"صنع الله الذي أتقن كل شيء".
بقلم بوجمعة بولحية.
سبحان الله كل شيئ خلقه الله يمشي كما صنعه.
لم تتعطل شروق الشمس ولاغروبها، ولا القمر تعطلت عن بزوغها،بل السماوات وأفلاكها، والأرض ومحتوياتها لم تتعطل ولو دقيقه وحده منذُ أن خَلَقَها اللهُ تعالَى .
قال تعالى :"لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون".
فاسبحان الذي خلق ذلك ودبره ذلك التدبير المتقن و هو الذي أحسن كل شيء خلقه.
لا يوجد شيء صنعه الإنسان حتى اليوم يمكن أن يستمر في الحياة دون أن يتوقف او يتعطل،المحرك السيارة والطائرة و السفن يتعطل، لكمبيوتر و الإنترنت تتعطل،الإنسان والحيوانات يتعطلون،وكي تتمكَّن أجهزة الكمبيوترمن تبادُل المعلومات والاتصال فيما بينها،ويتمكن محرك السيارة و الطائرة الى الاشتغال مره اخرى، ويتمكن الإنسان والحيوانات إلى عودة للحركة مرة أخرى،و السماوات وأفلاكها، والأرض ومحتوياتها فلا بد لها من التوافق مع مجموعة من معايير الاتصال التي تدعى بروتوكولاً (Protocol). وتعتمِد جميعها على مســخرها و بــأمر خـــالقھا محفوظة بعنايته المستمرة فـي كــل لحظـة فھـو الخـالق لكـل شـيء، اآلمـر لـها بمـا أراد.
بل كل الآلات المتحركة التي صنعها الإنسان تتوقف حركتها على الهواء الذي خلقه الله سبحانه وتعالى.
ما يجعل الإنسان يقف خاشعا أمام عظمة الخالق العظيم لا يملك إلا أن يقