون العرب والغرب: (بيروت، دار النهار 1973)
• خوري (رئيف): الفكر العربي الحديث وأثر الثورة الفرنسية في توجيهه السياسي والإجتماعي: (بيروت، منشورات دار المكشوف، ط 1، 1943)
• حوراني (ألبرت): الفكر العربي في عصر النهضة 1798-1939: (ترجمة كريم عزقول، بيروت، دار النهار)
• سابايارد (نازك): الرحالون العرب وحضارة الغرب في النهضة العربية الحديثة: (مؤسسة نوفل ط1، 1979)
• زيادة (خالد): اكتشاف التقدم الأوروبي: (بيروت، دار الطليعة، ط1، 1981)
• هرمان (جورج): تكوين العقل الحديث: ( الجزء الأول): (بيروت، دار الثقافة، ط 2، 1965).
• عمارة (محمد): العرب والتحدّي: ( دمشق، دار قتيبة، ط2، 1987)
• بروكلمان (كارل): تاريخ الشعوب الإسلامية: (ج 3، بيروت، دار العلم للملايين، ط1، 1960))
• لانجر (وليم): موسوعة تاريخ العالم ج5: (أشرف على الترجمة عبد المنعم أبو بكر، ط 1966)
• دائرة المعارف الإسلامية: المجلد الثاني (نشر الشعب)
• المراكشي (محمد صالح): تفكير محمد رشيد رضا من خلال مجلة المنار: (تونس، الدار التونسية للنشر)
• الدوري (عبد العزيز): التكوين التاريخي للأمة العربية: (بيروت، ط1، 1984)
• ألحصري (أبو خلدون ساطع): محاضرات في نشوء الفكرة القومية: (ط. خاصة 1985)
• الأفغاني )جمال الدين) وعبده (محمد): العروة الوثقى: (بيروت، دار الكتاب العربي، ط3، 1983)
• محمد (محمد عوض): الإستعمار والمذاهب الاستعمارية: (دار الكتاب العربي، ط2، 1956)
• فولغين (ف): فلسفة الأنوار: (بيروت، دار الطليعة، ط1، 1981)
• الفنجري (أحمد شوقي): الحرية السياسية أولا: (الكويت، دار القلم، ط1، 1973)
• العروي (عبد الله): مفهوم الحرية: (المركز الثقافي العربي، ط 4، 1988)
: مفهوم الإيديولوجيا: (المركز الثقافي العربي، ط 4، 1988)
: مفهوم الدولة: (المركز الثقافي العربي، ط 4، 1988).
Naturellement, dans le Livre de interplanétaire
"Naturellement, la tyrannie et lesclavage lutteur"
Omar Mohammed Bin Salim
Écrivain
Omar Mohammed Bin Salim
Mohamedsalembenamor21@yahoo.fr
http:islam3mille.blogspot.com
Mohammed Salim Ben Omar, écrivain et critique de la Tunisie, membre de lUnion des écrivains tunisiens.
Sidi Bou véritable mandat de Sousse, est marié et a Shaimaa et Nasirullah. Et Sunburst
Obtenu un certificat en animation culturelle depuis 1992, a servi comme directeur du rôle de la culture en Tunisie.
A fait plusieurs contributions en espèces et de la créativité, et la civilisation intellectuelle article ...
Paru son livre: "la langue et les défis du sous-développement culturel arabe dans la nation arabe et islamique en 1995»
A également publié son livre: "La critique du despotisme oriental où le plasma et limpact des Lumières en 2009"
Et a publié son plupart des journaux nationaux et articles de magazines intellectuelle et monétaire
Et des histoires et des poèmes .. Il a également publié des magazines et des journaux, arabe .. .. Articles intellectuelle et culturelle
Lui nombreux manuscrits, y compris:
Marcher sur des charbons ardents et non pas une trahison de Dieu (roman) sur la restructuration de la pensée arabo-islamique dans lère moderne) Articles intellectuelle / culturelle (.
Boxe
À celle pour laquelle je salue ..
Pour la Oumma islamique ..
Exportation
"Que faut-il un philosophe, inventeur de la doctrine, mais un messager de la vérité, et aussi longtemps que les maux qui affligent la liste humanité de non-guérison. Tant que lerreur a permis, les préjugés, lignorance et la tyrannie qui perpétue ces maux. Tant que la vérité est limitée à quelques-uns et les privilégiés, invisible à la plupart des catégories lhomme restera le devoir du croyant philosophe à prêcher la vérité, et de les garder et les encourage et les éclaire. Même si les feux ont été publiés en ne précisant pas de sa génération et son peuple, ils seront sans doute bénéfiques pour le pays et la production des autres. philosophe que les citoyens en tout lieu et de temps devant le monde entier et t, et la terre, à lécole, les étudiants et les générations futures. "
Introduction
La tyrannie politique, et resteront handicapés Daoua le mouvement de progrès dans les sociétés humaines. Abdul Rahman a été piqué plasma (1854/1902) et de toute la nation arabe et islamique comme un mauvais style de gouvernance, dans de nombreux pays portent encore la maladie redoutée qui à ce jour, mais peut-être léchec des Arabes et des musulmans dans lexpérience de la Renaissance est due principalement à la mère quils ont négligé la question dans la renaissance des peuples et des nations est la question de lémancipation humaine et le progrès comme une personne non par les droits seulement, mais avec des droits et comme une fin désirée, et changer de perspective.
Nous avons vu que vont étudier à penser Abdul Rahman plasma comme son leadership dans ce domaine et a consacré presque toute sa chasse vie dadulte pour la libération des Arabes et des musulmans de la tyrannie des Turcs, appelant le Hamas Fayyad à approuver les "Schori démocratique» pour éliminer les causes de la décadence et léchec de la civilisation.
Il nous tient à ce réformateur du monde »laccent, dans la plupart de ce qui était écrit sur la critique de la tyrannie, et didentifier les inconvénients sur la vie de lindividu et la société, il est même seulement lun des pionniers de la Renaissance arabe, qui a passé la plupart de sa lutte pour résister à la tyrannie et à avertir des risques. Peut-être la plus grande partie des études sur la pensée interplanétaire est venu sous la forme de rapports narratifs du point de vue politique, économique et éducatif ... pour manque souvent une analyse en profondeur, et le suivi des objectifs qui visent à plasma ..!?
Lidée Almtsmp la majeure partie des étudiants fournis sous la forme de réformer la tyrannie de trésorerie de la Turquie et a appelé à la succession de remplacer arabes de lEmpire ottoman à partir de deux livres abandonnés droit dauteur et sont le village «mère» et «le despotisme et lesclavage lutteur" ne sont pas arrivés à lesprit le phénomène de la propriété intellectuelle distincts et négligé de nombreux aspects de la créativité et lesprit Après examen de qui caractérisent le plasma ... Nul ne conteste la valeur de ces livres qui ils joindre les Mjmli plasma vues réforme monétaire.
Je soutiens que le livre "natures" est la pierre angulaire de la connaissance des idées interplanétaire a décidé dans son esprit, après une vie pleine dactivité et la mobilité dans le domaine de journaliste .. Appelant à la résistance à toutes les manifestations du sous-développement et de déclin culturel qui fait reculer la société arabo-islamique à lépoque.
Aussi ce livre a inclus quelques-unes des idées des plus grands temps de la Renaissance arabe Tahtawi (1801/1873) et la meilleure religion tunisien (1810/1890) et en Afghanistan (1837/1897) et Abdou (1849/1905) et Rashid Rida (1865/1935) », mais il était difficile de Tout chercheur sérieux de ne pas rester avec lui pour fournir de laider à connaître la pensée et de conscience de la renaissance arabe dans la seconde moitié du XIXe siècle.
Toutefois, le manque détudes sérieuses qui ont examiné les effets de plasma ont commencé à être confinés dans ces dernières années, surtout après quil a publié, Mohamed Emara, «les œuvres complètes de Abdel-Rahman plasma, accompagnées dune analyse de tous les plan de ce réformateur" leader "dans le domaine de la politique et social, éducatif et certains de sa théorie en général.
Ces études et leur pertinence pour Almitha dominé par la nature sélective et labsence desprit de rigueur monétaire ..! Entré surtout chanter les louanges de Kwakbi ne le voyait pas, sauf les aspects positifs de sa pensée.
Nous avons étudié le plasma dans son premier livre, "ou villages,« les causes des déséquilibres et les faiblesses de la situation des musulmans et de la façon dont leurs quartiers, et dans son deuxième livre, «despotisme» sa règle absolue forte. Les livres sont complémentaires en ce quils les maux de la société arabe et islamique Itelmusan la voie à une renaissance.
Il a également laissé interplanétaire poèmes total, il a dit son fils, Muhammad Asad Kawakibi: que son père "a été enregistré comme Irogah de cheveux et de classer vingt articles portant à la fin de chaque numéro du verset indique un fil spécial ou dun parent ou déloge ou la satire ou le pathos, etc .."
Il a dit: "Je suis toujours Pkinash les poèmes total Tnov les trois mille maisons classées sur le modèle mentionné, et rédacteur en chef de son plan connu, qui ne reproduit pas, mais sa vie nétait pas Moktrtha parce que les cheveux soi-même, où je ne le trouve pas sur quelque chose que seuls quelques versets passionnés parlée Excusez-moi lors de lédition "ou" villages à Alep, un poème et lenvoyer libéré de lEgypte à son frère, M. Massoud, une image pandémie réservés pour moi.
A quitté le plasma, en plus de la littérature de ce livre: "feuilles de Quraysh" et "gloire à Dieu» ont été confisqués ces livres par les autorités ottomanes à la fois après la mort de plasma ont été trouvés empoisonnés au Caire avec limpact à ce jour.
A été marquée dans tous les plasma derrière les livres et les articles clairement son engagement à lanti-tyrannie de différentes couleurs et Cklath et Alichow de liberté et démancipation .. Sur la base des racines profondes et ancrées dans le patrimoine arabo-islamique et de ses relations avec la grande majorité des écoles de pensée occidentale, en particulier ceux qui ont mené à la Révolution française en 1789.
Tirées des références dans les livres par le plasma quil était bien informé sur un large éventail de lhistoire islamique dans lancienne et moderne sa marque particulière dIbn Khaldoun dans certaines de ses idées, que beaucoup de citer le Coran et le hadith et les points de vue des écoles Imke de la jurisprudence islamique, ainsi que certains de ses contemporains tels que Tahtawi et le bien de la religion et Mrash Halabi et lire quelques sa touche de profiter de notre auteur des traductions en Egypte à lépoque de Muhammad Ali. Limpact des philosophes des Lumières et en particulier le Rosso "et" Mentskjo "na pas besoin de tout voir le livre« despotisme »a plus de plasma provenant de lutilisation des termes de la philosophie de la notion des Lumières du XVIIIe siècle du« droit naturel »et« liberté »et« démocratie »et« socialisme "et dautres, ce qui reflète sa relation étroite avec les Lumières de la pensée occidentale et de linfluence profonde sur la Révolution française, même si elle nétait pas maîtrisé les compétences en langue étrangère dans la langue, sauf turc et larabe. Montre clairement influencé par ce qui est dit dans le livre écrivain italien "Victor Alviari" (1749/1803), a appelé "la tyrannie": "tyrannie Dela, ce qui montre que le plasma a vu à travers la traduction en langue turque par un jeune Turc en 1867. A été calculée à partir de plasma dans la critique de certaines de ses idées de la tyrannie et lui récupéré le livre «despotisme». Ont aussi tendance à penser que le livre "Pellnt": "Lavenir de lIslam» a eu un impact sur les tendances nationales interplanétaires ...!
La lecture que nous voulions faire penser plasma vise principalement à répondre à deux questions importantes sont lessence même de la problématique de cette recherche:
1. At-il réussi à plasma - un modèle pour les dirigeants de la Réforme - à travers les pensées et les opinions de la réforme monétaire et de faire "politique coordonnée - intellectuelle culturel» apte à changer la communauté musulmane à lépoque moderne et à la promotion et le renouvellement de l.. différentes structures?
2. En supposant que la réalisation des conditions du plasma pour la construction de ce modèle de la propriété intellectuelle / culturelle, quelle est la part de ce modèle de la propriété intellectuelle "alternative" lefficacité des manifestations culturelles et de la Renaissance? Et la confiance en soi que Kwakbi pensé que le patch pour une réalité critique de la détérioration de lEmpire ottoman de son temps et une vision de la société islamique dans le même temps?
La réponse à ces questions sont plus faciles pour nous a révélé le rôle joué par notre auteur comme lun de lélite intellectuelle à lère moderne qui a fait preuve de leadership et intellectuelle arrogé la capacité mentale et intellectuelle soient pleinement conformes à résoudre le problème de lhéritage intellectuel et culturel et de savoir comment concilier les éléments de la culture arabo-islamique de la vieille .. Et piliers de la culture des Lumières européennes .. envahissantes » Imposée aux musulmans depuis la fin du XVIIIe et du début du XIXe siècle. Ce travail nous permettra de réaliser si le plasma atteint pour résoudre ce problème Merci pour le format conçu pour la réforme intellectuelle politique ou non?
Nous avons choisi comme beaucoup dénergie à collecter les informations objet de notre recherche de mon livre "ou villages» et «despotisme» et puis nous avons analysé Popnaha sont prêts à être intégrés.
Partie I
Boot dans lhistoire:
1 - la renaissance arabe, la conscience politique - de la civilisation:
Indique que lexpédition de Bonaparte en Egypte en 1798 a représenté le point de départ pour essayer de promouvoir le pays arabes et islamiques, a représenté la campagne cran une prise de conscience forte de larabe statique, et na donc pas la vigilance de réponse arabe à des besoins ou des réactions des internes, mais la réponse "au défi imposé par lOccident à tous les niveaux sociaux , politique, économique et psychologique "
Le cri est venu, le cheikh Hassan Al-Attar un reflet fidèle de cela, dit-il après la clôture des savants de la campagne française et vu ce quils ont à la science: «Notre pays doit être modifié et renouvelé par la science et des connaissances qui nest pas en lui." Depuis lors, les Arabes ont commencé à sentir le réservoir de la maladie et le sentiment que sont devenus le fossé culturel entre les terres de lIslam et lOccident .. Brothers a grandi en pensant dans cette région ou que la nécessité de réformer le désordre .. Larrangement éparpillés .. Et denvisager les cessé de reprendre les terres de lislam et sa renaissance et lindépendance, et demain de recherche concentrée dans le problème du changement dêtre inscrit sur le modèle de la vie politique, intellectuelle et sociale.
Ce paradoxe a été fondée sur une approche comparative apporte trois grands piliers, à savoir: "Lego" qui vivent dans les ténèbres de lignorance et la décadence.! Et par rapport à "près de moi" .. Majid!? Puis "Lego" et "autres", représentée surtout dans lOccident développé.
Il incarnait lidée dune réforme de la première génération, le plus de la Rifaa comme Rafi Tahtawi Badawi (1801-1873) et la meilleure religion de la Tunisie (1810-1890).
Le voyage pour les dirigeants de cette génération à louest et le mémoire en ligne de la culture et la civilisation rôle important dans lidentification des solutions apportées par la présente génération à sortir de lornière de la décadence culturelle et de larriération.
A - toute critique de la règle des pionniers de la "renaissance arabe":
Nous avons attiré lattention de cette génération sur le transfert et ladaptation de ce qui avait émergé de lesprit de la gouvernance européenne, les sciences politiques et de technologies modernes, Vtorgomoa Certaines constitutions de la Banque, notamment la Constitution de la Révolution française et à condition que la liberté et légalité comme ce fut le Tahtawi dans le «libre à lor fin" La meilleure religion de la Tunisie "voies gens "Partant de la foi de cette génération de la nécessité pour les organisations politiques, organisations sociales, qui ont augmenté de répondre sur la base de lOccident, et la première de ces organisations sur lélimination de toutes les règles et le changement du système constitutionnel. Et la diffusion de la science et de la liberté, et a trouvé cette génération a été contraint de réinterpréter lhéritage islamique, ce qui permet qui permet laccès à ces innovations en santé physique et mentale culturelle.
Cette génération avait été critique de la politique autoritaire en raison de la tyrannie de la «politique répressive et autoritaire dAbdul Hamid,« Mais lunité du califat et se tint en face de la forme colonialisme occidental une obsession encore plus importante dans leurs programmes, lidée que le «gouverneur de déréglée mieux quun dernier essai," il détient toujours le esprit.! Cest ce qui fait entre eux nont pas une forte campagne sur la tyrannie ottomane aussi longtemps que la majorité des Etats arabes sont toujours libres de .. colonialisme occidental en plus de la notion de «lUniversité islamique» et «unité islamique» avait une forte influence sur .. lesprit! Le califat "incarne tout le pouvoir temporel, une source de légitimité dans la société et lÉtat."
B - la Renaissance et lémergence de la tendance salafiste:
Retour de la Ligue musulmane comme une forme de construction garantit la politique existant et de vacciner, avant les grèves colonialisme occidental et de réduire douloureuse dans de nombreuses parties de lEmpire ottoman et la chute des pays arabes les uns après les autres dans les griffes du colonialisme occidental directs en Algérie, à partir de 1830 et à Tunis en 1881 et en Egypte 1882 .. En plus de lintensification de la politique totalitaire poursuivis tard sultans ottomans, tous ces facteurs ont commencé à éveiller le sentiment chez les Arabes à Bugeanhm auto. Et commence le nationalisme appelle à linauguration, qui a longtemps caché sous le manteau du Monde islamique parfois ou phases arabisme timide de lautre. Le traitement de la structure politique dans la pensée de la Renaissance qui semblait au bon abord avec lentrée de la domination coloniale européenne et la destruction rapide de la succession de lEmpire ottoman, le dépeçage de larabe U. S. .. Ce traitement vous pourrez voir de nombreuses tendances et les visions de la société et la promesse dune renaissance "Siècle des Lumières», cite la lumière de lOccident construire des ponts avec la source de «progrès, la raison et la liberté." Il semble que courant de pensée ont commencé à apparaître à la surface, puis a été diffusé sur Jamal al-Afghani (1839-1879) et la collecte de ses disciples dans lOrient islamique à lépoque moderne a un tel mouvement islamique important. Peut-être le plus remarquable de cette tendance Muhammad Abduh (1849-1905) et interplanétaire 1854 -1 902) fait lobjet de notre étude, et Rashid Rida dorigine libanaise (1865-1935) .. Ce fut un mouvement de ses prédécesseurs, il a pour réaffirmer les faits fondamentaux de lIslam, et la réforme car elle visait ce quils considéraient comme la renaissance déléments négligés dans la tradition musulmane, mais le processus a été une renaissance - et cela est très important - sous linfluence de .. la pensée européenne libérale! Leader dans progressivement à une nouvelle interprétation de lislam et les concepts islamiques afin de les rendre équivalentes aux principes directeurs de la pensée européenne à cette époque.!
Partie II
I - la tendance des espèces dans le plasma:
1 - le plasma et la critique de la tyrannie:
A - le concept de la tyrannie:
Lutilisation du plasma terme «tyrannie», synonyme de la règle terme absolu injuste, par opposition à lui comme "juste verdict" et "gouvernement libre régulière, sachant que la tyrannie ne correspond pas à la langue le sens de linjustice, Valistbdad dans la langue est« rester à lécart et lisolement », et ici, pensait-il le monopole et la gouvernance .
Démontre le plasma pour la référentialité islamique dans la définition de la tyrannie, quand il décide de sécarter de linstinct autoritaire qui les a créés, "Ferry lui-même était un homme devenu Illagha." Il ne fait aucun doute quil était en invoquant histoire de Pharaon dans le Coran quil revendiqué la divinité, en disant aux enfants dIsraël:) ce que vous avez appris de Dieu Giry (.
Lidée de la réclamation de la divinité par le pouvoir tyran de _ par _ interplanétaire que le candidat à linjustice et la tyrannie, et de suivre les caprices de soi dans la gestion des affaires de la société pour devenir une loi de la société damateur et la charia, est dominé par toutes les autorités en matière de gouvernance, à son tour, la nation a vécu sous la tyrannie, asservi et humilié nest pas dans le affaires dune solution ou dun contrat, mais est soumis à un souverain absolu, sera la loi, et sa volonté, un régime à gouverner à sa guise et faire ce quil veut.!
Il attire également notre attention dans cette définition de la notion de la tyrannie, la tyrannie de certains des termes contenus dans le livre "Alviari" que nous avions noté plus haut .. Il savait ce dictateurs auteur, en disant: «Tous ceux qui pria par la force ou truc .. pour profiter pleinement à la périphérie de la gouvernance et de croire quils sont au-dessus de la loi, ou ils sont aussi bien .."
Ne parle pas des choses interplanétaire propos de fantasme, mais est lancé pour décrire la dérive autoritaire dexaminer ce gouvernement personnel dAbdul Hamid, le tyran-Jabbar, il a "imposé sur la fourniture troupeau individuel difficiles intensifié jour après jour et ciblée toutes les confessions des Arabes, Grecs, Arméniens et autres."
Il démontre également le plasma dans le «despotisme» pour permettre la compréhension de la pensée politique que le berceau de la Révolution française de (1789) la théorie du contrat social de «verrouiller» et de Rousseau, «et les variétés des systèmes politiques et de leurs propriétés comme indiqué dans le livre" LEsprit des lois »à« Mentskjo "... Il peut souligné la nécessité de lois justes empêcher le gouvernement dassocier la population dans les pays développés à travers ses représentants, selon le point de vue que la «tyrannie» est une recette pour le gouvernement, dirigé par un despote et il entre eux et lAssociation nationale de certaines informations protégées par le droit de prendre le pouvoir. " Il ny a plus de place pour homme prétend quil règles au nom de Dieu nont pas besoin dune loi en collusion par les humains, il est devenu une loi satisfaisante pour tous pour la conduite de M. Haider de soi pour ne pas le gouvernement tombe dans le marais de la cale la tyrannie, et deviennent donc plusieurs types de gouvernements despotiques et le mépris de la droite de lindividu et le groupe est «gouvernement de lhéritier individuel absolu au trône, le chef de larmée, vainqueur de lautorité religieuse», comme cest le cas et les Turcs ottomans dirigé par le sultan Abdul Hamid.
Il examine ensuite la philosophie du plasma par un régime autoritaire .. déloyale Dit que cette philosophie est basée principalement sur la théorie de la Ahtaqarip homme et de son évaluation négative et fait un moyen, non une fin en soi. En plus de mineurs et considérés comme incapables de contribuer à la gestion de ses propres affaires ..! Il a exprimé lexplicite expression Tawfiq Pacha, khédive dEgypte dans son dialogue avec lAfghanistan, il a dit quelque chose à leffet: «Jaime tout bon pour les Egyptiens, et je suis heureux de voir mon pays au plus haut degré de sophistication et fermier, mais avec regret que les gens oisifs pas apte à être jeté sur lui et quelles sont les leçons que vous avez reçu de lirriter ...
Toute personne qui lit le «despotisme» son attention, car à première vue une interplanétaire malédiction forte contre la tyrannie et de la lutte pour lensemble de ses manifestations dans toute situation était, et est considéré comme la source de tous les maux et les épidémies qui affectent les sociétés humaines, lexplication pour le progrès bilatéraux / retard, selon la nature de lestablishment politique, parce que le système politique compte est le diagnostic de létat institutionnel de la société et, partant, mettre à jour sa forme sincère de la réalité et de Cklath, si la communauté se plaignait de la faiblesse et de décadence et de larriération .. Il ne fait aucun doute quil existe un déséquilibre dans le système politique, et ce déséquilibre est la tyrannie et de monopoliser le pouvoir ..! A été marquée par plasma style excités Fayad, lhonnêteté et de clarté et de rigueur, malgré les circonstances difficiles, qui a écrit lauteur de "natures" Le cœur du thème de larrière du ventre bien un défi, pas une tache sur qch dans un fief de la tyrannie, lun des seul écrivain italien "Victor Alviari" qui a été la liberté glorifier comme plus honorable que la vie et prometteuse que lesprit du libre "ne trouvera pas la paix ou de confort», à écrire des pages de "cruelle pour détruire les tyrans", a dit quil parlait de la tyrannie: «Non, pas la part, je dissipée par le vent si elle est née des hommes sont honnêtes dentre nous de croire que la liberté est indispensable à la vie ".Livres sur les mêmes lignes interplanétaires dire au début de son livre, "natures": "Les mots du droit et pleurer dans une vallée, que je suis allé aujourdhui avec le vent peuvent disparaître à crémaillère" .. Il est vrai que la majeure partie de la génération du plasma des réformateurs qui avaient critiqué loppression et la tyrannie, mais ils nétaient pas si plasma clair dans sa campagne violente contre toute apparence, claquer de la tyrannie, ainsi que cela na pas apaiser la tyrannie, un jour, comme lAfghanistan ou Rashid Rida. Par exemple Valofgani, ne peut pas nier que le tyran au pouvoir, peut saméliorer si ses intentions, pour atteindre un grand nombre de bonnes vitesses, mais le risque dun régime autoritaire à son avis, dépend de lattitude de la décision, dit afghan à cet égard: «Le gouverneur était la vision du monde de la nation ... une entreprise réelle SAS politique de la nation, la justice, et hisser le drapeau .. Manar Le gouverneur nétait pas au courant de désagréable .. chuté comportement de la nation de labîme des perdants. " Lélève Rachid Rida afghane reste doux pour la règle dAbdul Hamid, et même défendu sa politique, en appelant que la réforme doit être avant, «sultan calife conseillé par le Conseil des Oulémas." Ne se sont pas Rashid Rida sur la politique dAbdul Hamid injuste jusquà déposé en 1908 par lAssociation «Union et Progrès" _ dit Rashid Rida: "Cest Abdul Hamid avait trahi, et ses collaborateurs peuvent Goa dans le sol et à gauche les sunnites et à limposition et perturbé la loi et les lois et tyrannisé pour tous les Ottomans, et recueilli les tas emmagasinée .. de largent Alors Allah leur a donné en termes de pas manqué une et jeté leffroi dans leurs cœurs », a déclaré Mohammed Abdu - par Rachid Rida, en 1897, mettant en évidence la position des Turcs:« Les Arabes, sils essayaient de se séparer du Sultanat, il est possible dintervenir en Europe et en les soumettant sont soumis aux Turcs avec eux, lautorité ottomane a été, avec toutes ses imperfections la seule chose que le reste de lindépendance politique de la nation, si fané, les musulmans ont tout perdu et a été inventé, sans forcer les Juifs. " .. Nous avons voulu présenter ces vues de certains de ses contemporains du plasma pour prouver le fait: que le plasma ne saurait reprocher à la tyrannie turque en vue de réformer les sultans ottomans et des broches à droite et ne se soucient pas de lunité de lEmpire ottoman comme il était intéressé par le meilleur arabes et les a poussés vers le progrès de la civilisation et épargné par le fléau du colonialisme de lOuest Prenant Kalakla simplifie les pays arabes et ouvrir la voie à lexploitation des politiquement et économiquement, il ne se lasse pas comme une indication que les Turcs sont les bâtisseurs du Royaume du pouvoir politique sur les ruines du nom arabe de la religion ..! Il a déjà pour certains Slatinhm comme Conquérant Sultan Selim (1512-1520) a tué des milliers dArabes à lest, tandis que les Espagnols ont massacré au Maroc pour sauver le roi à lui et à ses descendants sans eux ..! Il a été une préoccupation majeure pour les partisans du mouvement salafiste pour préserver lunité de la succession afin quils puissent répondre à louest coloniale, lidée de lunité islamique, ou «lUniversité islamique» est une construction politique ambitieux, et le début de la vigilance arabes, et le plasma a été réalisée à partir de lidée utopique demblée à une époque où lOccident a tous les moyens de pouvoir et de contrôle, et sest rendu compte que le désarroi qui sont venus sur les terres de lIslam ne peut pas faire un discours considéré comme un rêveur du monde islamique comme lAfghanistan .. esclave! Il voulait sortir de cette déclaration de culpabilité pour sauver ce qui peut être sauvé, et le salut nest possible sécession des Arabes contre les Turcs, et le retrait des charia islamique leurs propres affaires des musulmans, les Arabes, ils sont la force, "seule alternative" en mesure de compenser la force lEmpire ottoman, qui est en voie de déclin et de détérioration. Il a été rapporté que vient à leur rencontre et de lUnité de réadaptation de la religion. Le plasma est estimé que les Arabes dans leur nature de sadapter à la nouvelle civile et lhistoire témoigne _ _ son opinion sur lefficacité des Arabes sils détenaient le pouvoir, et être les roues pour réussir sur le modèle du gouvernement du Prophète arabe et sa adultes successeurs. Cest lidée que Al Othman, ne sont pas légitimes successeurs au califat et le droit des Arabes, nous devons revenir à eux, les premières manifestations de lidée nationale où les musulmans arabes. Peut-être cette volonté de séparation davec les Turcs utilisées pour répondre à la volonté du colonialisme occidental dans lélimination du califat islamique, ce qui représente un obstacle pour les avaler tous les pays arabes. Cela a été fait pour les en fait à partir de la seconde moitié du XXe siècle.
B) Les causes de la tyrannie:
-1 Fear:
Déjà expliqué comment le plasma voit la nature écart tyrannie de lhomme et la nature de lhomme sur la bonne voie, parce que cest la revendication de la divinité par lhomme et de larrogance dans le pays sans droit, compensée par la subordination de la paroisse et sa reddition à linjustice et les abus à leur encontre par le tyran, cest finalement volé lauto dautres à la personne / de la paroisse, et dépouillé de la tyrannie, ce qui a causé tout cela? Interplanétaire Réponse: Cest cette crainte est la cause directe du sous-sol et adopté par la tyrannie dans toute société des sociétés humaines qui reviendra donc dans le bourbier du sous-développement, la décadence culturelle et la société civile. Peut-être que le plasma a été inspiré par les écrits de certains Occidentaux éclairés dans ce domaine, aussi: il a déjà "à Mentskjo" (1748-1803), un processus dexamen des types de gouvernements qui dit: «Lesprit de la démocratie et de la vertu, un sentiment dappartenance dans le dit que lesprit de la tyrannie et la peur. Le "Alviari» est plus évident quand il a dit après lanalyse approfondie du phénomène de la tyrannie :"... De là, nous voyons que la peur le fait est que le sous-sol, et la raison et les moyens pour tous les types de tyrannie ..: «De la, il Prouve Que la véritablement HNE peur , la base, la cause et le Moyen everyone de tyrannie ».."
La crainte est en réalité une manifestation de linstinct de survie de lhomme, la plus grande exposition de ce dernier sur le danger qui menace sa vie ou de les exposer à des mauvais ou nuisible, sauf dans une transe de la peur et a sorti les chuchotements de langoisse, la peur est fondamentalement quelque chose dinné, mais il tourne sous le despotisme politique maladie noeud ne peut pas lui survivre que quelques .. Le plasma à travers latmosphère de cette musulmans terroristes qui la vivent sous lautorité dAl-Othman, mais cétait peut-être, en effet, décrit son expérience personnelle où il a passé presque toute sa vie poursuivi par les autorités ottomanes.
Keen tyran et ses associés de répandre la terreur et la peur parmi les membres de la paroisse, car ils savent quils craignent sil devenait âmes fait la convivialité de la cession incertain, marchant sur les traces de la tyrannie inévitable.
Le plasma chef-dœuvre créative apparente dans la description de la tyrannie et les dictateurs ouvrant ainsi lécole psychologique de la psychologie moderne .. Il croit que la peur si elle se propage chez les personnes nées dans leur folie », qui remplit le cœur de peur de rien et TFM têtes confusion et labsurdité et la corruption de lopinion et la perte de paquets et la perte de confiance en soi et laisser à dautres."
Ainsi devient une tyrannie psychologique dimensions psychologiques de plus facile orientées et dégénère courant, manque lidée manquait de fermeté et de courage, et de vivre confondre Mzbzba ni aux uns ni aux autres, rétréci vers le bas de capacité minimale, il devient, comme si haut dans le ciel, Vicbut tous les anciens, et imité dans toute pensée et daction, et perdre la capacité dinteragir de manière constructive avec la communauté dans laquelle ils vivent, Viqouka sur elle-même, et devenir un homme de la réalité Ahrobia-vie Mstekina .. Stupéfaction la nécessité daffronter les problèmes de la vie et des exigences des différents, et confondu dans la manière de balayer des idées délirantes et les absurdités qui limitent la vitalité et de se présenter de la manière de son rock-hard-qui perturbent objectifs de vie, et les mélanges quil signifie et Panchkula, ladversité, ne sais pas ce quil veut, ou pourquoi Yahya. Si les travaux de travail Vicu sans lactivité ou de laccord "Vev_l certainement» Vigill sur ce quil appelle la chance ou qui montait ou face »devient samusait heureux eschatologique» après avoir échoué à gagner sa part du monde et cest peut-être le point de vue de Marx quand il dit: «La religion est lopium des peuples» (certains que Marx destinés à des concepts de religion consacré à des dictateurs les hommes les sultans), ce qui indique que le plasma était familier avec lécole du marxisme, qui était alors une guerre sanglante contre tous ceux qui détournerait la réalisation de lhomme de leur droit usurpé par les capitalistes et arrogant dans la terre, même si cette le nom de la religion ou ecclésiastiques .. indulgences! Quest-ce qui nous arrive, ou que si un quorum a examiné la réalité de la civilisation / politique aujourdhui à la lumière de cette analyse en profondeur de lpsychologiques sous leur domination de la tyrannie politique?!
Puis il ajoute un autre élément qui porte un important et rarement attention à un élève majeur de la tyrannie et du fait que le tyran et ses associés sont, à son tour, souffrent de paranoïa, ce qui simplifie son influence sur tous les membres de la société ..! Devient la relation entre le pouvoir et a mis en garde la relation condamné pour la peur, une relation de tension et danxiété, mais différentes causes de la peur des deux côtés, craignant la paroisse ..La tyrannie de la peur du travail forcé et de la tyrannie et loppression et la tyrannie craint la paroisse parce quil sait que le violeur est un traître, et quelle na pas à tenir le Secrétariat qui lui sont confiés soit par la force la violée, et ne pas seulement entre les personnes et Qistas droite - laspiration de toutes les âmes de la normale -... Mais le pouvoir monopolisé et ont saisi les richesses du pays, et a tiré de ses aides dans le pillage, le vol et lintimidation de personnes et de bâillonnement, et dhumilier les faibles, torturé et massacré sans les frais, et à détruire les récoltes et le bétail ...! Et est ainsi caractérisé par la peur, la crainte de la tyrannie dans la paroisse, ses causes et les racines de la peur vient du fait que le consentement éclairé "de représailles contre" La peur est le résultat de lignorance et «juste lâcheté."
Ce que le plasma, ce qui a marqué le carnage terrible établi par le sultan Abdul Hamid pour les ennemis de la tyrannie??!
Il ne fait aucun doute que la réalité historique dun grand revenu dans les photos fournies par le plasma, mais il reste dépourvu de convaincre corporelles importantes, un plasma méthode est habituel pour lui de toute façon.
Ainsi, si la recherche dune doctrine de la communauté de la tyrannie, nous dirions sans hésiter que la peur, une peur sape?
2 - lignorance:
Na pas cesser de sinterroger plasma pour la cause directe de la tyrannie seul, mais voulu plonger davantage dans lobjet et le savoir une raison valable de craindre la dictature qui a suivi, parce quil croit que tous les bogues Maaloula et que lunivers est soumis à la législation et les normes de précis et cohérent, chaque lois mondes spécifiques "Comme les lois physiques du monde, le pour les humains et les animaux, leurs lois ne sont pas non "dans lunivers, un système anti-dérapant pour la nature et .. coïncidence: les causes sont des causes de« rares.
Réponse Réponse interplanétaire enseignant concluants Shan dans la crainte Dghamaiith "découle de lignorance», sans doute, pas pour lignorance de ce que les êtres humains attisé la crainte et par conséquent il ny aurait pas la tyrannie du tout.
Lignorance des réalités de lactif gonfle dans lesprit humain compétence Vtbst lui et obtenir une taille beaucoup plus grande de la taille réelle ..! : Pas de lhomme primitif adorait le soleil et la lune et les étoiles .. Et certains types danimaux .. Seulement parce quil nest pas au courant de la composition de ces mondes, les objets et ce quils sont, si elles sont définies par le droit de savoir ou il était Siabdha saints ou de leur fournir des dons?!
Ainsi que lhomme qui vivent sous la tyrannie, si éclairée par léducation et la connaissance, parce quil craignait despote et sa crainte découlant de lignorance qui a permis à la tyrannie de cou du peuple, et les oppresseurs dÉtat de la fièvre de lextinction.
Personne ne doute du fait que le plasma était évoquant une philosophie des Lumières qui décide de ces points de vue, ont assiégé les Français, qui a fait la connaissance du siècle des Lumières les faire et a changé leur esprit et leur vision de lunivers et de lhomme et de la société - au milieu - Juillet 14, 1788 Fort Bastille symbole de la tyrannie et de domination, et est monté sur de hauts murs au son des canons dans une atmosphère denthousiasme Fayyad, et tué ceux qui étaient autour de lui, Merci pour la révolution fait de la France de lépoque de la féodalité et de la tyrannie, et met laccent sur la minorité de la richesse nationale à lère de la liberté et la civilisation moderne, triomphe en Europe est atteint grâce à la connaissance et lapplication de corriger et que la faiblesse de lEtat islamique a été due à lignorance et la tyrannie .. "en-tête tous les maux ", selon le plasma.
La diffusion de la science et mentale et de la liberté intellectuelle permettrait déliminer la dégradation et le mépris des hommes de science et de la livraison des questions de la religion pour les ignorants et les hypocrites et de la religion trafiquants!?.
Jai réalisé plasma réalise aussi ses contemporains de «réformateurs pionniers" Comment lesprit et la liberté intellectuelle est lessence de la civilisation humaine et quil doit sarrêter, de "rollover" et de faire avancer la connaissance de lhomme pour atteindre la renaissance et de prospérité.
Na pas lJamal al-Afghani: "Lignorance de lEst a conduit à Anahtathm la mesure où la science occidentale a contribué à les contrôler, ce que lOccident qui a la capacité de la conquête par son insu .."
Et avant lui, a salué François Ben Fathallah Mrash (1836-1873) - un de la ville dAlep, où il est né plasma - le rôle de la science dans léducation du peuple et de rejeter linjustice et la tyrannie, Merci aux étudiants de la science Dhae le monde de lesprit et les prisons arraché des ténèbres et de se les royaumes de mensonges et de trônes Chidt de faits, dorientation et dégénéré lesclavage dans les profondeurs de nulle part et se leva à la hauteur de la liberté dexister ...
Nous avons imprimé sur-estimer le rôle de la science et son rôle crucial dans lélimination de la tyrannie et de la décadence et de progrès, la pensée tout le caractère de cette époque. Jusquà ce que Salah Al-Din Al-Qasimi, a déclaré: «Les dirigeants de la Réforme aujourdhui lun des deux hommes, un homme na épargné aucun effort dans la promotion de la science dans la croyance que les nations ne Tsttb de prendre en compte le développement ne peut être renforcée dans le domaine de la vie face à des nations développées et les forces de notre présent la civilisation, à moins que les classes Science ... et un homme ne cesse pas dattirer les cœurs des peuples à la tendance à prendre les sciences sociales et les âmes humaines Bohdabha. "
La lumière de la pensée de la Renaissance que la paroisse décide de plasma, qui se débat dans les ténèbres de lignorance est leur propre pression et arbitraire et le colonialisme, Vtstabd et labus de leur personnel. Tanthb et de ses ressources, et à saboter labouré à leurs descendants, parce quils vivent dans lignorance et laveuglement manque Klacl aucune immunité contre lesclavage et lexploitation, les abus de la tyrannie de Schengen et de son costume et de remise acabit.! Ce qui a découragé lidée de la science des Lumières paroisse ..Oppressive et rempli avec une différence et la peur de son être: «Ce nest pas la fin de la tyrannie que la science paroisse Ttnor», mais faire de son mieux pour affaiblir la lumière des connaissances et de nos hommes à se battre »parce que le sultan était" plus fort que son pouvoir.
Ainsi, pour le livre "natures" en grande partie comme une «biographie» de la vie de la lutte pleine de plasma contre la tyrannie, lEmpire ottoman, en plus dêtre un écho presque toutes les écoles de pensée que lexpérience directe, a forcé le _ interplanétaire souvent _ qui présente lapproche à tous et à lincertitude dans lattente de loppression des Ottomans, était de prolonger le martyre de lhistoire européenne qui vise à mettre en lumière les injustices de la vendange, etc, mais avaient été victimes.!
détermine ensuite le concept de plasma de la science, en soulignant son rôle dans le siège de mots injustice dit avec éloquence: Science Qubsp de la Lumière de Dieu, Dieu a créé la lumière dune torche à la vue, et de la chaleur Lada et le pouvoir, et faire de la science comme lui Dhaha pour le mal flagrante bonne, né dans lâme de la chaleur, dans les têtes de magnanimité. "
Les scientifiques, y compris un don de Dieu la sagesse et le paiement dopinion et dautorité sur les cœurs et les esprits des gens, ils deviennent des personnes plus aptes à la terreur de la tyrannie et la perturbation de sa vie ..Donc, il déteste les .. Et leur complot, et sefforcer, en raison de leur réputation fausse jusquà ce quil trouve une excuse pour les jeter en prison ..! Et sil ny avait pas moyen dêtre exécuté et en exil et les abus ..! Je lai dit dans le rapport: «Les savants sont les héritiers des prophètes" .. La possession de la vertu et Altakermp dans cet héritage Prophète, est chargé de suivre la vie des prophètes dans la lutte quête permanente de la vérité et la perte de mensonge, et les tourments de travail pour promouvoir la justice et la poursuite de linjustice, et fonctionne sur Snnhm Fidèle à la réalisation de la dignité humaine, pour soulager lignorance, et la libération de lesclavage à Dieu, Cest ce qui effraie les dictateurs de scientifiques et fait trembler le cœur de la sensibilisation à la science de lair », est lorgane de la poudre et la science du feu."
Peuvent autoriser lexistence tyrannique de certains types de science qui ne menace pas la chose la tyrannie, mais il ya la science cherche despote lui-même de publier et encourager les gens et de les rapprocher et même récompense comme «science du langage et de sciences religieuses sur Balamaad" .., de la science si elles sont payées et mal interprété, ce qui est normalement effectuée par «Les scientifiques Almtamamon" (scientifiques mauvais), les hommes tyranniques, ce nest pas quelque chose de proche de la réalité, et fournit les idées fausses qui perpétuent la réalité de la tyrannie et de maintenir sa conception que «lélimination du ciel, il nya aucune raison pour sa patience et sans le consentement"!?. La science qui aidera à la Renaissance et de la liberté, et à éclairer les esprits, et faire de lenvironnement individuel dans un exposé très complet, les problèmes de la réalité, et les aider à comprendre les règles de la réforme et de ses mérites, et vous savez de leurs droits et comment les faire valoir, et rempli destime de soi et le nez et les mots interplanétaires de ces sciences qui sont «déchirer illusions nuages qui pleuvent craintes" tremble ébranlé la tyrannie dentre eux sont recrutés tous les moyens lui afin de ne pas voir la lumière et entendre le troupeau, cependant, jamais être déformés ou incomplets.
Le ministère de la tyrannie "sefforce déteindre la lumière de la science» et la vidange de son contenu et la distraction Bergalath abus et éviter de banaliser les choses.
Le ministère a réussi turque déplore temps interplanétaire à cette fin, ce qui inquiète le plasma et couché perturbés, a constaté que la majeure partie des sources historiques qui décrit cette période de temps où il vivait plasma que le degré darriération, lignorance et la décadence a atteint les extrémités du maximum, il nya pas de savants et penseurs mais peu, et je veux à la recherche et lexploration des faits, parce que lEtat est encouragé, ce nest pas seulement de répéter quelques-uns des livres de fiqh et grammaticales et morphologiques, etc, ont visité le touriste français "Missio Volney»: «Volney» lEgypte et le Levant, en particulier Sham .. Puis a écrit son voyage, y compris une description de la situation de la propriété intellectuelle et scientifique dans ce pays, il a déclaré: «Lignorance en cette année de pays .. destruction, comme le reste du pays de la Turquie, y compris lignorance de toutes les classes, et se reflète dans tous les aspects de la culture, la littérature, la science et lart ... "
.. A également dominé les mythes, les fantasmes, et la propagation et devint mystique jeux acrobatiques En raison de la superposition des derviches et leur contrôle sur la vie des gens, ce qui affaiblit la puissance de lunivers mental de la pensée, parce que la philosophie qui a planté les soufis dans les profondeurs du cœur et lesprit ont été contrainte négative versée à lascétisme et fermez la session, et de partir pour travailler et construire la tentation est forte dans la pauvreté et .. misère!
Le fait est que la clé secrète pour la survie de toutes les tyrannies et les âmes pouvoir, la peur est le résultat de lignorance, et une fois la diffusion correcte de connaissances entre les individus et les groupes .. Rupture nuage de peur et de tyrannie Bannagradh État disparu.
II - Leffet de la tyrannie sur lindividu et la société:
1 - instincts écart:
Nous a confirmé que le plasma si loin, que la tyrannie odieuse, étendant son influence sur les âmes peur Vimlwha et la terreur, est dominé par des idées délirantes et les esprits ignorances Vtgsheha être marqués dans lobscurité de lombre Mdelhmp .. et nous allons essayer ce qui suit surveiller leur impact sur lindividu et la société.
individuels engendrés par la tyrannie de nombreuses maladies et de destruction, et est abondante hautement létale et la société profondément ancrée dans la décadence, et de sorienter vers la fabrication faible et Althlhl, il le candidat final à tomber dans les griffes du colonialisme obéissance extérieure à la manière de lunivers et la vie humaine.
..Lorsquils sont déployés dans les relations doppression tyrannique dans la société et de prévenir lefficacité auto-attentat du fait de lindustrie sociaux historiques, ils explosent les instincts et les fleurs désir sans limites ou la possibilité de satisfaire ou Alartoae, lhomme, qui vit au milieu de lenfer de la peur et la terreur, lignorance et la propagation de lopportunisme des relations injustes se consacrer à lui-même, et a perdu emballés et perd sa capacité et la confiance en soi, se rétrécit en fonction des intérêts des énergies scientifiques et spirituelles, et créatives sont perturbés, et de tuer les incitations et les ambitions, et de substituer la même indifférence, et puis développez _ aliénation _ pour chaque jour les mêmes et la communauté Cest ce qui fait un prisonnier de la tyrannie live "ralenti intention sommeil perdu, égaré ne sais pas comment limiter les heures et la plupart de son temps, et incluent des journées et si Oawamh désireuse de parvenir à lui de se cacher sous la terre."
La contraction des préoccupations humaines et lefficacité sociale compensée par un intérêt croissant pour les appétits de labdomen et le sexe, apportant de la nourriture, des boissons, décorations et la surchauffe exagérée sexe et le temps passe-temps dans les loisirs et le divertissement .. Prenez un sujet de préoccupation de lhomme. Création dun désir érotique de sauvages ne sais pas la satiété ou Alartoae .. En effet, la vie sexuelle elle-même serait «vécu comme lun des domaines de lintimidation et le théâtre de loppression et la tyrannie .. tente les hommes à mettre laccent sur la virilité des contacts fréquents avec des rapports sexuels sexuelle et répétées en un jour" et il na pas un emploi dans la vie que «bêtes Partager farouche de rendre leurs tombes le ventre des animaux et des déchets plantes, et en supprimant le désir même comme si son corps pour créer des marées sur le sol et le pus génératrices demplois et de rémunération. "
Ainsi, labsence de lidée, et sélève au-dessus de lidole, fetish, le sexe, et de labdomen .. auto-culte!. Il sagit dune photographie magnifique et belle, parce quelle nous révèle la cause du chômage que connaissent les pays sous-développés daujourdhui / pays du tiers monde tous les pays dans le monde musulman.! Et met en lumière notre cause importante de lincapacité de ces pays à atteindre lautosuffisance, même dans les nécessités comme la nourriture, qui sapplique à la société arabe, qui dépend toujours de louest de laiguille à la fusée ... » Mohamed Al-Ghazali ajoute que si nous disons tout ce qui se réfèrent à la place nous sommes restés tout nus ...!? Les Arabes continuent de consommer plus quils ne produisent, en dépit de leur possession des meilleures terres agricoles dans le monde ..! En plus de lénorme variété de ressources comme le pétrole et le gaz, les mines de fer, qui produit beaucoup de différentes matières premières et les énergies de lhomme de multiples ... Il ny a rien de bon dans la communauté de ses membres mourir de pauvreté et dont lexistence dépend de ce quil reçoit de létranger ..!!?
Labsence de lidée dune nation, il est facile Asthblahaa, de canaliser les préoccupations de ses membres pour linfo questions: Kmoakpp les derniers types de modes dans les aliments, les vêtements, les parures et déposer nouvelles artistes et joueurs de soccer ..!, Car la serrure des moyens pour vider les énergies des droits en vigueur, ce qui jette ces énergies avec naide pas, et pour cette raison abondent parmi les membres de communautés arriérées ont été ralenti et la haine dont ils sont, et à fomenter des intrigues et de ragots, qui maîtrisait .. Et les maladies chroniques qui souffrent .. Chaque fois que vous avez pris votre visage, vous trouverez malice enterré est sur le point de senflammer son feu, et les intrigues se trament contre ceci et cela .. et si très active de sexprimer et dinnover dans son domaine .. Il était poursuivi par des rumeurs et des critiques Hdth, et dans une telle société facilement passer pour sa tyrannie, la pauvreté, linjustice et la règle des tyrans Almtolhen.?! Si il veut aller à la guerre rendues nécessaires par lobstination tyrannique et Acetkbarh et intérêts, lego a trompé la nation sous le nom de la prestation, et Iwamha il veut soutenir la religion et le peuple et le maintien de la solidité des os ..! Et des millions dans les plaisirs extravagants et les plaisirs de ses œuvres au nom du maintien de lhonneur de la nation et règle la pompe. souverain tyrannique heureux de la négligence des gens quil peut Bgfelthm les Alsolp de lexploitation et les abus et les ennemis de la tyrannie et linjustice ..!
2 - La tyrannie sociale:
Labsence de lidée de droits et est soumis à lhégémonie de la volonté de labdomen et les habitudes sexuelles de corruption de créer le mal à quelquun, tendance à la criminalité, le pillage, et utilise tous les recours et dutiliser tous les moyens possibles pour satisfaire leur appartenance besoins et ses pressions sexuelles lui et qui ne connaît pas la satiété, ou Alartoae jamais. Et son tour les concepts de la justice dans son esprit à lenvers, la société est régie par la tyrannie des fins politiques à être imprimé dans la majorité des relations qui sont dans la nature de la domination et loppression, et que lhomme opprimé par le sentiment dimpuissance à contraindre elle ne peut pas se faire sentir Ptboukis seule auto Thakerha, et ne sera pas de récupérer une partie du solde Toutefois, la vengeance psychologique de lhumiliation de la même supériorité à lautre partie est plus faible quelle se termine parce que lhomme subjugué Bastbtan image convaincante est ce qui rend "oppressive gouvernement autoritaire dans toutes ses branches, de la plus autoritaire à la police au lit pour la balayeuse de rue."?!
Cherche le despotisme politique de diviser la nation en groupes .. À la suite de lhabitude des tyrans et larrogance dans lhistoire, une politique de «diviser pour régner».
Comme tyran baptisé à diviser la richesse du pays dune manière injuste de la communauté est divisée à son tour dans un "double" contradictoires dans leurs intérêts, en guerre, couche souffre du fléau de la pauvreté et du dénuement, de produire ou dinvestir, composé généralement de ceux qui travaillaient dans les domaines de lindustrie et lagriculture, cette classe est mise en évidence par linjustice la tyrannie et de lexploitation .. Qui, malgré leur travail acharné et productif dans la société mais ils ne bénéficient pas des fruits de membres.
Cela correspond à la classe avec une couche lourde inexploité Almcetkrchin et est fier de représenter section "nuisibles", selon le plasma .. Et le banc de cette classe dhommes politiques, les religions, et les femmes en milieu urbain ... Ce sont la véritable richesse Almstmton la nation et de ses produits, et unique dans beaucoup de chance de largent et des dons dans lÉtat .. Bien que le nombre ne dépasse pas un pour cent (1%). Il est surprenant de recevoir une profondeur plasma dans cette forme de la théorie marxiste, en dépit de leur culture traditionnelle et lincapacité dune langue étrangère pour lui permettre dinformer directement ce qui a été écrit sur ce sujet .. En plus de son appartenance à la classe à la famille de la surveillance, qui devait à lécran pour de tels faits, même si elle a déjà reçu des informations sur la littérature du marxisme traduit et commenté. Marx a attiré lattention du public sur le fait que le groupe, mais il a dû travailler et la production ne bénéficie pas du fruit de SEDH, devenir la capitale de la classe bourgeoise (exprimé sur le plasma afin parole de la tyrannie, financier) est le propriétaire, mais usurpé ce qui devrait être la propriété des travailleurs à partir de sources de production. Alors nhésitez pas à plasma dans la détection des Cv Al Othman, avec quelques-uns des arrivistes de leurs partisans, il était le sultan ottoman, est destiné à Abdul Hamid entre les mains de ces opportunistes Almottagrbin de sa porte pour recueillir la richesse de vol de largent de la maison », et la violation des droits du public et Bgsb est entre les mains des faibles" aussi facile pour eux boîtes de nuit "de la circulation dans la religion" et traitant de lusure et la construction, des bars, et lexploitation de la nation ... Il a également été beaucoup dargent pour le despote de luxe lui-même et Serfh. La saturation en eau et largent État et la position sur le Almtmagdin Snaiaha despions et de tous ceux qui utilisent, dans la collection de lappétit, et son aide à la tyrannie de flagorneurs et de «chercheurs» comme Abou Huda Sayadi plasma .. ennemi juré! Vivre le reste de la population dans la misère et la pauvreté abjecte.?!
Cette distinction entre les membres de la communauté et la division Aldizy à la richesse de la nation entre les différentes factions nés dans les animosités âmes et les antagonismes Victher ruse et de malice entre les personnes et les dominants atmosphère de conflit et la lutte - qui est de savoir comment les tyrans toujours à consacrer à diviser la nation en équipes et rival funérailles - et ce qui devait arriver cette lutte et de conflit seulement en raison de la réunion de la richesse de quelques-uns gaspillage inexploitées et qui a divisé les gens en esclaves et maîtres. Ces quelques propriétaires de contrôle sur ce qui se fait appeler directeurs "est un germe du mal» dans une communauté de la tyrannie, parce quil Rbait une caution de loppression et la tyrannie, qui sont une aide à survivre et à sépanouir despotique et de dominer et de la criminalité.
Valistbdad sociaux protégés Bqlaa despotisme politique, parce que la division de la société sur elle-même et Tcherzmh et la propagation de la haine entre ses membres est à la recherche injuste de perpétuer, de protéger et de fournir toutes les raisons de son maintien, la poursuite et lexpansion des horizons, parce que cest la seule garantie pour la survie de tyran et de ses acolytes au pouvoir et la servilité de la paroisse de linjustice et lexploitation et Alistgval .
Telle est la réalité amère qui vit dans lombre des personnes et des Itensmon Roaiha odeur, né dans lâme: lanimosité, lanxiété et le ressentiment de toutes choses et permet Altzalm entre le père et son fils et voisin contre voisin, la femme et son mari, afin de porter la prostituée sociale et Altzalm tous les membres de la société.
Le gouvernement autoritaire dans lâme tue lorgueil Palmfajrp vrai travail utile, et de créer une sorte de souveraineté et le grand nombre de faux flatteuse, parce que ces âmes ne sont plus intéressés par la vraie gloire encourir amour des gens, mais Altmagd intéressés et de parenté avec le sultan .. Dans une telle société na pas une relation damour entre les gens et leurs ressentiments abondent, et sécarter Meulathm naturel, devenant même lon naime pas son peuple, ils le type de la tyrannie, naime pas son pays à la douleur, car elle aurait émigré et il ..Comme lopinion de Voltaire: «À la lumière du roi en faveur de la maison de lhomme. Mais, sous un roi mal na pas de patrie» et daffaiblir les droits de lamour de sa famille parce quil nest pas heureux. Ne pas compter sur son ami quil était venu un jour être utile à linjustice et le mal et la source du mal de lui. Et naime pas son mari parce quil la tyrannie Mttaba et la criminalité, comme la déesse patron tyrannique ..?!! idole
Ainsi, la société a atteint un état de déséquilibre et de turbulences, les esprits Vtmrd et de briser le sentiment, des personnes disparues à des critères pour la distinction entre le bien et le mal dans tout ce qui nétait pas les nécessités de la vie animale et des armes biologiques.Devient grave, y compris lhabillement, et de vivre Baltgalb et les fraudes ne sont pas dans la coopération et léchange et tomber ainsi dans le bourbier du sous-développement et la décadence.
3 - le chaos et la dégradation de léthique:
Divisés par les qualités du plasma à «bien naturel, légitime et normal, mais lensemble de ces sections sengager et à participer et à affecter les uns des autres dans certains total était sous linfluence de la familiarité.
Tant que les relations qui régissent la société est corrompue ne peut pas être lhomme qui vit dans lombre, mais léthique du travail habituellement pauvres découlent directement des relations de linjustice, loppression et la corruption, qui pesait sur la communauté et de vivre sous le Klaclha puis devenue un trait il.
Ne pas être de caractère moral et ce ne sont pas fondées sur le droit, lordre et oppressive concernés qui a organisé la vie des individus et de déplacement de personnes selon un régime de réglementation est claire et évidente, des critères, des informations et des preuves, parce que lirrégularité de la vie plus facile pour les gens à distinguer le grain de livraie, et le bien et le mal. Par conséquent, dans Valmstbd désireux de vivre dans la gestion et le développement est similaire au développement naturel des arbres dans la forêt et sen remettre au hasard ou Tauajj produire debout ou stériliser.
Les intérêts de lautoritaire et comment ils regardent les choses qui nécessitent lKalhtab qui, le cas échéant, des arbres et un fruit très mûrs et les fleurs douces plantées dans la régularité et la beauté, entaché Balktef et décimée afin de satisfaire son désir et de réaliser ce quil considère comme bénéfique pour lui seul. Na pas "Mentskjo": que la nature du régime autoritaire comme Mtohaci «Louisiane».Quand ils veulent choisir la coupe de fruits de larbre à partir de son origine ..! Ainsi, face à la morale sert aussi tyrannique que le bûcheron dénominateur qui est ignorant et ne pas lui sil vous plaît tout le meilleur, cest un spoiler terroristes .. De plus en plus sévèrement si vorace quil était étrange (Turquie dans une position à laffaire) les maisons des Arabes ont créé de leur sol.!?
Ce chaos politique fait de lindividu, non pas le système dans sa vie aussi longtemps que toutes les forces qui ont une influence et un pouvoir sur la communauté payer dune façon ou dune autre de vivre dans un désordre, lesprit confus de se limiter à tous les intérêts dans le maintien de sa vie animale, "misérable" - les mots de plasma - vivent privés de spirituelle et plaisirs de lesprit que lélever au rang de véritable humanité ..! Peuvent exister dans cette communauté de bons soldats qui étaient en mesure de recommander leur âme de lA et B de la société et de résister à la marée de la corruption, mais ladministration de la force arbitraire leur familiarité et lhypocrisie sont apparents ou cachés parce quils avaient méchants dans leur mensonge en toute sécurité même de la critique et le scandale «personne na osé la calomnie ou de les mettre à la «justice» est-il de la justice sous le gouvernement des tyrans!? En plus de la peur de la conséquence de dire la vérité et ils lont traîné du fléau de la ..!!??
Nation en vertu de la règle de ne manque jamais, pour la plupart véridiques aux éducateurs ayant une expérience et des connaissances quil est correct, dites «sait ou sait de léducation" .. Le fameux "au sommet de« leur ordonnant le bien et interdire le mal »sont dans la plupart des hommes du sultan ou lun de ces hypocrites qui ne sont pas flatteurs pour leur créativité.! Ils se limitent à lobjet de leur interdisant de les vices mentale que sans les autres vices de la vie politique, sociale et économique .. Qui ne bénéficie pas de la nation à rien. Société en tant que réalité et non une simple somme de ses membres est le fait que stand-alone, avec des lois sévères et des besoins et des demandes de plus que dêtre la somme des tendances des différents composants.
Le plasma haut de gamme à cette réalité sociale et dintérêt scientifique. Dans lequel il était en avance sur son temps, et cest ce qui lui a fait mener une guerre sans merci contre ceux qui croyaient que la société nest pas la somme de ses membres, la réforme des moyens individuels de réformer la société. La possibilité de changer la société en mettant laccent sur la réforme de léthique de lindividu est toujours vivant dans lombre les relations de la tyrannie impossible et irréaliste, parce que la société est régie par des relations politiques et économiques, en reliant ses idées membres, des sentiments et des règlements, des lois uniformes, si je veux changer toute la société doit changer ces corrompus relations qui le régissent, en particulier le système politique et les méthodes de distribution de la variation des richesses de toutes les lois de lÉtat, qui ne sont pas les roues: Cest ce qui fait léducation dun moment de la tyrannie, prenez soin de maladresse et la bêtise et lignorance de la nature de la réforme et du changement et de ce quelle est.!
homme Valojdy qui souhaitent sincèrement changer le véritable coup de force / premier révolutionnaire à nous efforçons de supprimer la tyrannie et le changement des relations et des idées qui régissent la société dans laquelle ils vivent stade dégénérescence progressive dautres idées .. Portent les germes de la Renaissance et de progrès et de changement réel, devient alors seulement prendre soin déducation fructueuse, parce que le sol, puis être prêt à accepter la plantation bonne .. Il est tout simplement absurde de penser tout le monde dans léducation des personnes qui vivent au milieu de la perturbation des relations dans la société, la politique, sociale, économique, parce que tout peut être construit Education dans les années de la tyrannie ruinée en quelques heures. Dès que le mélange dun sexe Beni et impliquer la communauté de vie se heurtent public à la corruption de ses relations et Anjaramha Ka_i_ra la corruption et le carriérisme et Altmagd, lexploitation et la corruption », se tenait un peu on ne peut pas durer longtemps, le rôle Venkrt dans le mouvement de la société et sous réserve des lois et des mœurs corrompues et doublier la morale de la Haut-Commissaire que les jeunes avec lui depuis il était enfant, et ainsi perdu des années deffort, dès que le contact humain avec son environnement et sa société.
III-conditions de survie de la tyrannie et les piliers:
1 - Le terrorisme:
Tmvslat indiqué dans lanalyse précédente que la cause directe de la tyrannie: la peur qui domine le cœur du peuple. La peur est un monstre hideux qui est soumis à lautorité du tyran paroisse et ses semblables et les rend mineurs, incapables de se déplacer et de se présenter face à linjustice infligée sur eux et se débarrasser de loppression. Cest lesprit de tyrannie et de la terre promise du stand de solides elle, connu sous le nom du tyran que, sans la propagation de la peur parmi le peuple, tant quil a le pouvoir, et a étendu son influence, donc, de chercher constamment à améliorer ce monstre féroce et de prolonger ses ongles et le parrainage de toutes les méthodes mises au point afin quil puisse étendre sa domination dans lensemble membres de la société.
Non réalisé des dictateurs et ainsi consacré ils voient la peur deux, et le prestige et la terreur et de ne les utiliser pour faire pression sur les âmes et les corps et les âmes.Ils ont été depuis les temps anciens inventer des trucs et développer des moyens de terreur à la pression lesprit autant de bouches Ikmmwa de plainte et le bruit, et à en juger par leur emprise sur le cou des gens, de manière à leur assurer la solidité et la continuité en matière de gouvernance.
Valistbdad pas seulement un désir et une soif de personnel, pas même la masse bleue, mais il ya des conditions et des piliers de ladoption par les injustes pour garder leurs trônes et de protéger les intérêts de tout ce qui menacerait leur pouvoir de disparaître, et peuvent être identifiées dans six (6) piliers couronnés par le terrorisme lui-même, Valmstbd généralement adoptée les organes compétents pour terroriser les gens et de les intimider et humilier et invincible, des dispositifs tels que la police et des espions et dautres ... Chaque fois tyran tenait à la violence et la dégradation et labus Balohrar nécessité daugmenter larmée ceux qui ne sont pas créatifs pour eux et pas dœdème, cette fragmentation adoptée par la tyrannie du terrorisme et de violence est lun des plus difficiles des gens de cœur et les entourent moralement et moins de la chevalerie Valosavl tendance à ne pas non Allosavl de courtisans et les hypocrites comme tient compagnie à la tyrannie plus grande, et la tâche de ces bâtards: à asservir le peuple par la force et de devenir Tzlilhm dentre eux et les manifestants dans les genoux, et le contrôle de toute opposition à la règle de loppression et la tyrannie ..! Et espionner les gens dans leurs maisons et lincitation à la sédition et la propagation de la corruption, et bâillonné il ne faut pas dire un mot, de briser les propriétaires de stylos libre, et de payer les gens à vivre à labri des bêtes ..!!?
Le but du terrorisme est lintensification de dispositifs humilier et de détruire leur vie et le moral .. Et les rendre obéissants, sil vous plaît ne pas les rendre, de bonne ou de la bonté, et comment sil vous plaît les gens justes qui vivent selon la première journée de terreur et de la nuit, elle peut même penser que leurs préoccupations dans leurs têtes, les espions sur eux, et qui porte le vivant tyrannie Esraa lintérieur des prisons et une fausse image deux les malades et leurs préoccupations sont nombreuses.
2 - la force armée:
La force armée et larmée a été chargée de sa garde à vue - lorigine - la tâche de protéger les ennemis nation lacunes, les prédateurs, tourné dans lère de la tyrannie à la force hostile aux intérêts de la nation, servir le tyran et de consacrer le terrorisme et leurs énergies à fomenter des troubles internes et de devenir un bouclier pour protéger tyran et son temps de détresse et de transition entre la nation et le tronc despotes.
Le règne de linjustice tour la vérité, et les tâches évidentes et les rôles départ afin de protéger les intérêts hostiles aux intérêts de la nation. Cest militaires créées par la nation et il a passé une grande quantité dargent pour étendre la sécurité et la stabilité entre les peuples et les protéger contre les ennemis de submerger .. Devenir compétent au moment de la tyrannie, un dispositif dinstiller la peur et intimider des gens innocents, puis marche vers le pays de lérosion interne et Rout.!?
3 - Solidité financière:
La gestion est basée sur le monopole de la tyrannie réactionnaire interne de la richesse, ces Merci à la fabuleuse richesse de la sueur de son front violé la nation injustement et arbitrairement augmenté leur spectacle de faste et de grandeur et de la création de places pour eux seuls à vous Samarhm et des gens fiers de leurs richesses et du pouvoir. Parle doppression tyrannique dans les mains de ces gens et de les humilier et saisissant leurs droits et leurs moyens de subsistance à manger et cassent fréquemment Hukthm Oninhm et aggravé Osagamanm, Afeedzon nécessité de résister à lexploitation et linjustice infligée à eux ... Consciente de limportance de la tyrannie du peuple de la richesse pour aider la paroisse et à humilier et sous réserve yeux Astrhab de la population et le charme de leur esprit, y compris Isbgouna eux-mêmes de faste et de lexploitation leur donne les titres et grades, et un peu dinfluence et de domination sur le peuple. Et luxe Ivllahm les Itramn entre ses jambes, puis Itakzhm de gamma pour surmonter la paroisse parce que tout le monde devrait être au service du sultan, est «le Seigneur» et ils sont "esclaves" ne peut être laissé seul supérieur à sa place, donc, de propos délibéré, dans de nombreux cas, le déploiement de la corruption y compris la distraction, la vie Peretz et ses plaisirs sont privés de ce pour toute participation à la nation libre de résister à linjustice ou lentente ou le coup dEtat contre lui.
4 - lhabitude et de familiarité:
Kill lhabitude et la familiarité de la pensée et de transmettre lesprit de sa retraite anticipée, comme dhabitude - il est le plus meurtrier le plus de toutes les maladies - rend les gens Istnimon linjustice et le Istkinnon et sont familiers avec la cruauté et la récession ne sont pas motivés par linjustice ou la tyrannie, elles deviennent folles à la violation de la vie privée nest pas atteinte Ihrjhm sur les symptômes, vous pourriez avoir perdu leur virilité et de la magnanimité et est devenu mille dentre eux assez de ce qui les transforme dans lesprit de la tyrannie et les siens à un peu «fantômes dans lequel les esprits", il devient ce quils Viia Inthb et lhonneur - qui a eu le privilège de tous - la honte et la dignité dans le sol, Valmstabd qui vivent sous la tyrannie, un homme politique na pas largent non exposés à des pillages et lhonneur est Exposition dune insulte ni de grands espoirs pour lavenir et que sa vie sur les plaisirs de lanimal, car elle nest pas connue.
intimité dégénéré à comprendre et à faciliter la tromperie par de fausses apparences est tyran créatif et ses collaborateurs de la visibilité du terrorisme, dintimidation et de dominer les fantasmes sur les esprits et faciles à respecter avec des mensonges des gens et faussement «moutons dociles entre les mains des loups" sont félicité de la mort et se détruisent de leurs mains et les mains des tyrans et des brigades complément ..!!?
5 - force extérieure "colonisation":
Le colonialisme est le travail, ou dun groupe dentreprise qui contrôle ou étendre leur influence par lEtat, ou groupe de personnes, une étendue de terre ne sont pas affiliés à eux, ou les habitants de cette terre ou sur le terrain et la population en même temps. Cest le concept de lappel apparente du peuple de la colonisation, mais ce que nous entendons ici est de défendre la tyrannie et de laider par des pays étrangers, il a été lautocratie et de tyrannie, par ordre de lécart de la nation coloniale vif de lOuest pour survivre, pour rester chance occasion pour le viol lindépendance du pays. Que le colonialisme est compatible avec la tyrannie des Turcs, des Arabes, que cest une des pires manifestations de lexploitation et lesclavage, de vandalisme et de destruction, les gens le propriétaire a de parler et daller à volonté, et appartenant à Messier nest pas le choix, pas sa volonté dans la conduite de sa commande et régler le cours de sa vie que dans la mesure permise par le maître, la domination propriétaire.
Coïncident toujours, et si les intérêts du colonialisme, les tyrans et les réunir .. Lo et ainsi, ou nont pas compris ..! Il suffit que linfraction de dictateur dans la nation le droit de créer lâme de linjustice et de perdre limmunité de résister. Tout porte à croire que le colonialisme occidental est entré sur les terres des Arabes et des musulmans, mais seulement ce que ce dernier a perdu limmunité de lIntérieur et de la capacité de devenir coloniale Merci fois à la tyrannie et de la décadence et des dictateurs privé / Almtolhen à la règle daccueil et de linfluence et la richesse du pays .. !?
Pour toutes ces raisons, il est considéré comme le plasma de la justice divine et les lois éternelles de lunivers que les gens qui sont heureux de la tyrannie de leurs dirigeants nont pas de travail pour résister à la règle par le peuple dun autre esclave et colonisés et la générosité Inthb ... Par conséquent, il met en garde contre les peuples islamiques des surprises de lavenir aussi longtemps que la tyrannie choisi des Turcs ottomans, et interplanétaire nous connaît quun peuple non exposés à la colonisation de lextérieur seulement après avoir perdu son intérieur une garantie dimmunité lui «islamique» est lalternative posée par le plasma pour se débarrasser de la tyrannie et à la réalisation de la Renaissance comme nous le verrons plus tard.
6 - le clergé:
Ils ont eux-mêmes liés au système autoritaire, et vendu leur conscience au diable .. ! Habituellement sont baptisés à interpréter linterprétation religion rate la cible, délibérément, et tourner les faits et Yzewunha, les gens Viohmun que la tyrannie et de tout ce qui les accable par les sbires du sultan / injustice tyrannique et ATSAF du destin "est venu du ciel nest pas due à lui sans la patience et le contentement, et convoquer toute révolution contre le Sultan de linjuste "sédition" et à la sédition est pire que assassiner?! Les mots «guerre sans motif gouverneur est meilleure que la dernière fois? Ilsmonhm et lobéissance aux «dirigeants». Même si elle ne lie pas ces dictateurs de lIslam, mais leur affiliation à Antsaba formellement et génétiquement, et le deuil parmi les membres de la nation que léchec était "dû au laxisme en matière de religion,« Quest-ce que (la nation), mais doit faire beaucoup de culte et de lascétisme et les rituels cas Vinsaleh, alors que cette aspect de la dette ne sera pas déranger les gens du mensonge, de la tyrannie du tout, ne seront pas les hanter, mais bien sûr, ces points de vue les aidera à resserrer leur emprise sur le cou des musulmans et de les garder dans la désintégration du noir. Laugmentation dans le culte et les rituels pour le seul projet "nuisibles à la pénurie de la nation, comme on le voit dans le Almtnskin" et devenir ainsi lintention de ces Almtvgahgen "et les trafiquants à la religion" les mensonges et la tromperie de la nation, tout en étant conscient que la disposition de tous les haut de tout le mal derrière chaque calamité.!
Depuis le plasma a été vif sur la recherche en matière de religion pour détruire la tyrannie des opinions erronées de lislam adoptée par les musulmans.!? Réfuté les critiques formulées par les Européens, en même temps »que la proportion de la tyrannie et les principes de lIslam lui-même .!!!?
Commune davoir des penseurs occidentaux vue émergence de la tyrannie politique de la tyrannie religieuse de ladoption de deux dentre eux fondamentalement à craindre. Lhistoire des religions nous apprend que les vieilles croyances, en particulier les croyances totémiques a émergé en raison de ce quil perçoit maintenant comme lhomme primitif de la peur des forces naturelles pour contrôler de multiples grande part dans sa vie. Les mots de Marx a été un résumé de ces points de vue quand il a décidé: "que chaque religion est seulement un Allowahm réflexion dans le cerveau de lhomme aux forces naturelles qui contrôlent leur journée." Il ne fait aucun doute que la vue ordinaire de lorigine de la tyrannie, et la religion arriver à une conclusion à leffet dun accord entre la Fondation holistique qui prend en charge la tyrannie, pour son influence sur la vie des êtres humains et leurs corps, et soutenu par le pilier de la religion pour contrôler le monde des cœurs .. Ils sont: "des frères ou des jumeaux entre lAssociation de la nécessité de coopérer pour surmonter les« droits et cest ce qui rend la réforme politique subordonnée à la suppression de la religion ou isolé de la vie - par les assurances Lights les hommes -, est ici lun des éclairée de lOuest nous raconte avec enthousiasme lidée de Fayyad de la liberté et lémancipation du joug de lÉglise, qui a été opprimer le peuple et tyrannisent leur nom de la religion. Says Kondersi Karita Condorcet Caritas (1743 - 1794): "euh, euh, une merveilleuse image de la race humaine comme libéré de ses chaînes, Inatq de la servitude de hasard, comme des ennemis Inatq de progrès, de marche, puis à un rythme soutenu un chemin ferme de la vérité et la vertu et le bonheur signifiait, pour le philosophe Vtazih pour les erreurs et les crimes et les injustices qui restent enfouis, et qui se produit souvent est tué, il trouve une récompense de ses efforts pour le progrès de lesprit et la défense de la liberté dans lespoir de cette vision, quand il ose lien sa séquence éternelle pour autant que celui humanitaires y trouve la récompense vertu propre. Cest le plaisir de qui créent une bonne, une entreprise peut non seulement ruiné quelle que soit la promesse dune récompense en échange didées héritées et de lesclavage. "
Le plasma est le monde Lhomme de la connaissance de lhistoire ancienne et moderne, à lexactitude de ces vues, qui se dressent contre lhéritage de la religion, et sympathise avec eux .. Toutefois, elle estime que ces idées et ces opinions ne sappliquent pas à lislam, mais ne laisser que le christianisme et le judaïsme à cause de ce que les adeptes de ces religions la distorsion des livres saints, qui ne se produit pas au Coran, qui peuvent Dieu le préserve de la corruption et les protecteurs de linterrupteur, car elle diffère de lexpression des êtres humains et ressemblance et dépassé les capacités des djinns et les hommes, et si ils ont rencontré .. Ce qui rend largument selon lequel le Coran a été pro-la tyrannie du despotisme politique nest pas sans fondement, dautant plus que le Coran na pas encore avec nous et nous pouvons établir la nullité de ces déclarations et allégations.LIslam a lui-même sans toutes les religions et la tyrannie Bimatp Merci battre pour les restes de ses enseignements appel à consultation et le monopole non-opinion et la renaissance de la justice et légalité.
Faire un discours nest pas Dieu, mais centrée sur Dieu dans la religion lIslam garant de mentionner que la gloire des âmes à Dieu seul, et que lâme nest pas juste dhumilier les autres pour un ou intimider les autres, ou de suivre lautre loi que la loi .. Ce mot suggère la faiblesse devant Dieu et devant la puissance et lestime de soi, la croyance Fetmrp dans lunicité de Dieu "libérer les esprits de Alisarp" selon les termes du plasma.
Si cétait la religion islamique est libre dodieuse négatifs qui pourraient perturber les droits ou Tkhaddrh ou lélimination de résister à la tyrannie, qui est valable pour tous les temps et lieux, Le danger est «de scientifiques turban" hommes Sultan, qui se tournent les faits et Yzewunha et commencer à linjustice et la tyrannie dans le service des tyrans et de satisfaire leurs envies, et elles deviennent ainsi «plus nuisible à la religion de démons" parce que le groupe déviant est utilisé pour la dictature messages célestes de gestes Mwaidh Neil.
La campagne du plasma pour le clergé est justifiée historiquement, on avait beaucoup de ses sycophantes temps des scientifiques et des théologiens et les mystiques, et peut-être le père de lorientation Sayadi était un symbole de tout cela, at-il dit par Mohammed Amara: "Big Mcaove lEmpire ottoman à cette époque, ce qui contribue à la la persécution de beaucoup de liberté. A la pointe de Jamaluddin afghan, Abdullah Nadeem, Muhammad Abduh », et a été un ennemi de la réforme, remplis de victimes des prisons et des centres de détention et les profondeurs de la mer, et a nié les humiliés et les plus pauvres de lêtre humain nest pas infinie, et a été en mesure de jouer lesprit Sultan Abdul Hamid, astuces Isthblha spirituelle lui porter secours, et même lui a permis au pays de manipulation et détruire les récoltes et la progéniture. La dette à la beauté de lopinion afghane, ce qui est Mnadzth, Cheikh Abdou autre point de vue qui est Msajrih, et montre que le plasma a pris lavis de Jamal al-Din poursuivi en justice par une guerre acharnée, sans parler sans relâche dans ce qui était une querelle de famille entre eux.
Partie III:
La réforme monétaire et la tendance du plasma:
1 - la critique de la tyrannie, entre le plasma et "Alviari":
Nous avons expliqué dans notre analyse du plasma Tmvslat condamnation antérieure besoin pour profiter de la pensée occidentale moderne, et de la culture et cite même de son enseignement si cela peut aider les Arabes sortir du bourbier du sous-développement et la dégénérescence causée par lHoa. Et nous avons vu certains effets sur les philosophes de la pensée des Lumières plasma. Comme la plupart fait allusion à qui ont eu un impact profond dans lesprit du plasma à la critique de la tyrannie, écrivain italien "Victor Alviari", il était donc la vulnérabilité de notre auteur de cet écrivain qui fait léloge dans le livre "natures" et de citer beaucoup didées, dérivé du livre. .. Nous allons essayer dans ce chapitre pour prendre un plus de lumière sur le plasma relation écrivain intellectuel de ce modèle par rapport à ladministration de certains de ce qui figurait dans le livre «despotisme» de la Kwakbi, et la «tyrannie» de la Fayare dans le tableau suivant:
Interplanétaire Alviari concept
La tyrannie: une recette pour le gouvernement effrénée agir comme ils veulent, sans crainte de la punition ne tient pas compte pour les enquêteurs ... Il comprend également le Gouvernement de la règle absolue de lindividu, qui a pris le pouvoir Balgelbp ou la génétique .. Inclure également la décision de lindividu limité lhéritier, ou de léquipe. P. 31 et 32. Tyrans: Tous ceux qui pria la force ou même la volonté du peuple ou de la noblesse à larrestation
Complet à la périphérie de la gouvernance et de croire quils sont au-dessus de la loi ou qui sont ainsi ... Des capacités et la tyrannie qui doit être décrit comme des ..Puis un gouvernement où la personne chargée de la mise en œuvre de lois qui
Développé ou de le tuer ou de violer ou dinterpréter ou à en entraver le fonctionnement ou larrêt nest à labri de toute sanction, p. 12 et 15.
Le concept de la tyrannie
Despot toujours entouré dennemis remarquable Balbgdhae, malhonnête de sa vie clin dœil. Linjustice de plus tyrannique et arbitraire, a augmenté sa peur de son troupeau et de son entourage. Et même les concepts ... , P. 53.
Pas lesclavage et la paroisse ont été ATSAF pas stupide errant dans les ténèbres de lignorance et Ame Tie. , P. 50.
Lorsque autoritaires soucieux de larbitraire de précision nécessaire pour prendre ses aides du fond de Alsavljen ...ministères Valt.d spéciale oppressive. Est-ce une relation avec la tyrannie déjà. P. 83
Tyran .. Prenez la muqueuse de ldictateurs qui le nom du peuple de la religion à linjustice de personnes ... Ivllahm et de loppression, la puissance et le pillage de largent, même les soumettre à lui ... , P. 36. La peur et la suspicion, sont des compagnons inséparables de toute la puissance de .. illégale P. 24.
Lignorance, la peur, la flatterie et a donné et donne encore la légitimité monarchie tyrannique de son existence. , P. 18.
Ne vous sentez pas (autoritaire) Si la sécurité na pas donné les positions les plus importantes de lEtat à des personnes qui nont pas de moralité ... Se sont vendus à lui, et pense que le même moule après benoîtement, ce qui signifie quils sont le plus injuste et arbitraire ... , P. 28.
Tyrans: Rkizathm peur et de la milice, la religion, et à dévorer, p. 102.
Les piliers de la tyrannie, et des moyens
Je pense tyran Palais de tous les temps est la structure de la peur de la même king-Jabbar est lidole, et ses collaborateurs ont été les prêtres, et sa bibliothèque est un autel sacré, et les stylos sont les couteaux et honorifiques sont des prières et des personnes sont des prisonniers qui fournissent des prestations. , P. 54. Kings Palace est la structure de la peur et la tyrannie est lidole, et ses collaborateurs ont été les prêtres (la liberté) de ... Lamour de la justice et la vertu et le vrai bonheur, et nous sommes nous-mêmes victimes de payer le prix chaque jour ... p. 22.
Recettes tyrannie
la tyrannie politique engendrée par la tyrannie de la religion. , P. 35. despotisme religieux est née la tyrannie civile. P. 64. La tyrannie et de la religion
La tyrannie Esraa ... Fmlmathm limitée à la participation des bêtes féroces dans leurs ventres pour en faire un cimetière pour animaux et les plantes du désert, et si leur corps le désir Astfraghm créé des marées sur la fonction du sol pour produire du pus et de rémunération. P. 131
.. De vie de lhomme, dans les départements autoritaire (sont) le développement dun développement purement arborescente de la forêt naturelle et de bois ..., p. 102
Abdel-Rahman a poursuivi le interplanétaire livre
... Cest pourquoi les philosophes, les penseurs de peuples libres, ne peut trouver aucune différence entre la vie animale et ceux qui ont connu par lhomme qui ne jouit pas de sa liberté, et volontairement et de la sécurité, et des contrôles dans le même ... Il ne jouit pas dun véritable plaisir. , P. 123.
Isra tyrannie ne remettent pas leur vie, mais la vie humaine est la vie de la plante. P. 138
Vivre la vie sous la tyrannie
Tyrant au moment de lassis sur son trône ... Se voit comme lhomme est devenu Illagha. P. 65 despote ne peut pas aimer son troupeau et constate quelles sont moins. P. 131. Relation avec ses propres sujets Tyrant
hommes tamouls se cachent souvent son inquiétude quand le peuple des gouvernements équitable. , P. 79. ... Nous ferions bien de noter également que la différence entre la tyrannie et le gouvernement dune foire ... P. 16, par opposition à la tyrannie
Une nation qui ne se sentent pas tous ou presque tous, la douleur de la tyrannie ne mérite pas la liberté. 140 p.. Les personnes qui ne ressentent pas la pincée de lesclavage avait atteint un haut degré de la démence, il ne mérite pas la liberté politique.P. 150
Conditions de la liberté de la tyrannie
La tyrannie de gravité irrésistible, mais résister à la douce et progressive. P. 140. Dans les pays où il ya tyrannie, enracinée depuis plusieurs générations, il devient nécessaire de prévoir suffisamment de temps pour la fin de la sensibilisation peut battre le record. , P. 155.
Comment se débarrasser de la tyrannie
Ce tableau révèle les nombreux concepts glanées à partir du plasma, auteur de "tyrannie de la Fayare," mais cela ne porte pas atteinte à la valeur de ce qui est écrit dans le même interplanétaire sur ce sujet (la dictature) et de réduire la nouveauté de lencre.Nous avons caractérisé notre auteur clairement et discuté lobjet dun exposé très complet - comme déjà expliqué - en plus de tenter de concilier les produits exotiques, une pensée occidentale moderne et le patrimoine arabo-islamique. Mais na pas survécu aux préjugés de classe quand il a décidé que le ministère des Affaires communautaires doit rester limitée à la catégorie de la surveillance de la nation, oubliant que la personne qui nétait pas impliqué dans la gestion de la société est un être humain est mort, et est donc condamné à des millions de décès de membres de la communauté, qui cherche à le changer! ?
2 - lintersection entre lIslam et lOccident dans lesprit du plasma:
Nous avons ouvert cette composante est contenue dans Tmvslat notre analyse de la mention de quelques-unes des influences de la pensée occidentale moderne sur les opinions et les idées interplanétaire réforme monétaire et Astqaih de la plupart des concepts et des idées de lécrivain italien "Alviari." Nous notons que le plasma a établi une approche réformiste repose sur deux piliers:
Prise de conscience de la situation .. Et puis travailler pour le changer .. Et la sensibilisation à son avis, est double: la conscience de soi et la conscience de lautre ...: La conscience de soi est de nier ou de camoufler les idées fausses éclipsé, en particulier ceux qui pendait la religion de lIslam, et exposer les abus commis au nom de la religion ainsi. Cela ne vient pas seulement avec les notions droite, et de veiller à la mise en place dun exécutif, un organisme du gouvernement que les promoteurs des pratiques appropriées et préparer.
La prise de conscience de lautre (principalement occidentales), lindépendance destinées de lui: il est dit dans le plasma ou les villages »:« Lémergence et anglicisée Il ny a pas de bon en eux pour eux-mêmes ainsi que pour leur peuple et patrie rien Infawa. " A été acceptée par louverture interplanétaire à la civilisation occidentale, matériel ou moral à tirer parti des sciences exactes et industries et utile offre des régimes de la foire ne pas sécarter de lesprit de lIslam comme la démocratie, la liberté et le socialisme, sans dépasser la vulnérabilité de leur propre culture et des philosophies de ..!?: athée physique dit Castnteg interplanétaire après par rapport à un temps long: «Cest lAustralie et les États-Unis lui avait inspiré à la science des modalités diverses et des actifs de lUnion nationale établie sans religion, et lharmonie sexuelle, sans sectarisme, et dassociation politique sans la direction. alors pourquoi ne pense pas que nous suivons lune de ces routes ou similaires."
Laquelle il appelle à suivre lOccident, même dans les systèmes de gouvernance croit fermement que lOccident avait «décidé les règles de base dans cette section combinée par la raison et lexpérimentation, et Hsahs le droit à la sécurité, il est devenu lun des cours sociale à la Almtrgip-Unis" exemples de son prédécesseur Kheireddine en Tunisie avait décidé de faire est que la base de la force de lEurope et la prospérité "des institutions politiques fondées sur la justice et« la liberté, ni la nation de retrouver sa force et de gloire que si elle connaissait les points forts de cette force et adopté par ..!!??
Valosalp lorsque le plasma ne signifie pas le rejet de lautre, ou de ne pas interagir avec lui ou de louvrir .. Cela ne signifie pas ainsi que lomission de le capturer ou de limiter, Valosalp finalement pas héréditaire, mais plutôt concevoir la direction du «islamique» Ce nest pas ce fixés, il est une force mobile, ce qui est approprié pour une société donnée à un certain stade de son histoire utilité manque peut parfaitement pour lui dans une autre phase , et donc les critères dauthenticité dans les autres passé dans le présent, et sera dans lautre futur maintenant ..
Nétait-ce pas obsédé par le plasma, puis la rupture de lautre, ou de profil, mais le souci a été la construction de la soi-même, et depuis ladoption de lauto-piété et indépendant et de prouver leur identité à lautre, la faiblesse de cette construction est la clé à lautre de la domination et le colonialisme, et rend lauto-dépendance de ses permanents. Ne faut pas oublier que lauto-construction nest pas permis de limiter lutilisation de la matière héritée des grands-parents ou appartenant maintenant. Mais il faut améliorer lutilisation du matériel utile pour lautre, ceux qui ont créé il utilisé à dépasser et à gagner et construire une civilisation. Pourvu, toutefois, restent soumis aux autres documents de la spécificité de lauto .. La vie privée et la présomption doriginalité ici, il est représenté dune part, pour revenir à la mère de toute religion et déliminer toutes incompatibles avec une origine commune et de vérités éternelles, et dautre part de briser lautoritarisme autoritaires et la liberté, la justice et légalité ... Cela semble de la Renaissance lui nest pas une citation, pas un processus démancipation, ils ont continué à ouvrir dans lhistoire arabo-islamique guidée par les principes de «islamique» et de continuer à sensibiliser le public de toute mars qui a été interrompu dans lexercice de «islamique» et de son et pas lautre seulement un modèle inflammatoire. Quest-ce que cela veut dire b plasma «islamique»?
3 - plasma et le renouvellement:
A - la notion de «islamique»:
Sur la base de laspect du plasma à lauto »et« lautre », nous avons essayé danalyser dans le chapitre précédent, a demandé au cœur de sa critique de la tyrannie et la localisation de la maladie dans la société arabo-islamique, afin doffrir un intellectuel de substitution, lobjectif politique et social de lélimination de la dégradation de la main, et la réalisation de la promotion et la force de la main dautres. La plupart qui avaient été chercher de larrière, la renaissance de la grandeur du passé de sorte que est compatible avec les exigences des temps modernes. Il se tourne vers le premier âge de lislam, "al-Majid," comme une image de ce que le monde devrait lavoir dans le présent, il a participé - à ce point de vue - leader apparence renaissance arabe à la sanctification du passé et sinspirer de sources qui ne manquerez jamais .. sec! Convaincu que «lhistoire se répète."
La théorie qui a formulé le plasma pour atteindre les buts et objectifs fixés pour lavenir sont ce quil appelle la «islamique»: le choix adopté par les musulmans dans toutes leurs affaires, de la biotechnologie, et les solutions Istnbtonha à leurs problèmes de vie en tenant compte des exigences de temps, sans préjudice des règles de la fonction publique par la loi ou déléguées au Prophète (r), parce que le plasma distinction entre «islam» et «islamique» La première est la religion et le second est le système de gouvernance appliqué par les musulmans dans leur vie.
En conséquence, les appels dinterplanétaire ouvrir la porte de lijtihad, ce qui était fermée coup plus grave pour les musulmans, et estime que lijtihad doit être unique pour les scientifiques peuvent et ne peut être exercée non dans la section «Transactions» La «foi» est suffisant pour nettoyer, qui a suspendu des impuretés seulement. Et reste ouverte pour le travail acharné et les efforts en ce qui concerne les problèmes de la vie intellectuelle, mais ne jamais ouvrir droit renouvelables impérieusement commandées par la vie et les intérêts des musulmans à suivre lesprit du temps à partir dune base de "dispositions relatives aux changements climatiques des circonstances»?!Voyant ce flux de plasma de la mère / Coran et estiment quune demeure viable pour tenir compte des réalités de la vie font leur apparition.
B - Renouvellement du plasma dans le plan politique:
Les premiers signes de «islamique» de vue politique et administratif. Connu politique interplanétaire voit "de parrainage de la nation commune dans le cadre du respect de la loi sur OK pour les membres Rgaib de la société et dun tel service dans la coopération et le consentement de tous les gouvernants et les gouvernés», a fourni un concept dégalité, tel quapprouvé par la Révolution française ..: Toute légalité devant la loi, applicable à tous les citoyens, les dirigeants et condamné à la vie "Naim et dont la précarité" il ny a pas de différence entre riches et pauvres, faibles et forts, et les fils de la doctrine et de la doctrine, et donc limitée à lexécutif dun gouvernement dans la gestion des affaires de la nation dans le cadre du respect de la présente loi »pour la collecte, élus par la nation." Il semble, il semble que lemplacement du plasma sociales et de classe comme appartenant à la surveillance de la famille dAlep a contribué dans une large mesure dans la détermination de la vision politique quand il a décidé de «islamique» «institution» à lactif de la gouvernance démocratique ", le public soit et de laristocratie de la Shura,« la surveillance Shura », qui consacré à lélite dans la société, qui appelle à son plasma, sachant que les textes de lislam, demandant au Conseil de Shura rendu public à tous les membres de la nation islamique, sans exception, sans préciser la catégorie de personnes dans la gestion des affaires de la société sans le reste de la population, même les fameux textes de ce qui est contraire zone à Il suffit de voir linterprétation plasma élite politique de la signification: «Le feu vert il» ou des mots du Prophète) quAllah le bénisse et lui accorde la paix (: "Chacun de vous est un berger et chacun de vous responsable de son troupeau."
Puis il ajoute que le plasma nest pas possible pour lémergence dun état stable qui sélève à ses propres membres ne devienne pas un laquais à la décision est soumise à la loi de son propre gré à la paroisse et être pleinement conscients de lhéritage de son Fteraqubh règle étroitement contrôlée afin de ne pas sécarter du droit chemin. On peut se demander ici si le plasma comme nous cette paroisse rôle actif et éclairé politique dans les réalités actuelles aussi longtemps que vous avez fait référence à la plupart des membres de cette paroisse à la retraite de laisser à la population de la solution et le contrat que vous avez désigné superviseur!?
Il semble que le plasma a été inspiré à-dire "Mentskjo« Quand je attirer lattention sur la nécessité de séparer le pouvoir judiciaire du gouvernement et de la distinction entre les autorités politiques et religieuses, léducation, soulignant que de tels idéaux ont été incorporés dans le gouvernement du prophète Mahomet, la paix et le vertueux califes, et certains progrès Umar bin Abdul Aziz et de convertir les abbasside Nur al-Din Shahid ...
Donc, essayez interplanétaire "concepts de lIslam" justifiant ladoption des institutions occidentales, en disant que ladoption pour revenir à lesprit de lislam plutôt que dintroduire quelque chose de nouveau à lui!?, Ont fait de lui Meulath "démocratie", estime que le système parlementaire ne soit envoyé au système de la Shura islamique sur leurs équipes?!
Ne dépasse pas son point de vue de la bonne gouvernance, de bonne perspectives religieuses traditionnelles, qui appelle le gouverneur, la passion nexclut pas la primauté du peuple, mais il doit gouverner avec justice.
Impossible, par exemple tenté de recherche par des moyens appropriés et les organes compétents sont en mesure de contraindre un gouverneur à soumettre à la loi, et ne pas chercher à la source des codes de .. juste!? Mais cela va plus loin lorsquil sagit de décider dans le dernier livre, "natures" que la politique autoritaire »ne devrait pas résister à la violence», auquel il a consacré toute sa vie pour résister à la tyrannie?! Conserver la désignation de la révolution "!!?? sédition "
C - Renouvellement du plasma dans le plan économique et social:
Le «islamique» dans le visage avec le Comité économique et social interplanétaires ce quil appelle la vie »de la participation du public», ce qui signifie: coopération et dunion et de soins et de laccord.
"Valislamip» et a formé un gouvernement démocratique fondé sur la concertation et la liberté, a également fondé lactif de ces vivants, qui vise à parvenir à légalité et la convergence dans les droits et les conditions de vie des personnes, et travaille contre la «tyrannie des financiers» dans le sens du capital .. largent même ne devienne pas un Etat entre les riches et les pauvres de la nation afin quelle puisse rattraper Bogneaiha. Prévention de laccumulation de richesses dans les mains dune minorité devient une nécessité pour les civilisés, moral, parce que laccumulation de la richesse née de la tyrannie, internes et externes colonialisme ..Laccumulation de richesses dans les mains dune minorité dindividus qui nuisent à la moralité quil ya une relation dialectique entre la richesse excessive ou lextrême pauvreté et la dégradation de la moralité.
Avec ce point de vue, au-delà du plasma profonde cette critique est Almenza appel des libéraux pour légalité des droits. Qui prend la règle de la tyrannie, excès et Mnaqdhath de la législation et aux lois applicables, le renforcement du respect des lois justes et qui ne sont pas en fait ne représentent que les intérêts de cette catégorie adopter de telles lois et de consacrer des normes appropriées pour les intérêts sociaux, économiques, et a appelé à sassurer que les intérêts réels de tous les segments de la société.
Le despotisme politique est responsable de linjustice et loppression dune part et le retard économique et linjustice sociale, dautre part. La "participation du public» est le secret de la survie et le progrès pour tous et tout dans lunivers "est le plus grand mystère des objets." Il est un complément naturel à la manière de lunivers, les lois de la nature, et donc lindividu absolue na pas sa place dans la société, qui appelle à plasma de rester, parce quil est contre le système de lunivers et les modes de vie. En plus le public que la participation est devenue un besoin urgent dans lère moderne, il est lépine dorsale de lachèvement des grands travaux qui ne respectent pas le travail de personnes comme la pierre angulaire de la réussite "des nations civilisées."
plasma appel souches au public "Abonnement vivant» de la philosophie de la force que la richesse de la société sont "inondé" a déposé Dieu dans la nature, et, par conséquent, tout dans la nature de la richesse et les trésors cachés ou invisibles doit rester public et quil ya la loi de paiement le public entre les personnes travaillant à apprivoiser cette nature et lobjet.
Largent provenant de la nature ne devrait pas avoir .. Si il est permis de se spécialiser par lhomme ou entre en possession de la puissance de laction humanitaire soit la raison de cette occupation et que la compétence », dit le plasma dans ce domaine:« Largent provenant de linondation dans lequel le dépôt de Dieu dans la nature et Noamesha ... ne peux mempêcher de travail ou dans une interview ".
Mais il ya une sorte de richesse doit rester une commune et partagée entre les travailleurs dans la Communauté et ne peut jamais avoir: la terre ", des minéraux, des rivières, des côtes, les châteaux et les temples et les parcs, équipements, etc." Il est nécessaire de garder tous le secrétariat du Gouvernement sur létat de cette propriété.
Le fait est que le socialisme "prônée par le plasma est basée sur deux piliers: dabord, la propriété publique de la richesse dans le cadre de tous les besoins humains nécessaires à leur vie, matériel ou moral, les terres essentiellement agricoles et tous les métaux de métro et les trésors du roi" de la nation générale Istneptha et profiter employés des fruits ont été inspirés par le célèbre hadith "En direct de la Muata sol, il est à lui.
Deuxièmement: les efforts humanitaires de lénergie dans le développement de la richesse publique et de recueillir ses résultats. Par conséquent, devenir les droits de lhomme standard dans la société socialiste est au travail .. Il nest donc pas lhomme, «une personne ne sont pas une main-dœuvre utile économie pension suffisante nest pas à court de Vtzlh pas plus quil Vttgeh" Il nya pas de place dans la société, qui appelle à son plasma pour les chômeurs qui veulent vivre aux dépens des autres », il ne convient pas demploi ou ne pas faire ce quil fixe, mais veulent vivre tous les deux (par exemple, les employés), et non pas lincapacité de la normale (BE) mérite dêtre sale mort, pas la pitié. "
La recherche dans cette façon dappliquer «les principes du socialisme" est de perpétuer lhéritage de plus tôt, en réponse aux besoins de nombreuses personnes, certaines inhérentes à la nature de lauto-arabe parce que "les Arabes a donné au peuple de lactif de la vie "..!? socialiste La réalisation de ce calibre élevé de la Choura et de la démocratie et le socialisme est le résultat dune culture spécifique »et le point culminant de la doctrine de laide humanitaire tout résultat dévaluer une personne en particulier au niveau personnel et au niveau des relations avec les autres. Par conséquent, nous devrions lêtre humain libre de toutes les directions de lanti-Shura et la démocratie, et cest ce qui rend la culture islamique "appelle à la sagesse et de sciences de la vie mentale, et les droits des nations, et de lOuest sociale et politique lhistoire civile et détaillé ... , Et dautres sciences qui agrandissent lâme et lexpansion de lesprit, et savoir les droits de ses droits et quelles sont ses fonctions, et cest ce qui rend la culture un consentement éclairé et de la profondeur et de les répartir entre tous les membres de la société est un pilier essentiel de la «islamique fondations SPA".
D - les fonctions de gouvernement "alternatif" pour le bien de la nation:
Le siècle des Lumières, qui a dominé lesprit du plasma, qui avait été dominée par les politiques, comme la noté. Parce que la «politique» dans la conscience de la Renaissance avait rien distances ne pas célébrer son résumé à la réalité de lindépendance, mais létat du diagnostic institutionnel de la société et même de la civilisation islamique de mourir. Cette prise de conscience de limportance de la politique dans la détermination de létat de la société, ce qui rend le plasma donne le travail du gouvernement "un rôle de premier plan dans la promotion de la société, de sorte confier la tâche délever la nation sur la voie du progrès et de prospérité comme papier à la main seule, la société ou de la décadence ..! Pour le gouvernement le soin régulier des affaires de la nation de prendre la culture note de la nation et pour assurer leur confort, et cette mission commence dès avant le mariage, «la promulgation des lois du mariage et de fournir des exigences de santé publique tels que la construction dhôpitaux et la création de sages-femmes et médecins, de construire des pépinières et la construction de laboratoires pour lindustrie pharmaceutique ... et il devrait ouvrir des écoles, des bureaux et de promouvoir la connaissance et léducation de lenseignement primaire et de la rendre obligatoire pour tous les membres de la société, pour atteindre les plus hauts rangs et grades confondus, puis ouvrir les théâtres, les stades et les réunions de faciliter et de protéger les forums, et créer des bibliothèques et des musées pour la protection des effets du patrimoine de la nation et pour faciliter le travail utile, et encourage toute la création et linnovation.
La salive de plasma administration tyrannique supprimé les libertés d, il devrait y avoir "gouvernement alternatif" pour prendre soin de la liberté et en faire une tradition de traditions. Et le plasma, comme décrit dans le concept de liberté offre un contraste à la notion dorigine de la tyrannie, Varafha (Liberté) que: "Le choix de lhomme dans les mots et ne me dérange pas entravé injuste." Lautorité sera limitée à la loi et cela signifie que le gouvernement na pas le droit dinfliger des mesures coercitives sans arguments juridiques. Alors que lhomme ne craint pas Hdeimp en soi, ni dans les autres droits ne juge pas par quelque chose qui nest pas requise par les lois du pays Almottagrrp aux conseils, cette définition est similaire à ce qui était connu "Mentskjo" la liberté, quand il la dit: «Le droit de faire tout ce qui a permis par la loi» .
Il a justifié ladoption de la liberté interplanétaires comme ses contemporains de la "salafistes" tel quil découle de la loi islamique, mais cest lesprit de la religion comme il le dit .!!??
Liberté Khater instinctivement dans lâme de lhumanité. Le développement des forces de la pensée humanitaire et paroles et en actes, et par le talent début joueur mentale dans le domaine de linnovation et de raffinement, na pas droit à une sublimation des contraintes de crédit, a alerté le plasma que lapproche de la recherche scientifique européenne est en partie due au progrès et au développement de la science quils ont, ils dépendent de la liberté de la recherche la pensée et de tamisage et de concevoir des connaissances et qui aspirent toujours à se dépasser pour atteindre leurs ancêtres. En conséquence, le manque de liberté dans toute société humaine qui signifie que la progression de linsuffisance de tous les «difficile et le bien-off" ..
Le gouvernement vient juste libre de faire de léthique des êtres humains ne garde dans le développement des arbres, tout comme le maître est le jardinier qui prend soin de ses arbres du jardin le jour et la nuit des fleurs et à porter ses fruits dans le meilleur possible ... De la capacité, la pauvreté, et la régularité de la vie un grand revenu pour faciliter léducation ou Tasirha, et le gouvernement "alternatif" est capable de faciliter toutes les conditions pour la bonne éducation et de surmonter tous les obstacles afin que les fils du progrès matériel et spirituel .. Il est constamment à la recherche de vivre son fils dans son corps et de la santé et daccroître ses connaissances et de la richesse et se caractérise par univers moral et les qualités piédestal. Et répondre à la clarté de son âme au rang des anges. Homme vit donc dans la justice et la liberté de travail actif en blanc ce jour-là, et la pensée nuit noire parce que latmosphère de liberté et de justice étincelle énergies inhérente de nombreux dans chaque être humain et lui permet de mettre en évidence lefficacité de lhistoire sociale et industrielle et lavenir.
"Pour le Gouvernement de la variante" En outre, la tâche de lexpansion de lagriculture, lindustrie et le commerce ... Afin de ne pas détruire la nation de la nécessité pour les autres ou affaiblis par la pauvreté, doù le plasma accent sur limportance de la richesse, le public, en particulier en ce qui concerne leur rôle crucial dans le maintien de lindépendance et léradication de la pauvreté, qui est un symbole du mal, même le Prophète Muhammad, paix a dit: «Si la pauvreté était un homme, le tuant. . parce quil est à la tête tous les sens. ignorance SQ et de la corruption des mœurs ».. Comme la richesse est dintérêt public dans les sociétés modernes, en particulier ceux engagés dans une lutte contre les colons, deviennent une arme essentielle dans la richesse publique dans ces conflits ne peut être gagnée sans une bataille pour obtenir cette «arme mortelle".
Il devient ainsi laccent sur le travail mission du gouvernement de libérer le pays de la colonisation interne, en particulier dans le despotisme politique et social (prostituée sociale) et de la colonisation de lespace extra de la domination occidentale, directement ou indirectement, pour déplacer le pays et le peuple dans la voie du progrès et de prospérité et de force.
Et Conclusion: Nous constatons que le plasma peut être réalisé que les contemporains de ces hommes sest rendu compte que la réforme de la société arabo-islamique est devenu un réel besoin de changer radicalement dans les structures de la vie politique, sociale, économique et culturel ... Selon cette prise de conscience et cette prise de conscience une conséquence directe de linvasion de Bonaparte en Egypte en 1798, et de garder certains intellectuels arabes sur la «philosophie des lumières», qui a ouvert la voie à la révolution en 1789.
Plasma a été marqué avec beaucoup de soin pour frapper lestablishment politique et considéré comme le haut de chaque coup mal les Arabes à cause de la tyrannie exercée par les dirigeants sur les gouvernés depuis lâge de la pourriture. Pour cela, nous trouvons dintensifier Ahjmth violents et tranchants critique de cette institution et demande la création du gouvernement démocratique dêtre capable de prendre soin des intérêts arabes meilleurs.
Et peut-être retourné souvent à convaincre la corruption du ministère de la Turquie et de la gravité de lestablishment politique afin dinfluencer tous les aspects de la vie en société et que nous attendions de nous donner lauteur une alternative à lintellectuel, culturel, et claire pour lavenir de la communauté, qui, mais il na pas, il suffit de poser des questions générales ne permet pas bouches affamées. En plus dêtre la voie ne nous donne pas une convaincante et claire comment révolutionner la communauté arabe, qui souffrent sous tous les aspects de larriération culturelle en raison de la tyrannie exercée par les hommes politiques sur la paroisse ..! Vers une renaissance de la pensée et la civilisation qui a été demandée.
Ont dominé le droit dauteur dans certains cas, les concepts et les termes qui sont des vestiges des époques de décadence dans lhistoire arabe - la religion musulmane, restreindre ou à empêcher la liberté de penser et de concevoir des solutions appropriées aux problèmes de la société, diverse, la notion de «personnes influentes et le contrat» et «la surveillance de la nation" qui décident du sort des personnes dans tous les domaines de la vie. "Le fossé", le sens négatif du terme ... Il a été avec lui que des notions telles ont contribué à consacrer une grande partie de la tyrannie, le déclin politique et culturel et le sous-développement. Peut-être des idées fausses est que laugmentation de la confusion des pionniers de la Renaissance arabe et limité leur efficacité dans lévolution de la société historique et fait les Arabes vivent dans un cercle vicieux, Didnhm "promet de commencer», depuis la «Renaissance» à ce jour.
Car si le plasma Afalah dans la fabrication de la coordination politique - la civilisation intellectuelle, cette structure de la propriété intellectuelle est restée limitée dans lefficacité de la civilisation et la création de la Renaissance, en raison de la domination de grandes resté exercé par le patrimoine arabe et islamique sur les solutions élaborées à partir de plasma pour traiter les problèmes de la communauté arabe en plus de la domination de la civilisation qui est exercé par la pensée occidentale moderne des solutions par sans tenir compte de la spécificité de chaque société et les exigences de la civilisation.
Y at-il un moyen de sauver la nouveauté dune nouvelle nation islamique de la civilisation arabe et islamique et de larriération, la dépendance, et de la colonisation, en raison de la capacité dagir des progrès historiques et culturels et conduire le peuple vers le bien, la sécurité et la paix?
Index
Boxe ................................................. .......................................... p. 3
Lexportation ................................................. ........................................ p. 5
Introduction ................................................. ....................................... p. 6
Partie I ................................................ ...................................... p. 9
Pave the :............................................... historique .................................... p. 9
1 - la renaissance arabe, la conscience politique - :......................................... culturelle ... p. 9
A - toute critique de la règle des pionniers de la "renaissance arabe ":...................................... ...... p. 9
B - la Renaissance et lémergence de la tendance salafiste :........................................... ................ p. 10
Partie II ................................................ .................................... p. 11
I - la tendance de la trésorerie au plasma :........................................... ................... p. 11
1 - plasma et de la tyrannie critique :............................................ ....................... p. 11
A - le concept de la tyrannie :............................................. ............................... p. 11
B) Les causes de la tyrannie :............................................. ............................. p. 14
-1 Peur :.............................................. ...................................... p. 14
2 - :.............................................. ignorance ...................................... p. 15
II - limpact de la tyrannie sur lindividu et la société :.......................................... .......... p. 18
1 - instincts écart :............................................. .............................. p. 18
2 - :............................................. tyrannie sociale ......................... p. 20
3 - le chaos et la dégradation de la moralité :............................................ .................. p. 21
III afin de survivre à la tyrannie et les piliers :........................................... ............... p. 23
1 - :.............................................. terrorisme ..................................... p. 23
2 - la force armée :............................................. ................................ p. 24
3 - Solidité financière :............................................. .................................. p. 24
4 - lhabitude et la familiarité :............................................. ................................. p. 24
5 - force extérieure "colonisation ":.......................................... ................... p. 25
6 - clergé :............................................. .................................. p. 26
Partie III ................................................ ................................. P. 28
La réforme monétaire et la tendance du plasma :........................................... ...... p. 28
1 - la critique de la tyrannie, entre le plasma et "Alviari ":....................................... ......... p. 28
2 - lintersection entre lIslam et lOccident dans lesprit du plasma :........................................ . p. 31
3 - et interplanétaire renouvellement :............................................. ........................... p. 32
A - la notion de «":........................................... islamique .............................. p. 32
B - Renouvellement du plasma dans le plan politique :.......................................... .......... p. 32
C - Renouvellement du plasma dans le plan économique et social :................................... p. 34
D - les fonctions de gouvernement "alternatif" pour le bien de la nation :........................................ ............. p. 35
Liste des sources et des références:
1 - Sources:
A - en arabe:
• Architecture (Muhammad): les œuvres complètes de M. Abdul Rahman plasma: une étude de sa vie et ses effets, (Egypte, Autorité générale égyptienne pour la création et lédition i 1-1970)
• les œuvres complètes de plasma Abdel-Rahman: (Liban, lInstitution arabe pour létude et de lédition: i 11 975)
• plasma (Abdul Rahman): Présentation heureux Sahmarani): le despotisme et lexclusion lutteur (Beyrouth, Dar trésors i 11 984).
•: Umm Al-Qura (Beyrouth - Dar Al Raed Al Arabi - i 2-1982).
B - français:
• Alfieri (Victor): De la tyrannie-(Paris, aux bureaux de la publication; 1865)
2 - Références: (jai pour ne citer que les références les plus importantes qui les ont bénéficié de nos recherches)
• Peinture (Sami): Abdul Rahman plasma: (Egypte, Dar connaissances sans lannée de publication)
• Hamza (Mohammad Shahin): Abdul Rahman plasma, génie rebelle: (Le Caire, World Library Publications i 1,1958)
• Khalaf Allah (Muhammad Ahmad): interplanétaires sa vie et son point de vue: (Le Caire, Bibliothèque arabe, sans lannée de publication)
• Katoura (George): Naturellement, dans le despotisme plasma: (Beyrouth, institution de premier cycle pour la publication, i 1,1987)
• Secrétaire (Ahmad): les dirigeants de la réforme de lère moderne: (Beyrouth, arabes Book House, 1979)
• Sharabi (Hisham): des intellectuels arabes et lOccident: (Beyrouth, Dar al-Nahar 1973)
• Khoury (Raif): la pensée moderne arabe et limpact de la Révolution française dans lorientation de la politique et social: (Beyrouth, Publications de la maison ouverte, je 1,1943)
• Hourani (Albert): la pensée arabe à la Renaissance, 1798-1939: (crème de traduction Azkol, Beyrouth, Dar al-Nahar)
• Sabaiard (Nazik): Rahalon arabe et la civilisation occidentale dans la renaissance arabe moderne: (i Fondation Nofal 1,1979)
• Augmentation (Khalid): la découverte européenne de progrès: (Beyrouth, Dar Talia, je 1,1981)
• Herman (George W.): Configurer la raison moderne: (Partie I): (Beyrouth, Dar culture, i 2,1965).
• Architecture (Muhammad): Les Arabes et le défi: (Damas, Dar Qutaybah, i 2,1987)
• Kabeer, (Carl): Histoire des peuples musulmans: (C 3, Beyrouth, Dar al-Ilm de millions, je 1,1960))
• Langer (William): Encyclopédie de lhistoire du monde c 5: (a supervisé la traduction Abdel-Moneim Abou Bakr, i 1966)
• Encyclopédie de lIslam: Volume II (Edition populaire)
• Marrakech (Mohammed Saleh): la pensée de Muhammad Rashid Rida par lintermédiaire du magazine Al-Manar: (Tunis, Tunisie Maison de la publication)
• périodiques (Abdul Aziz): la formation historique de la nation arabe: (Beyrouth, i 1,1984)
• exclusive (Abou Khaldoun clair): Conférences sur lémergence de lidée nationale: (i. Surtout 1985)
• afghane) Jamal Din), esclave (Muhammad): lanse la plus solide: (Beyrouth, Dar livre Al-Arab, i 3,1983)
• Mohamed (Mohamed Awad): le colonialisme et les doctrines coloniales: (arabe Book House, i 2,1956)
• Voghein (p) Philosophie la Lumière: (à Beyrouth, Dar avant-garde, i 1.1981)
• Fangary (Ahmad Chawki): Tout dabord, la liberté politique: (Koweït, Dar plume, je 1,1973)
• Laroui (Abdullah): la notion de liberté: (Arab Cultural Center, i 4,1988)
: Le concept didéologie: (Arab Cultural Center, i 4,1988)
: Le concept dÉtat: (Arab Cultural Center, i 4,1988).
طبائع الكواكبي في كتاب
"طبائع الإستبداد و مصارع الإستعباد"
محمد سالم بن عمر
الكاتب
محمد سالم بن عمر
Mohamedsalembenamor21@yahoo.fr
http:islam3mille.blogspot.com
محمد سالم بن عمر، كاتب و ناقد تونسي ، عضو اتحاد الكتاب التونسيين .
أصيل سيدي بوعلي ولاية سوسة، متزوج و له شيماء و نصير الله.و أمة الله
متحصل على شهادة الأستاذية في التنشيط الثقافي منذ 1992، وقد عمل مديرا لدور الثقافة بتونس.
له مساهمات عديدة في النقد و الإبداع و المقال الفكري الحضاري...
صدر له كتاب:" اللسان العربي و تحديات التخلف الحضاري في الوطن العربي الإسلامي عام 1995"
كما صدر له كتاب : " نقد الإستبداد الشرقي عند الكواكبي و أثر التنوير فيه عام 2009 "
و قد نشرت له جل الصحف و المجلات الوطنية مقالات فكرية و نقدية
و قصص قصيرة وقصائد .. كما نشرت له بعض المجلات و الصحف العربية .. مقالات فكرية وحضارية..
له مخطوطات عديدة أهمها :
المشي على الجمر و لا خيانة الله (رواية) نحو إعادة تشكيل الفكر العربي الإسلامي في العصر الحديث ﴿مقالات فكرية / حضارية﴾ .
الإهـــــــــــــــــــــــــــداء
إلى التي أحيى من أجلها..
إلى أمتي الإسلامية..
التصدير
"ما ينبغي أن يكون الفيلسوف مخترعا للمذاهب بل رسولا للحقيقة، وما دامت الشرور التي ابتليت بها البشرية قائمة بغير شفاء. وما دام مسموحا للخطأ والتحيز و الجهل و الإستبداد بأن تخلد هذه الشرور. وما دامت الحقيقة مقصورة على القلة وعلى المميزين، محجوبة عن معظم النوع الإنساني فسيظل واجب الفيلسوف المؤمن أن يبشر، بالحقيقة، وأن يحافظ عليها ويشجعها، وينيرها. وحتى إذا كانت الأضواء التي ينشرها لا تفيد في جيله وقومه، فإنها لا شك ستفيد في بلد وجيل آخرين. فالفيلسوف ذلك المواطن في كل مكان وزمان أمامه الدنيا كلها وطنا، والأرض مدرسة، والأجيال القادمة تلاميذ".
المقدمــــة
كان الإستبداد السياسي، وسيبقى داءا معطلا لحركة التقدم في المجتمعات البشرية. وقد اكتوى عبد الرحمان الكواكبي (1854/1902) وكل أمته العربية الإسلامية بمثل هذا النمط السيئ من الحكم، ولا تزال شعوب كثيرة تكتوي بهذا الداء اللعين إلى يوم الناس هذا، بل لعل فشل العرب و المسلمين في تجربة النهضة يعود أساسا إلى أنهم أهملوا القضية الأم في نهضة الشعوب والأمم وهي قضية تحرير الإنسان والرقي به بصفته شخصا ليس عليه واجبات فقط، وإنما له حقوق واعتباره الغاية والمبتغى و منطلق التغيير.
وقد رأينا أن نتوجه بالدراسة إلى فكر عبد الرحمان الكواكبي باعتبار ريادته في هذا المجال وتكريسه لجل فترات حياته مناضلا في سبيل تحرير العرب و المسلمين من إستبداد الأتراك، داعيا في حماس فياض إلى إقرار نظام "شوري ديمقراطي" للقضاء على أسباب الإنحطاط و التخلف الحضاري.
لقد شدنا إلى هذا "العالم المصلح" تركيزه الشديد في جل ما كتب على نقد الإستبداد وتبيان مساوئه على حياة الفرد والمجتمع، بل لعله الوحيد من بين رواد النهضة العربية الذي قضى جل حياته النضالية في سبيل مقاومة ظاهرة الإستبداد والتحذير من مخاطره. ولعل جل الدراسات التي تناولت فكر الكواكبي جاءت في شكل سرد تقريري لمجمل آرائه السياسية والاقتصادية والتربوية… مفتقدة في الغالب إلى التحليل المعمق، وتعقب المرامي التي هدف إليها الكواكـبي..!؟
فالفكرة المترسمة لدى جل الدارسين تقدمه في صورة المصلح الذي نقد الإستبداد التركي ونادى بخلافة عربية تحل محل الخلافة العثمانية اعتمادا على كتابين تركهما المؤلف وهما "أم القرى" و"طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد" فلم تصل إلى اعتباره ظاهرة فكرية متميزة وأغفلت الكثير من مظاهر الإبداع والطرافة وبعد النظر التي تميز بها الكواكبي... ولا ينازع احد في قيمة هذين الكتابين الذين ضمنهما الكواكبي لمجملي آرائه النقدية والإصلاحية.
وأزعم أن كتاب "الطبائع" يعد حجر الزاوية في معرفة أفكار الكواكبي التي استقر عليها رأيه بعد حياة مليئة بالنشاط والحركية في الميدان الصحفي..‘ داعيا إلى مقاومة كل مظاهر التخلف والإنحطاط الحضاري التي انتكس فيها المجتمع العربي الإسلامي آنذاك.
كما أن هذا الكتاب قد اشتمل على بعض أفكار رواد النهضة العربية أمثال الطهطاوي(1801/1873) وخير الدين التونسي (1810/1890) والأفغاني (1837/1897) وعبده (1849/1905) ورشيد رضا(1865/1935)‘بل إنه يصعب على أيّ باحث جاد عدم الوقوف عنده للتزود بما يساعده على معرفة فكر النهضة والوعي العربي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
غير أن قلة الدراسات الجادة التي محصت آثار الكواكبي بدأت تنحصر في السنوات الأخيرة ولاسيما بعدما أصدر محمد عمارة "الأعمال الكاملة لعبد الرحمان الكواكبي" مرفوقة بتحليل عن مجمل ما خطته يد هذا "الزعيم المصلح" في الحقل السياسي والاجتماعي والتربوي وبعض مواقفه النظرية عامة.
وهذه الدراسات على علميتها وأهميتها طغى عليها الطابع الانتقائي وغياب الروح النقدية الصارمة..! فجاء جلها يكيل المديح للكواكبي ولم تر فيه إلاّ الجوانب الإيجابية من تفكيره.
لقد بحث الكواكبي في كتابه الأول "أم القرى" في أسباب الخلل والضعف في وضع المسلمين وسبل إحيائهم، وضمن كتابه الثاني "طبائع الإستبداد" حملته القوية على الحكم المطلق. والكتابان متكاملان في أنهما يشخصان أدواء المجتمع العربي الإسلامي ويتلمسان السبيل للنهضة.
كما ترك الكواكبي مجموع أشعار، فقد قال ابنه محمد أسعد الكواكبي: إن أباه "كان يسجل ما يروقه من الشعر ويصنفه على عشرين صنفا واضعا في نهاية كل بيت شعر رقما خاصا يدل على غزل أو نسيب أو مدح أو هجاء أو رثاء الخ.."
وقال :"ولا أزال أحتفظ بكناش فيه مجموع أشعار تنوف على الثلاثة آلاف بيت مصنفة على الطراز المذكور، ومحررة بخطه المشهور الذي لا يقلد، إلاّ أنه في حياته لم يكن مكترثا لقول الشعر الذاتي حيث لم أعثر له على شيء من ذلك سوى بعض أبيات حماسية قالها عفوا حين تحريره "أم القرى" في حلب وقصيدة حررها وأرسلها من مصر إلى أخيه السيد مسعود وهي بائية صورتها محفوظة عندي .
وقد ترك الكواكبي بالإضافة إلى هذه المؤلفات كتاب :"صحائف قريش" وكتاب "العظمة لله" وقد صودرت هذه الكتب من قبل السلطات العثمانية آنذاك بعد وفاة الكواكبي مسموما بالقاهرة ولم يعثر لها على أثر حتى الآن.
ولقد تميز الكواكبي في كل ما خلف من كتب ومقالات بالتزامه الواضح بمعاداة الإستبداد على اختلاف ألوانه و تشكلاته والتشوف إلى الحرية و الإنعتاق .. مرتكزا على تأصله ورسوخه في التراث العربي الإسلامي واطلاعه الواسع على جل المدارس الفكرية الغربية وخاصة تلك التي هيأت للثورة الفرنسية عام 1789.
يستفاد من الإشارات الواردة في مؤلفات الكواكبي أنه كان مطلعا إطلاعا واسعا على التاريخ الإسلامي قديمه وحديثه متأثرا خاصة بالعلامة ابن خلدون في بعض أفكاره، وهو كثير الإستشهاد بالقرآن والأحاديث النبوية وآراء أيمة المذاهب الفقهية، بالإضافة إلى بعض معاصريه أمثال الطهطاوي وخير الدين ومراش الحلبي ومن يقرأ بعض مواقفه يلمس استفادة مؤلفنا من الترجمات الصادرة بمصر في عهد محمد علي. كما أن تأثير فلاسفة الأنوار ولاسيما "روسو" و"منتسكيو" لا يحتاج إلاّ لمجرد الإطلاع على كتابه "طبائع الإستبداد" فلقد أكثر الكواكبي من استعمال مصطلحات فلسفة القرن الثامن عشر التنويرية كمفهوم "الحق الطبيعي" و"الحرية" و"الديمقراطية" و"الإشتراكية" وغيرها وهو ما يعكس صلته الوثيقة بالفكر الغربي التنويري وعميق تأثره بالثورة الفرنسية على الرغم من أنه لم يكن يتقن لغة أجنبية ما عدى إتقانه للغة التركية واللغة العربية. ويظهر تأثره واضحا بما ورد في كتاب الأديب الإيطالي "فكتور الفياري" (1749/1803)الموسوم بعنوان "الإستبداد" : " " Dela tyrannie والذي يظهر أن الكواكبي قد اطلع عليه خلال ترجمته إلى اللغة التركية من قبل شاب تركي عام 1867. وقد استمد منه الكواكبي بعض أفكاره في نقد الإستبداد واستخرج منه إطار كتابه "طبائع الإستبداد ". كما يغلب على الظن أن كتاب "بلنط":"مستقبل الإسلام" كان له تأثير على ميولات الكواكبي القومية …!
إن القراءة التي أردنا القيام بها لفكر الكواكبي تهدف أساسا للإجابة عن سؤالين هامين هما جوهر إشكالية هذا البحث:
1. هل نجح الكواكبي - كنموذج لزعماء الإصلاح – من خلال أفكاره وآرائه النقدية والإصلاحية في صنع "نسق سياسي- فكري حضاري" صالح لتغيير المجتمع الإسلامي في العصر الحديث و النهوض به وتجديد مختلف هياكله..؟
2. وعلى افتراض استكمال الكواكبي شروط بناء هذا النسق الفكري/الحضاري، فما هو حظ هذا النسق الفكري"البديل" من النجاعة الحضارية و إحداث النهضة؟ و ما قيمته الذاتية باعتبار أن للكواكبي فكرا نقديا إصلاحيا للواقع العثماني المتدهور في عصره وتصورا لمجتمع إسلامي في الوقت نفسه؟
إن الإجابة عن هذه الأسئلة تسهل علينا كشف النقاب عن الدور الذي اضطلع به مؤلفنا بوصفه من النخبة المفكرة في العصر الحديث التي مارست الزعامة الفكرية وادعت لنفسها القدرة العقلية والفكرية التامة على حسم المشكل الفكري والحضاري المتمثل في طريقة التوفيق بين مقومات الثقافة العربية الإسلامية القديمة.. وركائز الثقافة التنويرية الأوروبية الغازية ..‘ التي فرضت على المسلمين منذ أواخر القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر. وهذا العمل سيسمح لنا بإدراك ما إذا توصل الكواكبي إلى حسم هذا المشكل بفضل ابتكاره لنسق سياسي فكري إصلاحي أم لا؟
ولقد حاولنا في دراستنا أن نقيم حوارا مباشرا بين الأثر والدارس بغية وصف وفهم المحتوى الظاهري والمتخفي، الصريح والكامن للمادة المكتوبة محاولين في ذلك إرجاع الأثر المكتوب إلى الخلفية الفكرية أو الثقافية أو السياسية التي ينبع منها هذا الأثر. وقد عمدنا قدر الطاقة إلى جمع المادة التي تخص موضوع بحثنا من كتابي "أم القرى" و"طبائع الإستبداد" وبوبناها ثم قمنا بتحليلها بصورة حرصنا أن تكون متكاملة.
الباب الأول
تمهيد تاريخي:
1- النهضة العربية والوعي السياسي- الحضاري:
يظهر أن حملة بونابرت على مصر عام 1798م مثلت نقطة البداية لمحاولة النهوض في البلاد العربية الإسلامية، فقد مثلت الحملة شجة قوية في الوعي السكوني العربي، وبالتالي لم تأت اليقظة العربية إستجابة لحاجات أو تفاعلات داخلية وإنما كانت استجابة "للتحدي الذي فرضه الغرب على كل مستويات الإجتماعي، السياسي الإقتصادي والنفسي"
ولقد جاءت صيحة الشيخ حسن العطار تعبيرا صادقا عن ذلك، فقد قال بعدما اقترب من علماء الحملة الفرنسية وأبصر ما لديهم من علوم:"إن بلادنا لا بد أن تتغير ويتجدد بها من العلوم والمعارف ما ليس فيها" . ومنذ ذلك الحين بدأ العرب يتحسسون مكمن الداء ويشعرون بالهوة الحضارية التي أضحت تفصل بين ديار الإسلام والغرب.. فنشأ التفكير في هذا الإقليم أو ذاك بضرورة إصلاح ما فسد.. وترتيب ما تبعثر.. وبحث ما اندثر حتى تستعيد ديار الإسلام قوتها ونهضتها و استقلالها، وغدا البحث متركزًا في إشكالية التغيير الواجب إدخاله على نمط الحياة السياسية والفكرية والإجتماعية.
إن هذه المفارقة كانت قد تأسست على منهج مقارن يستحضر ثلاث أقطاب رئيسية وهي: "آن الأنا" الذي أصبح يعيش في ظلمات الجهل والإنحطاط.! ومقارنته "بماضي الأنا" المجيد..!؟ ثم "آن الأنا "و"آن الآخر" المتمثل أساسا في الغرب المتقدم.
ولقد تجسدت فكرة الإصلاح في جيل أول، كان أبرز من مثله رفاعة رافع بدوي الطهطاوي (1801-1873) وخير الدين التونسي (1810-1890).
كانت لرحلة زعماء هذا الجيل إلى الغرب واطلاعه المباشر على ثقافته وحضارته دور كبير في تحديد الحلول التي تقدم بها هذا الجيل للخروج من وهدة الإنحطاط و التخلف الحضاري.
أ- نقد حكم الإطلاق لدى رواد "النهضة العربية":
ولقد انصب اهتمام هذا الجيل على نقل واقتباس ما تفتقت عنه الذهنية الأوروبية في أصول الحكم والسياسية والعلوم والتقنيات الحديثة، فترجموا بعض الدساتير الغربية وخاصة دستور الثورة الفرنسية وما تنص عليه من حرية ومساواة مثلما فعل الطهطاوي في "تخليص الإبريز" وخير الدين التونسي في "أقوام المسالك" انطلاقا من إيمان هذا الجيل بضرورة إجراء تنظيمات سياسية واجتماعية تناسب التنظيمات التي نهض على أساسها الغرب، وأولى هذه التنظيمات القضاء على حكم الإطلاق وتغييره بنظام دستوري. ونشر العلم والحرية، ووجد هذا الجيل نفسه مجبرا على إعادة تأويل التراث الإسلامي بما يتيح إفساح المجال أمام دخول هذه التجديدات الحضارية المادية والعقلية.
إن هذا الجيل كان قد نقد الإستبداد السياسي بسبب طغيان "الجانب القمعي والإستبدادي في سياسة عبد الحميد" ولكن وحدة الخلافة ووقوفها في وجه الإستعمار الغربي شكل هاجسا أكثر أهمية في برامجهم، كما أن فكرة "حاكم غشوم خير من فتنة تدوم" كانت لا تزال تسيطر على الأذهان.! وهذا ما جعلهم لا يحملون حملة قوية على الإستبداد العثماني ما دامت جل الولايات العربية لا تزال بمنأى عن الإستعمار الغربي..بالإضافة إلى أن فكرة "الجامعة الإسلامية" و"الوحدة الإسلامية" كان لها تأثيرها القوي في الأذهان..! فالخلافة "تجسد السلطة الزمانية كلها وهي مصدر الشرعية في المجتمع والدولة".
ب- النهضة وبروز التيار السلفي:
تتراجع الرابطة الإسلامية كشكل من أشكال ضمانات البناء السياسي القائم وتحصينه، أمام ضربات الإستعمار الغربي الموجعة وتقطيعه لأجزاء عديدة من الخلافة العثمانية وسقوط البلاد العربية الواحدة تلو الأخرى في براثن الإستعمار الغربي المباشر بدءا بالجزائر عام 1830 وتونس عام 1881 ومصر1882.. بالإضافة إلى اشتداد السياسة الإستبدادية التي سلكها السلاطين العثمانيون المتأخرون، كل هذه العوامل بدأت توقظ شعور العرب التدريجي بكيانهم الذاتي. وتبدأ الدعوات القومية في السفور بعد أن ظلت لمدة طويلة مختفية تحت لبوس العالمية الإسلامية أحيانا أو العروبة الخجلة أطوارا أخرى.إن معالجة البناء السياسي داخل فكر النهضة إن بدت في أول الأمر متجانسة فإنها ومع دخول أوروبا الإستعمارية وبداية تدميرها للخلافة العثمانية وتقطيعها للولايات العربية.. هذه المعالجة سترى العديد من التوجهات والرؤى تبشر بنهضة المجتمع و"عصر تنوير" يقتبس الضوء من الغرب تمد الجسور مع منبع "التقدم والعقل والحرية". ويبدو أن تيارا فكريا بدأ يظهر على السطح حينئذ كان قد بثه جمال الدين الأفغاني (1839-1879) وجمع من تلاميذه في الشرق الإسلامي في العصر الحديث وقد مثل حركة إسلامية هامة.ولعلّ أبرز من مثل هذا التيار محمد عبده (1849-1905) والكواكبي 1854-1902) موضوع دراستنا، ورشيد رضا اللبناني الأصل (1865-1935).. كانت هذه الحركة سلفية لأنها قامت على إعادة تأكيد حقائق الإسلام الجوهرية، وكانت إصلاحية لأنها استهدفت إحياء ما كانت تعتبره العناصر المهملة في التراث الإسلامي، غير أن عملية هذا الإحياء قد تمت – وهذا مهم جدا– تحت تأثير الفكر الليبرالي الأوروبي..! فأدت تدريجيا إلى تأويل جديد للإسلام والمفاهيم الإسلامية بغية جعلها معادلة للمبادئ الموجهة للفكر الأوروبي في ذلك الحين.!
الباب الثاني
I -النزعة النقدية لدى الكواكبي:
1-الكواكبي ونقد الإستبداد:
أ- مفهوم الإستبداد:
يستعمل الكواكبي مصطلح " الإستبداد " مرادفا لعبارة الحكم المطلق الجائر، مقابلا إياه ب"الحكم العادل" و"الحكومة الحرة المنتظمة"، مع العلم أن الإستبداد لا يطابق في اللغة معنى الظلم، فالإستبداد في اللغة هو " الإبتعاد والإنفراد" وهو هنا الإنفراد بالرأي والحكم.
يدلل الكواكبي عن مرجعيته الإسلامية في تعريف الإستبداد ، فهو حين يقرر أن المستبد يحيد عن الفطرة التي خلق عليها "فيرى نفسه كان إنسانا فصار إلاها". لا شك انه كان يستحضر قصة فرعون الواردة في القرآن والتي ادعى فيها الربوبية قائلا لبني إسرائيل : ﴿ ما علمت لكم من إله غيري﴾.
إن فكرة ادعاء الألوهية من قبل المستبد كفيلة _ حسب الكواكبي _ بأن ترشحه إلى الظلم والجبروت وإتباع هوى النفس في إدارة شؤون المجتمع حتى يغدو هواه قانون المجتمع وشريعته، ويهيمن على جميع السلطات في إدارة الحكم، وبالمقابل تعيش الأمة الواقعة تحت الإستبداد مستعبدة ذليلة ليس لها في شؤونها حل ولا عقد، وإنما هي خاضعة لحاكم مطلق، إرادته قانون، ومشيئته نظام يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد.!
كما يلفت انتباهنا في هذا التعريف لمفهوم الإستبداد طغيان بعض المصطلحات الواردة في كتاب "الفياري" الذي كنا قد أشرنا إليه سابقا.. فقد عرّف هذا الكاتب الطغاة قائلا:"كل الذين توسلوا بالقوة أو الحيلة..إلى القبض التام على أطراف الحكم ويعتقدون أنهم فوق القانون، أو هم كذلك.."
لا يتكلم الكواكبي عن أمور خيالية بل ينطلق في وصفه للحكم الإستبدادي المطلق من معاينته الشخصية لحكومة عبد الحميد ذلك الطاغية الجبار، فقد "فرض على رعيته حكما فرديا قاسيا ازدادت حدته يوما بعد يوم واستهدف كافة طوائفها من عرب ويونان وأرمن وغيرهم".
كما يدلل الكواكبي في "طبائع الإستبداد" على تمكنه واستيعابه للفكر السياسي الذي مهد للثورة الفرنسية عام (1789) كنظرية التعاقد الاجتماعي لدى "لوك" وروسو" وأصناف الأنظمة السياسية وخصائصها كما جاء في كتاب "روح الشرائع" "لمنتسكيو"... فهو قد شدد على ضرورة تقيد الحكومة العادلة بالقوانين التي يشترك الشعب في وضعها عن طريق ممثليه، وتبعا لذلك يرى أن " الإستبداد" هو صفة للحكومة التي يرأسها مستبد ولا توجد بينها وبين الأمة رابطة معينة معلومة مصونة بقانون نافذ الحكم". فلم يعد هناك مجال لأن يدعي إنسان أنه يحكم باسم الله فلا حاجة له بقوانين يتواطأ عليها البشر، بل أصبح إيجاد قانون يرضى عنه الجميع لتسيير دواليب الدولة أمرا مفروغا منه كي لا تسقط الحكومة في مستنقع الإستبداد الآسن؛ و بناء على ذلك تصبح اشد أنواع الحكومات إستبدادا واستهتارا بحق الفرد و المجموعة هي "حكومة الفرد المطلق ‘الوارث للعرش؛القائد للجيش؛الحائز على سلطة دينية "كما هو شأن الأتراك العثمانيين و على رأسهم السلطان عبد الحميد.
ثم يبحث الكواكبي عن فلسفة يقوم عليها الحكم الإستبدادي الجائر.. فيجد أن هذه الفلسفة ترتكز بالأساس على نظرية احتقارية للإنسان وتقييم سلبي له واتخاذه وسيلة لا غاية في حدّ ذاته. بالإضافة إلى اعتباره قاصرا و عاجزا عن المساهمة في إدارة شؤونه بنفسه..! لقد عبر عن ذلك تعبيرا صريحا توفيق باشا خديوي مصر في حواره مع الأفغاني ؛ فقد قال ما معناه :"إنني أحب كل خير للمصريين؛ و يسرني أن أرى بلادي في أعلى درجات الرقي و الفلاح ؛ و لكن مع الأسف إن أكثر الشعب خامل لا يصلح أن يلقى عليه ما تلقونه من الدروس المهيجة...
إن كل من يقرأ "طبائع الإستبداد" يلفت انتباهه منذ أول وهلة نقمة الكواكبي الشديدة على الإستبداد ومحاربته لجميع مظاهره في أيّ موقف كان، واعتباره مصدر كافة الشرور والأوبئة التي تصيب المجتمعات البشرية، مفسرا لثنائية التقدم /التأخر طبقا لطبيعة المؤسسة السياسية، لأن الجهاز السياسي في اعتباره هو التشخيص المؤسسي لحالة المجتمع وبالتالي فهو التعبيرة الصادقة للواقع وتشكل من تشكلاته، فإذا ما كان المجتمع يشكو من الضعف والإنحطاط و التخلف..‘ فلا شك أن هناك خللا في الجهاز السياسي، وهذا الخلل يتمثل في الإستبداد والإنفراد بالحكم..! لقد تميز أسلوب الكواكبي بالحماس الفياض والصدق والوضوح والدّقة المتناهية رغم صعوبة الظرف الذي كتب فيه مؤلف "الطبائع" وقد قلب موضوعه عن ظهر بطن رغم وعورته، ولا يدانيه في عداء الإستبداد، أحد سوى الكاتب الإيطالي "فكتور الفياري" الذي كان يمجد الحرية باعتبارها أشرف من الحياة واعدا بأن روحه الحرة "لن تجد سلاما أو راحة" حتى يكتب صفحات "قاسية لهدم الطغاة" وقد قال في معرض حديثه عن الإستبداد:"لا، ولن يكون نصيب كلامي أن تبدده الرياح إذا ولد رجال صادقون بعدنا يؤمنون بأن الحرية لا غنى عنها للحياة". وعلى غراره كتب الكواكبي يقول في بداية كتابه "الطبائع" :"كلمات حق وصيحة في واد، إن ذهبت اليوم مع الريح قد تذهب غدا بالأوتاد".. صحيح أن جلّ المصلحين من جيل الكواكبي كانوا قد انتقدوا الطغيان و الإستبداد ولكنهم لم يكونوا بمثل وضوح الكواكبي في حملته العنيفة ضدّ كل مظهر يشتم منه رائحة الإستبداد ، بالإضافة إلى أنه لم يهادن الإستبداد يوما واحدا كما فعل الأفغاني أو رشيد رضا. فالأفغاني مثلا لا ينكر أن الحاكم المستبد، يستطيع إذا حسنت نواياه، أن يحقق الكثير من الخير بسرعة، لكن خطر الحكم الإستبدادي في رأيه يتوقف على أخلاق الحاكم، يقول الأفغاني في هذا الصدد:"إن كان حاكم الأمة عالما حازما أصيل الرأي... ساس الأمة بسياسة العدل، ورفع فيها منار العلم.. وإن كان حاكمها جاهلا سيء الطبع.. أسقط الأمة بتصرفه إلى مهاوي الخسران" . أما رشيد رضا تلميذ الأفغاني فقد بقي مهادنا لحكم عبد الحميد بل ومدافعا عن سياسته، داعيا أن يكون الإصلاح من قبل "السلطان كخليفة وفق مشورة مجلس علماء" . ولم ينقلب رشيد رضا على سياسة عبد الحميد الظالمة إلاّ بعد خلعه عام 1908 من قبل "جمعية الاتحاد والترقي" _ يقول رشيد رضا :" فهذا عبد الحميد قد خان، وأعوانه قد بغوا في الأرض وتركوا السنة والفرض وعطلوا الشريعة والقوانين واستبدوا لجميع العثمانيين وجمعوا القناطير المقنطرة من المال.. فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب" وقال محمد عبده- لرشيد رضا في عام 1897 مبرزا موقفه من الأتراك:"إن العرب إذا حاولوا الإنفصال عن السلطنة، فمن الممكن أن تتدخل أوروبا وتخضعهم وتخضع الأتراك معهم، فالسلطة العثمانية كانت، مع كل نقائصها الشيء الوحيد الباقي من استقلال الأمة السياسي، فإذا اضمحلت، خسر المسلمون كل شيء وغدوا بلا قوة كاليهود". .. أردنا من عرض هذه الآراء لبعض معاصري الكواكبي أن نثبت حقيقة: وهي أن الكواكبي لم يكن ينقد الإستبداد التركي قصد إصلاح السلاطين العثمانيين وإرجاعهم إلى جادة الصواب، ولم تكن تهمه وحدة الخلافة العثمانية بقدر ما كان يهمه خير العرب ودفعهم نحو التقدم الحضاري وتجنيبهم ويلات الإستعمار الغربي الذي أخذ يبسط كلاكله على البلاد العربية ويمهد لاستغلالها سياسيا واقتصاديا، فهو لا يكل عن تبيان أن الأتراك هم بناة مملكة سياسية على أنقاض سلطة العرب باسم الدين..! فقد سبق لبعض سلاطينهم مثل السلطان سليم الفاتح (1512-1520) قتل آلاف العرب في المشرق بينما كان الأسبان يذبحونهم في المغرب ليخلص الملك إليه وإلى ذريته دونهم..! لقد كان الشغل الشاغل لدعاة الحركة السلفية الحفاظ على وحدة الخلافة حتى تستطيع مواجهة الإستعمار الغربي، ففكرة الوحدة الإسلامية أو "الجامعة الإسلامية" كانت طموح البناء السياسي، ومن بداية اليقظة العربية، أما الكواكبي فقد أدرك منذ البداية طوباوية هذه الفكرة في زمن أصبح فيه الغرب يملك كافة وسائل القوة والسيطرة، كما أدرك أن حالة التشتت التي صارت إليها ديار الإسلام لا يمكن تجاوزها بخطاب حالـم ينظر للعالمـية الإسلامية كما كان يفعل الأفغاني وعبده..! فأراد انطلاقا من هذه القناعة أن ينقذ ما يمكن إنقاذه، والإنقاذ لا يتأتى إلا بانفصال العرب عن الأتراك، وسحب الشرعية الإسلامية عنهم في امتلاك أمور المسلمين، فالعرب أصبحوا يمثلون القوة "البديلة الوحيدة" القادرة على تعويض القوة العثمانية التي هي في طريق الأفول والإضمحلال. فعن طريقهم يأتي الإحياء ووحدة الدين. ويعتقد الكواكبي أن العرب من طبيعتهم التأقلم مع المدنية الجديدة، والتاريخ يشهد_ حسب رأيه _ على كفاءة العرب إذا ما هم أمسكوا بدواليب الحكم وكونوا لهم خلافة على طراز حكومة النبي العربي وخلفائه الراشدين. إن هذه الفكرة القائلة بأن آل عثمان ليسوا خلفاء شرعيين وأن الخلافة من حق العرب، فيجب أن تعود إليهم كانت تمثل أولى مظاهر الفكرة القومية عند العرب المسلمين. ولعل هذه الرغبة في الإنفصال عن الأتراك كانت تلتقي مع رغبة الإستعمار الغربي في القضاء على الخلافة الإسلامية التي كانت تمثل لهم عقبة أمام ابتلاع كافة البلاد العربية. وهو ما تم لهم فعلا ابتداء من النصف الثاني من القرن العشرين.
ب) أسباب الإستبداد:
-1الخوف:
سبق وبينا كيف أن الكواكبي يرى في الإستبداد انحرافًا بالطبيعة البشرية و الفطرة الإنسانية عن مسارها الصحيح، لأن فيه ادعاء للربوبية من قبل الإنسان واستعلاء في الأرض بغير حق، يقابله خضوع الرعية واستسلامها للظلم والتعسف الواقع عليها من قبل المستبد، فهو يعني في نهاية المطاف سلب الذات لدى العبد/ الرعية، وسلب الغير لدى المستبد، فما سبب كل ذلك؟ يجيب الكواكبي: إنه الخوف فهو السبب المباشر والركيزة التي يعتمدها الإستبداد في أي مجتمع من المجتمعات البشرية التي ترتكس تبعا لذلك في مستنقع التخلف الحضاري والإنحطاط المدني. لعل الكواكبي قد استلهم كتابات بعض المتنورين الغربيين في هذا المجال أيضا: فقد سبق "لمنتسكيو" (1748-1803) وهو بصدد استعراض أنواع الحكومات أن قال : إن الفضيلة روح الديمقراطية والأنفة روح الملكية والخوف روح الإستبداد. أما "الفياري" فكان أكثر وضوحا حين قال بعد تحليل معمق لظاهرة الإستبداد:"...من هنا، يتبين لنا أن الخوف حقيقة هو ، الركيزة، والسبب والوسيلة لكل أنواع الإستبداد..: « De la, il prouve que la peur est véritablement, la base, la cause et le moyen de toute tyrannie ».."
إن الخوف في حقيقته مظهر من مظاهر غريزة حب البقاء لدى الإنسان، فكلما تعرض هذا الأخير إلى خطر من شأنه أن يهدد حياته أو يعرضها لسوء أو مضرة إلاّ وغشيه الخوف وانتابته وساوس الرهبة، فالخوف في أصله شيء فطري، إلاّ أنه يتحول في ظل الإستبداد السياسي إلى عقدة ومرض لا ينجو منه إلا القليلون.. لقد عبر الكواكبي بذلك عن الجو الإرهابي الذي كان يحياه المسلمون تحت سلطة آل عثمان، بل لعله كان يصف في حقيقة الأمر تجربته الشخصية وهو الذي قضى معظم حياته مطاردا من قبل السلطات العثمانية.
يحرص المستبد وأعوانه على نشر الرعب والخوف بين أفراد الرعية لأنّهم يعلمون يقينا أن الخوف إذا ما استبد بالنفوس يجعل قابليتها للاستسلام مؤكدة، وسيرها في ركب الإستبداد محتمة.
لقد أبدع الكواكبي إبداعا ظاهرا في وصف الإستبداد ونفسية المستبدين ممهدا بذلك للمدارس السيكولوجية الحديثة.. فهو يرى أن الخوف إذا انتشر بين الناس يولد فيهم الغباوة التي "تملأ القلوب رعبا من لاشيء و تفعم الرؤوس تشويشا وسخافة وفساد الرأي وضياع الحزم وفقد الثقة بالنفس وترك الإرادة للغير".
وهكذا تصبح نفسية المستبد نفسية محطمة، فيسهل انقياده وينحط إدراكه، تعوزه الفكرة وينقصه الحزم والإقدام، ويعيش مرتبكا مذبذبا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، تضيق عليه الدنيا على سعتها، فيصبح كأنما يصعد في السماء، فيتشبث بكل عتيق، ويقلد في كل فكر وعمل، ويفقد المقدرة على التفاعل البناء مع المجتمع الذي يعيش فيه، فيتقوقع على ذاته، ويصبح إنسانا هروبيا من واقعه الحياتي، مستكينا.. فيعجز ضرورة عن مواجهة مشكلات الحياة ومتطلباتها المختلفة، ويتيه في طريق جارفة من الأوهام والسخافات التي تحد من حيويته وتقف في طريق نشاطه كالصخرة الصلدة التي تعطل أهدافه في الحياة، وتختلط عليه السبل وتدلهم الخطوب، فلا يعرف ماذا يريد، أو لماذا يحيى. وإذا عمل فيكون عمله بدون نشاط ولا اتفاق "فيفشل حتما" فيغضب على ما يسميه حظا أو طالعا أو قدرا "ويصبح يسلي نفسه بالسعادة الأخروية" بعدما فشل في نيل حظه من الدنيا ولعل هذا ما ذهب إليه ماركس حين قال " الدين أفيون الشعوب"(أكيد أن ماركس يقصد مفاهيم الدين التي يكرسها رجال السلاطين المستبدين ) وهو ما يدل على أن الكواكبي كان مطلعا على المدرسة الماركسية التي كانت تشن آنذاك حربا ضروسا على كل ما من شأنه أن يصرف الإنسان عن نيل حقه المغتصب من قبل الرأسماليين و المستكبرين في الأرض ولو كان ذلك باسم الدين أو صكوك الغفران الكنسية..! فماذا يحدث لنا أو بماذا نصاب لو فحصنا واقعنا الحضاري/ السياسي اليوم على ضوء هذا التحليل المعمق لنفسية الواقعين تحت هيمنة الإستبداد السياسي !!؟
ثم يضيف كاتبنا عنصرا آخر هاما ورئيسيا قلما ينتبه إليه الدارس للإستبداد والمتمثل في كون المستبد وأعوانه يعانون هم بدورهم من عقدة الخوف التي تبسط نفوذها على كافة أفراد المجتمع..! فتصبح العلاقة التي تربط الحاكم بالمحكوم علاقة حذر وخشية، علاقة توتر وقلق، لكن تختلف أسباب الخوف لدى الطرفين، إذ تخشى الرعية.. المستبد خوفا من مكره وجبروته وظلمه، أما المستبد فيخشى الرعية لأنه يعلم أنه خائن مغتصب، وأنه لم يحفظ الأمانة التي أوكلت إليه أو اغتصبها غصبا، ولم يقم بين الناس بالعدل والقسطاس المستقيم – مطمح كل النفوس السوية -... بل احتكر السلطة واستولى على خيرات البلاد، وأطلق أيدي أعوانه في النهب والسرقة وترويع الناس وتكميم الأفواه، وإذلال الضعفاء وتعذيبهم وتقتيلهم بغير حساب، وإهلاك الحرث والنسل...! وهكذا يتميز خوف المستبد عن خوف الرعية في أسبابه وجذوره لأن خوفه ينشأ عن علم "من انتقام بحق" أما خوفهم فهو نتيجة الجهل و"توهم التخاذل".
فهل كان الكواكبي يلمح بذلك إلى المجازر الرهيبة التي أقامها السلطان عبد الحميد لأعداء إستبداده؟؟!
لا شك أن للواقع التاريخي دخل كبير في الصور التي قدمها الكواكبي لكنه يبقى مفتقدا للدلالة الملموسة المقنعة، وهو أسلوب عودنا عليه الكواكبي على أية حال.
وهكذا لو بحثنا عن عقيدة لمجتمع الإستبداد لقلنا دون تردد إنه الخوف، فعم ينشأ الخوف؟
2- الجهـل:
لم يتوقف تساؤل الكواكبي عن السبب المباشر للإستبداد فقط، بل أراد أن يغوص أكثر في الموضوع ويعرف سببا مقنعا للخوف الناشئ عنه الإستبداد، لأنه يؤمن أن لكل علة معلولا وأن الكون يخضع لقوانين ونواميس محددة و ثابتة، فلكل العوالم قوانينها المخصوصة" فكما للعالم المادي قوانينه فإن للإنسان و الحيوان قوانينهما أيضا فليس " في الكون شيء غير تابع للنظام حتى فلتات الطبيعة والصدف..: هي مسببات لأسباب نادرة".
يجيب الكواكبي إجابة قاطعة حاسمة شان المعلم في دغمائيته أن الخوف "ناشئ عن الجهل" دون شك، فلولا الجهل لما استبد بالإنسان الخوف وبالتالي لما كان هناك إستبداد مطلقا.
إن الجهل بحقائق الموجودات يجعلها تتضخم في ذهن الإنسان فتبسط سلطانها عليه و تكتسب حجما اكبر بكثير من حجمها الحقيقي..! : لم يعبد الإنسان البدائي الشمس والقمر و النجوم.. وبعض أنواع الحيوانات.. إلا لأنه يجهل تركيبة هذه العوالم والكائنات وحقيقتها، فلو عرفها حق المعرفة فهل كان سيعبدها أو يقدسها أو يقدم لها القرابين؟!
وكذلك الإنسان الذي يعيش في ظل الإستبداد، لو كان متنورا بالعلم والمعرفة، لما خاف المستبد وأعوانه فالخوف الناشئ عن الجهل هو الذي مكن الإستبداد من رقاب الناس وحمى دولة الظالمين من الإنقراض.
لا يشك أحد في كون الكواكبي كان مستحضرا فلسفة الأنوار وهو يقرر هذه الآراء، فلقد حاصر الفرنسيون الذين فعلت المعرفة التنويرية فعلها فيهم وغيرت فكرهم ونظرتهم للكون والإنسان والمجتمع- حاصروا- في 14 جويلية1788 حصن "الباستيل" رمز الطغيان والجبروت، وتسلقوا أسواره العالية وسط دوي المدافع وفي جو حماسي فياض، وقتلوا من كانوا يحرسونه، وبفضل هذه الثورة تحولت فرنسا من عهد الإقطاع والإستبداد واستفراد أقلية بالثروة الوطنية إلى عهد الحرية والمدنية الحديثة، فانتصارات أوروبا إنما تحققت بفضل المعرفة وتطبيقها الصحيح وأن ضعف الدولة الإسلامية سببه راجع إلى الجهل والإستبداد.."رأس كل شرّ" حسب تعبير الكواكبي.
إن نشر العلم والتحرر العقلي و الفكري من شانه أن يقضي على الإنحطاط واحتقار رجال العلم وتسليم أمور الدين إلى الجهلة والمنافقين و المتاجرين بالدين!؟.
لقد أدرك الكواكبي كما أدرك معاصروه من"الرواد المصلحين" كيف أصبح العقل و التحرر الفكري هو جوهر الحضارة الإنسانية وأن عليه يتوقف" تجديد الدين" والسير قدما بالمعرفة الإنسانية لتحقيق النهضة والرقي.
ألم يقل جمال الدين الأفغاني :"إن جهل الشرقيين أدى إلى انحطاطهم بقدر ما أن العلم ساعد الغربيين على السيطرة عليهم، وما كان بقدرة الغرب أن يقوم بالفتوحات التي قام بها بدون معارفه.."
ومن قبله أشاد فرنسيس بن فتح الله مراش (1836-1873) - وهو من مدينة حلب التي ولد بها الكواكبي- بدور العلم في توعية الشعوب ورفضها الظلم والإستبداد، فبفضل طلاب العلم ضاء عالم العقل وتمزقت سجون الظلام وانقلبت ممالك الأباطيل وتشيدت عروش الحقائق والهدى وانحطت العبودية في حضيض العدم وارتفعت الحرية على أوج الوجود...
لقد طبعت المبالغة في تقدير دور العلم و دوره الحاسم في القضاء على الإستبداد والإنحطاط وتحقيق التقدم، فكر تلك الحقبة كله بطابعها. حتى كتب صلاح الدين ألقاسمي قائلا:" إن زعماء الإصلاح اليوم احد رجلين، رجل لا يألو جهدا في الدعوة إلى العلم لاعتقاده أن الأمم لا تستتب لها عوامل النهوض ولا يمكن أن تقوى في معترك الحياة بإزاء الأمم المتقدمة وقوى مدنيتها الحاضرة، إلا إذا عم بين طبقاتها العلم... ورجل لا يفتر عن جذب أفئدة الأمم إلى الميل إلى العلوم الإجتماعية وأخذ النفوس البشرية بأهدابها".
على ضوء فكر النهضة يقرر الكواكبي أن الرعية التي تتخبط في ظلام الجهل هي التي يقع عليها الضغط والإعتساف والإستعمار، فتستعبد وينكل بأفرادها. وتنتهب خيراتها، ويخرب حرثها ونسلها، لأنها وهي تعيش في كلاكل الجهل والعمى تفتقد أية حصانة ضد الإستعباد والإستغلال، فتتحمل الإساءات من المستبد وزبانيته بذلة واستسلام.! لهذا تخيف فكرة تنور الرعية بالعلم.. المستبد وتملأ كيانه فرقا وخشية : " فليس من غرض المستبد أن تتنور الرعية بالعلم" "بل يسعى جهده في إضعاف نور العلم ومحاربة رجالاته "لأنه سلطان" أقوى من سلطانه.
وهكذا يصبح كتاب "الطبائع" في قسم كبير منه بمثابة "السيرة الذاتية" لحياة الكواكبي المليئة بالصراع ضد الإستبداد العثماني، بالإضافة إلى كونه صدى لجل المدارس الفكرية التي عاصرته، وقد اضطر فيه الكواكبي _ في غالب الأحيان _ إلى أن يسلك نهج الإطلاق والغموض تحسبا من اضطهاد العثمانيين، فكان يطيل الإستشهاد من التاريخ الأوروبي وهو يقصد تسليط الأضواء على مظالم عاصرها بل وكان من ضحاياها.!
ثم يحدد الكواكبي مفهوم العلم مبرزا دوره في محاصرة الظلم بكلمات بليغة فيقول: العلم قبسة من نور الله، وقد خلق الله النور كشافا مبصرا، ولادا للحرارة والقوة، وجعل العلم مثله وضاحا للخير فاضحا للشر، يولد في النفوس حرارة، وفي الرؤوس شهامة."
إن العلماء بما وهبهم الله من حكمة وسداد في الرأي وسلطة على قلوب الناس وعقولهم، يصبحون أقدر الناس على إرهاب المستبد وتنغيص حياته.. لذلك فهو يكرههم.. ويكيد لهم‘ و يسعى جاهدا لأن يشوه سمعتهم حتى يجد مبررا للرمي بهم في غياهب السجون..! و إن كان لا يعدم وسيلة لنفيهم و التنكيل بهم..! ولقد جاء في الأثر:"إن العلماء ورثة الأنبياء".. فحيازة الفضل والتكرمة في هذا الإرث النبوي، إنما هو منوط بتقفي سيرة الأنبياء في الجهاد الدائب لإحقاق الحق وإزهاق الباطل، والتأسي بهم في العمل على إشاعة العدل ومطاردة الظلم، والجري على سننهم القويم في تحقيق الكرامة الإنسانية، رفعا للجهل، وتحريرا من العبودية لغير الله، وهذا ما يخيف المستبدين من العلماء ويجعل أفئدتهم هواء ترتجف من صولة العلم، "كأن أجسامهم من بارود والعلم نار".
قد يسمح المستبد بوجود بعض أنواع العلوم التي لا تهدد إستبداده في شيء، بل هناك علوم يسعى المستبد نفسه إلى نشرها وتشجيع أهلها وتقريبهم وحتى مكافأتهم مثل "علوم اللغة والعلوم الدينية المتعلقة بالمعاد"..، فمثل هذه العلوم إذا أولت وحرفت وهو ما يقوم به عادة "العلماء المتعممون"(علماء السوء)، من رجال المستبد، فإنها لا تقرب من الواقع شيئا، وتقدم المفاهيم المغلوطة التي تكرس واقع الإستبداد وتديمه وتصوره على أنه " قضاء من السماء فلا مرد له بغير الصبر والرضا "!؟. أما العلوم التي تساعد على النهضة والتحرر، وتنير العقول، وتجعل الفرد محيطا إحاطة شاملة، بمشكلات واقعه، وتساعده على تفهم قواعد الإصلاح وأسسه، وتعرفه بحقوقه وبكيفية المطالبة بها، وتملأ النفس عزة وشموخا وبعبارة الكواكبي تلك العلوم التي "تمزق غيوم الأوهام التي تمطر المخاوف" فترتعد فرائص المستبد منها ويجند لها كل الوسائل كي لا ترى النور ولا تسمع بها رعيته أبدا إلا بصورة مشوهة أو منقوصة.
فإدارة المستبد "تسعى جهدها في إطفاء نور العلم" وتفريغه من محتواه والتنكيل برجالاته، وإلهاء الناس بتوافه الأمور.
لقد نجحت الإدارة التركية التي يحاربها الكواكبي آنذاك في تحقيق هذا الغرض، وهو ما أقلق الكواكبي وأقض مضجعه، فقد أجمعت جل المصادر التاريخية التي وصفت تلك الحقبة الزمنية التي عاش فيها الكواكبي على أن درجة التخلف والإنحطاط والجهل قد بلغت النهايات القصوى، ولم يعد هناك علماء ومفكرون إلاّ قليلون، وقلّت الرغبة في البحث والتنقيب عن الحقائق، لأن الدولة لا تشجعها، فليس إلاّ ترديد لبعض الكتب الفقهية والنحوية والصرفية ونحوها، وقد زار السائح الفرنسي "ميسيو فولني": « Volney » مصر وبلاد المشرق العربي، وخاصة الشام .. ثم كتب رحلته وضمنها وصفا للحالة الفكرية والعلمية في هذه البلاد فقال:"إن الجهل في هذه البلاد عام.. شامل، مثلها في ذلك مثل سائر البلاد التركية، يشمل الجهل كل طبقاتها، ويتجلى في كل جوانبها الثقافية، من أدب وعلم وفن..."
كما سادت الخرافات، وانتشرت الأوهام وأصبح التصوف ألعابا بهلوانية.. بسبب استعلاء الدراويش وسيطرتهم على حياة الناس، مما أضعف من قوة الجوانب العقلية في عالم الفكر، ذلك لأن الفلسفة التي غرستها الفرق الصوفية في أعماق القلوب والعقل كانت سلبية جبرية تدفع إلى الزهد والإنقطاع، والإنصراف عن العمل والبناء وقوامها الترغيب في الفقر والمسكنة..!!
والحاصل أن السر كل السر في بقاء الإستبداد وتمكنه من النفوس، هو الخوف نتيجة الجهل، وبمجرد انتشار المعرفة الصحيحة بين الأفراد والجماعات.. تتمزق غيوم الخوف وتنقرض دولة الإستبداد بانقراضه.
II – أثر الإستبداد على الفرد والمجتمع:
1-إنحراف الغرائز:
أكد لنا الكواكبي إلى حدّ الآن أن الإستبداد يبسط نفوذه المقيت على النفوس فيملؤها خوفا ورهبة، ويهيمن على العقول فتغشيها الضلالات والجهالات حتى تمسي في ظلمة حالكة مدلهمة..‘وسنحاول فيما يلي ترصد أثر كل ذلك على الفرد و المجتمع.
تتولد عن ظاهرة الإستبداد أمراض عديدة و مدمرة، وهي على كثرتها شديدة الفتك بالفرد و بالمجتمع عميقة الأثر في انحطاطه، والسير به نحو الضعف والتهلهل، مما يجعله في نهاية المطاف مرشحا للوقوع في براثن الإستعمار الخارجي خضوعا لسنن الكون و الإنسان والحياة.
فعندما تنتشر العلاقات الإستبدادية الظالمة في المجتمع وتمنع الذات من تفجير فعاليتها الإجتماعية وصناعة الواقع التاريخي، فإنها تنفجر غرائزها وتتفتح الشهوة بدون أن تعرف حدودا أو إمكانية للإشباع أو الإرتواء، فالإنسان الذي يعيش وسط جحيم الخوف و الإرهاب والجهل وانتشار العلاقات الإنتهازية الظالمة ينكفئ على ذاته، ويضيع حزمه ويفقد مقدرته وثقته بنفسه، فتتقلص تبعا لذلك اهتماماته العلمية والروحية، وتتعطل طاقاته الإبداعية، وتقتل حوافزه وطموحاته، وتطغى على نفسه اللامبالاة، ومن ثم يتسع اغترابه _ .. وهذا ما يجعل أسير الإستبداد يعيش "خاملاكل يوم _ عن ذاته و مجتمعه خامدا ضائع القصد، حائرا لا يدري كيف يميت ساعاته وأوقاته، ويدرج أيامه وأعوامه كأنه حريص على بلوغ أجله ليستتر تحت التراب".
إن تقلص اهتمامات الإنسان وفعاليته الإجتماعية يقابلها اهتمام متزايد بشهوات البطن والجنس، وبذلك يصبح المأكل والمشرب والزينة المبالغة فيها والجنس المحموم وتزجية الوقت في اللهو والعبث.. شغل الإنسان الشاغل. وتتولد لديه رغبة شهوانية جامحة لا تعرف الشبع أو الإرتواء .. بل إن الحياة الجنسية ذاتها تصبح "تعاش كأحد مجالات التسلط وساحة من ساحات القهر و الإستبداد.. فيحاول الرجل أن يؤكد فحولته بكثرة اتصالاته الجنسية وتكرار الجماع في اليوم الواحد" وكأن ليس له وظيفة في الحياة سوى " مشاركة الوحوش الضارية في جعلها بطونها مقابر للحيوانات ومزابل للنباتات، واستفراغ الشهوة حتى لكأن جسمه خلق دملا على أديم الأرض وظيفته توليد الصديد ودفعه".
وهكذا تغيب الفكرة، ويعلو الصنم، صنم البطن والجنس وعبادة الذات..!. إنه تصوير رائع وجميل، لأنه يكشف لنا سبب العطالة التي يعيشها أبناء الدول المتخلفة اليوم/ دول العالم الثالث وكل دول العالم الإسلامي .!! ويبرز لنا سببا هاما من أسباب عدم قدرة هذه الدول على تحقيق اكتفائها الذاتي حتى في الحاجات الضرورية كالمواد الغذائية وهو ما ينطبق على المجتمع العربي الذي لا يزال يعتمد على الغرب من الإبرة إلى الصاروخ...‘ فيذهب محمد الغزالي إلى القول بأننا لو قلنا لكل شيء ارجع مكانك لبقينا حفاة عراة...!؟ إن العرب لا يزالون يستهلكون أكثر مما ينتجون رغم امتلاكهم لأحسن الأراضي الفلاحية في العالم..! بالإضافة إلى مواردهم المتنوعة الهائلة كالنفط و الغاز والحديد والمناجم الكثيرة التي تنتج مختلف المواد الأولية وطاقاتهم البشرية المتعددة... ولا خير في مجتمع يموت من الفقر أفراده ويعتمد في بقائه على ما يأتيه من وراء البحار..!!؟
إن غياب الفكرة عن أمة ما، يسهل استبلاهها، وتوجيه اهتمامات أفرادها إلى توافه الأمور: كمواكبة أحدث أنواع التقليعات في المأكل والملبس والزينة وتسقط أخبار الفنانين ولاعبي كرة القدم..!، لأن انغلاق السبل أمام إفراغ طاقات الإنسان فيما يفيد، تجعله يفرغ هذه الطاقات فيما لا يفيد، ولهذا السبب تكثر بين أفراد المجتمعات المتعطلة والمتخلفة الأحقاد التي يحملون، والمكائد التي يضمرون والقيل والقال، التي يتقنون.. و الأمراض المزمنة التي يعانون.. فأينما تولى وجهك، تجد حقدا دفينا توشك أن تتقد ناره، ومكائد تحاك ضد هذا وذاك..وإذا نشط أحد ليعبر عن ذاته ويبدع في ميدانه.. لاحقته الإشاعات وهدته الإنتقادات، وفي مثل هذا المجتمع يسهل تمرير سياسة الإستبداد والفقر والظلم و حكم الطواغيت المتألهين.!!؟ فإذا ما أراد المستبد خوض حرب اقتضاها عناده واستكباره ومصالحه وغروره يغرر بالأمة تحت اسم منفعتها، ويوهمها انه يريد نصرة الدين وصيانة شوكة الشعب وقوته..! ويسرف بالملايين في ملذاته وملذات صنائعه باسم حفظ شرف الأمة وأبهة حاكمها. فالحاكم المستبد تسره غفلة الشعب لأنه يتمكن بغفلتهم من الصولة عليهم و استغلالهم والتنكيل بأعداء إستبداده وظلمه..!
2-الإستبداد الإجتماعي:
إن غياب الفكرة عن الإنسان وخضوعه لهيمنة رغبات البطن والجنس والعادات الفاسدة تخلق منه إنسانا شريرا، يجنح إلى الجريمة والنهب وينتهج كافة السبل ويستعمل كل الوسائل الممكنة لإشباع حاجياته العضوية ورغبته الجنسية الضاغطة عليه والتي لا تعرف الشبع أو الإرتواء أبدا. وتنقلب مفاهيم العدالة في ذهنه رأسا على عقب، فالمجتمع الذي يحكمه الإستبداد السياسي ينتهي به الأمر إلى تطبع غالبية العلاقات التي تتم داخله بطابع التسلط والقهر وإن الإنسان المقهور الذي يشعر بالعجز إزاء قاهره لا يمكن له أن يحس إلا بتبخيس الذات وتحقيرها، ولن يسترجع بعضا من توازنه النفسي إلا بالثأر لذاته المهانة بالإستعلاء على طرف آخر اضعف منه لأن الإنسان المقهور ينتهي باستبطان صورة قاهره وهو ما يجعل "الحكومة المستبدة مستبدة في كل فروعها، من المستبد الأعظم إلى الشرطي إلى الفراش إلى كناس الشوارع".!؟
يسعى الإستبداد السياسي إلى تقسيم الأمة شيعا.. متبعا ديدن الطغاة والمستكبرين على مرّ التاريخ وهو سياسة "فرق تسد".
كما يعمد المستبد إلى تقسيم ثروات البلاد بطريقة جائرة، لينقسم المجتمع بدوره إلى "طبقتين" متناقضتين في مصالحهما، متحاربتين، طبقة تعاني ويلات الفقر والحرمان، تنتج ولا تستثمر وهي عادة تتكون من أولئك الكادحين في ميادين الصناعة والزراعة، فهذه الطبقة هي التي يسلط عليها ظلم الإستبداد واستغلاله .. وهي رغم قيامها بالعمل الشاق والمنتج في المجتمع إلا أنها لا تتمتع بثمار سواعدها.
وتقابل هذه الطبقة المكدودة المستغلة طبقة المستكرشين و المستكبرين وهي تمثل "القسم المضر" حسب تعبير الكواكبي.. وتظم هذه الطبقة رجال السياسة والأديان ونساء المدن... وهؤلاء هم المستمتعون الحقيقيون بثروات الأمة وخيراتها، وينفردون بحظ عظيم من مال الدولة و عطاياها.. رغم أن عددهم لا يتجاوز الواحد في المائة (1%). أنه لعجب كبير أن يستوعب الكواكبي بهذا الشكل المعمق النظرية الماركسية رغم ثقافته التقليدية وعدم تمكنه من لغة أجنبية تتيح له إطلاعا مباشرا على ما كتب حول هذا الموضوع.. بالإضافة إلى انتمائه الطبقي إلى عائلة الأشراف، الذي كان من المفترض أن يحجب عنه مثل هذه الحقائق حتى لو اطلع فعلا على المؤلفات الماركسية مترجمة ومعلقا عليها. لقد لفت ماركس انتباه الناس إلى كون العامل رغم قيامه بالعمل والإنتاج إلا أنه لا يتمتع بنتاج سواعده، حيث أصبحت الطبقة البرجوازية الرأسمالية (يعبر الكواكبي عن ذلك بلفظ الإستبداد المالي) هي المالكة بل المغتصبة لما ينبغي أن يكون ملكا للعمال من مصادر الإنتاج. ثم لا يتردد الكواكبي في الكشف عن سيرة آل عثمان مع بعض الوصوليين من أتباعهم، فقد أطلق السلطان العثماني ويقصد عبد الحميد أيدي هؤلاء الإنتهازيين المتقربين من بابه في تحصيل الثروة بالسرقة من بيت المال "وبالتعدي على الحقوق العامة وبغصب ما في أيدي الضعفاء" كما سهل لهم "الإتجار بالدين" والتعامل بالرّبا وبناء الملاهي والحانات، واستغلال أفراد الأمة... كما خصص المال الكثير لترف المستبد نفسه وسرفه. وتغدق الدولة المال والجاه على صنائعها من الجواسيس والمتمجدين وكل الذين يستخدمون في تحصيل شهواتها، ومن يعينها على طغيانها من المتملقين و"رجال الدين" أمثال أبي الهدى الصيادي عدو الكواكبي اللدود..! ويعيش سائر أفراد الشعب في بؤس وشقاء و فقر مدقع.!!؟
إن هذه التفرقة بين أفراد المجتمع والقسمة الضيزى لثروة الأمة بين مختلف فئاته تولد في النفوس الإحن والعداوات فيكثر المكر والكيد بين الناس ويسود جو من الصراع والتقاتل – وهو ما يسعى المستبدون دوما لتكريسه لتفريق الأمة إلى فرق و شيع متناحرة- ، وما كان ليحدث هذا التطاحن والصراع إلا بسبب من اجتماع الثروة لهذه القلة المستغلة المسرفة والتي قسمت الناس إلى عبيد وسادة. فهذه القلة المالكة المتحكمة التي تسمي نفسها "الأصلاء" تعتبر "جرثومة البلاء" في مجتمع الإستبداد لأنها رباط من ربائط القهر والطغيان، وهي تمثل عونا للمستبد على البقاء والإستمرار والهيمنة و الإجرام.
فالإستبداد الإجتماعي محمي بقلاع الإستبداد السياسي، لأن انقسام المجتمع على نفسه وتشرذمه وانتشار الأحقاد بين أفراده هو ما يسعى الظالمون إلى تكريسه وحمايته وتوفير كافة الأسباب لتواصله واستمراره واتساع أفقه، لأن ذلك هو الضامن الوحيد لبقاء المستبد و أعوانه في سدة الحكم وخنوع الرعية للظلم والإستغلال و الإستغفال.
وهذا الواقع المرير الذي يعيش في ظله الناس ويتنسمون روائحه الكريهة،يولد في النفوس:الإحن والقلق والنقمة على كل شيء ويساعد على التظالم بين الوالد وولده والجار وجاره، والمرأة وزوجها حتى يعم البغي الإجتماعي والتظالم كافة أفراد المجتمع.
إن الحكومة المستبدة تقتل في النفوس العزة الحقيقية بالمفاخرة بالأعمال النافعة، وتخلق نوعا من السيادة الكاذبة و كثرة المتملقين، لأن هذه النفوس لم يعد يهمها المجد الحقيقي باستجلاب محبة الناس، وإنما يهمها التمجد والقربى من ذوي السلطان.. وفي مثل هذا المجتمع تفتقد علاقة المحبة والمودة بين الناس و تكثر ضغائنهم، وتنحرف ميولاتهم الطبيعية، حتى يغدو الواحد لا يحب قومه لأنهم عون الإستبداد عليه، ولا يحب وطنه لأنه يشقى فيه ويود لو هاجر منه.. إذ على رأي فولتير:" في ظل ملك صالح يكون للإنسان وطن. ولكنه في ظل ملك شرير لا وطن له" كما تضعف محبة الإنسان لأسرته لأنه ليس سعيدا فيها. ولا يركن إلى صديقه لأنه قد يأتي يوم يكون عونا للظلم والباطل ومصدر شر له. و لا تحب المرأة زوجها لأنه متطبع بالإستبداد و الإجرام مثله مثل رئيسه المستبد إلاهه المعبود ..؟!!
وهكذا يصل المجتمع إلى حالة من التنافر والإضطراب، فتمرض العقول ويختل الشعور، ويفتقد الناس إلى معايير التمييز بين الخير والشر في كل ما ليس من ضروريات حياتهم الحيوانية والبيولوجية. ويصبح باسهم بينهم شديد ، ويعيشون بالتغالب والتحايل لا بالتعاون و التبادل ويسقطون بالتالي في مستنقع التخلف والإنحطاط.
3- الفوضى وانحطاط الأخلاق:
تنقسم الخصال حسب الكواكبي إلى "الحسنة الطبيعية، والشرعية و الإعتيادية" لكن كل هذه الأقسام تشتبك وتشترك ويؤثر بعضها في بعض ويكون مجموعها تحت تأثير الألفة.
ومادامت العلاقات التي تحكم المجتمع فاسدة فلا يمكن للإنسان الذي يعيش في ظلها إلا أن يتطبع بأخلاق رديئة انبثقت مباشرة عن علاقات الظلم والقهر والفساد التي يرزح تحتها المجتمع ويعيش تحت كلاكلها ومن ثم تصبح خُلة فيه.
لا تكون الأخلاق أخلاقا ما لم تكن مبنية على قانون ونظام، والمستبد يقلقه أن تنتظم حياة الأفراد ويسير الناس وفق نظام ضابط واضح وجلي و معايير معلومة و بينة، لأن انتظام الحياة يسهل على الناس التمييز بين الغث والسمين، وبين الخبيث والطيب. لذلك فالمستبد في حرص شديد أن تكون المعيشة في إدارته ويكون النماء فيها يشبه نماء الأشجار الطبيعية في الغابات وأن يترك الأمر للصدفة تعوج أو تستقيم تثمر أو تعقم.
إن مصلحة المستبد والكيفية التي ينظر بها إلى الأشياء تقتضي أن يكون كالحطاب الذي إن وجد أشجارا رائعة وثمارا يانعة وأزهارا ناعمة مغروسة في انتظام وروعة، أفسدها بالقطف وخربها بغية إرضاء شهوته وتحقيق ما يراه نافعا له وحده. ألم يقل "منتسكيو" : أن طبيعة الحكومة الإستبدادية تشبه متوحشي "لويزيانا". فعندما يريدون قطف الثمار يقطعون الشجرة من أصلها..! وبالتالي فإن مقام المستبد بإزاء الأخلاق كمقام الحطاب الجاهل الذي لا يرجى منه خير مطلقا، فهو مخرب مفسد.. ويزداد شرّه قسوة إذا كان غريبا (تركيا في مقام الحال) عن ديار العرب ولم يخلق من تربتهم.!؟
وهذه الفوضى السياسية تجعل الفرد لا نظام في حياته ما دامت كل القوى التي لها تأثير وسلطان على المجتمع تدفعه بطريقة أو بأخرى أن يعيش في فوضى، مشوش البال بحيث تنحصر كل اهتماماته في حفظ حياته الحيوانية حياة "الدناءة" – حسب تعبير الكواكبي- ويعيش محروما من الملذات الروحية والفكرية التي ترتقي به إلى مصاف الإنسانية الحقة..! قد يوجد في هذا المجتمع بعض الأخيار الذين استطاعوا تزكية نفوسهم من وباء المجتمع ومقاومة التيار الجارف للفساد، لكن الإدارة المتعسفة ترغمهم على إلفة الرياء والنفاق بصورة ظاهرة أو خفية لأنها تعين الأشرار على باطلهم آمنين حتى من الإنتقاد والفضيحة ‘ فلا يجرؤ أحد على التشهير بهم أو تقديمهم إلى "العدالة" وهل هناك عدالة في ظل حكومة المستبدين!؟ بالإضافة إلى خوف الناس من تبعة قول الحق وما يجره عليهم من ويلات..!!؟؟
فالأمة الواقعة تحت حكم الإطلاق تفتقد في الغالب الأعم إلى المربين الصادقين ذوي الخبرة والمعرفة الصحيحة فقلّ أن يوجد بها "من يعلم التربية أو يعلمها".. فالقلة التي تتصدر "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" هم على الأكثر من رجال السلطان أو من أولئك المتملقين المرائين الذين لا خلاق لهم.! وهؤلاء ينحصر موضوع نهيهم في الرذائل النفسية فقط دون غيرها من الرذائل السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية.. مما لا يفيد الأمة في شيء. لأن المجتمع في واقعه ليس مجرد مجموع أفراده فهو حقيقة قائمة بذاتها، وله قوانينه الصارمة ومطالبه ومقتضياته الخاصة التي تزيد عن كونها حاصل جمع آلي لاتجاهات الأفراد المكونين له.
لقد فطن الكواكبي إلى هذه الحقيقة الإجتماعية و العلمية الهامة. وكان فيها سابقا لعصره، وهذا ما دفعه إلى خوض حرب لا هوادة فيها ضد أولئك الذين كانوا يعتقدون أن المجتمع ليس إلا مجموع أفراده، وإن إصلاح الأفراد معناه إصلاح المجتمع. إن إمكانية تغيير المجتمع بالتركيز على إصلاح أخلاق الفرد وهو لا يزال يعيش في ظل علاقات الإستبداد مستحيلة وغير عملية، لأن المجتمع تحكمه علاقات سياسية واجتماعية، وتربط بين أفراده أفكار ومشاعر وأنظمة وقوانين موحدة، فإذا ما أريد تغيير أي مجتمع فلا بد من تغيير هذه العلاقات الفاسدة التي تحكمه وعلى رأسها النظام السياسي وطرق توزيع الثروة أي تغيير كل القوانين التي تسير دواليب الدولة : وهو ما يجعل من الإعتناء بالتربية زمن الإستبداد حمق وبلاهة وجهل لطبيعة الإصلاح والتغيير و حقيقته.!
فالأجدى بالإنسان الساعي بصدق إلى تغيير حقيقي وانقلابي/ثوري أن يجتهد أولا في إزالة الإستبداد وتغيير العلاقات والأفكار التي تحكم المجتمع الذي يعيش طور الإنحطاط بأفكار أخرى تقدمية.. تحمل بذور النهضة والرقي و التغيير الحقيقي، عندها فقط يصبح الإعتناء بالتربية مثمرا، لأن التربة حينئذ تصبح مهيأة لتقبل الغرس الطيب..أنه لمن العبث أن يفكر إنسان في تربية الناس وهم يعيشون وسط انخرام علاقات المجتمع السياسية والإجتماعية و الإقتصادية لأن كل ما يمكن أن تبنيه التربية في أعوام يهدمه الإستبداد في ساعات. إذ بمجرد أن يختلط المرء ببني جنسه ويشارك المجتمع الحياة العامة يصطدم بفساد علاقاته وانخرامها كاستشراء الرشوة والوصولية والتمجد والإستغلال و الفساد، فإذا صمد قليلا فإنه لا يمكنه أن يصمد طويلا، فينخرط بدوره في حركة المجتمع ويخضع لقوانينه وأخلاقه الفاسدة وينسى تلك الأخلاق السامية التي نُشئ عليها منذ كان طفلا، وهكذا يضيع مجهود سنوات بمجرد اختلاط الإنسان بمحيطه و بمجتمعه.
III- شروط بقاء الإستبداد و ركائزه:
1- الإرهاب:
جاء في تمفصلات تحليلنا السابقة أن سبب الإستبداد المباشر: الخوف الذي يهيمن على نفوس أفراد الشعب. فالخوف بمثابة الوحش الكاسر الذي يخضع الرعية لسلطان المستبد وزبانيته ويجعلهم قاصرين و عاجزين عن الحركة والوقوف في وجه الظلم المسلط عليهم وتخليص ذواتهم من الإستبداد. فهو روح المستبد وعدته والأرض الصلبة التي يقف عليها، يعرف المستبد أنه لولا استشراء الخوف بين الناس ما دام له سلطان، ولا امتد له نفوذ، لذا فهو في سعي دائب لتربية هذا الوحش الكاسر وإطالة أظافره ورعايته بكل الوسائل المستحدثة حتى يتمكن من بسط هيمنته على كافة أفراد المجتمع.
لا يعدم الطغاة وسيلة يرونها تكرس الخوف منهم وهيبتهم وتنشر الرعب إلا ويستعملونها للضغط على النفوس والأرواح والأجساد. فهم ما فتئوا منذ أقدم العصور يبتكرون الحيل ويطورون وسائل الإرهاب للضغط على العقول حتى يكمموا الأفواه عن الشكاية والضجيج، ويحكموا من قبضتهم على رقاب الناس حتى تضمن لهم القوة والإستمرار في الحكم.
فالإستبداد ليس مجرد رغبة وشهوة شخصية، ولا حتى غفلة جماهيرية فحسب وإنما هناك شروط وركائز يعتمدها الظالمون للحفاظ على عروشهم وحماية مصالحهم من كل ما من شانه أن يهدد سلطانهم بالزوال، ويمكن حصرها في ست(6) ركائز أساسية تتصدرها عملية الإرهاب نفسها، فالمستبد يعتمد عادة على أجهزة مختصة لإرهاب الناس وتخويفهم وقهرهم وإذلالهم، مثل أجهزة البوليس والجواسيس والعملاء وغيرهم... فكلما كان الطاغية حريصا على العسف والخسف والتنكيل بالأحرار احتاج إلى زيادة جيش هؤلاء ممن لا خلاق لهم ولا ذمة، فهذه الشرذمة التي يعتمدها المستبد للإرهاب والتنكيل هي من أقسى الناس قلوبا وأحطهم أخلاقا وأقلهم مروءة، فالأسافل لا يميلون لغير اللأسافل من المتملقين و المنافقين مثل صاحبهم المستبد الأكبر، ومهمة هؤلاء الأوغاد: إخضاع الناس بالقوة وتذليلهم حتى يصبحوا منهم ومن السائرين في ركبهم، ومراقبة كل معارض لحكم القهر والجبروت..! والتجسس على الناس في ديارهم وإثارة القلاقل والفتن ونشر الفساد، وتكميم الأفواه حتى لا تنبس ببنت شفة، وتحطيم أصحاب الأقلام الحرة، ودفع الناس إلى أن يعيشوا عيشة البهائم..!!؟
إن الغاية من تكثيف أجهزة الإرهاب هي إذلال الناس وتحطيم حياتهم و معنوياتهم.. وجعلهم طائعين مستسلمين لا يرجى منهم خير أو صلاح، وكيف يرجى الصلاح من أناس يعيشون تحت الإرهاب ليل نهار فتكثر هواجسهم حتى يعتقدوا أن داخل رؤوسهم جواسيس عليهم، وبذلك يصبح أسراء الإستبداد يعيشون داخل سجون وهمية صورتها لهم نفوسهم المريضة وهواجسهم الكثيرة.
2-القوة المسلحة:
إن القوة المسلحة والجيش الذي أنيط بعهدته – في الأصل- مهمة حماية ثغور الأمة من الأعداء المتربصين، ينقلب في عهد الإستبداد إلى قوة معادية لمصالح الأمة، تخدم المستبد وتكرس الإرهاب وتوجه طاقاتها لإثارة الفتن والقلاقل الداخلية وتصبح درعا تحمي المستبد وأعوانه وقت الشدة وتحول بين الأمة واقتصاصها من الطغاة.
فعهد الظلم يقلب حقائق الأشياء ومهماتها البديهية وينحرف بأدوارها في سبيل حماية المصالح المعادية لمصالح الأمة.إن الجهاز العسكري الذي كونته الأمة وصرفت عليه الأموال الطائلة لنشر الأمن والإستقرار بين الناس وحمايتها من تسلط الأعداء.. يصبح وقت الإستبداد جهازا مختصا في نشر الرعب وترويع الآمنين ومن ثم يسير بالأمة نحو التآكل الداخلي والإندحار.!؟
3- القوة المالية:
كما تعتمد إدارة الطغيان على الرجعية الداخلية التي تحتكر الثروات، فهؤلاء بفضل الثروة الطائلة التي اغتصبوها من عرق جبين الأمة ظلما واعتسافا يكثرون من إظهار الأبهة والعظمة وإنشاء الأماكن الخاصة بهم وحدهم لمتعتهم وسمرهم ويستكبرون على الناس بأموالهم وسلطانهم. ويطلق المستبد أيدي هؤلاء في ظلم الناس وإذلالهم وغصب حقوقهم وأكل أرزاقهم حتى تنكسر شوكتهم ويكثر أنينهم وتستفحل أسقامهم، فيعجزون ضرورة عن مقاومة الإستغلال والظلم المسلط عليهم... يدرك المستبد أهمية أهل الثروات في مساعدته على إذلال الرعية وإخضاعها واسترهاب أعين الناس وسحر عقولهم بما يصبغونه على أنفسهم من مظاهر الأبهة والإستغلال فيعطيهم الألقاب والرتب وشيئا من النفوذ والتسلط على الناس. ويذللهم بالترف حتى يجعلهم يترامون بين رجليه ثم يتخذهم لجاما لتذليل الرعية لأنّ الكل يجب أن يكون في خدمة السلطان، فهو "الرب" وهم "العبيد" ولا يمكن أن يترك أحدا يعلو على مقامه ولذلك يعمد في كثير من الأحيان إلى نشر الفساد بينهم وإلهائهم بملذات الحياة ونعيمها لإبعادهم بذلك عن أي انخراط مع أحرار الأمة في مقاومة الظلم أو الإتفاق عليه أو الإنقلاب ضدّه.
4- العادة والألفة:
تقتل العادة والألفة التفكير وتحيل ذهن المرء على التقاعد المبكر، لأن العادة – وهي أخطر فتكا من كل داء- تجعل الناس يستنيمون للظلم ويستكينون له ويألفون القسوة والركود لا يحركهم ظلم أو طغيان ولا يغضبون لانتهاك الحرمات ولا يحرجهم التعدي على الأعراض، قد فقدوا الرجولة والشهامة وأصبح الألف منهم كأف مما يحولهم في ذهن المستبد وزبانيته إلى مجرد "أشباح فيها أرواح" فيصبح ما لهم فيئا ينتهب وشرفهم – إن كان لهم شرف أصلا- مهانا وكرامتهم في التراب، فالمستعبد الذي يعيش في ظل الإستبداد السياسي لا يملك مالا غير معرض للسلب ولا شرفا غير معرض للإهانة ولا يملك آمالا مستقبلية وتقتصر حياته على الملذات الحيوانية لأنه لا يعرف غيرها.
تنحط الألفة بالإدراك وتسهل انخداع الناس بالمظاهر الكاذبة التي يتفنن المستبد وأعوانه في إبرازها للإرهاب والتخويف، فتسيطر الأوهام على الأذهان ويسهل انصياع الناس للأكاذيب والأراجيف "انصياع الغنم بين أيدي الذئاب" فيصيرون إلى حتفهم ويهلكون أنفسهم بأيديهم وأيدي الطغاة و زبانيتهم..!!؟
5- القوة الخارجية " الإستعمار":
الإستعمار هو العمل، أو مجموعة الأعمال التي من شأنها السيطرة أو بسط النفوذ بواسطة الدولة، أو جماعة من الناس، على مساحة من الأرض لم تكن تابعة لهم، أو على سكان تلك الأرض أو على الأرض والسكان في آن واحد. هذا هو المفهوم الظاهر الذي اصطلح عليه الناس للإستعمار، أما ما نقصده هنا فيتمثل في مناصرة المستبد ومد يد العون له من قبل الدول الخارجية، فلقد كان الإنفراد بالسلطة والإستبداد بأمر الأمة ثغرة حرص الغرب الإستعماري على بقائها حتى تظل فرصته سانحة لإغتصاب استقلال البلاد. لأن الإستعمار يتفق مع إستبداد الأتراك بالعرب بكونه يمثل أسوأ مظاهر الإستغلال والإستعباد والتخريب والتدمير، فالشعب المالك يتمتع بحريته ويسير وفق إرادته، والمملوك مسير لا مخير، وليس له من الإرادة في تصريف أمره وتكييف مجرى حياته إلا بمقدار ما يسمح به سيده المالك المهيمن.
وهكذا تلتقي دائما مصالح الإستعمار والمستبدين و تتحد.. وعوا بذلك أو لم يعوا..! إذ يكفي الحاكم المستبد جرما في حق أمته أن يهيئ النفوس للظلم ويفقدها الحصانة على المقاومة. والثابت أن الإستعمار الغربي ما دخل ديار العرب والمسلمين إلا لما فقدت هذه الأخيرة حصانتها الداخلية و صارت لها قابلية الإستعمار بفضل عصور الإستبداد والإنحطاط وانفراد المستبدين /المتألهين في ديارنا بالحكم و النفوذ و ثروة البلاد.. !!؟
لكل هذه الأسباب اعتبر الكواكبي أنه من العدل الإلهي وقوانينه الأزلية في الكون أن الشعب الذي رضي باستبداد حكامه ولم يعمل على مقاومته أن يتسلط عليه شعب آخر يستعبده ويستعمره وينتهب خيراته... وهو بذلك يحذر الشعوب الإسلامية من مفاجآت المستقبل ما دامت قد رضيت باستبداد الأتراك العثمانيين، والكواكبي يعرفنا أن أي شعب لا يتعرض إلى الإستعمار الخارجي إلا بعد أن يفقد حصانته الداخلية التي ضمنتها له "الإسلامية" وهو البديل الذي طرحه الكواكبي للتخلص من الإستبداد وتحقيق النهضة كما سنرى لاحقا.
6- رجال الدين:
وهم الذين ربطوا أنفسهم بنظام المستبد وباعوا ضمائرهم للشيطان.. ! فعادة ما يعمد هؤلاء إلى تأويل الدين تأويلا يجانب الصواب عن عمد، ويقلبون الحقائق ويزيفونها، فيوهمون الناس بأن الإستبداد وكل ما يتسلط عليهم من قبل زبانية السلطان / المستبد من ظلم واعتساف قضاء وقدر "جاء من السماء فلا مرد له بغير الصبر والرضا" ويطلقون على أي ثورة ضد السلطان الجائر "فتنة" والفتنة أشد من القتل!؟ وقولهم "حاكم غشوم خير من فتنة تدوم"؟ ويلزمونهم بطاعة "أولي الأمر". وإن كان لا يربط هؤلاء المستبدين بالإسلام إلا انتسابهم إليه انتسابا شكليا و وراثيا، كما يشيعون بين أفراد الأمة أن التخلف جاء"بسبب التهاون في الدين" فما عليها (الأمة) إلا أن تكثر من العبادة والنسك وإقامة الطقوس الدينية فينصلح الحال، في حين أن هذا الجانب من جوانب الدين لن يزعج أهل الباطل والإستبداد في شيء، ولن يقض مضاجعهم بل من المؤكد أن مثل هذه الآراء تساعدهم على إحكام قبضتهم على رقاب المسلمين وإبقائهم في درك الإنحطاط. فزيادة العبادة والنسك عن حدها المشروع "أضر على الأمة من نقصها، كما هو مشاهد في المتنسكين" وبالتالي تصبح نية هؤلاء "المتفقهجين و المتاجرين بالدين" الكذب على الأمة وخداعها رغم علمهم أن حكم الإطلاق رأس كل شر ووراء كل مصيبة.!
حرص الكواكبي لما كان بصدد البحث في علاقة الإستبداد بالدين أن يهدم الآراء الخاطئة عن الإسلام التي تبناها المسلمون.!؟ ودحض الإنتقادات التي يوجهها إليه الأوروبيون في آن واحد‘ مثل نسبتهم الإستبداد إلى الإسلام ومبادئه نفسها.!!!؟
فلقد شاع لدى بعض المفكرين الغربيين الرأي القائل بانبثاق الإستبداد السياسي عن الإستبداد الديني لاعتماد كليهما على ركيزة أساسية وهي الخوف. فتاريخ الأديان يعلمنا أن المعتقدات القديمة وخاصة المعتقدات الطوطمية قد ظهرت بسبب ما كان يستشعره الإنسان البدائي من خوف تجاه قوى طبيعية متعددة تتحكم بقسط كبير في حياته. ولقد جاء قول ماركس ملخصا لهذه الآراء حينما قرر: "أن كل دين ليس سوى الإنعكاس الواهم في دماغ البشر للقوى الطبيعية التي تسيطر على وجودهم اليومي". ولا شك أن النظرة العادية لمنشأ كل من الإستبداد والدين يخرج بنتيجة مؤداها وجود اتفاق كلي بين الركيزة التي يعتمدها الإستبداد لبسط نفوذه على أرواح البشر وأجسادهم، والركيزة التي يعتمدها الدين للتحكم في عالم القلوب .. فهما: "أخوان أو صنوان بينهما رابطة الحاجة على التعاون بتذليل الإنسان" وهذا ما يجعل الإصلاح السياسي مشروطا بإزالة الدين أو عزله عن الحياة- حسب تأكيدات رجال الأنوار-، فها هو أحد المتنورين الغربيين يحدثنا بحماس فياض عن فكرة التحرر والإنعتاق من ربقة الكنيسة التي كانت تضطهد الناس وتستبد بهم باسم الدين. يقول كوندرسي كاريتا Condorcet Caritas (1743- 1794): "إيه أية صورة رائعة للجنس البشري إذ يتحرر من قيوده وينعتق من عبودية الصدفة، وكأنه ينعتق من أعداء التقدم، ثم يسير بخطى ثابتة أكيدة على طريق الحقيقة والفضيلة والسعادة تعنّ للفيلسوف فتعزيه عن الأخطاء والجرائم والمظالم التي ما زالت الأرض تعج بها والتي كثيرا ما يقع هو ضحيتها، وهو يجد مكافأة لجهوده من أجل تقدم العقل والدفاع عن الحرية في تأمل هذه الرؤيا، عند ذلك يجرؤ على ربط جهوده بالتسلسل الأزلي للقدر الإنساني وهو يجد هناك المكافأة الصحيحة للفضيلة. وتلك هي اللذة في أنه خلق خيرا، ثابتا لا يستطيع القدر أن يهدمه مهما وعد من ثواب في مقابل إعادة الأفكار الموروثة والعبودية".
إن الكواكبي وهو العالم المتبحر في معرفة التاريخ قديمه وحديثه، يقر بصحة هذه الآراء التي تقف ضد موروث الدين، ويتعاطف معها.. غير أنه يقرر أن هذه الأفكار وهذه الآراء لا تنسحب على الإسلام، بل تنسحب فقط على المسيحية واليهودية بسبب ما قام به أتباع هذه الديانات من تحريف لكتبها المقدسة، وهو ما لم يقع للقرآن الذي حفظه الله من التحريف وحماه من التبديل بسبب اختلافه عن قول البشر و إعجازه و تجاوزه لقدرات الجن و الإنس و لو اجتمعوا.. وهو ما يجعل مقولة أن القرآن جاء باستبداد مؤيد للإستبداد السياسي لا أساس لها من الصحة، خاصة وان القرآن لا يزال بيننا ويمكننا التثبت من بطلان مثل هذه المقولات والإدعاءات. لقد انفرد الإسلام من دون كل الأديان بإماتة الإستبداد ومحاربته بفضل ما حوته تعاليمه من دعوة للشورى وعدم الإنفراد بالرأي وإحياء العدل والتساوي.
إن جعل كلمة لا إله إلا الله محور الدين في الإسلام كفيلا بأن يذكر النفوس أن العزة لله وحده، وأن النفوس لا يصح أن تذل لأحد سواه أو ترهب غيره،أو تتبع قانونا غير قانونه.. فهذه الكلمة توحي بالضعف أمام الله والقوة وعزة النفس، فثمرة الإيمان بوحدانية الله "عتق العقول من الإسارة" على حد تعبير الكواكبي.
فإذا ما كان الدين الإسلامي خاليا من السلبيات المقيتة التي من شأنها أن تعطل الإنسان أو تخدره أو تصرفه عن مقاومة الإستبداد، وهو صالح لكل زمان ومكان، فإن الخطر كل الخطر يكمن " في العلماء المتعممين" من رجال السلطان الذين يقلبون الحقائق ويزيفونها و يشرعون للظلم و الإستبداد في سبيل خدمة الطغاة وإرضاء شهواتهم، وبذلك يصبح هؤلاء "أضر على الدين من الشياطين" لأن هذه الفئة الضالة تستخدم رسالات السماء لخدمة المستبد لنيل فتات موائده.
إن حملة الكواكبي على رجال الدين لها ما يبررها تاريخيا، فقد كثر في زمنه المتملقون من العلماء ورجال الدين والمتصوفة، ولعل أبا الهدى الصيادي كان يمثل رمزا لكل هؤلاء، فقد قال عنه محمد عمارة: "كبير مشعوذي الدولة العثمانية في ذلك الحين وهو الذي ساهم في اضطهاد العديد من الأحرار. وفي مقدمتهم جمال الدين الأفغاني، وعبد الله نديم، ومحمد عبده" وكان عدوا للإصلاح، ملأ من ضحاياه السجون والمعتقلات وأعماق البحار، ونفى وأذل وأفقر من البشر ما لا حصر له، واستطاع أن يلعب بعقل السلطان عبد الحميد ويستبلهه بحيل روحية حتى انقاد له ومكن له في الأرض ليعبث فيها ويهلك الحرث والنسل. وكان لجمال الدين الأفغاني رأي فيه، وهو مناجزته، وللشيخ عبده رأي آخر فيه هو مسايرته، ويظهر أن الكواكبي قد أخذ برأي جمال الدين فأقام عليه حربا ضروسا لا هوادة فيها ناهيك بما كان بينهما من خصام عائلي.
الباب الثالث:
النزعة النقدية و الإصلاحية لدى الكواكبي:
1- نقد الإستبداد بين الكواكبي و" الفياري":
كنا قد بينا في تمفصلات تحليلنا السابقة اقتناع الكواكبي بضرورة الإستفادة من الفكر الغربي الحديث، وحضارته بل والإقتباس من تعاليمه إن كان ذلك يساعد العرب على الخروج من مستنقع التخلف والإنحطاط الذي هوَوْا فيه. وأتينا على ذكر بعض مؤثرات فلاسفة الأنوار على فكر الكواكبي. كما ألمحنا إلى أن أبرز الذين كان لهم تأثير عميق في فكر الكواكبي عند نقد الإستبداد، الأديب الإيطالي "فكتور الفياري"، حتى أنه بلغ من شدّة تأثر مؤلفنا بهذا الأديب أن امتدحه في كتاب "الطبائع" واقتبس الكثير من أفكاره، واستمد منه إطار كتابه... وسنحاول في هذا الفصل أن نلقي مزيدا من الأضواء على علاقة الكواكبي الفكرية بهذا الأديب بإقامة مقارنة نموذجية بين بعض ما ورد في كتاب "طبائع الإستبداد" للكواكبي، وكتاب "الإستبداد" للفياري في الجدول التالي:
الكواكبي الفياري المفهوم
الإستبداد: صفة للحكومة المطلقة العنان التي تتصرف كما تشاء بلا خشية حساب ولا عقاب محققين... كما تشمل حكومة الحاكم الفرد المطلق الذي تولى الحكم بالغلبة أو الوراثة.. تشمل أيضا الحاكم الفرد المقيد الوارث، أو المنتخب. ص31و32. الطغاة: كل الذين توسلوا بالقوة أو حتى بإرادة الشعب أو النبلاء إلى القبض
التام على أطراف الحكم ويعتقدون أنهم فوق القانون أو هم كذلك... والطغيان الصفة التي يجب أن تنعت بها.. أي حكومة يستطيع فيها الشخص المنوط بتنفيذ القوانين أن
يضعها أو يقضي عليها أو ينتهكها أو يفسرها أو يعرقل سيرها أو يوقفها وهو في مأمن من العقاب ص12و15.
مفهوم الإستبداد
المستبد على الدوام محاطا بالأعداء ملحوظا بالبغضاء، غير أمين على حياته طرفة عين. وكلما زاد المستبد ظلما واعتسافا زاد خوفه من رعيته ومن حاشيته. وحتى من هواجسه... ص 53.
لا استعباد ولا اعتساف ما لم تكن الرعية حمقاء تتخبط في ظلامة جهل وتيه عماء. ص 50.
كلما كان المستبد حريصا على العسف احتاج إلى الدقة في اتخاذ أعوانه من أسفل السافلين... فالتمجيد خاص بالإدارات المستبدة. وهو القربى من المستبد بالفعل. ص83
المستبد.. يتخذ بطانة من أهل الدين المستبدين يعينونه عل ظلم الناس... ويذللهم بالقهر والقوة وسلب الأموال حتى يجعلهم خاضعين له... ص36. الخوف والشك، رفيقان لا ينفصلان عن كل قوة غير شرعية.. ص24.
الجهل، والتملق والخوف أعطت ولا تزال تعطي الحكم الملكي المستبد شرعية وجوده. ص 18.
لا يشعر (المستبد) بالأمن إذا لم يعط المناصب الأكثر أهمية في الدولة إلى أناس لا أخلاق لهم... وقد باعوا أنفسهم له، يشبهونه ويفكرون بعماء بعده، وهذا يعني أنهم أكثر الناس ظلما وعسفا... ص28.
المستبدون:الخوف ركيزتهم والمليشيا والدين وسيلتهم ص 102.
ركائز الإستبداد ووسائله
إني أرى قصر المستبد في كل زمان هو هيكل الخوف عينه فالملك الجبار هو المعبود، وأعوانه هم الكهنة، ومكتبته هي المذبح المقدس، والأقلام هي السكاكين وعبارات التعظيم هي الصلوات والناس هم الأسرى الذين يقدمون قرابين. ص 54. قصر الملوك هو هيكل الخوف، والمستبد هو المعبود، وأعوانه هم الكهنة (أما) الحرية... وحب العدل والفضيلة والسعادة الحقيقية، ونحن أنفسنا فضحايا ندفع الثمن كل يوم...ص 22.
صفات الإستبداد
الإستبداد السياسي متولد من الإستبداد الديني. ص 35. الإستبداد الديني ولـّد الإستبداد المدني. ص 64. الإستبداد والدين
وأما أسراء الإستبداد...فملذاتهم مقصورة على مشاركة الوحوش الضارية في جعلها بطونها مقابر للحيوانات ومزابل للنباتات، وعلى استفراغهم الشهوة كأن أجسامهم خلقت دملا على أديم الأرض وظيفتها توليد الصديد ودفعه. ص131
..المعيشة البشرية، في الإدارات المستبدة (هي) محض نماء يشبه نماء الأشجار الطبيعية في الغابات والإحراج...ص102
... ولهذا فإن الفلاسفة المفكرين لدى الشعوب الحرة، لا يجدون أي فرق بين الحياة الحيوانية وتلك التي يحياها الإنسان الذي لا يتمتع بحريته، وبإرادته وأمنه، ولا يتحكم في نفسه... ولا يتمتع بسعادة حقيقية. ص 123.
إسراء الإستبداد لا أسمي حياتهم حياة إنسانية بل هي حياة النبات. ص 138
حياة الواقعين تحت الإستبداد
المستبد في لحظة جلوسه على عرشه... يرى نفسه كان إنسانا فصار إلاها. ص 65 المستبد لا يمكن أن يحب رعيّته ويرى أنهم تحته. ص 131. علاقة المستبد برعيته
حرص التمول يخف كثيرا عند أهالي الحكومات العادلة. ص 79. ...ويحسن بنا أن نلاحظ أيضا أن الفرق بين الإستبداد وبين حكومة عادلة... ص 16 نقيض الإستبداد
الأمة التي لا يشعر كلها أو أكثرها، بآلام الإستبداد لا تستحق الحرية.ص140. الشعب الذي لا يشعر بوطأة العبودية قد وصل إلى درجة كبيرة من البلاهة، وهو لا يستحق الحرية السياسية. ص150
شروط الإنعتاق من الإستبداد
الإستبداد لا يقاوم بالشدّة، إنما يقاوم باللين والتدرج. ص 140. في الدول التي يوجد بها الإستبداد متجذرا منذ أجيال عديدة يصبح من الضروري توفير وقت كاف كي يستطيع الوعي المتأخر تحطيمه. ص 155.
كيفية التخلص من الإستبداد
يكشف لنا هذا الجدول المفاهيم الكثيرة التي استقاها الكواكبي من مؤلف "الإستبداد للفياري"، لكن ذلك لا ينقص من قيمة ما كتب الكواكبي في نفس هذا الموضوع (الإستبداد) ولا يقلل من طرافة ما حبّر. فلقد تميّز مؤلفنا بوضوح وإحاطة شاملة بموضوع بحثه – كما سبق وبينا - بالإضافة إلى محاولته الطريفة في التوفيق بين بعض منتجات الفكر الغربي الحديث وبين التراث العربي الإسلامي. لكنه لم ينج من انحيازات طبقية عندما قرر أن إدارة شؤون المجتمع يجب أن تبقى حكرا على فئة من أشراف الأمة، متناسيا أن الفرد الذي لا يشارك في إدارة شؤون مجتمعه هو إنسان ميت، وبالتالي فهو قد حكم بالموت على الملايين من أفراد المجتمع الذي يسعى لتغييره!؟
2- التقاطع بين الشرع والغرب في فكر الكواكبي:
كنا قد مهدنا إلى هذا العنصر بما ورد في تمفصلات تحليلنا من ذكر لبعض مؤثرات الفكر الغربي الحديث على أراء الكواكبي النقدية وأفكاره الإصلاحية واستقائه للكثير من المفاهيم والأفكار من الكاتب الإيطالي "الفياري" . فنلاحظ أن الكواكبي قد أقام منهجه الإصلاحي على ركيزتين أساسيتين:
الوعي بالوضع القائم.. ثم العمل على تغييره.. والوعي في رأيه مزدوج: وعي الذات ووعي الآخر...: أما وعي الذات فيتمثل في نفي ما يطمسها أو يشوشها من المفاهيم الخاطئة، خاصة تلك التي علقت بالدين الإسلامي، وفضح الممارسات الخاطئة التي ترتكب باسم الدين أيضا. وهذا لا يأتي إلا بتقديم المفاهيم الصحيحة، والحرص على إقامة كيان تنفيذي وهو الحكومة التي ترعى الممارسات الصحيحة وتمهد لها.
أما وعي الآخر (الغرب أساسا)، فالقصد منه الإستقلالية عنه: يقول الكواكبي في "أم القرى": "وأما الناشئة والمتفرنجة فلا خير فيهم لأنفسهم فضلا عن أن ينفعوا أقوامهم وأوطانهم شيئا". وقد قبل الكواكبي الإنفتاح على حضارة الغرب، سواء كانت مادية أو معنوية للإستفادة من علومه الصحيحة والصناعات المفيدة واقتباس أنظمة الحكم العادلة التي لا تخرج عن روح الإسلام كالديمقراطية والحرية والاشتراكية، دون مجاوزة ذلك التأثر بثقافته وفلسفاته المادية الملحدة..!؟: يقول الكواكبي كاستنتاج بعد مقارنة طويلة: "فهذه أمم أستراليا وأمريكا قد هداها العلم لطرائق شتى وأصول راسخة للإتحاد الوطني دون الديني، والوفاق الجنسي دون المذهبي، والإرتباط السياسي دون الإداري. فما بالنا لا نفكر في أن نتبع إحدى تلك الطرق أو شبهها".
وهو إذ يدعو إلى الإقتداء بالغرب حتى في أنظمة الحكم يعتقد اعتقادا راسخا أن الغرب قد " قرّر قواعد أساسية في هذا الباب تضافر عليها العقل والتجريب، وحصحص فيها الحق اليقين، فصارت تعد من المقررات الإجتماعية عند الأمم المترقية " مقتديا في ذلك بسلفه خير الدين التونسي الذي كان قد قرر هو بدوره أن أساس قوة أوروبا وازدهارها "المؤسسات السياسية القائمة على العدل والحرية"، ولا يمكن للأمة أن تستعيد قوتها ومجدها إلا إذا عرفت مكامن هذه القوة وتبنتها..!!؟؟
فالأصالة عند الكواكبي لا تعني رفض الآخر، أو عدم التفاعل معه أو الإنفتاح عليه .. وهي لا تعني كذلك عدم الإفادة منه أو محاكاته، فالأصالة في نهاية المطاف لا توّرث وإنما تبتدع بهدي من "الإسلامية" وهي ليست ماهية ثابتة وإنما هي قوة متحركة، فما يصلح لمجتمع معين في مرحلة معينة من تاريخه قد تنعدم فائدته تماما بالنسبة له في مرحلة أخرى، وبالتالي فإن معايير الأصالة في الماضي غيرها في الحاضر، وستكون في المستقبل غيرها الآن..
لم يكن هاجس الكواكبي إذن تحطيم الآخر أو نبذه، وإنما كان هاجسه بناء الذات، ومنذ أن تبنى الذات، تقوى وتستقل وتثبت هويتها إزاء الآخر، إن ضعف هذا البناء هو الذي يتيح للآخر الهيمنة والإستعمار، ويجعل الذات في تبعية دائمة له. ولا يجوز أن نغفل أن بناء الذات لا يجوز الإقتصار فيه على استخدام المادة التي ترثها عن الأجداد أو تملكها راهنا. وإنما يحسن بل يجب استخدام المادة المفيدة عند الآخر، تلك التي هيأ له استخدامها أن يتفوق وينتصر ويبني الحضارة. لكن شريطة أن تظل مادة الآخر خاضعة لخصوصية الذات.. والخصوصية هنا قرينة الأصالة، فهي تتمثل من ناحية في العودة إلى الأصل أي الدين والقضاء على جميع ما يتعارض مع وحدة الأصل و حقائقه الأزلية، ويتمثل من ناحية ثانية في تحطيم السلطوية الإستبدادية وإقامة الحرية والعدالة والمساواة... وهكذا تبدو النهضة عنده ليست عملية اقتباس، وليست عملية تحرر، إنها استمرار تفتح ضمن التاريخ العربي الإسلامي بهدي من مبادئ "الإسلامية" واستمرار في تعميق الوعي أي وصل ما انقطع في ممارسة "الإسلامية" وسيرتها وليس الآخر إلا نموذجا تحريضيا. فماذا يعني الكواكبي ب"الإسلامية"؟
3-الكواكبي والتجديد:
أ- مفهوم "الإسلامية":
انطلاقا من نظرة الكواكبي إلى "الذات" و"الآخر" التي حاولنا تحليلها في الفصل السابق، سعى في ثنايا نقده للإستبداد وتحديد مكامن الداء في المجتمع العربي الإسلامي،إلى تقديم البديل الفكري والسياسي والاجتماعي بهدف القضاء على الإنحطاط من جهة، وتحقيق النهوض والقوة من جهة أخرى. وغاية ما كان يسعى إليه من وراء ذلك، إحياء عظمة الماضي بحيث ينسجم مع متطلبات العصور الحديثة. وهو إذ ينظر إلى عصر الإسلام الأوّل "المجيد" كأنه صورة لما ينبغي للعالم أن يكون عليه في الحاضر، فهو قد شارك- في هذه النظرة- رواد النهضة العربية نظرة التقديس للماضي والإستلهام من ينابيعه التي لا تجف أبدا..! مقتنعا بأن "التاريخ يعيد نفسه".
إن النظرية التي يصدر عنها الكواكبي لتحقيق الأهداف والغايات التي رسمها للمستقبل هي ما يسميها ب"الإسلامية" وهي: الإختيارات التي يتبناها المسلمون في مختلف شؤونهم الحيوية، والحلول التي يستنبطونها لمشكلاتهم الحياتية مع اعتبار مقتضيات الزمان، دون الإخلال بالقواعد العمومية التي شرعها أو ندب إليها الرسول(ص) لأن الكواكبي يفرق بين "الإسلام" و"الإسلامية" فالأول هو الدين والثانية هي نظام الحكم الذي يطبقه المسلمون في حياتهم.
وبناء على ذلك ينادي الكواكبي بفتح باب الإجتهاد من جديد الذي كان إغلاقه أكبر مصيبة حلت بالمسلمين، ويرى أن الإجتهاد يجب أن يختص به العلماء المقتدرون ولا يجوز بذله في غير باب "المعاملات" أما "العقائد"فيكفي أن تطهر مما علق بها من شوائب فقط. ويبقى باب الإجتهاد وبذل الجهد الفكري فيما يتعلق بمشكلات الحياة المتجددة مفتوحا أبدا بل واجبا تحتمه الحياة ومصلحة المسلمين لمجاراة روح العصر انطلاقا من قاعدة "تغير الأحكام بتغير الظروف"!؟ فرؤية الكواكبي هذه تنبثق من الأصل/القرآن وتنظر على أنه يبقى مفتوحا قابلا للتلاؤم مع واقع الحياة المستجدة.
ب- تجديد الكواكبي في الجانب السياسي:
أولى ملامح "الإسلامية" هي الجانب السياسي والإداري. ويعرف الكواكبي السياسة فيرى "أنها إدارة شؤون الأمة المشتركة ورعايتها بمقتضى التقيد بقانون موافق لرغائب أفراد المجتمع وتكون هذه الإدارة بالتعاون والرضا من الجميع حاكمين ومحكومين"، وقد قدم مفهوما للمساواة كما أقرتها الثورة الفرنسية..: أي مساواة أمام قانون واحد يسري على جميع المواطنين حكاما ومحكومين في "نعيم الحياة وشظفها" لا فرق بين غني وفقير، وضعيف وقوي، وأبناء مذهب ومذهب، وبالتالي تنحصر وظائف السلطة التنفيذية أي الحكومة في إدارة شؤون الأمة بمقتضى التقيد بهذا القانون الصادر "عن جمع منتخب من قبل الأمة". ويظهر على ما يبدو أن موقع الكواكبي الطبقي والإجتماعي بوصفه ينتمي إلى عائلة الأشراف بحلب قد ساهم إلى حد بعيد في تحديد رؤيته السياسية عندما قرر أن "الإسلامية""مؤسسة"على أصول الإدارة الديمقراطية"،أي العمومية والشورى الأرستقراطية، "شورى الأشراف" وهو ما يكرس النخبوية في المجتمع الذي يدعو إلى إقامته الكواكبي، مع العلم أن نصوص الإسلام الداعية إلى الشورى جاءت عامة إلى كافة أفراد الأمة الإسلامية بدون استثناء دون أن تحدد أي صنف من الناس يختص بإدارة شؤون المجتمع دون بقية الناس، بل إن النصوص المشهورة في هذا المجال تخالف تماما رؤية الكواكبي السياسية النخبوية كقوله تعالى: "وشاورهم في الأمر" أو قول الرسول﴿ صلى الله عليه و سلم﴾: " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".
ثم يضيف الكواكبي أن لا إمكانية لنشوء الدولة المستقرة التي ترقى بأفرادها ما لم يتحول الحاكم إلى خادم مطيع يخضع للقانون بملء إرادته وتكون الرعية على وعي تام بسيرة حاكمها فتراقبه رقابة مشددة حتى لا يحيد عن الطريق السوي. ويمكننا أن نسأل الكواكبي هنا من أين لنا مثل هذه الرعية الواعية بدورها السياسي والفاعلة في مجريات الواقع ما دمت قد أحلت معظم أفراد هذه الرعية على التقاعد ليتركوا الأمر لأهل الحل والعقد المسمون عندك بالأشراف!؟
ويبدو أن الكواكبي كان مستلهما لرأي "منتسكيو" عندما ينبه إلى ضرورة فصل القضاء عن الحكومة والتفريق بين السلطات السياسية والدينية والتعليم مؤكدا على أن مثل هذه المبادئ السامية قد جسدت في حكومة الرسول صلى الله عليه و سلم والخلفاء الراشدين وبعض السلف كعمر بن عبد العزيز والمهتدي العباسي ونور الدين الشهيد...
وهكذا حاول الكواكبي "بمفاهيم إسلامية" تبرير تبني المؤسسات الغربية معتبرا ذلك التبني عودة إلى روح الإسلام لا إدخال شيء جديد عليه!؟، وقد جعلته ميولاته "الديمقراطية" يعتقد أن النظام البرلماني ليس سوى بعث لنظام الشورى الإسلامية على ما بينهما من فرق!!؟
ولم تتجاوز نظرته إلى الحكم الصالح الرشيد النظرة الدينية التقليدية التي تدعو الحاكم أن لا يحكم الهوى في حكم الناس وإنما عليه أن يحكم بالعدل.
فلم يحاول مثلا البحث في الطرق المناسبة والأجهزة المختصة القادرة على إجبار أي حاكم على الخضوع للقانون، كما لم يبحث في مصدر القوانين العادلة..!؟ بل يذهب إلى أبعد من ذلك حين يقرر في آخر كتابه "الطبائع" أن الإستبداد السياسي "لا ينبغي أن يقاوم بالعنف" وهو الذي كرس كل حياته في مقاومة الإستبداد!؟ محتفظا بتسمية الثورة "فتنة"!!؟؟
ج- تجديد الكواكبي في الجانب الإقتصادي والإجتماعي:
تقوم "الإسلامية" في وجهها الإقتصادي والإجتماعي على ما يسميه الكواكبي "بمعيشة الاشتراك العمومي" ومعناه: التعاون والإتحاد والتحابب والإتفاق.
"فالإسلامية" كما أسست حكومة ديمقراطية تقوم على الشورى والحرية، أسست أيضا أصول هذه المعيشة التي تهدف إلى تحقيق التساوي والتقارب في الحقوق والحالة المعيشية بين البشر، و تعمل ضد "الإستبداد المالي"بمعنى رأس المال.. حتى لا يصبح المال دولة بين الأغنياء فقط وحتى يستطيع فقراء الأمة اللحاق بأغنيائها.إن منع تراكم الثروات بأيدي أقلية يصبح ضرورة حضارية وأخلاقية، لأن تراكم الثروة يولد الإستبداد الداخلي و الإستعمار الخارجي.. كما أن تراكم الثروات بأيدي أقلية يضر بأخلاق الأفراد ذلك أنه توجد علاقة جدلية بين الغنى المفرط أو الفقر المدقع وانحطاط الأخلاق.
وبهذه النظرة العميقة يتجاوز الكواكبي ذلك النقد ذو المنزع الليبرالي الداعي للمساواة الحقوقية. والذي يأخذ على حكم الإستبداد تجاوزاته ومناقضاته للتشريعات والقوانين المرعية، منطلقة من احترام مجرد لهذه القوانين والتي لا تمثل في الواقع إلا مصالح تلك الفئة التي تسن تلك القوانين وتكرس الأعراف المناسبة لمصالحها الإجتماعية والإقتصادية، داعيا إلى ضمان فعلي لمصالح كافة شرائح المجتمع.
إن الإستبداد السياسي هو المسئول عن الظلم والقهر من جهة وعن التأخر الإقتصادي وعن الحيف الاجتماعي من جهة ثانية. أما "الإشتراك العمومي" فهو سر البقاء والتقدم لكل ما في الكون و"هو أعظم سر الكائنات". فهو طبيعي يتلاءم مع سنن الكون، وقوانين الطبيعة، ومن ثمة فإن الفردية المطلقة لا مكان لها في المجتمع الذي يدعو الكواكبي إلى إقامته، لأنها ضد نظام الكون وسنن الحياة. بالإضافة إلى أن الإشتراك العمومي أصبح حاجة ملحة في العصر الحديث وهو العمود الفقري لإنجاز الأعمال الكبرى التي لا تفي بها أعمال الأفراد كما أنه حجر الزاوية في "نجاح الأمم المتمدنة".
تنبع دعوة الكواكبي إلى "معيشة الإشتراك العمومي" من فلسفة قوامها أن ثروة المجتمع إنما هي "فيض" قد أودعه الله في الطبيعة، وبناء على ذلك فإن كل ما في هذه الطبيعة من ثروات وكنوز ظاهرة أو باطنة يجب أن تبقى عامة وأن يسود فيها قانون الإشتراك العمومي بين البشر العاملين في ترويض هذه الطبيعة وإخضاعها.
فالمال المستمد من الطبيعة لا يجب أن يملك.. وإذا جاز أن يختص بإنسان أو يدخل في حيازته فإن طاقة العمل الإنساني تكون هي السبب لهذه الحيازة وذلك الإختصاص، يقول الكواكبي في هذا المجال: "إن المال المستمد من الفيض الذي أودعه الله في الطبيعة ونواميسها... لا يملك إلا بعمل فيه أو في مقابله".
لكن هناك نوع من الثروة يجب أن تبقى عامة ومشتركة بين العاملين في المجتمع ولا يصح أن تملك أبدا وهي: "الأراضي والمعادن والأنهر، والسواحل، والقلاع والمعابد والأساطيل، والمعدات إلخ". مما هو لازم للجميع وتبقى للحكومة صفة الأمانة على هذه الأملاك.
والحاصل أن "الإشتراكية" التي يدعو إليها الكواكبي قائمة على دعامتين: أولهما الملكية العامة للثروة وتدخل في نطاقها جميع احتياجات البشر الضرورية لحياتهم سواء كانت مادية أو أدبية، وفي مقدمتها الأراضي الزراعية وكل ما في باطن الأرض من معادن وكنوز وهي "ملكا لعامة الأمة يستنبتها ويتمتع بخيراتها العاملون فيها استلهاما من الحديث المشهور "من أحيا أرضا مواتا فهي له".
وثانيهما: طاقة العمل الإنساني المبذولة في تنمية هذه الثروة العامة وتحصيل ثمراتها. وبناء على ذلك يصبح معيار إنسانية الإنسان في المجتمع الاشتراكي هو العمل.. فلا يكون الإنسان "إنسانا ما لم تكن له صنعة مفيدة تكفي معاشه باقتصاد لا تنقصه فتذله ولا تزيد عليه فتطغيه" فلا مكان في المجتمع الذي يدعو إلى إقامته الكواكبي للمتعطلين الذين يريدون العيش على حساب الآخرين "فمن لا يصلح لوظيفة أو لا يقوم بما يصلح له بل يريد أن يعيش كلا عليهم (أي العاملين) لا عن عجز طبيعي (يكون) حقيرا يستحق الموت لا الشفقة".
إن السعي في هذا السبيل لتطبيق "مبادئ الإشتراكية" هو مواصلة لتراث سابق، واستجابة لحاجات كثيرة بعضها كامن في طبيعة النفس العربية لأن "العرب أهدى الناس لأصول المعيشة الإشتراكية"..!؟ إن تحقيق هذا الطراز الرفيع من الشورى والديمقراطية والإشتراكية الإجتماعية يأتي نتيجة "لثقافة معينة" و تتويجا لمذهب إنساني أي نتيجة لتقويم معين للإنسان على مستواه الشخصي وعلى مستوى علاقته بالآخرين. لذلك يتوجب تخليص الإنسان من كل التوجهات المضادة للشورى والديمقراطية، وهذا ما يجعل "الإسلامية الثقافة" تقتضي الحكمة العقلية وعلوم الحياة، وحقوق الأمم، وطبائع الإجتماع والسياسة المدنية والتاريخ المفصل... ونحو ذلك من العلوم التي تكبر النفوس وتوسع العقول، وتعرف الإنسان ما هي حقوقه، وما هي واجباته، وهذا ما يجعل من الثقافة الصحيحة المستنيرة والعميقة ونشرها بين كل أفراد المجتمع ركيزة أساسية من ركائز "الإسلامية" وأس من أسسها.
د- مهام الحكومة "البديل" للرقي بالأمة:
إن التنوير الذي سيطر على ذهن الكواكبي، كان قد هيمن عليه السياسي، كما لاحظنا. لأن "السياسي" في وعي النهضة لم يكن شيئا متعاليا ولا تعبيرة مجردة لواقع مستقل، بل التشخيص المؤسسي لحالة المجتمع بل والحضارة الإسلامية المحتضرة.وهذا الوعي بأهمية السياسي في تحديد حالة المجتمع، جعل الكواكبي يعطي "الحكومة البديل" دورا رياديا في النهوض بالمجتمع، لذلك أوكل لها مهمة تربية الأمة والسير بها في طريق الرقي والإزدهار إذ بيدها وحدها رقي المجتمع أو انحطاطه..! فعلى الحكومة المنتظمة التي ترعى شؤون الأمة أن تتولى ملاحظة تربية أفراد الأمة والسهر على راحتهم، وهذه المهمة تبدأ منذ ما قبل الزواج "بسن قوانين النكاح وتوفير متطلبات الصحة العامة كبناء المستشفيات وإيجاد القابلات والأطباء وبناء دور الحضانة وتشييد المخابر لصناعة الأدوية... كما عليها أن تفتح المدارس والمكاتب وتشجع على المعرفة والتعليم بدءا بالتعليم الإبتدائي وجعله إجباريا لكافة أفراد المجتمع، بلوغا إلى أعلى المراتب والدرجات، ثم تمهد المسارح والملاعب وتسهل الإجتماعات وتحمي المنتديات، وتنشئ المكتبات والمتاحف لحماية آثار الأمة وتراثها وتيسر الأعمال المفيدة وتشجع على كل خلق وابتكار.
لقد عاب الكواكبي على الإدارة المستبدة كبتها للحريات لذلك فلابد "للحكومة البديل" أن ترعى الحرية وتجعلها تقليدا من تقاليدها. والكواكبي إذ يورد مفهوم الحرية يورده بمثابة النقيض الأصلي لمفهوم الإستبداد، فعرفها (الحرية) بأن:"يكون الإنسان مختارا في قوله وفي فعله لا يعترضه مانع ظالم". وتكون السلطة منحصرة في القانون وذلك يعني أن ليس للحكومة الحق في إيقاع أي عمل إكراهي بدون الوسائط القانونية. بحيث أن الإنسان لا يخشى هضيمة في ذاته ولا في سائر حقوقه ولا يحكم عليه بشيء لا تقتضيه قوانين البلاد المتقررة لدى المجالس، وهذا التعريف هو على غرار ما عرف به "منتسكيو" الحرية حين قال بأنها: "الحق في عمل كل ما تسمح به القوانين".
وبرّر الكواكبي تبنيه للحرية مثلما فعل معاصروه من "السلفيين" بأنها مستمدة من الشريعة الإسلامية بل هي روح الدين على حد تعبيره.!!؟؟
فالحرية خاطر غريزي في النفوس البشرية. فيها نماء القوى الإنسانية من تفكير وقول وعمل، وبها تنطلق المواهب العقلية متسابقة في ميدان الإبتكار والتدقيق، فلا يحق لها أن تسام بقيد من القيود، وقد تنبه الكواكبي إلى أن نهج الأوروبيين في البحث العلمي كان من أسباب تقدمهم وتطور العلوم عندهم، فهم يعتمدون حرية البحث والتفكير ويدققون ويبتكرون في المعارف ويطمحون دائما إلى تخطي ذواتهم وما وصل إليه أسلافهم.وبناء على ذلك فان افتقاد الحرية في أي مجتمع بشري معناه انتشار التقاعس فيه عن كل " صعب و ميسور"..
إن الحكومة العادلة الحرة تفعل في أخلاق البشر ما تفعله العناية في إنماء الشجر، فالحاكم العادل هو بمثابة البستاني الذي يرعى أشجار بستانه وأزهاره ليل نهار حتى تؤتي أكلها على أحسن وجه ممكن... للسعة والفقر وانتظام المعيشة دخل كبير في تيسير التربية أو تعسيرها، والحكومة "البديل" كفيلة بتيسير كل الظروف الملائمة للتربية الصحيحة وتذليل كل العقبات حتى يتمكن أبناؤها من الرقي المادي والروحي.. فهي في سعي دائب ليرقى ابنها في جسمه وصحته ويزداد علمه وماله ويتصف بمكارم الأخلاق والخصال السامقة. ويرقى في صفاء روحه إلى مرتبة الملائكة.وهكذا يعيش الإنسان في ظل العدالة والحرية نشيطا على العمل بياض نهاره، وعلى الفكر سواد ليله لأن مناخ الحرية والعدالة يفجر الطاقات العديدة الكامنة في كل إنسان ويمكنه من إبراز فعاليته الإجتماعية وصناعة التاريخ وبناء المستقبل.
"وللحكومة البديل" بالإضافة إلى ذلك، مهمة التوسيع في الزراعة والصناعة والتجارة... كي لا تهلك الأمة بالحاجة لغيرها أو تضعف بالفقر، ومن هنا يشدد الكواكبي على أهمية الثروة العمومية خصوصا فيما يتعلق بدورها الحاسم في حفظ الإستقلال والقضاء على الفقر الذي يمثل رمزا للشر حتى قال الرسول صلى الله عليه و سلم ذات مرة " لو كان الفقر رجلا لقتلته ..لأنه رائد كل نحس. فمنه جهلنا ومنه فساد أخلاقنا".. كما تكتسي الثروة العمومية أهمية بالغة في المجتمعات الحديثة خاصة تلك التي تخوض صراعا ضد المستعمرين، إذ أصبحت الثروة العامة سلاحا رئيسيا في هذه الصراعات ولا يمكن كسب أي معركة بدون تأمين هذا "السلاح الفتاك".
وهكذا يصبح من أوكد مهمات الحكومة البديل تحرير البلاد من الإستعمار الداخلي المتمثل خاصة في الإستبداد السياسي والإجتماعي (البغي الاجتماعي) والإستعمار الخارجي والمتمثل في الهيمنة الغربية، بصورة مباشرة أو غير مباشرة والمضي بالبلاد والعباد في طريق الرقي والإزدهار والقوة.
و الحاصل: نلاحظ أن الكواكبي قد أدرك مثلما أدرك معاصروه من رجال الإصلاح أن المجتمع العربي الإسلامي قد أصبح بحاجة أكيدة إلى تغيير جذري في هياكله السياسية والإجتماعية و الإقتصادية و الثقافية... وجاء هذا الوعي وهذا الإدراك نتيجة مباشرة لغزو بونابرت لمصر عام 1798م، واطلاع بعض المثقفين العرب على "فلسفة الأنوار" التي مهدت لثورة 1789م.
ولقد تميز الكواكبي بحرص شديد على ضرب المؤسسة السياسية واعتبرها رأس كل شر أصاب العرب بسبب الإستبداد الذي كان يمارسه الحكام على المحكومين منذ عصر الإنحطاط. لهذا نجده يكثف من هجمته العنيفة ونقده الحاد لهذه المؤسسة، ويطالب بإحداث حكومة ديمقراطية حتى تتمكن من رعاية مصالح العرب على أحسن وجه.
ولعله قد أفلح كثيرا في إقناعنا بفساد الإدارة التركية وبخطورة المؤسسة السياسية في التأثير على كل جانب من جوانب الحياة في المجتمع‘ وكنا ننتظر أن يقدم لنا المؤلف بديلا فكريا وحضاريا واضحا للمجتمع المستقبلي الذي ينشده، لكنه لم يفعل، واكتفى بطرح الأسئلة العامة التي لا تسمن ولا تغني من جوع. بالإضافة إلى كونه لم يقدم لنا طريقة مقنعة وواضحة المعالم في كيفية تثوير المجتمع العربي الذي يرزح تحت كل مظاهر التخلف الحضاري نتيجة الإستبداد الذي يمارسه الساسة على الرعية..! ودفعه نحو النهضة الفكرية والحضارية التي ينشدها.
لقد طغت على المؤلف في بعض الأحيان، مفاهيم ومصطلحات هي من مخلفات عهود الإنحطاط في التاريخ العربي- الإسلامي، فحدّت كثيرا من حرية تفكيره واستنباط الحلول الملائمة لمشكلات المجتمع المتنوعة، كمفهوم "أهل الحل والعقد" و"أشراف الأمة" الذين يقررون مصير الناس في جميع مناحي الحياة. "والفتنة" بمعناها السلبي... وقد غاب عنه أن مثل هذه المفاهيم هي التي ساهمت بقسط كبير في تكريس الإستبداد السياسي والإنحطاط الحضاري والتخلف. ولعل مثل هذه المفاهيم المغلوطة هي التي زادت في إرباك رواد النهضة العربية وحدّت من فاعليتهم التاريخية في تغيير المجتمع وجعلت العرب يعيشون في حلقة مفرغة، ديدنهم "عود على بدء"، منذ "عصر النهضة" إلى اليوم.
فلئن افلح الكواكبي في صنع نسق سياسي – فكري حضاري، فإن هذا النسق الفكري بقي محدودا في نجاعته الحضارية وإحداث النهضة، بسبب الهيمنة الكبيرة التي بقي يمارسها التراث العربي الإسلامي على الحلول التي استنبطها الكواكبي في معالجة مشكلات المجتمع العربي بالإضافة إلى الهيمنة الحضارية التي أصبح يمارسها الفكر الغربي الحديث على بعض الحلول التي قدمها دون مراعاة خصوصية كل مجتمع ومتطلباته الحضارية.
فهل من سبيل إلى حداثة إسلامية جديدة تنقذ أمتنا العربية و الإسلامية من التخلف الحضاري و التبعية و الإستعمار و ترجع لها القدرة على الفعل التاريخي و التقدم الحضاري و قيادة مسيرة الشعوب نحو الخير و الأمن و السلام؟
الفهرس
الإهداء...........................................................................................ص3
التصدير.........................................................................................ص5
المقدمــــة........................................................................................ص6
الباب الأول......................................................................................ص9
تمهيد تاريخي:...................................................................................ص9
1-النهضة العربية والوعي السياسي- الحضاري:............................................ص9
أ- نقد حكم الإطلاق لدى رواد "النهضة العربية":............................................ص9
ب- النهضة وبروز التيار السلفي:...........................................................ص10
الباب الثاني....................................................................................ص11
I -النزعة النقدية لدى الكواكبي:..............................................................ص11
1-الكواكبي ونقد الإستبداد:...................................................................ص11
أ- مفهوم الإستبداد:............................................................................ص11
ب) أسباب الإستبداد:..........................................................................ص14
-1 الخوف:....................................................................................ص14
2- الجهـل:....................................................................................ص15
II – أثر الإستبداد على الفرد والمجتمع:....................................................ص18
1-إنحراف الغرائز:...........................................................................ص18
2-الإستبداد الإجتماعي:......................................................................ص20
3-الفوضى وانحطاط الأخلاق:..............................................................ص21
III شروط بقاء الإستبداد و ركائزه:..........................................................ص23
1-الإرهاب:...................................................................................ص23
2- القوة المسلحة:.............................................................................ص24
3- القوة المالية:...............................................................................ص24
4-العادة والألفة:..............................................................................ص24
5-القوة الخارجية " الإستعمار":.............................................................ص25
6- رجال الدين:...............................................................................ص26
الباب الثالث................................................................................. ص28
النزعة النقدية و الإصلاحية لدى الكواكبي:.................................................ص28
1- نقد الإستبداد بين الكواكبي و" الفياري":................................................ص28
2- التقاطع بين الشرع والغرب في فكر الكواكبي:.........................................ص31
3- الكواكبي والتجديد:........................................................................ص32
أ-مفهوم "الإسلامية":.........................................................................ص32
ب-تجديد الكواكبي في الجانب السياسي:....................................................ص32
ج- تجديد الكواكبي في الجانب الإقتصادي والإجتماعي:...................................ص34
د- مهام الحكومة "البديل" للرقي بالأمة:.....................................................ص35
قائمة المصادر والمراجع:
1- المصادر:
أ- العربية:
• عمارة (محمد): الأعمال الكاملة لعبد الرحمان الكواكبي: مع دراسة عن حياته وآثاره، (مصر، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر ط1 – 1970)
• الأعمال الكاملة لعبد الرحمان الكواكبي: (لبنان المؤسسة العربية للدراسات والنشر: ط 1 1975)
• الكواكبي (عبد الرحمان): تقديم أسعد السحمراني): طبائع الإستبداد ومصارع الإستبعاد (بيروت، دار النفائس ط 1 1984).
• :أم القرى(بيروت- دار الرائد العربي-ط2-1982).
ب- الفرنسية:
• Alfieri (Victor) : De la Tyrannie- (Paris, aux bureaux de la Publication ; 1865)
2- المراجع: (لقد اقتصرنا على ذكر أهم المراجع التي استفدنا منها في بحثنا)
• الدهان (سامي): عبد الرحمان الكواكبي : (مصر، دار المعارف بدون سنة نشر)
• حمزة (محمد شاهين): عبد الرحمان الكواكبي، العبقرية الثائرة: (القاهرة، منشورات المكتبة العالمية ط 1، 1958)
• خلف الله (محمد أحمد): الكواكبي حياته وآراؤه: (القاهرة مكتبة العرب بدون سنة نشر)
• كتورة (جورج): طبائع الكواكبي في طبائع الاستبداد: (بيروت، المؤسسة الجامعية للنشر، ط1، 1987)
• أمين (أحمد): زعماء الإصلاح في العصر الحديث: (بيروت، دار الكتاب العربي، 1979)
• شرابي (هشام): المثقفون العرب والغرب: (بيروت، دار النهار 1973)
• خوري (رئيف): الفكر العربي الحديث وأثر الثورة الفرنسية في توجيهه السياسي والإجتماعي: (بيروت، منشورات دار المكشوف، ط 1، 1943)
• حوراني (ألبرت): الفكر العربي في عصر النهضة 1798-1939: (ترجمة كريم عزقول، بيروت، دار النهار)
• سابايارد (نازك): الرحالون العرب وحضارة الغرب في النهضة العربية الحديثة: (مؤسسة نوفل ط1، 1979)
• زيادة (خالد): اكتشاف التقدم الأوروبي: (بيروت، دار الطليعة، ط1، 1981)
• هرمان (جورج): تكوين العقل الحديث: ( الجزء الأول): (بيروت، دار الثقافة، ط 2، 1965).
• عمارة (محمد): العرب والتحدّي: ( دمشق، دار قتيبة، ط2، 1987)
• بروكلمان (كارل): تاريخ الشعوب الإسلامية: (ج 3، بيروت، دار العلم للملايين، ط1، 1960))
• لانجر (وليم): موسوعة تاريخ العالم ج5: (أشرف على الترجمة عبد المنعم أبو بكر، ط 1966)
• دائرة المعارف الإسلامية: المجلد الثاني (نشر الشعب)
• المراكشي (محمد صالح): تفكير محمد رشيد رضا من خلال مجلة المنار: (تونس، الدار التونسية للنشر)
• الدوري (عبد العزيز): التكوين التاريخي للأمة العربية: (بيروت، ط1، 1984)
• ألحصري (أبو خلدون ساطع): محاضرات في نشوء الفكرة القومية: (ط. خاصة 1985)
• الأفغاني )جمال الدين) وعبده (محمد): العروة الوثقى: (بيروت، دار الكتاب العربي، ط3، 1983)
• محمد (محمد عوض): الإستعمار والمذاهب الاستعمارية: (دار الكتاب العربي، ط2، 1956)
• فولغين (ف): فلسفة الأنوار: (بيروت، دار الطليعة، ط1، 1981)
• الفنجري (أحمد شوقي): الحرية السياسية أولا: (الكويت، دار القلم، ط1، 1973)
• العروي (عبد الله): مفهوم الحرية: (المركز الثقافي العربي، ط 4، 1988)
: مفهوم الإيديولوجيا: (المركز الثقافي العربي، ط 4، 1988)
: مفهوم الدولة: (المركز الثقافي العربي، ط 4، 1988).
Naturellement, dans le Livre de interplanétaire
"Naturellement, la tyrannie et lesclavage lutteur"
Omar Mohammed Bin Salim
Écrivain
Omar Mohammed Bin Salim
Mohamedsalembenamor21@yahoo.fr
http:islam3mille.blogspot.com
Mohammed Salim Ben Omar, écrivain et critique de la Tunisie, membre de lUnion des écrivains tunisiens.
Sidi Bou véritable mandat de Sousse, est marié et a Shaimaa et Nasirullah. Et Sunburst
Obtenu un certificat en animation culturelle depuis 1992, a servi comme directeur du rôle de la culture en Tunisie.
A fait plusieurs contributions en espèces et de la créativité, et la civilisation intellectuelle article ...
Paru son livre: "la langue et les défis du sous-développement culturel arabe dans la nation arabe et islamique en 1995»
A également publié son livre: "La critique du despotisme oriental où le plasma et limpact des Lumières en 2009"
Et a publié son plupart des journaux nationaux et articles de magazines intellectuelle et monétaire
Et des histoires et des poèmes .. Il a également publié des magazines et des journaux, arabe .. .. Articles intellectuelle et culturelle
Lui nombreux manuscrits, y compris:
Marcher sur des charbons ardents et non pas une trahison de Dieu (roman) sur la restructuration de la pensée arabo-islamique dans lère moderne) Articles intellectuelle / culturelle (.
Boxe
À celle pour laquelle je salue ..
Pour la Oumma islamique ..
Exportation
"Que faut-il un philosophe, inventeur de la doctrine, mais un messager de la vérité, et aussi longtemps que les maux qui affligent la liste humanité de non-guérison. Tant que lerreur a permis, les préjugés, lignorance et la tyrannie qui perpétue ces maux. Tant que la vérité est limitée à quelques-uns et les privilégiés, invisible à la plupart des catégories lhomme restera le devoir du croyant philosophe à prêcher la vérité, et de les garder et les encourage et les éclaire. Même si les feux ont été publiés en ne précisant pas de sa génération et son peuple, ils seront sans doute bénéfiques pour le pays et la production des autres. philosophe que les citoyens en tout lieu et de temps devant le monde entier et t, et la terre, à lécole, les étudiants et les générations futures. "
Introduction
La tyrannie politique, et resteront handicapés Daoua le mouvement de progrès dans les sociétés humaines. Abdul Rahman a été piqué plasma (1854/1902) et de toute la nation arabe et islamique comme un mauvais style de gouvernance, dans de nombreux pays portent encore la maladie redoutée qui à ce jour, mais peut-être léchec des Arabes et des musulmans dans lexpérience de la Renaissance est due principalement à la mère quils ont négligé la question dans la renaissance des peuples et des nations est la question de lémancipation humaine et le progrès comme une personne non par les droits seulement, mais avec des droits et comme une fin désirée, et changer de perspective.
Nous avons vu que vont étudier à penser Abdul Rahman plasma comme son leadership dans ce domaine et a consacré presque toute sa chasse vie dadulte pour la libération des Arabes et des musulmans de la tyrannie des Turcs, appelant le Hamas Fayyad à approuver les "Schori démocratique» pour éliminer les causes de la décadence et léchec de la civilisation.
Il nous tient à ce réformateur du monde »laccent, dans la plupart de ce qui était écrit sur la critique de la tyrannie, et didentifier les inconvénients sur la vie de lindividu et la société, il est même seulement lun des pionniers de la Renaissance arabe, qui a passé la plupart de sa lutte pour résister à la tyrannie et à avertir des risques. Peut-être la plus grande partie des études sur la pensée interplanétaire est venu sous la forme de rapports narratifs du point de vue politique, économique et éducatif ... pour manque souvent une analyse en profondeur, et le suivi des objectifs qui visent à plasma ..!?
Lidée Almtsmp la majeure partie des étudiants fournis sous la forme de réformer la tyrannie de trésorerie de la Turquie et a appelé à la succession de remplacer arabes de lEmpire ottoman à partir de deux livres abandonnés droit dauteur et sont le village «mère» et «le despotisme et lesclavage lutteur" ne sont pas arrivés à lesprit le phénomène de la propriété intellectuelle distincts et négligé de nombreux aspects de la créativité et lesprit Après examen de qui caractérisent le plasma ... Nul ne conteste la valeur de ces livres qui ils joindre les Mjmli plasma vues réforme monétaire.
Je soutiens que le livre "natures" est la pierre angulaire de la connaissance des idées interplanétaire a décidé dans son esprit, après une vie pleine dactivité et la mobilité dans le domaine de journaliste .. Appelant à la résistance à toutes les manifestations du sous-développement et de déclin culturel qui fait reculer la société arabo-islamique à lépoque.
Aussi ce livre a inclus quelques-unes des idées des plus grands temps de la Renaissance arabe Tahtawi (1801/1873) et la meilleure religion tunisien (1810/1890) et en Afghanistan (1837/1897) et Abdou (1849/1905) et Rashid Rida (1865/1935) », mais il était difficile de Tout chercheur sérieux de ne pas rester avec lui pour fournir de laider à connaître la pensée et de conscience de la renaissance arabe dans la seconde moitié du XIXe siècle.
Toutefois, le manque détudes sérieuses qui ont examiné les effets de plasma ont commencé à être confinés dans ces dernières années, surtout après quil a publié, Mohamed Emara, «les œuvres complètes de Abdel-Rahman plasma, accompagnées dune analyse de tous les plan de ce réformateur" leader "dans le domaine de la politique et social, éducatif et certains de sa théorie en général.
Ces études et leur pertinence pour Almitha dominé par la nature sélective et labsence desprit de rigueur monétaire ..! Entré surtout chanter les louanges de Kwakbi ne le voyait pas, sauf les aspects positifs de sa pensée.
Nous avons étudié le plasma dans son premier livre, "ou villages,« les causes des déséquilibres et les faiblesses de la situation des musulmans et de la façon dont leurs quartiers, et dans son deuxième livre, «despotisme» sa règle absolue forte. Les livres sont complémentaires en ce quils les maux de la société arabe et islamique Itelmusan la voie à une renaissance.
Il a également laissé interplanétaire poèmes total, il a dit son fils, Muhammad Asad Kawakibi: que son père "a été enregistré comme Irogah de cheveux et de classer vingt articles portant à la fin de chaque numéro du verset indique un fil spécial ou dun parent ou déloge ou la satire ou le pathos, etc .."
Il a dit: "Je suis toujours Pkinash les poèmes total Tnov les trois mille maisons classées sur le modèle mentionné, et rédacteur en chef de son plan connu, qui ne reproduit pas, mais sa vie nétait pas Moktrtha parce que les cheveux soi-même, où je ne le trouve pas sur quelque chose que seuls quelques versets passionnés parlée Excusez-moi lors de lédition "ou" villages à Alep, un poème et lenvoyer libéré de lEgypte à son frère, M. Massoud, une image pandémie réservés pour moi.
A quitté le plasma, en plus de la littérature de ce livre: "feuilles de Quraysh" et "gloire à Dieu» ont été confisqués ces livres par les autorités ottomanes à la fois après la mort de plasma ont été trouvés empoisonnés au Caire avec limpact à ce jour.
A été marquée dans tous les plasma derrière les livres et les articles clairement son engagement à lanti-tyrannie de différentes couleurs et Cklath et Alichow de liberté et démancipation .. Sur la base des racines profondes et ancrées dans le patrimoine arabo-islamique et de ses relations avec la grande majorité des écoles de pensée occidentale, en particulier ceux qui ont mené à la Révolution française en 1789.
Tirées des références dans les livres par le plasma quil était bien informé sur un large éventail de lhistoire islamique dans lancienne et moderne sa marque particulière dIbn Khaldoun dans certaines de ses idées, que beaucoup de citer le Coran et le hadith et les points de vue des écoles Imke de la jurisprudence islamique, ainsi que certains de ses contemporains tels que Tahtawi et le bien de la religion et Mrash Halabi et lire quelques sa touche de profiter de notre auteur des traductions en Egypte à lépoque de Muhammad Ali. Limpact des philosophes des Lumières et en particulier le Rosso "et" Mentskjo "na pas besoin de tout voir le livre« despotisme »a plus de plasma provenant de lutilisation des termes de la philosophie de la notion des Lumières du XVIIIe siècle du« droit naturel »et« liberté »et« démocratie »et« socialisme "et dautres, ce qui reflète sa relation étroite avec les Lumières de la pensée occidentale et de linfluence profonde sur la Révolution française, même si elle nétait pas maîtrisé les compétences en langue étrangère dans la langue, sauf turc et larabe. Montre clairement influencé par ce qui est dit dans le livre écrivain italien "Victor Alviari" (1749/1803), a appelé "la tyrannie": "tyrannie Dela, ce qui montre que le plasma a vu à travers la traduction en langue turque par un jeune Turc en 1867. A été calculée à partir de plasma dans la critique de certaines de ses idées de la tyrannie et lui récupéré le livre «despotisme». Ont aussi tendance à penser que le livre "Pellnt": "Lavenir de lIslam» a eu un impact sur les tendances nationales interplanétaires ...!
La lecture que nous voulions faire penser plasma vise principalement à répondre à deux questions importantes sont lessence même de la problématique de cette recherche:
1. At-il réussi à plasma - un modèle pour les dirigeants de la Réforme - à travers les pensées et les opinions de la réforme monétaire et de faire "politique coordonnée - intellectuelle culturel» apte à changer la communauté musulmane à lépoque moderne et à la promotion et le renouvellement de l.. différentes structures?
2. En supposant que la réalisation des conditions du plasma pour la construction de ce modèle de la propriété intellectuelle / culturelle, quelle est la part de ce modèle de la propriété intellectuelle "alternative" lefficacité des manifestations culturelles et de la Renaissance? Et la confiance en soi que Kwakbi pensé que le patch pour une réalité critique de la détérioration de lEmpire ottoman de son temps et une vision de la société islamique dans le même temps?
La réponse à ces questions sont plus faciles pour nous a révélé le rôle joué par notre auteur comme lun de lélite intellectuelle à lère moderne qui a fait preuve de leadership et intellectuelle arrogé la capacité mentale et intellectuelle soient pleinement conformes à résoudre le problème de lhéritage intellectuel et culturel et de savoir comment concilier les éléments de la culture arabo-islamique de la vieille .. Et piliers de la culture des Lumières européennes .. envahissantes » Imposée aux musulmans depuis la fin du XVIIIe et du début du XIXe siècle. Ce travail nous permettra de réaliser si le plasma atteint pour résoudre ce problème Merci pour le format conçu pour la réforme intellectuelle politique ou non?
Nous avons choisi comme beaucoup dénergie à collecter les informations objet de notre recherche de mon livre "ou villages» et «despotisme» et puis nous avons analysé Popnaha sont prêts à être intégrés.
Partie I
Boot dans lhistoire:
1 - la renaissance arabe, la conscience politique - de la civilisation:
Indique que lexpédition de Bonaparte en Egypte en 1798 a représenté le point de départ pour essayer de promouvoir le pays arabes et islamiques, a représenté la campagne cran une prise de conscience forte de larabe statique, et na donc pas la vigilance de réponse arabe à des besoins ou des réactions des internes, mais la réponse "au défi imposé par lOccident à tous les niveaux sociaux , politique, économique et psychologique "
Le cri est venu, le cheikh Hassan Al-Attar un reflet fidèle de cela, dit-il après la clôture des savants de la campagne française et vu ce quils ont à la science: «Notre pays doit être modifié et renouvelé par la science et des connaissances qui nest pas en lui." Depuis lors, les Arabes ont commencé à sentir le réservoir de la maladie et le sentiment que sont devenus le fossé culturel entre les terres de lIslam et lOccident .. Brothers a grandi en pensant dans cette région ou que la nécessité de réformer le désordre .. Larrangement éparpillés .. Et denvisager les cessé de reprendre les terres de lislam et sa renaissance et lindépendance, et demain de recherche concentrée dans le problème du changement dêtre inscrit sur le modèle de la vie politique, intellectuelle et sociale.
Ce paradoxe a été fondée sur une approche comparative apporte trois grands piliers, à savoir: "Lego" qui vivent dans les ténèbres de lignorance et la décadence.! Et par rapport à "près de moi" .. Majid!? Puis "Lego" et "autres", représentée surtout dans lOccident développé.
Il incarnait lidée dune réforme de la première génération, le plus de la Rifaa comme Rafi Tahtawi Badawi (1801-1873) et la meilleure religion de la Tunisie (1810-1890).
Le voyage pour les dirigeants de cette génération à louest et le mémoire en ligne de la culture et la civilisation rôle important dans lidentification des solutions apportées par la présente génération à sortir de lornière de la décadence culturelle et de larriération.
A - toute critique de la règle des pionniers de la "renaissance arabe":
Nous avons attiré lattention de cette génération sur le transfert et ladaptation de ce qui avait émergé de lesprit de la gouvernance européenne, les sciences politiques et de technologies modernes, Vtorgomoa Certaines constitutions de la Banque, notamment la Constitution de la Révolution française et à condition que la liberté et légalité comme ce fut le Tahtawi dans le «libre à lor fin" La meilleure religion de la Tunisie "voies gens "Partant de la foi de cette génération de la nécessité pour les organisations politiques, organisations sociales, qui ont augmenté de répondre sur la base de lOccident, et la première de ces organisations sur lélimination de toutes les règles et le changement du système constitutionnel. Et la diffusion de la science et de la liberté, et a trouvé cette génération a été contraint de réinterpréter lhéritage islamique, ce qui permet qui permet laccès à ces innovations en santé physique et mentale culturelle.
Cette génération avait été critique de la politique autoritaire en raison de la tyrannie de la «politique répressive et autoritaire dAbdul Hamid,« Mais lunité du califat et se tint en face de la forme colonialisme occidental une obsession encore plus importante dans leurs programmes, lidée que le «gouverneur de déréglée mieux quun dernier essai," il détient toujours le esprit.! Cest ce qui fait entre eux nont pas une forte campagne sur la tyrannie ottomane aussi longtemps que la majorité des Etats arabes sont toujours libres de .. colonialisme occidental en plus de la notion de «lUniversité islamique» et «unité islamique» avait une forte influence sur .. lesprit! Le califat "incarne tout le pouvoir temporel, une source de légitimité dans la société et lÉtat."
B - la Renaissance et lémergence de la tendance salafiste:
Retour de la Ligue musulmane comme une forme de construction garantit la politique existant et de vacciner, avant les grèves colonialisme occidental et de réduire douloureuse dans de nombreuses parties de lEmpire ottoman et la chute des pays arabes les uns après les autres dans les griffes du colonialisme occidental directs en Algérie, à partir de 1830 et à Tunis en 1881 et en Egypte 1882 .. En plus de lintensification de la politique totalitaire poursuivis tard sultans ottomans, tous ces facteurs ont commencé à éveiller le sentiment chez les Arabes à Bugeanhm auto. Et commence le nationalisme appelle à linauguration, qui a longtemps caché sous le manteau du Monde islamique parfois ou phases arabisme timide de lautre. Le traitement de la structure politique dans la pensée de la Renaissance qui semblait au bon abord avec lentrée de la domination coloniale européenne et la destruction rapide de la succession de lEmpire ottoman, le dépeçage de larabe U. S. .. Ce traitement vous pourrez voir de nombreuses tendances et les visions de la société et la promesse dune renaissance "Siècle des Lumières», cite la lumière de lOccident construire des ponts avec la source de «progrès, la raison et la liberté." Il semble que courant de pensée ont commencé à apparaître à la surface, puis a été diffusé sur Jamal al-Afghani (1839-1879) et la collecte de ses disciples dans lOrient islamique à lépoque moderne a un tel mouvement islamique important. Peut-être le plus remarquable de cette tendance Muhammad Abduh (1849-1905) et interplanétaire 1854 -1 902) fait lobjet de notre étude, et Rashid Rida dorigine libanaise (1865-1935) .. Ce fut un mouvement de ses prédécesseurs, il a pour réaffirmer les faits fondamentaux de lIslam, et la réforme car elle visait ce quils considéraient comme la renaissance déléments négligés dans la tradition musulmane, mais le processus a été une renaissance - et cela est très important - sous linfluence de .. la pensée européenne libérale! Leader dans progressivement à une nouvelle interprétation de lislam et les concepts islamiques afin de les rendre équivalentes aux principes directeurs de la pensée européenne à cette époque.!
Partie II
I - la tendance des espèces dans le plasma:
1 - le plasma et la critique de la tyrannie:
A - le concept de la tyrannie:
Lutilisation du plasma terme «tyrannie», synonyme de la règle terme absolu injuste, par opposition à lui comme "juste verdict" et "gouvernement libre régulière, sachant que la tyrannie ne correspond pas à la langue le sens de linjustice, Valistbdad dans la langue est« rester à lécart et lisolement », et ici, pensait-il le monopole et la gouvernance .
Démontre le plasma pour la référentialité islamique dans la définition de la tyrannie, quand il décide de sécarter de linstinct autoritaire qui les a créés, "Ferry lui-même était un homme devenu Illagha." Il ne fait aucun doute quil était en invoquant histoire de Pharaon dans le Coran quil revendiqué la divinité, en disant aux enfants dIsraël:) ce que vous avez appris de Dieu Giry (.
Lidée de la réclamation de la divinité par le pouvoir tyran de _ par _ interplanétaire que le candidat à linjustice et la tyrannie, et de suivre les caprices de soi dans la gestion des affaires de la société pour devenir une loi de la société damateur et la charia, est dominé par toutes les autorités en matière de gouvernance, à son tour, la nation a vécu sous la tyrannie, asservi et humilié nest pas dans le affaires dune solution ou dun contrat, mais est soumis à un souverain absolu, sera la loi, et sa volonté, un régime à gouverner à sa guise et faire ce quil veut.!
Il attire également notre attention dans cette définition de la notion de la tyrannie, la tyrannie de certains des termes contenus dans le livre "Alviari" que nous avions noté plus haut .. Il savait ce dictateurs auteur, en disant: «Tous ceux qui pria par la force ou truc .. pour profiter pleinement à la périphérie de la gouvernance et de croire quils sont au-dessus de la loi, ou ils sont aussi bien .."
Ne parle pas des choses interplanétaire propos de fantasme, mais est lancé pour décrire la dérive autoritaire dexaminer ce gouvernement personnel dAbdul Hamid, le tyran-Jabbar, il a "imposé sur la fourniture troupeau individuel difficiles intensifié jour après jour et ciblée toutes les confessions des Arabes, Grecs, Arméniens et autres."
Il démontre également le plasma dans le «despotisme» pour permettre la compréhension de la pensée politique que le berceau de la Révolution française de (1789) la théorie du contrat social de «verrouiller» et de Rousseau, «et les variétés des systèmes politiques et de leurs propriétés comme indiqué dans le livre" LEsprit des lois »à« Mentskjo "... Il peut souligné la nécessité de lois justes empêcher le gouvernement dassocier la population dans les pays développés à travers ses représentants, selon le point de vue que la «tyrannie» est une recette pour le gouvernement, dirigé par un despote et il entre eux et lAssociation nationale de certaines informations protégées par le droit de prendre le pouvoir. " Il ny a plus de place pour homme prétend quil règles au nom de Dieu nont pas besoin dune loi en collusion par les humains, il est devenu une loi satisfaisante pour tous pour la conduite de M. Haider de soi pour ne pas le gouvernement tombe dans le marais de la cale la tyrannie, et deviennent donc plusieurs types de gouvernements despotiques et le mépris de la droite de lindividu et le groupe est «gouvernement de lhéritier individuel absolu au trône, le chef de larmée, vainqueur de lautorité religieuse», comme cest le cas et les Turcs ottomans dirigé par le sultan Abdul Hamid.
Il examine ensuite la philosophie du plasma par un régime autoritaire .. déloyale Dit que cette philosophie est basée principalement sur la théorie de la Ahtaqarip homme et de son évaluation négative et fait un moyen, non une fin en soi. En plus de mineurs et considérés comme incapables de contribuer à la gestion de ses propres affaires ..! Il a exprimé lexplicite expression Tawfiq Pacha, khédive dEgypte dans son dialogue avec lAfghanistan, il a dit quelque chose à leffet: «Jaime tout bon pour les Egyptiens, et je suis heureux de voir mon pays au plus haut degré de sophistication et fermier, mais avec regret que les gens oisifs pas apte à être jeté sur lui et quelles sont les leçons que vous avez reçu de lirriter ...
Toute personne qui lit le «despotisme» son attention, car à première vue une interplanétaire malédiction forte contre la tyrannie et de la lutte pour lensemble de ses manifestations dans toute situation était, et est considéré comme la source de tous les maux et les épidémies qui affectent les sociétés humaines, lexplication pour le progrès bilatéraux / retard, selon la nature de lestablishment politique, parce que le système politique compte est le diagnostic de létat institutionnel de la société et, partant, mettre à jour sa forme sincère de la réalité et de Cklath, si la communauté se plaignait de la faiblesse et de décadence et de larriération .. Il ne fait aucun doute quil existe un déséquilibre dans le système politique, et ce déséquilibre est la tyrannie et de monopoliser le pouvoir ..! A été marquée par plasma style excités Fayad, lhonnêteté et de clarté et de rigueur, malgré les circonstances difficiles, qui a écrit lauteur de "natures" Le cœur du thème de larrière du ventre bien un défi, pas une tache sur qch dans un fief de la tyrannie, lun des seul écrivain italien "Victor Alviari" qui a été la liberté glorifier comme plus honorable que la vie et prometteuse que lesprit du libre "ne trouvera pas la paix ou de confort», à écrire des pages de "cruelle pour détruire les tyrans", a dit quil parlait de la tyrannie: «Non, pas la part, je dissipée par le vent si elle est née des hommes sont honnêtes dentre nous de croire que la liberté est indispensable à la vie ".Livres sur les mêmes lignes interplanétaires dire au début de son livre, "natures": "Les mots du droit et pleurer dans une vallée, que je suis allé aujourdhui avec le vent peuvent disparaître à crémaillère" .. Il est vrai que la majeure partie de la génération du plasma des réformateurs qui avaient critiqué loppression et la tyrannie, mais ils nétaient pas si plasma clair dans sa campagne violente contre toute apparence, claquer de la tyrannie, ainsi que cela na pas apaiser la tyrannie, un jour, comme lAfghanistan ou Rashid Rida. Par exemple Valofgani, ne peut pas nier que le tyran au pouvoir, peut saméliorer si ses intentions, pour atteindre un grand nombre de bonnes vitesses, mais le risque dun régime autoritaire à son avis, dépend de lattitude de la décision, dit afghan à cet égard: «Le gouverneur était la vision du monde de la nation ... une entreprise réelle SAS politique de la nation, la justice, et hisser le drapeau .. Manar Le gouverneur nétait pas au courant de désagréable .. chuté comportement de la nation de labîme des perdants. " Lélève Rachid Rida afghane reste doux pour la règle dAbdul Hamid, et même défendu sa politique, en appelant que la réforme doit être avant, «sultan calife conseillé par le Conseil des Oulémas." Ne se sont pas Rashid Rida sur la politique dAbdul Hamid injuste jusquà déposé en 1908 par lAssociation «Union et Progrès" _ dit Rashid Rida: "Cest Abdul Hamid avait trahi, et ses collaborateurs peuvent Goa dans le sol et à gauche les sunnites et à limposition et perturbé la loi et les lois et tyrannisé pour tous les Ottomans, et recueilli les tas emmagasinée .. de largent Alors Allah leur a donné en termes de pas manqué une et jeté leffroi dans leurs cœurs », a déclaré Mohammed Abdu - par Rachid Rida, en 1897, mettant en évidence la position des Turcs:« Les Arabes, sils essayaient de se séparer du Sultanat, il est possible dintervenir en Europe et en les soumettant sont soumis aux Turcs avec eux, lautorité ottomane a été, avec toutes ses imperfections la seule chose que le reste de lindépendance politique de la nation, si fané, les musulmans ont tout perdu et a été inventé, sans forcer les Juifs. " .. Nous avons voulu présenter ces vues de certains de ses contemporains du plasma pour prouver le fait: que le plasma ne saurait reprocher à la tyrannie turque en vue de réformer les sultans ottomans et des broches à droite et ne se soucient pas de lunité de lEmpire ottoman comme il était intéressé par le meilleur arabes et les a poussés vers le progrès de la civilisation et épargné par le fléau du colonialisme de lOuest Prenant Kalakla simplifie les pays arabes et ouvrir la voie à lexploitation des politiquement et économiquement, il ne se lasse pas comme une indication que les Turcs sont les bâtisseurs du Royaume du pouvoir politique sur les ruines du nom arabe de la religion ..! Il a déjà pour certains Slatinhm comme Conquérant Sultan Selim (1512-1520) a tué des milliers dArabes à lest, tandis que les Espagnols ont massacré au Maroc pour sauver le roi à lui et à ses descendants sans eux ..! Il a été une préoccupation majeure pour les partisans du mouvement salafiste pour préserver lunité de la succession afin quils puissent répondre à louest coloniale, lidée de lunité islamique, ou «lUniversité islamique» est une construction politique ambitieux, et le début de la vigilance arabes, et le plasma a été réalisée à partir de lidée utopique demblée à une époque où lOccident a tous les moyens de pouvoir et de contrôle, et sest rendu compte que le désarroi qui sont venus sur les terres de lIslam ne peut pas faire un discours considéré comme un rêveur du monde islamique comme lAfghanistan .. esclave! Il voulait sortir de cette déclaration de culpabilité pour sauver ce qui peut être sauvé, et le salut nest possible sécession des Arabes contre les Turcs, et le retrait des charia islamique leurs propres affaires des musulmans, les Arabes, ils sont la force, "seule alternative" en mesure de compenser la force lEmpire ottoman, qui est en voie de déclin et de détérioration. Il a été rapporté que vient à leur rencontre et de lUnité de réadaptation de la religion. Le plasma est estimé que les Arabes dans leur nature de sadapter à la nouvelle civile et lhistoire témoigne _ _ son opinion sur lefficacité des Arabes sils détenaient le pouvoir, et être les roues pour réussir sur le modèle du gouvernement du Prophète arabe et sa adultes successeurs. Cest lidée que Al Othman, ne sont pas légitimes successeurs au califat et le droit des Arabes, nous devons revenir à eux, les premières manifestations de lidée nationale où les musulmans arabes. Peut-être cette volonté de séparation davec les Turcs utilisées pour répondre à la volonté du colonialisme occidental dans lélimination du califat islamique, ce qui représente un obstacle pour les avaler tous les pays arabes. Cela a été fait pour les en fait à partir de la seconde moitié du XXe siècle.
B) Les causes de la tyrannie:
-1 Fear:
Déjà expliqué comment le plasma voit la nature écart tyrannie de lhomme et la nature de lhomme sur la bonne voie, parce que cest la revendication de la divinité par lhomme et de larrogance dans le pays sans droit, compensée par la subordination de la paroisse et sa reddition à linjustice et les abus à leur encontre par le tyran, cest finalement volé lauto dautres à la personne / de la paroisse, et dépouillé de la tyrannie, ce qui a causé tout cela? Interplanétaire Réponse: Cest cette crainte est la cause directe du sous-sol et adopté par la tyrannie dans toute société des sociétés humaines qui reviendra donc dans le bourbier du sous-développement, la décadence culturelle et la société civile. Peut-être que le plasma a été inspiré par les écrits de certains Occidentaux éclairés dans ce domaine, aussi: il a déjà "à Mentskjo" (1748-1803), un processus dexamen des types de gouvernements qui dit: «Lesprit de la démocratie et de la vertu, un sentiment dappartenance dans le dit que lesprit de la tyrannie et la peur. Le "Alviari» est plus évident quand il a dit après lanalyse approfondie du phénomène de la tyrannie :"... De là, nous voyons que la peur le fait est que le sous-sol, et la raison et les moyens pour tous les types de tyrannie ..: «De la, il Prouve Que la véritablement HNE peur , la base, la cause et le Moyen everyone de tyrannie ».."
La crainte est en réalité une manifestation de linstinct de survie de lhomme, la plus grande exposition de ce dernier sur le danger qui menace sa vie ou de les exposer à des mauvais ou nuisible, sauf dans une transe de la peur et a sorti les chuchotements de langoisse, la peur est fondamentalement quelque chose dinné, mais il tourne sous le despotisme politique maladie noeud ne peut pas lui survivre que quelques .. Le plasma à travers latmosphère de cette musulmans terroristes qui la vivent sous lautorité dAl-Othman, mais cétait peut-être, en effet, décrit son expérience personnelle où il a passé presque toute sa vie poursuivi par les autorités ottomanes.
Keen tyran et ses associés de répandre la terreur et la peur parmi les membres de la paroisse, car ils savent quils craignent sil devenait âmes fait la convivialité de la cession incertain, marchant sur les traces de la tyrannie inévitable.
Le plasma chef-dœuvre créative apparente dans la description de la tyrannie et les dictateurs ouvrant ainsi lécole psychologique de la psychologie moderne .. Il croit que la peur si elle se propage chez les personnes nées dans leur folie », qui remplit le cœur de peur de rien et TFM têtes confusion et labsurdité et la corruption de lopinion et la perte de paquets et la perte de confiance en soi et laisser à dautres."
Ainsi devient une tyrannie psychologique dimensions psychologiques de plus facile orientées et dégénère courant, manque lidée manquait de fermeté et de courage, et de vivre confondre Mzbzba ni aux uns ni aux autres, rétréci vers le bas de capacité minimale, il devient, comme si haut dans le ciel, Vicbut tous les anciens, et imité dans toute pensée et daction, et perdre la capacité dinteragir de manière constructive avec la communauté dans laquelle ils vivent, Viqouka sur elle-même, et devenir un homme de la réalité Ahrobia-vie Mstekina .. Stupéfaction la nécessité daffronter les problèmes de la vie et des exigences des différents, et confondu dans la manière de balayer des idées délirantes et les absurdités qui limitent la vitalité et de se présenter de la manière de son rock-hard-qui perturbent objectifs de vie, et les mélanges quil signifie et Panchkula, ladversité, ne sais pas ce quil veut, ou pourquoi Yahya. Si les travaux de travail Vicu sans lactivité ou de laccord "Vev_l certainement» Vigill sur ce quil appelle la chance ou qui montait ou face »devient samusait heureux eschatologique» après avoir échoué à gagner sa part du monde et cest peut-être le point de vue de Marx quand il dit: «La religion est lopium des peuples» (certains que Marx destinés à des concepts de religion consacré à des dictateurs les hommes les sultans), ce qui indique que le plasma était familier avec lécole du marxisme, qui était alors une guerre sanglante contre tous ceux qui détournerait la réalisation de lhomme de leur droit usurpé par les capitalistes et arrogant dans la terre, même si cette le nom de la religion ou ecclésiastiques .. indulgences! Quest-ce qui nous arrive, ou que si un quorum a examiné la réalité de la civilisation / politique aujourdhui à la lumière de cette analyse en profondeur de lpsychologiques sous leur domination de la tyrannie politique?!
Puis il ajoute un autre élément qui porte un important et rarement attention à un élève majeur de la tyrannie et du fait que le tyran et ses associés sont, à son tour, souffrent de paranoïa, ce qui simplifie son influence sur tous les membres de la société ..! Devient la relation entre le pouvoir et a mis en garde la relation condamné pour la peur, une relation de tension et danxiété, mais différentes causes de la peur des deux côtés, craignant la paroisse ..La tyrannie de la peur du travail forcé et de la tyrannie et loppression et la tyrannie craint la paroisse parce quil sait que le violeur est un traître, et quelle na pas à tenir le Secrétariat qui lui sont confiés soit par la force la violée, et ne pas seulement entre les personnes et Qistas droite - laspiration de toutes les âmes de la normale -... Mais le pouvoir monopolisé et ont saisi les richesses du pays, et a tiré de ses aides dans le pillage, le vol et lintimidation de personnes et de bâillonnement, et dhumilier les faibles, torturé et massacré sans les frais, et à détruire les récoltes et le bétail ...! Et est ainsi caractérisé par la peur, la crainte de la tyrannie dans la paroisse, ses causes et les racines de la peur vient du fait que le consentement éclairé "de représailles contre" La peur est le résultat de lignorance et «juste lâcheté."
Ce que le plasma, ce qui a marqué le carnage terrible établi par le sultan Abdul Hamid pour les ennemis de la tyrannie??!
Il ne fait aucun doute que la réalité historique dun grand revenu dans les photos fournies par le plasma, mais il reste dépourvu de convaincre corporelles importantes, un plasma méthode est habituel pour lui de toute façon.
Ainsi, si la recherche dune doctrine de la communauté de la tyrannie, nous dirions sans hésiter que la peur, une peur sape?
2 - lignorance:
Na pas cesser de sinterroger plasma pour la cause directe de la tyrannie seul, mais voulu plonger davantage dans lobjet et le savoir une raison valable de craindre la dictature qui a suivi, parce quil croit que tous les bogues Maaloula et que lunivers est soumis à la législation et les normes de précis et cohérent, chaque lois mondes spécifiques "Comme les lois physiques du monde, le pour les humains et les animaux, leurs lois ne sont pas non "dans lunivers, un système anti-dérapant pour la nature et .. coïncidence: les causes sont des causes de« rares.
Réponse Réponse interplanétaire enseignant concluants Shan dans la crainte Dghamaiith "découle de lignorance», sans doute, pas pour lignorance de ce que les êtres humains attisé la crainte et par conséquent il ny aurait pas la tyrannie du tout.
Lignorance des réalités de lactif gonfle dans lesprit humain compétence Vtbst lui et obtenir une taille beaucoup plus grande de la taille réelle ..! : Pas de lhomme primitif adorait le soleil et la lune et les étoiles .. Et certains types danimaux .. Seulement parce quil nest pas au courant de la composition de ces mondes, les objets et ce quils sont, si elles sont définies par le droit de savoir ou il était Siabdha saints ou de leur fournir des dons?!
Ainsi que lhomme qui vivent sous la tyrannie, si éclairée par léducation et la connaissance, parce quil craignait despote et sa crainte découlant de lignorance qui a permis à la tyrannie de cou du peuple, et les oppresseurs dÉtat de la fièvre de lextinction.
Personne ne doute du fait que le plasma était évoquant une philosophie des Lumières qui décide de ces points de vue, ont assiégé les Français, qui a fait la connaissance du siècle des Lumières les faire et a changé leur esprit et leur vision de lunivers et de lhomme et de la société - au milieu - Juillet 14, 1788 Fort Bastille symbole de la tyrannie et de domination, et est monté sur de hauts murs au son des canons dans une atmosphère denthousiasme Fayyad, et tué ceux qui étaient autour de lui, Merci pour la révolution fait de la France de lépoque de la féodalité et de la tyrannie, et met laccent sur la minorité de la richesse nationale à lère de la liberté et la civilisation moderne, triomphe en Europe est atteint grâce à la connaissance et lapplication de corriger et que la faiblesse de lEtat islamique a été due à lignorance et la tyrannie .. "en-tête tous les maux ", selon le plasma.
La diffusion de la science et mentale et de la liberté intellectuelle permettrait déliminer la dégradation et le mépris des hommes de science et de la livraison des questions de la religion pour les ignorants et les hypocrites et de la religion trafiquants!?.
Jai réalisé plasma réalise aussi ses contemporains de «réformateurs pionniers" Comment lesprit et la liberté intellectuelle est lessence de la civilisation humaine et quil doit sarrêter, de "rollover" et de faire avancer la connaissance de lhomme pour atteindre la renaissance et de prospérité.
Na pas lJamal al-Afghani: "Lignorance de lEst a conduit à Anahtathm la mesure où la science occidentale a contribué à les contrôler, ce que lOccident qui a la capacité de la conquête par son insu .."
Et avant lui, a salué François Ben Fathallah Mrash (1836-1873) - un de la ville dAlep, où il est né plasma - le rôle de la science dans léducation du peuple et de rejeter linjustice et la tyrannie, Merci aux étudiants de la science Dhae le monde de lesprit et les prisons arraché des ténèbres et de se les royaumes de mensonges et de trônes Chidt de faits, dorientation et dégénéré lesclavage dans les profondeurs de nulle part et se leva à la hauteur de la liberté dexister ...
Nous avons imprimé sur-estimer le rôle de la science et son rôle crucial dans lélimination de la tyrannie et de la décadence et de progrès, la pensée tout le caractère de cette époque. Jusquà ce que Salah Al-Din Al-Qasimi, a déclaré: «Les dirigeants de la Réforme aujourdhui lun des deux hommes, un homme na épargné aucun effort dans la promotion de la science dans la croyance que les nations ne Tsttb de prendre en compte le développement ne peut être renforcée dans le domaine de la vie face à des nations développées et les forces de notre présent la civilisation, à moins que les classes Science ... et un homme ne cesse pas dattirer les cœurs des peuples à la tendance à prendre les sciences sociales et les âmes humaines Bohdabha. "
La lumière de la pensée de la Renaissance que la paroisse décide de plasma, qui se débat dans les ténèbres de lignorance est leur propre pression et arbitraire et le colonialisme, Vtstabd et labus de leur personnel. Tanthb et de ses ressources, et à saboter labouré à leurs descendants, parce quils vivent dans lignorance et laveuglement manque Klacl aucune immunité contre lesclavage et lexploitation, les abus de la tyrannie de Schengen et de son costume et de remise acabit.! Ce qui a découragé lidée de la science des Lumières paroisse ..Oppressive et rempli avec une différence et la peur de son être: «Ce nest pas la fin de la tyrannie que la science paroisse Ttnor», mais faire de son mieux pour affaiblir la lumière des connaissances et de nos hommes à se battre »parce que le sultan était" plus fort que son pouvoir.
Ainsi, pour le livre "natures" en grande partie comme une «biographie» de la vie de la lutte pleine de plasma contre la tyrannie, lEmpire ottoman, en plus dêtre un écho presque toutes les écoles de pensée que lexpérience directe, a forcé le _ interplanétaire souvent _ qui présente lapproche à tous et à lincertitude dans lattente de loppression des Ottomans, était de prolonger le martyre de lhistoire européenne qui vise à mettre en lumière les injustices de la vendange, etc, mais avaient été victimes.!
détermine ensuite le concept de plasma de la science, en soulignant son rôle dans le siège de mots injustice dit avec éloquence: Science Qubsp de la Lumière de Dieu, Dieu a créé la lumière dune torche à la vue, et de la chaleur Lada et le pouvoir, et faire de la science comme lui Dhaha pour le mal flagrante bonne, né dans lâme de la chaleur, dans les têtes de magnanimité. "
Les scientifiques, y compris un don de Dieu la sagesse et le paiement dopinion et dautorité sur les cœurs et les esprits des gens, ils deviennent des personnes plus aptes à la terreur de la tyrannie et la perturbation de sa vie ..Donc, il déteste les .. Et leur complot, et sefforcer, en raison de leur réputation fausse jusquà ce quil trouve une excuse pour les jeter en prison ..! Et sil ny avait pas moyen dêtre exécuté et en exil et les abus ..! Je lai dit dans le rapport: «Les savants sont les héritiers des prophètes" .. La possession de la vertu et Altakermp dans cet héritage Prophète, est chargé de suivre la vie des prophètes dans la lutte quête permanente de la vérité et la perte de mensonge, et les tourments de travail pour promouvoir la justice et la poursuite de linjustice, et fonctionne sur Snnhm Fidèle à la réalisation de la dignité humaine, pour soulager lignorance, et la libération de lesclavage à Dieu, Cest ce qui effraie les dictateurs de scientifiques et fait trembler le cœur de la sensibilisation à la science de lair », est lorgane de la poudre et la science du feu."
Peuvent autoriser lexistence tyrannique de certains types de science qui ne menace pas la chose la tyrannie, mais il ya la science cherche despote lui-même de publier et encourager les gens et de les rapprocher et même récompense comme «science du langage et de sciences religieuses sur Balamaad" .., de la science si elles sont payées et mal interprété, ce qui est normalement effectuée par «Les scientifiques Almtamamon" (scientifiques mauvais), les hommes tyranniques, ce nest pas quelque chose de proche de la réalité, et fournit les idées fausses qui perpétuent la réalité de la tyrannie et de maintenir sa conception que «lélimination du ciel, il nya aucune raison pour sa patience et sans le consentement"!?. La science qui aidera à la Renaissance et de la liberté, et à éclairer les esprits, et faire de lenvironnement individuel dans un exposé très complet, les problèmes de la réalité, et les aider à comprendre les règles de la réforme et de ses mérites, et vous savez de leurs droits et comment les faire valoir, et rempli destime de soi et le nez et les mots interplanétaires de ces sciences qui sont «déchirer illusions nuages qui pleuvent craintes" tremble ébranlé la tyrannie dentre eux sont recrutés tous les moyens lui afin de ne pas voir la lumière et entendre le troupeau, cependant, jamais être déformés ou incomplets.
Le ministère de la tyrannie "sefforce déteindre la lumière de la science» et la vidange de son contenu et la distraction Bergalath abus et éviter de banaliser les choses.
Le ministère a réussi turque déplore temps interplanétaire à cette fin, ce qui inquiète le plasma et couché perturbés, a constaté que la majeure partie des sources historiques qui décrit cette période de temps où il vivait plasma que le degré darriération, lignorance et la décadence a atteint les extrémités du maximum, il nya pas de savants et penseurs mais peu, et je veux à la recherche et lexploration des faits, parce que lEtat est encouragé, ce nest pas seulement de répéter quelques-uns des livres de fiqh et grammaticales et morphologiques, etc, ont visité le touriste français "Missio Volney»: «Volney» lEgypte et le Levant, en particulier Sham .. Puis a écrit son voyage, y compris une description de la situation de la propriété intellectuelle et scientifique dans ce pays, il a déclaré: «Lignorance en cette année de pays .. destruction, comme le reste du pays de la Turquie, y compris lignorance de toutes les classes, et se reflète dans tous les aspects de la culture, la littérature, la science et lart ... "
.. A également dominé les mythes, les fantasmes, et la propagation et devint mystique jeux acrobatiques En raison de la superposition des derviches et leur contrôle sur la vie des gens, ce qui affaiblit la puissance de lunivers mental de la pensée, parce que la philosophie qui a planté les soufis dans les profondeurs du cœur et lesprit ont été contrainte négative versée à lascétisme et fermez la session, et de partir pour travailler et construire la tentation est forte dans la pauvreté et .. misère!
Le fait est que la clé secrète pour la survie de toutes les tyrannies et les âmes pouvoir, la peur est le résultat de lignorance, et une fois la diffusion correcte de connaissances entre les individus et les groupes .. Rupture nuage de peur et de tyrannie Bannagradh État disparu.
II - Leffet de la tyrannie sur lindividu et la société:
1 - instincts écart:
Nous a confirmé que le plasma si loin, que la tyrannie odieuse, étendant son influence sur les âmes peur Vimlwha et la terreur, est dominé par des idées délirantes et les esprits ignorances Vtgsheha être marqués dans lobscurité de lombre Mdelhmp .. et nous allons essayer ce qui suit surveiller leur impact sur lindividu et la société.
individuels engendrés par la tyrannie de nombreuses maladies et de destruction, et est abondante hautement létale et la société profondément ancrée dans la décadence, et de sorienter vers la fabrication faible et Althlhl, il le candidat final à tomber dans les griffes du colonialisme obéissance extérieure à la manière de lunivers et la vie humaine.
..Lorsquils sont déployés dans les relations doppression tyrannique dans la société et de prévenir lefficacité auto-attentat du fait de lindustrie sociaux historiques, ils explosent les instincts et les fleurs désir sans limites ou la possibilité de satisfaire ou Alartoae, lhomme, qui vit au milieu de lenfer de la peur et la terreur, lignorance et la propagation de lopportunisme des relations injustes se consacrer à lui-même, et a perdu emballés et perd sa capacité et la confiance en soi, se rétrécit en fonction des intérêts des énergies scientifiques et spirituelles, et créatives sont perturbés, et de tuer les incitations et les ambitions, et de substituer la même indifférence, et puis développez _ aliénation _ pour chaque jour les mêmes et la communauté Cest ce qui fait un prisonnier de la tyrannie live "ralenti intention sommeil perdu, égaré ne sais pas comment limiter les heures et la plupart de son temps, et incluent des journées et si Oawamh désireuse de parvenir à lui de se cacher sous la terre."
La contraction des préoccupations humaines et lefficacité sociale compensée par un intérêt croissant pour les appétits de labdomen et le sexe, apportant de la nourriture, des boissons, décorations et la surchauffe exagérée sexe et le temps passe-temps dans les loisirs et le divertissement .. Prenez un sujet de préoccupation de lhomme. Création dun désir érotique de sauvages ne sais pas la satiété ou Alartoae .. En effet, la vie sexuelle elle-même serait «vécu comme lun des domaines de lintimidation et le théâtre de loppression et la tyrannie .. tente les hommes à mettre laccent sur la virilité des contacts fréquents avec des rapports sexuels sexuelle et répétées en un jour" et il na pas un emploi dans la vie que «bêtes Partager farouche de rendre leurs tombes le ventre des animaux et des déchets plantes, et en supprimant le désir même comme si son corps pour créer des marées sur le sol et le pus génératrices demplois et de rémunération. "
Ainsi, labsence de lidée, et sélève au-dessus de lidole, fetish, le sexe, et de labdomen .. auto-culte!. Il sagit dune photographie magnifique et belle, parce quelle nous révèle la cause du chômage que connaissent les pays sous-développés daujourdhui / pays du tiers monde tous les pays dans le monde musulman.! Et met en lumière notre cause importante de lincapacité de ces pays à atteindre lautosuffisance, même dans les nécessités comme la nourriture, qui sapplique à la société arabe, qui dépend toujours de louest de laiguille à la fusée ... » Mohamed Al-Ghazali ajoute que si nous disons tout ce qui se réfèrent à la place nous sommes restés tout nus ...!? Les Arabes continuent de consommer plus quils ne produisent, en dépit de leur possession des meilleures terres agricoles dans le monde ..! En plus de lénorme variété de ressources comme le pétrole et le gaz, les mines de fer, qui produit beaucoup de différentes matières premières et les énergies de lhomme de multiples ... Il ny a rien de bon dans la communauté de ses membres mourir de pauvreté et dont lexistence dépend de ce quil reçoit de létranger ..!!?
Labsence de lidée dune nation, il est facile Asthblahaa, de canaliser les préoccupations de ses membres pour linfo questions: Kmoakpp les derniers types de modes dans les aliments, les vêtements, les parures et déposer nouvelles artistes et joueurs de soccer ..!, Car la serrure des moyens pour vider les énergies des droits en vigueur, ce qui jette ces énergies avec naide pas, et pour cette raison abondent parmi les membres de communautés arriérées ont été ralenti et la haine dont ils sont, et à fomenter des intrigues et de ragots, qui maîtrisait .. Et les maladies chroniques qui souffrent .. Chaque fois que vous avez pris votre visage, vous trouverez malice enterré est sur le point de senflammer son feu, et les intrigues se trament contre ceci et cela .. et si très active de sexprimer et dinnover dans son domaine .. Il était poursuivi par des rumeurs et des critiques Hdth, et dans une telle société facilement passer pour sa tyrannie, la pauvreté, linjustice et la règle des tyrans Almtolhen.?! Si il veut aller à la guerre rendues nécessaires par lobstination tyrannique et Acetkbarh et intérêts, lego a trompé la nation sous le nom de la prestation, et Iwamha il veut soutenir la religion et le peuple et le maintien de la solidité des os ..! Et des millions dans les plaisirs extravagants et les plaisirs de ses œuvres au nom du maintien de lhonneur de la nation et règle la pompe. souverain tyrannique heureux de la négligence des gens quil peut Bgfelthm les Alsolp de lexploitation et les abus et les ennemis de la tyrannie et linjustice ..!
2 - La tyrannie sociale:
Labsence de lidée de droits et est soumis à lhégémonie de la volonté de labdomen et les habitudes sexuelles de corruption de créer le mal à quelquun, tendance à la criminalité, le pillage, et utilise tous les recours et dutiliser tous les moyens possibles pour satisfaire leur appartenance besoins et ses pressions sexuelles lui et qui ne connaît pas la satiété, ou Alartoae jamais. Et son tour les concepts de la justice dans son esprit à lenvers, la société est régie par la tyrannie des fins politiques à être imprimé dans la majorité des relations qui sont dans la nature de la domination et loppression, et que lhomme opprimé par le sentiment dimpuissance à contraindre elle ne peut pas se faire sentir Ptboukis seule auto Thakerha, et ne sera pas de récupérer une partie du solde Toutefois, la vengeance psychologique de lhumiliation de la même supériorité à lautre partie est plus faible quelle se termine parce que lhomme subjugué Bastbtan image convaincante est ce qui rend "oppressive gouvernement autoritaire dans toutes ses branches, de la plus autoritaire à la police au lit pour la balayeuse de rue."?!
Cherche le despotisme politique de diviser la nation en groupes .. À la suite de lhabitude des tyrans et larrogance dans lhistoire, une politique de «diviser pour régner».
Comme tyran baptisé à diviser la richesse du pays dune manière injuste de la communauté est divisée à son tour dans un "double" contradictoires dans leurs intérêts, en guerre, couche souffre du fléau de la pauvreté et du dénuement, de produire ou dinvestir, composé généralement de ceux qui travaillaient dans les domaines de lindustrie et lagriculture, cette classe est mise en évidence par linjustice la tyrannie et de lexploitation .. Qui, malgré leur travail acharné et productif dans la société mais ils ne bénéficient pas des fruits de membres.
Cela correspond à la classe avec une couche lourde inexploité Almcetkrchin et est fier de représenter section "nuisibles", selon le plasma .. Et le banc de cette classe dhommes politiques, les religions, et les femmes en milieu urbain ... Ce sont la véritable richesse Almstmton la nation et de ses produits, et unique dans beaucoup de chance de largent et des dons dans lÉtat .. Bien que le nombre ne dépasse pas un pour cent (1%). Il est surprenant de recevoir une profondeur plasma dans cette forme de la théorie marxiste, en dépit de leur culture traditionnelle et lincapacité dune langue étrangère pour lui permettre dinformer directement ce qui a été écrit sur ce sujet .. En plus de son appartenance à la classe à la famille de la surveillance, qui devait à lécran pour de tels faits, même si elle a déjà reçu des informations sur la littérature du marxisme traduit et commenté. Marx a attiré lattention du public sur le fait que le groupe, mais il a dû travailler et la production ne bénéficie pas du fruit de SEDH, devenir la capitale de la classe bourgeoise (exprimé sur le plasma afin parole de la tyrannie, financier) est le propriétaire, mais usurpé ce qui devrait être la propriété des travailleurs à partir de sources de production. Alors nhésitez pas à plasma dans la détection des Cv Al Othman, avec quelques-uns des arrivistes de leurs partisans, il était le sultan ottoman, est destiné à Abdul Hamid entre les mains de ces opportunistes Almottagrbin de sa porte pour recueillir la richesse de vol de largent de la maison », et la violation des droits du public et Bgsb est entre les mains des faibles" aussi facile pour eux boîtes de nuit "de la circulation dans la religion" et traitant de lusure et la construction, des bars, et lexploitation de la nation ... Il a également été beaucoup dargent pour le despote de luxe lui-même et Serfh. La saturation en eau et largent État et la position sur le Almtmagdin Snaiaha despions et de tous ceux qui utilisent, dans la collection de lappétit, et son aide à la tyrannie de flagorneurs et de «chercheurs» comme Abou Huda Sayadi plasma .. ennemi juré! Vivre le reste de la population dans la misère et la pauvreté abjecte.?!
Cette distinction entre les membres de la communauté et la division Aldizy à la richesse de la nation entre les différentes factions nés dans les animosités âmes et les antagonismes Victher ruse et de malice entre les personnes et les dominants atmosphère de conflit et la lutte - qui est de savoir comment les tyrans toujours à consacrer à diviser la nation en équipes et rival funérailles - et ce qui devait arriver cette lutte et de conflit seulement en raison de la réunion de la richesse de quelques-uns gaspillage inexploitées et qui a divisé les gens en esclaves et maîtres. Ces quelques propriétaires de contrôle sur ce qui se fait appeler directeurs "est un germe du mal» dans une communauté de la tyrannie, parce quil Rbait une caution de loppression et la tyrannie, qui sont une aide à survivre et à sépanouir despotique et de dominer et de la criminalité.
Valistbdad sociaux protégés Bqlaa despotisme politique, parce que la division de la société sur elle-même et Tcherzmh et la propagation de la haine entre ses membres est à la recherche injuste de perpétuer, de protéger et de fournir toutes les raisons de son maintien, la poursuite et lexpansion des horizons, parce que cest la seule garantie pour la survie de tyran et de ses acolytes au pouvoir et la servilité de la paroisse de linjustice et lexploitation et Alistgval .
Telle est la réalité amère qui vit dans lombre des personnes et des Itensmon Roaiha odeur, né dans lâme: lanimosité, lanxiété et le ressentiment de toutes choses et permet Altzalm entre le père et son fils et voisin contre voisin, la femme et son mari, afin de porter la prostituée sociale et Altzalm tous les membres de la société.
Le gouvernement autoritaire dans lâme tue lorgueil Palmfajrp vrai travail utile, et de créer une sorte de souveraineté et le grand nombre de faux flatteuse, parce que ces âmes ne sont plus intéressés par la vraie gloire encourir amour des gens, mais Altmagd intéressés et de parenté avec le sultan .. Dans une telle société na pas une relation damour entre les gens et leurs ressentiments abondent, et sécarter Meulathm naturel, devenant même lon naime pas son peuple, ils le type de la tyrannie, naime pas son pays à la douleur, car elle aurait émigré et il ..Comme lopinion de Voltaire: «À la lumière du roi en faveur de la maison de lhomme. Mais, sous un roi mal na pas de patrie» et daffaiblir les droits de lamour de sa famille parce quil nest pas heureux. Ne pas compter sur son ami quil était venu un jour être utile à linjustice et le mal et la source du mal de lui. Et naime pas son mari parce quil la tyrannie Mttaba et la criminalité, comme la déesse patron tyrannique ..?!! idole
Ainsi, la société a atteint un état de déséquilibre et de turbulences, les esprits Vtmrd et de briser le sentiment, des personnes disparues à des critères pour la distinction entre le bien et le mal dans tout ce qui nétait pas les nécessités de la vie animale et des armes biologiques.Devient grave, y compris lhabillement, et de vivre Baltgalb et les fraudes ne sont pas dans la coopération et léchange et tomber ainsi dans le bourbier du sous-développement et la décadence.
3 - le chaos et la dégradation de léthique:
Divisés par les qualités du plasma à «bien naturel, légitime et normal, mais lensemble de ces sections sengager et à participer et à affecter les uns des autres dans certains total était sous linfluence de la familiarité.
Tant que les relations qui régissent la société est corrompue ne peut pas être lhomme qui vit dans lombre, mais léthique du travail habituellement pauvres découlent directement des relations de linjustice, loppression et la corruption, qui pesait sur la communauté et de vivre sous le Klaclha puis devenue un trait il.
Ne pas être de caractère moral et ce ne sont pas fondées sur le droit, lordre et oppressive concernés qui a organisé la vie des individus et de déplacement de personnes selon un régime de réglementation est claire et évidente, des critères, des informations et des preuves, parce que lirrégularité de la vie plus facile pour les gens à distinguer le grain de livraie, et le bien et le mal. Par conséquent, dans Valmstbd désireux de vivre dans la gestion et le développement est similaire au développement naturel des arbres dans la forêt et sen remettre au hasard ou Tauajj produire debout ou stériliser.
Les intérêts de lautoritaire et comment ils regardent les choses qui nécessitent lKalhtab qui, le cas échéant, des arbres et un fruit très mûrs et les fleurs douces plantées dans la régularité et la beauté, entaché Balktef et décimée afin de satisfaire son désir et de réaliser ce quil considère comme bénéfique pour lui seul. Na pas "Mentskjo": que la nature du régime autoritaire comme Mtohaci «Louisiane».Quand ils veulent choisir la coupe de fruits de larbre à partir de son origine ..! Ainsi, face à la morale sert aussi tyrannique que le bûcheron dénominateur qui est ignorant et ne pas lui sil vous plaît tout le meilleur, cest un spoiler terroristes .. De plus en plus sévèrement si vorace quil était étrange (Turquie dans une position à laffaire) les maisons des Arabes ont créé de leur sol.!?
Ce chaos politique fait de lindividu, non pas le système dans sa vie aussi longtemps que toutes les forces qui ont une influence et un pouvoir sur la communauté payer dune façon ou dune autre de vivre dans un désordre, lesprit confus de se limiter à tous les intérêts dans le maintien de sa vie animale, "misérable" - les mots de plasma - vivent privés de spirituelle et plaisirs de lesprit que lélever au rang de véritable humanité ..! Peuvent exister dans cette communauté de bons soldats qui étaient en mesure de recommander leur âme de lA et B de la société et de résister à la marée de la corruption, mais ladministration de la force arbitraire leur familiarité et lhypocrisie sont apparents ou cachés parce quils avaient méchants dans leur mensonge en toute sécurité même de la critique et le scandale «personne na osé la calomnie ou de les mettre à la «justice» est-il de la justice sous le gouvernement des tyrans!? En plus de la peur de la conséquence de dire la vérité et ils lont traîné du fléau de la ..!!??
Nation en vertu de la règle de ne manque jamais, pour la plupart véridiques aux éducateurs ayant une expérience et des connaissances quil est correct, dites «sait ou sait de léducation" .. Le fameux "au sommet de« leur ordonnant le bien et interdire le mal »sont dans la plupart des hommes du sultan ou lun de ces hypocrites qui ne sont pas flatteurs pour leur créativité.! Ils se limitent à lobjet de leur interdisant de les vices mentale que sans les autres vices de la vie politique, sociale et économique .. Qui ne bénéficie pas de la nation à rien. Société en tant que réalité et non une simple somme de ses membres est le fait que stand-alone, avec des lois sévères et des besoins et des demandes de plus que dêtre la somme des tendances des différents composants.
Le plasma haut de gamme à cette réalité sociale et dintérêt scientifique. Dans lequel il était en avance sur son temps, et cest ce qui lui a fait mener une guerre sans merci contre ceux qui croyaient que la société nest pas la somme de ses membres, la réforme des moyens individuels de réformer la société. La possibilité de changer la société en mettant laccent sur la réforme de léthique de lindividu est toujours vivant dans lombre les relations de la tyrannie impossible et irréaliste, parce que la société est régie par des relations politiques et économiques, en reliant ses idées membres, des sentiments et des règlements, des lois uniformes, si je veux changer toute la société doit changer ces corrompus relations qui le régissent, en particulier le système politique et les méthodes de distribution de la variation des richesses de toutes les lois de lÉtat, qui ne sont pas les roues: Cest ce qui fait léducation dun moment de la tyrannie, prenez soin de maladresse et la bêtise et lignorance de la nature de la réforme et du changement et de ce quelle est.!
homme Valojdy qui souhaitent sincèrement changer le véritable coup de force / premier révolutionnaire à nous efforçons de supprimer la tyrannie et le changement des relations et des idées qui régissent la société dans laquelle ils vivent stade dégénérescence progressive dautres idées .. Portent les germes de la Renaissance et de progrès et de changement réel, devient alors seulement prendre soin déducation fructueuse, parce que le sol, puis être prêt à accepter la plantation bonne .. Il est tout simplement absurde de penser tout le monde dans léducation des personnes qui vivent au milieu de la perturbation des relations dans la société, la politique, sociale, économique, parce que tout peut être construit Education dans les années de la tyrannie ruinée en quelques heures. Dès que le mélange dun sexe Beni et impliquer la communauté de vie se heurtent public à la corruption de ses relations et Anjaramha Ka_i_ra la corruption et le carriérisme et Altmagd, lexploitation et la corruption », se tenait un peu on ne peut pas durer longtemps, le rôle Venkrt dans le mouvement de la société et sous réserve des lois et des mœurs corrompues et doublier la morale de la Haut-Commissaire que les jeunes avec lui depuis il était enfant, et ainsi perdu des années deffort, dès que le contact humain avec son environnement et sa société.
III-conditions de survie de la tyrannie et les piliers:
1 - Le terrorisme:
Tmvslat indiqué dans lanalyse précédente que la cause directe de la tyrannie: la peur qui domine le cœur du peuple. La peur est un monstre hideux qui est soumis à lautorité du tyran paroisse et ses semblables et les rend mineurs, incapables de se déplacer et de se présenter face à linjustice infligée sur eux et se débarrasser de loppression. Cest lesprit de tyrannie et de la terre promise du stand de solides elle, connu sous le nom du tyran que, sans la propagation de la peur parmi le peuple, tant quil a le pouvoir, et a étendu son influence, donc, de chercher constamment à améliorer ce monstre féroce et de prolonger ses ongles et le parrainage de toutes les méthodes mises au point afin quil puisse étendre sa domination dans lensemble membres de la société.
Non réalisé des dictateurs et ainsi consacré ils voient la peur deux, et le prestige et la terreur et de ne les utiliser pour faire pression sur les âmes et les corps et les âmes.Ils ont été depuis les temps anciens inventer des trucs et développer des moyens de terreur à la pression lesprit autant de bouches Ikmmwa de plainte et le bruit, et à en juger par leur emprise sur le cou des gens, de manière à leur assurer la solidité et la continuité en matière de gouvernance.
Valistbdad pas seulement un désir et une soif de personnel, pas même la masse bleue, mais il ya des conditions et des piliers de ladoption par les injustes pour garder leurs trônes et de protéger les intérêts de tout ce qui menacerait leur pouvoir de disparaître, et peuvent être identifiées dans six (6) piliers couronnés par le terrorisme lui-même, Valmstbd généralement adoptée les organes compétents pour terroriser les gens et de les intimider et humilier et invincible, des dispositifs tels que la police et des espions et dautres ... Chaque fois tyran tenait à la violence et la dégradation et labus Balohrar nécessité daugmenter larmée ceux qui ne sont pas créatifs pour eux et pas dœdème, cette fragmentation adoptée par la tyrannie du terrorisme et de violence est lun des plus difficiles des gens de cœur et les entourent moralement et moins de la chevalerie Valosavl tendance à ne pas non Allosavl de courtisans et les hypocrites comme tient compagnie à la tyrannie plus grande, et la tâche de ces bâtards: à asservir le peuple par la force et de devenir Tzlilhm dentre eux et les manifestants dans les genoux, et le contrôle de toute opposition à la règle de loppression et la tyrannie ..! Et espionner les gens dans leurs maisons et lincitation à la sédition et la propagation de la corruption, et bâillonné il ne faut pas dire un mot, de briser les propriétaires de stylos libre, et de payer les gens à vivre à labri des bêtes ..!!?
Le but du terrorisme est lintensification de dispositifs humilier et de détruire leur vie et le moral .. Et les rendre obéissants, sil vous plaît ne pas les rendre, de bonne ou de la bonté, et comment sil vous plaît les gens justes qui vivent selon la première journée de terreur et de la nuit, elle peut même penser que leurs préoccupations dans leurs têtes, les espions sur eux, et qui porte le vivant tyrannie Esraa lintérieur des prisons et une fausse image deux les malades et leurs préoccupations sont nombreuses.
2 - la force armée:
La force armée et larmée a été chargée de sa garde à vue - lorigine - la tâche de protéger les ennemis nation lacunes, les prédateurs, tourné dans lère de la tyrannie à la force hostile aux intérêts de la nation, servir le tyran et de consacrer le terrorisme et leurs énergies à fomenter des troubles internes et de devenir un bouclier pour protéger tyran et son temps de détresse et de transition entre la nation et le tronc despotes.
Le règne de linjustice tour la vérité, et les tâches évidentes et les rôles départ afin de protéger les intérêts hostiles aux intérêts de la nation. Cest militaires créées par la nation et il a passé une grande quantité dargent pour étendre la sécurité et la stabilité entre les peuples et les protéger contre les ennemis de submerger .. Devenir compétent au moment de la tyrannie, un dispositif dinstiller la peur et intimider des gens innocents, puis marche vers le pays de lérosion interne et Rout.!?
3 - Solidité financière:
La gestion est basée sur le monopole de la tyrannie réactionnaire interne de la richesse, ces Merci à la fabuleuse richesse de la sueur de son front violé la nation injustement et arbitrairement augmenté leur spectacle de faste et de grandeur et de la création de places pour eux seuls à vous Samarhm et des gens fiers de leurs richesses et du pouvoir. Parle doppression tyrannique dans les mains de ces gens et de les humilier et saisissant leurs droits et leurs moyens de subsistance à manger et cassent fréquemment Hukthm Oninhm et aggravé Osagamanm, Afeedzon nécessité de résister à lexploitation et linjustice infligée à eux ... Consciente de limportance de la tyrannie du peuple de la richesse pour aider la paroisse et à humilier et sous réserve yeux Astrhab de la population et le charme de leur esprit, y compris Isbgouna eux-mêmes de faste et de lexploitation leur donne les titres et grades, et un peu dinfluence et de domination sur le peuple. Et luxe Ivllahm les Itramn entre ses jambes, puis Itakzhm de gamma pour surmonter la paroisse parce que tout le monde devrait être au service du sultan, est «le Seigneur» et ils sont "esclaves" ne peut être laissé seul supérieur à sa place, donc, de propos délibéré, dans de nombreux cas, le déploiement de la corruption y compris la distraction, la vie Peretz et ses plaisirs sont privés de ce pour toute participation à la nation libre de résister à linjustice ou lentente ou le coup dEtat contre lui.
4 - lhabitude et de familiarité:
Kill lhabitude et la familiarité de la pensée et de transmettre lesprit de sa retraite anticipée, comme dhabitude - il est le plus meurtrier le plus de toutes les maladies - rend les gens Istnimon linjustice et le Istkinnon et sont familiers avec la cruauté et la récession ne sont pas motivés par linjustice ou la tyrannie, elles deviennent folles à la violation de la vie privée nest pas atteinte Ihrjhm sur les symptômes, vous pourriez avoir perdu leur virilité et de la magnanimité et est devenu mille dentre eux assez de ce qui les transforme dans lesprit de la tyrannie et les siens à un peu «fantômes dans lequel les esprits", il devient ce quils Viia Inthb et lhonneur - qui a eu le privilège de tous - la honte et la dignité dans le sol, Valmstabd qui vivent sous la tyrannie, un homme politique na pas largent non exposés à des pillages et lhonneur est Exposition dune insulte ni de grands espoirs pour lavenir et que sa vie sur les plaisirs de lanimal, car elle nest pas connue.
intimité dégénéré à comprendre et à faciliter la tromperie par de fausses apparences est tyran créatif et ses collaborateurs de la visibilité du terrorisme, dintimidation et de dominer les fantasmes sur les esprits et faciles à respecter avec des mensonges des gens et faussement «moutons dociles entre les mains des loups" sont félicité de la mort et se détruisent de leurs mains et les mains des tyrans et des brigades complément ..!!?
5 - force extérieure "colonisation":
Le colonialisme est le travail, ou dun groupe dentreprise qui contrôle ou étendre leur influence par lEtat, ou groupe de personnes, une étendue de terre ne sont pas affiliés à eux, ou les habitants de cette terre ou sur le terrain et la population en même temps. Cest le concept de lappel apparente du peuple de la colonisation, mais ce que nous entendons ici est de défendre la tyrannie et de laider par des pays étrangers, il a été lautocratie et de tyrannie, par ordre de lécart de la nation coloniale vif de lOuest pour survivre, pour rester chance occasion pour le viol lindépendance du pays. Que le colonialisme est compatible avec la tyrannie des Turcs, des Arabes, que cest une des pires manifestations de lexploitation et lesclavage, de vandalisme et de destruction, les gens le propriétaire a de parler et daller à volonté, et appartenant à Messier nest pas le choix, pas sa volonté dans la conduite de sa commande et régler le cours de sa vie que dans la mesure permise par le maître, la domination propriétaire.
Coïncident toujours, et si les intérêts du colonialisme, les tyrans et les réunir .. Lo et ainsi, ou nont pas compris ..! Il suffit que linfraction de dictateur dans la nation le droit de créer lâme de linjustice et de perdre limmunité de résister. Tout porte à croire que le colonialisme occidental est entré sur les terres des Arabes et des musulmans, mais seulement ce que ce dernier a perdu limmunité de lIntérieur et de la capacité de devenir coloniale Merci fois à la tyrannie et de la décadence et des dictateurs privé / Almtolhen à la règle daccueil et de linfluence et la richesse du pays .. !?
Pour toutes ces raisons, il est considéré comme le plasma de la justice divine et les lois éternelles de lunivers que les gens qui sont heureux de la tyrannie de leurs dirigeants nont pas de travail pour résister à la règle par le peuple dun autre esclave et colonisés et la générosité Inthb ... Par conséquent, il met en garde contre les peuples islamiques des surprises de lavenir aussi longtemps que la tyrannie choisi des Turcs ottomans, et interplanétaire nous connaît quun peuple non exposés à la colonisation de lextérieur seulement après avoir perdu son intérieur une garantie dimmunité lui «islamique» est lalternative posée par le plasma pour se débarrasser de la tyrannie et à la réalisation de la Renaissance comme nous le verrons plus tard.
6 - le clergé:
Ils ont eux-mêmes liés au système autoritaire, et vendu leur conscience au diable .. ! Habituellement sont baptisés à interpréter linterprétation religion rate la cible, délibérément, et tourner les faits et Yzewunha, les gens Viohmun que la tyrannie et de tout ce qui les accable par les sbires du sultan / injustice tyrannique et ATSAF du destin "est venu du ciel nest pas due à lui sans la patience et le contentement, et convoquer toute révolution contre le Sultan de linjuste "sédition" et à la sédition est pire que assassiner?! Les mots «guerre sans motif gouverneur est meilleure que la dernière fois? Ilsmonhm et lobéissance aux «dirigeants». Même si elle ne lie pas ces dictateurs de lIslam, mais leur affiliation à Antsaba formellement et génétiquement, et le deuil parmi les membres de la nation que léchec était "dû au laxisme en matière de religion,« Quest-ce que (la nation), mais doit faire beaucoup de culte et de lascétisme et les rituels cas Vinsaleh, alors que cette aspect de la dette ne sera pas déranger les gens du mensonge, de la tyrannie du tout, ne seront pas les hanter, mais bien sûr, ces points de vue les aidera à resserrer leur emprise sur le cou des musulmans et de les garder dans la désintégration du noir. Laugmentation dans le culte et les rituels pour le seul projet "nuisibles à la pénurie de la nation, comme on le voit dans le Almtnskin" et devenir ainsi lintention de ces Almtvgahgen "et les trafiquants à la religion" les mensonges et la tromperie de la nation, tout en étant conscient que la disposition de tous les haut de tout le mal derrière chaque calamité.!
Depuis le plasma a été vif sur la recherche en matière de religion pour détruire la tyrannie des opinions erronées de lislam adoptée par les musulmans.!? Réfuté les critiques formulées par les Européens, en même temps »que la proportion de la tyrannie et les principes de lIslam lui-même .!!!?
Commune davoir des penseurs occidentaux vue émergence de la tyrannie politique de la tyrannie religieuse de ladoption de deux dentre eux fondamentalement à craindre. Lhistoire des religions nous apprend que les vieilles croyances, en particulier les croyances totémiques a émergé en raison de ce quil perçoit maintenant comme lhomme primitif de la peur des forces naturelles pour contrôler de multiples grande part dans sa vie. Les mots de Marx a été un résumé de ces points de vue quand il a décidé: "que chaque religion est seulement un Allowahm réflexion dans le cerveau de lhomme aux forces naturelles qui contrôlent leur journée." Il ne fait aucun doute que la vue ordinaire de lorigine de la tyrannie, et la religion arriver à une conclusion à leffet dun accord entre la Fondation holistique qui prend en charge la tyrannie, pour son influence sur la vie des êtres humains et leurs corps, et soutenu par le pilier de la religion pour contrôler le monde des cœurs .. Ils sont: "des frères ou des jumeaux entre lAssociation de la nécessité de coopérer pour surmonter les« droits et cest ce qui rend la réforme politique subordonnée à la suppression de la religion ou isolé de la vie - par les assurances Lights les hommes -, est ici lun des éclairée de lOuest nous raconte avec enthousiasme lidée de Fayyad de la liberté et lémancipation du joug de lÉglise, qui a été opprimer le peuple et tyrannisent leur nom de la religion. Says Kondersi Karita Condorcet Caritas (1743 - 1794): "euh, euh, une merveilleuse image de la race humaine comme libéré de ses chaînes, Inatq de la servitude de hasard, comme des ennemis Inatq de progrès, de marche, puis à un rythme soutenu un chemin ferme de la vérité et la vertu et le bonheur signifiait, pour le philosophe Vtazih pour les erreurs et les crimes et les injustices qui restent enfouis, et qui se produit souvent est tué, il trouve une récompense de ses efforts pour le progrès de lesprit et la défense de la liberté dans lespoir de cette vision, quand il ose lien sa séquence éternelle pour autant que celui humanitaires y trouve la récompense vertu propre. Cest le plaisir de qui créent une bonne, une entreprise peut non seulement ruiné quelle que soit la promesse dune récompense en échange didées héritées et de lesclavage. "
Le plasma est le monde Lhomme de la connaissance de lhistoire ancienne et moderne, à lexactitude de ces vues, qui se dressent contre lhéritage de la religion, et sympathise avec eux .. Toutefois, elle estime que ces idées et ces opinions ne sappliquent pas à lislam, mais ne laisser que le christianisme et le judaïsme à cause de ce que les adeptes de ces religions la distorsion des livres saints, qui ne se produit pas au Coran, qui peuvent Dieu le préserve de la corruption et les protecteurs de linterrupteur, car elle diffère de lexpression des êtres humains et ressemblance et dépassé les capacités des djinns et les hommes, et si ils ont rencontré .. Ce qui rend largument selon lequel le Coran a été pro-la tyrannie du despotisme politique nest pas sans fondement, dautant plus que le Coran na pas encore avec nous et nous pouvons établir la nullité de ces déclarations et allégations.LIslam a lui-même sans toutes les religions et la tyrannie Bimatp Merci battre pour les restes de ses enseignements appel à consultation et le monopole non-opinion et la renaissance de la justice et légalité.
Faire un discours nest pas Dieu, mais centrée sur Dieu dans la religion lIslam garant de mentionner que la gloire des âmes à Dieu seul, et que lâme nest pas juste dhumilier les autres pour un ou intimider les autres, ou de suivre lautre loi que la loi .. Ce mot suggère la faiblesse devant Dieu et devant la puissance et lestime de soi, la croyance Fetmrp dans lunicité de Dieu "libérer les esprits de Alisarp" selon les termes du plasma.
Si cétait la religion islamique est libre dodieuse négatifs qui pourraient perturber les droits ou Tkhaddrh ou lélimination de résister à la tyrannie, qui est valable pour tous les temps et lieux, Le danger est «de scientifiques turban" hommes Sultan, qui se tournent les faits et Yzewunha et commencer à linjustice et la tyrannie dans le service des tyrans et de satisfaire leurs envies, et elles deviennent ainsi «plus nuisible à la religion de démons" parce que le groupe déviant est utilisé pour la dictature messages célestes de gestes Mwaidh Neil.
La campagne du plasma pour le clergé est justifiée historiquement, on avait beaucoup de ses sycophantes temps des scientifiques et des théologiens et les mystiques, et peut-être le père de lorientation Sayadi était un symbole de tout cela, at-il dit par Mohammed Amara: "Big Mcaove lEmpire ottoman à cette époque, ce qui contribue à la la persécution de beaucoup de liberté. A la pointe de Jamaluddin afghan, Abdullah Nadeem, Muhammad Abduh », et a été un ennemi de la réforme, remplis de victimes des prisons et des centres de détention et les profondeurs de la mer, et a nié les humiliés et les plus pauvres de lêtre humain nest pas infinie, et a été en mesure de jouer lesprit Sultan Abdul Hamid, astuces Isthblha spirituelle lui porter secours, et même lui a permis au pays de manipulation et détruire les récoltes et la progéniture. La dette à la beauté de lopinion afghane, ce qui est Mnadzth, Cheikh Abdou autre point de vue qui est Msajrih, et montre que le plasma a pris lavis de Jamal al-Din poursuivi en justice par une guerre acharnée, sans parler sans relâche dans ce qui était une querelle de famille entre eux.
Partie III:
La réforme monétaire et la tendance du plasma:
1 - la critique de la tyrannie, entre le plasma et "Alviari":
Nous avons expliqué dans notre analyse du plasma Tmvslat condamnation antérieure besoin pour profiter de la pensée occidentale moderne, et de la culture et cite même de son enseignement si cela peut aider les Arabes sortir du bourbier du sous-développement et la dégénérescence causée par lHoa. Et nous avons vu certains effets sur les philosophes de la pensée des Lumières plasma. Comme la plupart fait allusion à qui ont eu un impact profond dans lesprit du plasma à la critique de la tyrannie, écrivain italien "Victor Alviari", il était donc la vulnérabilité de notre auteur de cet écrivain qui fait léloge dans le livre "natures" et de citer beaucoup didées, dérivé du livre. .. Nous allons essayer dans ce chapitre pour prendre un plus de lumière sur le plasma relation écrivain intellectuel de ce modèle par rapport à ladministration de certains de ce qui figurait dans le livre «despotisme» de la Kwakbi, et la «tyrannie» de la Fayare dans le tableau suivant:
Interplanétaire Alviari concept
La tyrannie: une recette pour le gouvernement effrénée agir comme ils veulent, sans crainte de la punition ne tient pas compte pour les enquêteurs ... Il comprend également le Gouvernement de la règle absolue de lindividu, qui a pris le pouvoir Balgelbp ou la génétique .. Inclure également la décision de lindividu limité lhéritier, ou de léquipe. P. 31 et 32. Tyrans: Tous ceux qui pria la force ou même la volonté du peuple ou de la noblesse à larrestation
Complet à la périphérie de la gouvernance et de croire quils sont au-dessus de la loi ou qui sont ainsi ... Des capacités et la tyrannie qui doit être décrit comme des ..Puis un gouvernement où la personne chargée de la mise en œuvre de lois qui
Développé ou de le tuer ou de violer ou dinterpréter ou à en entraver le fonctionnement ou larrêt nest à labri de toute sanction, p. 12 et 15.
Le concept de la tyrannie
Despot toujours entouré dennemis remarquable Balbgdhae, malhonnête de sa vie clin dœil. Linjustice de plus tyrannique et arbitraire, a augmenté sa peur de son troupeau et de son entourage. Et même les concepts ... , P. 53.
Pas lesclavage et la paroisse ont été ATSAF pas stupide errant dans les ténèbres de lignorance et Ame Tie. , P. 50.
Lorsque autoritaires soucieux de larbitraire de précision nécessaire pour prendre ses aides du fond de Alsavljen ...ministères Valt.d spéciale oppressive. Est-ce une relation avec la tyrannie déjà. P. 83
Tyran .. Prenez la muqueuse de ldictateurs qui le nom du peuple de la religion à linjustice de personnes ... Ivllahm et de loppression, la puissance et le pillage de largent, même les soumettre à lui ... , P. 36. La peur et la suspicion, sont des compagnons inséparables de toute la puissance de .. illégale P. 24.
Lignorance, la peur, la flatterie et a donné et donne encore la légitimité monarchie tyrannique de son existence. , P. 18.
Ne vous sentez pas (autoritaire) Si la sécurité na pas donné les positions les plus importantes de lEtat à des personnes qui nont pas de moralité ... Se sont vendus à lui, et pense que le même moule après benoîtement, ce qui signifie quils sont le plus injuste et arbitraire ... , P. 28.
Tyrans: Rkizathm peur et de la milice, la religion, et à dévorer, p. 102.
Les piliers de la tyrannie, et des moyens
Je pense tyran Palais de tous les temps est la structure de la peur de la même king-Jabbar est lidole, et ses collaborateurs ont été les prêtres, et sa bibliothèque est un autel sacré, et les stylos sont les couteaux et honorifiques sont des prières et des personnes sont des prisonniers qui fournissent des prestations. , P. 54. Kings Palace est la structure de la peur et la tyrannie est lidole, et ses collaborateurs ont été les prêtres (la liberté) de ... Lamour de la justice et la vertu et le vrai bonheur, et nous sommes nous-mêmes victimes de payer le prix chaque jour ... p. 22.
Recettes tyrannie
la tyrannie politique engendrée par la tyrannie de la religion. , P. 35. despotisme religieux est née la tyrannie civile. P. 64. La tyrannie et de la religion
La tyrannie Esraa ... Fmlmathm limitée à la participation des bêtes féroces dans leurs ventres pour en faire un cimetière pour animaux et les plantes du désert, et si leur corps le désir Astfraghm créé des marées sur la fonction du sol pour produire du pus et de rémunération. P. 131
.. De vie de lhomme, dans les départements autoritaire (sont) le développement dun développement purement arborescente de la forêt naturelle et de bois ..., p. 102
Abdel-Rahman a poursuivi le interplanétaire livre
... Cest pourquoi les philosophes, les penseurs de peuples libres, ne peut trouver aucune différence entre la vie animale et ceux qui ont connu par lhomme qui ne jouit pas de sa liberté, et volontairement et de la sécurité, et des contrôles dans le même ... Il ne jouit pas dun véritable plaisir. , P. 123.
Isra tyrannie ne remettent pas leur vie, mais la vie humaine est la vie de la plante. P. 138
Vivre la vie sous la tyrannie
Tyrant au moment de lassis sur son trône ... Se voit comme lhomme est devenu Illagha. P. 65 despote ne peut pas aimer son troupeau et constate quelles sont moins. P. 131. Relation avec ses propres sujets Tyrant
hommes tamouls se cachent souvent son inquiétude quand le peuple des gouvernements équitable. , P. 79. ... Nous ferions bien de noter également que la différence entre la tyrannie et le gouvernement dune foire ... P. 16, par opposition à la tyrannie
Une nation qui ne se sentent pas tous ou presque tous, la douleur de la tyrannie ne mérite pas la liberté. 140 p.. Les personnes qui ne ressentent pas la pincée de lesclavage avait atteint un haut degré de la démence, il ne mérite pas la liberté politique.P. 150
Conditions de la liberté de la tyrannie
La tyrannie de gravité irrésistible, mais résister à la douce et progressive. P. 140. Dans les pays où il ya tyrannie, enracinée depuis plusieurs générations, il devient nécessaire de prévoir suffisamment de temps pour la fin de la sensibilisation peut battre le record. , P. 155.
Comment se débarrasser de la tyrannie
Ce tableau révèle les nombreux concepts glanées à partir du plasma, auteur de "tyrannie de la Fayare," mais cela ne porte pas atteinte à la valeur de ce qui est écrit dans le même interplanétaire sur ce sujet (la dictature) et de réduire la nouveauté de lencre.Nous avons caractérisé notre auteur clairement et discuté lobjet dun exposé très complet - comme déjà expliqué - en plus de tenter de concilier les produits exotiques, une pensée occidentale moderne et le patrimoine arabo-islamique. Mais na pas survécu aux préjugés de classe quand il a décidé que le ministère des Affaires communautaires doit rester limitée à la catégorie de la surveillance de la nation, oubliant que la personne qui nétait pas impliqué dans la gestion de la société est un être humain est mort, et est donc condamné à des millions de décès de membres de la communauté, qui cherche à le changer! ?
2 - lintersection entre lIslam et lOccident dans lesprit du plasma:
Nous avons ouvert cette composante est contenue dans Tmvslat notre analyse de la mention de quelques-unes des influences de la pensée occidentale moderne sur les opinions et les idées interplanétaire réforme monétaire et Astqaih de la plupart des concepts et des idées de lécrivain italien "Alviari." Nous notons que le plasma a établi une approche réformiste repose sur deux piliers:
Prise de conscience de la situation .. Et puis travailler pour le changer .. Et la sensibilisation à son avis, est double: la conscience de soi et la conscience de lautre ...: La conscience de soi est de nier ou de camoufler les idées fausses éclipsé, en particulier ceux qui pendait la religion de lIslam, et exposer les abus commis au nom de la religion ainsi. Cela ne vient pas seulement avec les notions droite, et de veiller à la mise en place dun exécutif, un organisme du gouvernement que les promoteurs des pratiques appropriées et préparer.
La prise de conscience de lautre (principalement occidentales), lindépendance destinées de lui: il est dit dans le plasma ou les villages »:« Lémergence et anglicisée Il ny a pas de bon en eux pour eux-mêmes ainsi que pour leur peuple et patrie rien Infawa. " A été acceptée par louverture interplanétaire à la civilisation occidentale, matériel ou moral à tirer parti des sciences exactes et industries et utile offre des régimes de la foire ne pas sécarter de lesprit de lIslam comme la démocratie, la liberté et le socialisme, sans dépasser la vulnérabilité de leur propre culture et des philosophies de ..!?: athée physique dit Castnteg interplanétaire après par rapport à un temps long: «Cest lAustralie et les États-Unis lui avait inspiré à la science des modalités diverses et des actifs de lUnion nationale établie sans religion, et lharmonie sexuelle, sans sectarisme, et dassociation politique sans la direction. alors pourquoi ne pense pas que nous suivons lune de ces routes ou similaires."
Laquelle il appelle à suivre lOccident, même dans les systèmes de gouvernance croit fermement que lOccident avait «décidé les règles de base dans cette section combinée par la raison et lexpérimentation, et Hsahs le droit à la sécurité, il est devenu lun des cours sociale à la Almtrgip-Unis" exemples de son prédécesseur Kheireddine en Tunisie avait décidé de faire est que la base de la force de lEurope et la prospérité "des institutions politiques fondées sur la justice et« la liberté, ni la nation de retrouver sa force et de gloire que si elle connaissait les points forts de cette force et adopté par ..!!??
Valosalp lorsque le plasma ne signifie pas le rejet de lautre, ou de ne pas interagir avec lui ou de louvrir .. Cela ne signifie pas ainsi que lomission de le capturer ou de limiter, Valosalp finalement pas héréditaire, mais plutôt concevoir la direction du «islamique» Ce nest pas ce fixés, il est une force mobile, ce qui est approprié pour une société donnée à un certain stade de son histoire utilité manque peut parfaitement pour lui dans une autre phase , et donc les critères dauthenticité dans les autres passé dans le présent, et sera dans lautre futur maintenant ..
Nétait-ce pas obsédé par le plasma, puis la rupture de lautre, ou de profil, mais le souci a été la construction de la soi-même, et depuis ladoption de lauto-piété et indépendant et de prouver leur identité à lautre, la faiblesse de cette construction est la clé à lautre de la domination et le colonialisme, et rend lauto-dépendance de ses permanents. Ne faut pas oublier que lauto-construction nest pas permis de limiter lutilisation de la matière héritée des grands-parents ou appartenant maintenant. Mais il faut améliorer lutilisation du matériel utile pour lautre, ceux qui ont créé il utilisé à dépasser et à gagner et construire une civilisation. Pourvu, toutefois, restent soumis aux autres documents de la spécificité de lauto .. La vie privée et la présomption doriginalité ici, il est représenté dune part, pour revenir à la mère de toute religion et déliminer toutes incompatibles avec une origine commune et de vérités éternelles, et dautre part de briser lautoritarisme autoritaires et la liberté, la justice et légalité ... Cela semble de la Renaissance lui nest pas une citation, pas un processus démancipation, ils ont continué à ouvrir dans lhistoire arabo-islamique guidée par les principes de «islamique» et de continuer à sensibiliser le public de toute mars qui a été interrompu dans lexercice de «islamique» et de son et pas lautre seulement un modèle inflammatoire. Quest-ce que cela veut dire b plasma «islamique»?
3 - plasma et le renouvellement:
A - la notion de «islamique»:
Sur la base de laspect du plasma à lauto »et« lautre », nous avons essayé danalyser dans le chapitre précédent, a demandé au cœur de sa critique de la tyrannie et la localisation de la maladie dans la société arabo-islamique, afin doffrir un intellectuel de substitution, lobjectif politique et social de lélimination de la dégradation de la main, et la réalisation de la promotion et la force de la main dautres. La plupart qui avaient été chercher de larrière, la renaissance de la grandeur du passé de sorte que est compatible avec les exigences des temps modernes. Il se tourne vers le premier âge de lislam, "al-Majid," comme une image de ce que le monde devrait lavoir dans le présent, il a participé - à ce point de vue - leader apparence renaissance arabe à la sanctification du passé et sinspirer de sources qui ne manquerez jamais .. sec! Convaincu que «lhistoire se répète."
La théorie qui a formulé le plasma pour atteindre les buts et objectifs fixés pour lavenir sont ce quil appelle la «islamique»: le choix adopté par les musulmans dans toutes leurs affaires, de la biotechnologie, et les solutions Istnbtonha à leurs problèmes de vie en tenant compte des exigences de temps, sans préjudice des règles de la fonction publique par la loi ou déléguées au Prophète (r), parce que le plasma distinction entre «islam» et «islamique» La première est la religion et le second est le système de gouvernance appliqué par les musulmans dans leur vie.
En conséquence, les appels dinterplanétaire ouvrir la porte de lijtihad, ce qui était fermée coup plus grave pour les musulmans, et estime que lijtihad doit être unique pour les scientifiques peuvent et ne peut être exercée non dans la section «Transactions» La «foi» est suffisant pour nettoyer, qui a suspendu des impuretés seulement. Et reste ouverte pour le travail acharné et les efforts en ce qui concerne les problèmes de la vie intellectuelle, mais ne jamais ouvrir droit renouvelables impérieusement commandées par la vie et les intérêts des musulmans à suivre lesprit du temps à partir dune base de "dispositions relatives aux changements climatiques des circonstances»?!Voyant ce flux de plasma de la mère / Coran et estiment quune demeure viable pour tenir compte des réalités de la vie font leur apparition.
B - Renouvellement du plasma dans le plan politique:
Les premiers signes de «islamique» de vue politique et administratif. Connu politique interplanétaire voit "de parrainage de la nation commune dans le cadre du respect de la loi sur OK pour les membres Rgaib de la société et dun tel service dans la coopération et le consentement de tous les gouvernants et les gouvernés», a fourni un concept dégalité, tel quapprouvé par la Révolution française ..: Toute légalité devant la loi, applicable à tous les citoyens, les dirigeants et condamné à la vie "Naim et dont la précarité" il ny a pas de différence entre riches et pauvres, faibles et forts, et les fils de la doctrine et de la doctrine, et donc limitée à lexécutif dun gouvernement dans la gestion des affaires de la nation dans le cadre du respect de la présente loi »pour la collecte, élus par la nation." Il semble, il semble que lemplacement du plasma sociales et de classe comme appartenant à la surveillance de la famille dAlep a contribué dans une large mesure dans la détermination de la vision politique quand il a décidé de «islamique» «institution» à lactif de la gouvernance démocratique ", le public soit et de laristocratie de la Shura,« la surveillance Shura », qui consacré à lélite dans la société, qui appelle à son plasma, sachant que les textes de lislam, demandant au Conseil de Shura rendu public à tous les membres de la nation islamique, sans exception, sans préciser la catégorie de personnes dans la gestion des affaires de la société sans le reste de la population, même les fameux textes de ce qui est contraire zone à Il suffit de voir linterprétation plasma élite politique de la signification: «Le feu vert il» ou des mots du Prophète) quAllah le bénisse et lui accorde la paix (: "Chacun de vous est un berger et chacun de vous responsable de son troupeau."
Puis il ajoute que le plasma nest pas possible pour lémergence dun état stable qui sélève à ses propres membres ne devienne pas un laquais à la décision est soumise à la loi de son propre gré à la paroisse et être pleinement conscients de lhéritage de son Fteraqubh règle étroitement contrôlée afin de ne pas sécarter du droit chemin. On peut se demander ici si le plasma comme nous cette paroisse rôle actif et éclairé politique dans les réalités actuelles aussi longtemps que vous avez fait référence à la plupart des membres de cette paroisse à la retraite de laisser à la population de la solution et le contrat que vous avez désigné superviseur!?
Il semble que le plasma a été inspiré à-dire "Mentskjo« Quand je attirer lattention sur la nécessité de séparer le pouvoir judiciaire du gouvernement et de la distinction entre les autorités politiques et religieuses, léducation, soulignant que de tels idéaux ont été incorporés dans le gouvernement du prophète Mahomet, la paix et le vertueux califes, et certains progrès Umar bin Abdul Aziz et de convertir les abbasside Nur al-Din Shahid ...
Donc, essayez interplanétaire "concepts de lIslam" justifiant ladoption des institutions occidentales, en disant que ladoption pour revenir à lesprit de lislam plutôt que dintroduire quelque chose de nouveau à lui!?, Ont fait de lui Meulath "démocratie", estime que le système parlementaire ne soit envoyé au système de la Shura islamique sur leurs équipes?!
Ne dépasse pas son point de vue de la bonne gouvernance, de bonne perspectives religieuses traditionnelles, qui appelle le gouverneur, la passion nexclut pas la primauté du peuple, mais il doit gouverner avec justice.
Impossible, par exemple tenté de recherche par des moyens appropriés et les organes compétents sont en mesure de contraindre un gouverneur à soumettre à la loi, et ne pas chercher à la source des codes de .. juste!? Mais cela va plus loin lorsquil sagit de décider dans le dernier livre, "natures" que la politique autoritaire »ne devrait pas résister à la violence», auquel il a consacré toute sa vie pour résister à la tyrannie?! Conserver la désignation de la révolution "!!?? sédition "
C - Renouvellement du plasma dans le plan économique et social:
Le «islamique» dans le visage avec le Comité économique et social interplanétaires ce quil appelle la vie »de la participation du public», ce qui signifie: coopération et dunion et de soins et de laccord.
"Valislamip» et a formé un gouvernement démocratique fondé sur la concertation et la liberté, a également fondé lactif de ces vivants, qui vise à parvenir à légalité et la convergence dans les droits et les conditions de vie des personnes, et travaille contre la «tyrannie des financiers» dans le sens du capital .. largent même ne devienne pas un Etat entre les riches et les pauvres de la nation afin quelle puisse rattraper Bogneaiha. Prévention de laccumulation de richesses dans les mains dune minorité devient une nécessité pour les civilisés, moral, parce que laccumulation de la richesse née de la tyrannie, internes et externes colonialisme ..Laccumulation de richesses dans les mains dune minorité dindividus qui nuisent à la moralité quil ya une relation dialectique entre la richesse excessive ou lextrême pauvreté et la dégradation de la moralité.
Avec ce point de vue, au-delà du plasma profonde cette critique est Almenza appel des libéraux pour légalité des droits. Qui prend la règle de la tyrannie, excès et Mnaqdhath de la législation et aux lois applicables, le renforcement du respect des lois justes et qui ne sont pas en fait ne représentent que les intérêts de cette catégorie adopter de telles lois et de consacrer des normes appropriées pour les intérêts sociaux, économiques, et a appelé à sassurer que les intérêts réels de tous les segments de la société.
Le despotisme politique est responsable de linjustice et loppression dune part et le retard économique et linjustice sociale, dautre part. La "participation du public» est le secret de la survie et le progrès pour tous et tout dans lunivers "est le plus grand mystère des objets." Il est un complément naturel à la manière de lunivers, les lois de la nature, et donc lindividu absolue na pas sa place dans la société, qui appelle à plasma de rester, parce quil est contre le système de lunivers et les modes de vie. En plus le public que la participation est devenue un besoin urgent dans lère moderne, il est lépine dorsale de lachèvement des grands travaux qui ne respectent pas le travail de personnes comme la pierre angulaire de la réussite "des nations civilisées."
plasma appel souches au public "Abonnement vivant» de la philosophie de la force que la richesse de la société sont "inondé" a déposé Dieu dans la nature, et, par conséquent, tout dans la nature de la richesse et les trésors cachés ou invisibles doit rester public et quil ya la loi de paiement le public entre les personnes travaillant à apprivoiser cette nature et lobjet.
Largent provenant de la nature ne devrait pas avoir .. Si il est permis de se spécialiser par lhomme ou entre en possession de la puissance de laction humanitaire soit la raison de cette occupation et que la compétence », dit le plasma dans ce domaine:« Largent provenant de linondation dans lequel le dépôt de Dieu dans la nature et Noamesha ... ne peux mempêcher de travail ou dans une interview ".
Mais il ya une sorte de richesse doit rester une commune et partagée entre les travailleurs dans la Communauté et ne peut jamais avoir: la terre ", des minéraux, des rivières, des côtes, les châteaux et les temples et les parcs, équipements, etc." Il est nécessaire de garder tous le secrétariat du Gouvernement sur létat de cette propriété.
Le fait est que le socialisme "prônée par le plasma est basée sur deux piliers: dabord, la propriété publique de la richesse dans le cadre de tous les besoins humains nécessaires à leur vie, matériel ou moral, les terres essentiellement agricoles et tous les métaux de métro et les trésors du roi" de la nation générale Istneptha et profiter employés des fruits ont été inspirés par le célèbre hadith "En direct de la Muata sol, il est à lui.
Deuxièmement: les efforts humanitaires de lénergie dans le développement de la richesse publique et de recueillir ses résultats. Par conséquent, devenir les droits de lhomme standard dans la société socialiste est au travail .. Il nest donc pas lhomme, «une personne ne sont pas une main-dœuvre utile économie pension suffisante nest pas à court de Vtzlh pas plus quil Vttgeh" Il nya pas de place dans la société, qui appelle à son plasma pour les chômeurs qui veulent vivre aux dépens des autres », il ne convient pas demploi ou ne pas faire ce quil fixe, mais veulent vivre tous les deux (par exemple, les employés), et non pas lincapacité de la normale (BE) mérite dêtre sale mort, pas la pitié. "
La recherche dans cette façon dappliquer «les principes du socialisme" est de perpétuer lhéritage de plus tôt, en réponse aux besoins de nombreuses personnes, certaines inhérentes à la nature de lauto-arabe parce que "les Arabes a donné au peuple de lactif de la vie "..!? socialiste La réalisation de ce calibre élevé de la Choura et de la démocratie et le socialisme est le résultat dune culture spécifique »et le point culminant de la doctrine de laide humanitaire tout résultat dévaluer une personne en particulier au niveau personnel et au niveau des relations avec les autres. Par conséquent, nous devrions lêtre humain libre de toutes les directions de lanti-Shura et la démocratie, et cest ce qui rend la culture islamique "appelle à la sagesse et de sciences de la vie mentale, et les droits des nations, et de lOuest sociale et politique lhistoire civile et détaillé ... , Et dautres sciences qui agrandissent lâme et lexpansion de lesprit, et savoir les droits de ses droits et quelles sont ses fonctions, et cest ce qui rend la culture un consentement éclairé et de la profondeur et de les répartir entre tous les membres de la société est un pilier essentiel de la «islamique fondations SPA".
D - les fonctions de gouvernement "alternatif" pour le bien de la nation:
Le siècle des Lumières, qui a dominé lesprit du plasma, qui avait été dominée par les politiques, comme la noté. Parce que la «politique» dans la conscience de la Renaissance avait rien distances ne pas célébrer son résumé à la réalité de lindépendance, mais létat du diagnostic institutionnel de la société et même de la civilisation islamique de mourir. Cette prise de conscience de limportance de la politique dans la détermination de létat de la société, ce qui rend le plasma donne le travail du gouvernement "un rôle de premier plan dans la promotion de la société, de sorte confier la tâche délever la nation sur la voie du progrès et de prospérité comme papier à la main seule, la société ou de la décadence ..! Pour le gouvernement le soin régulier des affaires de la nation de prendre la culture note de la nation et pour assurer leur confort, et cette mission commence dès avant le mariage, «la promulgation des lois du mariage et de fournir des exigences de santé publique tels que la construction dhôpitaux et la création de sages-femmes et médecins, de construire des pépinières et la construction de laboratoires pour lindustrie pharmaceutique ... et il devrait ouvrir des écoles, des bureaux et de promouvoir la connaissance et léducation de lenseignement primaire et de la rendre obligatoire pour tous les membres de la société, pour atteindre les plus hauts rangs et grades confondus, puis ouvrir les théâtres, les stades et les réunions de faciliter et de protéger les forums, et créer des bibliothèques et des musées pour la protection des effets du patrimoine de la nation et pour faciliter le travail utile, et encourage toute la création et linnovation.
La salive de plasma administration tyrannique supprimé les libertés d, il devrait y avoir "gouvernement alternatif" pour prendre soin de la liberté et en faire une tradition de traditions. Et le plasma, comme décrit dans le concept de liberté offre un contraste à la notion dorigine de la tyrannie, Varafha (Liberté) que: "Le choix de lhomme dans les mots et ne me dérange pas entravé injuste." Lautorité sera limitée à la loi et cela signifie que le gouvernement na pas le droit dinfliger des mesures coercitives sans arguments juridiques. Alors que lhomme ne craint pas Hdeimp en soi, ni dans les autres droits ne juge pas par quelque chose qui nest pas requise par les lois du pays Almottagrrp aux conseils, cette définition est similaire à ce qui était connu "Mentskjo" la liberté, quand il la dit: «Le droit de faire tout ce qui a permis par la loi» .
Il a justifié ladoption de la liberté interplanétaires comme ses contemporains de la "salafistes" tel quil découle de la loi islamique, mais cest lesprit de la religion comme il le dit .!!??
Liberté Khater instinctivement dans lâme de lhumanité. Le développement des forces de la pensée humanitaire et paroles et en actes, et par le talent début joueur mentale dans le domaine de linnovation et de raffinement, na pas droit à une sublimation des contraintes de crédit, a alerté le plasma que lapproche de la recherche scientifique européenne est en partie due au progrès et au développement de la science quils ont, ils dépendent de la liberté de la recherche la pensée et de tamisage et de concevoir des connaissances et qui aspirent toujours à se dépasser pour atteindre leurs ancêtres. En conséquence, le manque de liberté dans toute société humaine qui signifie que la progression de linsuffisance de tous les «difficile et le bien-off" ..
Le gouvernement vient juste libre de faire de léthique des êtres humains ne garde dans le développement des arbres, tout comme le maître est le jardinier qui prend soin de ses arbres du jardin le jour et la nuit des fleurs et à porter ses fruits dans le meilleur possible ... De la capacité, la pauvreté, et la régularité de la vie un grand revenu pour faciliter léducation ou Tasirha, et le gouvernement "alternatif" est capable de faciliter toutes les conditions pour la bonne éducation et de surmonter tous les obstacles afin que les fils du progrès matériel et spirituel .. Il est constamment à la recherche de vivre son fils dans son corps et de la santé et daccroître ses connaissances et de la richesse et se caractérise par univers moral et les qualités piédestal. Et répondre à la clarté de son âme au rang des anges. Homme vit donc dans la justice et la liberté de travail actif en blanc ce jour-là, et la pensée nuit noire parce que latmosphère de liberté et de justice étincelle énergies inhérente de nombreux dans chaque être humain et lui permet de mettre en évidence lefficacité de lhistoire sociale et industrielle et lavenir.
"Pour le Gouvernement de la variante" En outre, la tâche de lexpansion de lagriculture, lindustrie et le commerce ... Afin de ne pas détruire la nation de la nécessité pour les autres ou affaiblis par la pauvreté, doù le plasma accent sur limportance de la richesse, le public, en particulier en ce qui concerne leur rôle crucial dans le maintien de lindépendance et léradication de la pauvreté, qui est un symbole du mal, même le Prophète Muhammad, paix a dit: «Si la pauvreté était un homme, le tuant. . parce quil est à la tête tous les sens. ignorance SQ et de la corruption des mœurs ».. Comme la richesse est dintérêt public dans les sociétés modernes, en particulier ceux engagés dans une lutte contre les colons, deviennent une arme essentielle dans la richesse publique dans ces conflits ne peut être gagnée sans une bataille pour obtenir cette «arme mortelle".
Il devient ainsi laccent sur le travail mission du gouvernement de libérer le pays de la colonisation interne, en particulier dans le despotisme politique et social (prostituée sociale) et de la colonisation de lespace extra de la domination occidentale, directement ou indirectement, pour déplacer le pays et le peuple dans la voie du progrès et de prospérité et de force.
Et Conclusion: Nous constatons que le plasma peut être réalisé que les contemporains de ces hommes sest rendu compte que la réforme de la société arabo-islamique est devenu un réel besoin de changer radicalement dans les structures de la vie politique, sociale, économique et culturel ... Selon cette prise de conscience et cette prise de conscience une conséquence directe de linvasion de Bonaparte en Egypte en 1798, et de garder certains intellectuels arabes sur la «philosophie des lumières», qui a ouvert la voie à la révolution en 1789.
Plasma a été marqué avec beaucoup de soin pour frapper lestablishment politique et considéré comme le haut de chaque coup mal les Arabes à cause de la tyrannie exercée par les dirigeants sur les gouvernés depuis lâge de la pourriture. Pour cela, nous trouvons dintensifier Ahjmth violents et tranchants critique de cette institution et demande la création du gouvernement démocratique dêtre capable de prendre soin des intérêts arabes meilleurs.
Et peut-être retourné souvent à convaincre la corruption du ministère de la Turquie et de la gravité de lestablishment politique afin dinfluencer tous les aspects de la vie en société et que nous attendions de nous donner lauteur une alternative à lintellectuel, culturel, et claire pour lavenir de la communauté, qui, mais il na pas, il suffit de poser des questions générales ne permet pas bouches affamées. En plus dêtre la voie ne nous donne pas une convaincante et claire comment révolutionner la communauté arabe, qui souffrent sous tous les aspects de larriération culturelle en raison de la tyrannie exercée par les hommes politiques sur la paroisse ..! Vers une renaissance de la pensée et la civilisation qui a été demandée.
Ont dominé le droit dauteur dans certains cas, les concepts et les termes qui sont des vestiges des époques de décadence dans lhistoire arabe - la religion musulmane, restreindre ou à empêcher la liberté de penser et de concevoir des solutions appropriées aux problèmes de la société, diverse, la notion de «personnes influentes et le contrat» et «la surveillance de la nation" qui décident du sort des personnes dans tous les domaines de la vie. "Le fossé", le sens négatif du terme ... Il a été avec lui que des notions telles ont contribué à consacrer une grande partie de la tyrannie, le déclin politique et culturel et le sous-développement. Peut-être des idées fausses est que laugmentation de la confusion des pionniers de la Renaissance arabe et limité leur efficacité dans lévolution de la société historique et fait les Arabes vivent dans un cercle vicieux, Didnhm "promet de commencer», depuis la «Renaissance» à ce jour.
Car si le plasma Afalah dans la fabrication de la coordination politique - la civilisation intellectuelle, cette structure de la propriété intellectuelle est restée limitée dans lefficacité de la civilisation et la création de la Renaissance, en raison de la domination de grandes resté exercé par le patrimoine arabe et islamique sur les solutions élaborées à partir de plasma pour traiter les problèmes de la communauté arabe en plus de la domination de la civilisation qui est exercé par la pensée occidentale moderne des solutions par sans tenir compte de la spécificité de chaque société et les exigences de la civilisation.
Y at-il un moyen de sauver la nouveauté dune nouvelle nation islamique de la civilisation arabe et islamique et de larriération, la dépendance, et de la colonisation, en raison de la capacité dagir des progrès historiques et culturels et conduire le peuple vers le bien, la sécurité et la paix?
Index
Boxe ................................................. .......................................... p. 3
Lexportation ................................................. ........................................ p. 5
Introduction ................................................. ....................................... p. 6
Partie I ................................................ ...................................... p. 9
Pave the :............................................... historique .................................... p. 9
1 - la renaissance arabe, la conscience politique - :......................................... culturelle ... p. 9
A - toute critique de la règle des pionniers de la "renaissance arabe ":...................................... ...... p. 9
B - la Renaissance et lémergence de la tendance salafiste :........................................... ................ p. 10
Partie II ................................................ .................................... p. 11
I - la tendance de la trésorerie au plasma :........................................... ................... p. 11
1 - plasma et de la tyrannie critique :............................................ ....................... p. 11
A - le concept de la tyrannie :............................................. ............................... p. 11
B) Les causes de la tyrannie :............................................. ............................. p. 14
-1 Peur :.............................................. ...................................... p. 14
2 - :.............................................. ignorance ...................................... p. 15
II - limpact de la tyrannie sur lindividu et la société :.......................................... .......... p. 18
1 - instincts écart :............................................. .............................. p. 18
2 - :............................................. tyrannie sociale ......................... p. 20
3 - le chaos et la dégradation de la moralité :............................................ .................. p. 21
III afin de survivre à la tyrannie et les piliers :........................................... ............... p. 23
1 - :.............................................. terrorisme ..................................... p. 23
2 - la force armée :............................................. ................................ p. 24
3 - Solidité financière :............................................. .................................. p. 24
4 - lhabitude et la familiarité :............................................. ................................. p. 24
5 - force extérieure "colonisation ":.......................................... ................... p. 25
6 - clergé :............................................. .................................. p. 26
Partie III ................................................ ................................. P. 28
La réforme monétaire et la tendance du plasma :........................................... ...... p. 28
1 - la critique de la tyrannie, entre le plasma et "Alviari ":....................................... ......... p. 28
2 - lintersection entre lIslam et lOccident dans lesprit du plasma :........................................ . p. 31
3 - et interplanétaire renouvellement :............................................. ........................... p. 32
A - la notion de «":........................................... islamique .............................. p. 32
B - Renouvellement du plasma dans le plan politique :.......................................... .......... p. 32
C - Renouvellement du plasma dans le plan économique et social :................................... p. 34
D - les fonctions de gouvernement "alternatif" pour le bien de la nation :........................................ ............. p. 35
Liste des sources et des références:
1 - Sources:
A - en arabe:
• Architecture (Muhammad): les œuvres complètes de M. Abdul Rahman plasma: une étude de sa vie et ses effets, (Egypte, Autorité générale égyptienne pour la création et lédition i 1-1970)
• les œuvres complètes de plasma Abdel-Rahman: (Liban, lInstitution arabe pour létude et de lédition: i 11 975)
• plasma (Abdul Rahman): Présentation heureux Sahmarani): le despotisme et lexclusion lutteur (Beyrouth, Dar trésors i 11 984).
•: Umm Al-Qura (Beyrouth - Dar Al Raed Al Arabi - i 2-1982).
B - français:
• Alfieri (Victor): De la tyrannie-(Paris, aux bureaux de la publication; 1865)
2 - Références: (jai pour ne citer que les références les plus importantes qui les ont bénéficié de nos recherches)
• Peinture (Sami): Abdul Rahman plasma: (Egypte, Dar connaissances sans lannée de publication)
• Hamza (Mohammad Shahin): Abdul Rahman plasma, génie rebelle: (Le Caire, World Library Publications i 1,1958)
• Khalaf Allah (Muhammad Ahmad): interplanétaires sa vie et son point de vue: (Le Caire, Bibliothèque arabe, sans lannée de publication)
• Katoura (George): Naturellement, dans le despotisme plasma: (Beyrouth, institution de premier cycle pour la publication, i 1,1987)
• Secrétaire (Ahmad): les dirigeants de la réforme de lère moderne: (Beyrouth, arabes Book House, 1979)
• Sharabi (Hisham): des intellectuels arabes et lOccident: (Beyrouth, Dar al-Nahar 1973)
• Khoury (Raif): la pensée moderne arabe et limpact de la Révolution française dans lorientation de la politique et social: (Beyrouth, Publications de la maison ouverte, je 1,1943)
• Hourani (Albert): la pensée arabe à la Renaissance, 1798-1939: (crème de traduction Azkol, Beyrouth, Dar al-Nahar)
• Sabaiard (Nazik): Rahalon arabe et la civilisation occidentale dans la renaissance arabe moderne: (i Fondation Nofal 1,1979)
• Augmentation (Khalid): la découverte européenne de progrès: (Beyrouth, Dar Talia, je 1,1981)
• Herman (George W.): Configurer la raison moderne: (Partie I): (Beyrouth, Dar culture, i 2,1965).
• Architecture (Muhammad): Les Arabes et le défi: (Damas, Dar Qutaybah, i 2,1987)
• Kabeer, (Carl): Histoire des peuples musulmans: (C 3, Beyrouth, Dar al-Ilm de millions, je 1,1960))
• Langer (William): Encyclopédie de lhistoire du monde c 5: (a supervisé la traduction Abdel-Moneim Abou Bakr, i 1966)
• Encyclopédie de lIslam: Volume II (Edition populaire)
• Marrakech (Mohammed Saleh): la pensée de Muhammad Rashid Rida par lintermédiaire du magazine Al-Manar: (Tunis, Tunisie Maison de la publication)
• périodiques (Abdul Aziz): la formation historique de la nation arabe: (Beyrouth, i 1,1984)
• exclusive (Abou Khaldoun clair): Conférences sur lémergence de lidée nationale: (i. Surtout 1985)
• afghane) Jamal Din), esclave (Muhammad): lanse la plus solide: (Beyrouth, Dar livre Al-Arab, i 3,1983)
• Mohamed (Mohamed Awad): le colonialisme et les doctrines coloniales: (arabe Book House, i 2,1956)
• Voghein (p) Philosophie la Lumière: (à Beyrouth, Dar avant-garde, i 1.1981)
• Fangary (Ahmad Chawki): Tout dabord, la liberté politique: (Koweït, Dar plume, je 1,1973)
• Laroui (Abdullah): la notion de liberté: (Arab Cultural Center, i 4,1988)
: Le concept didéologie: (Arab Cultural Center, i 4,1988)
: Le concept dÉtat: (Arab Cultural Center, i 4,1988).
التعليقات (0)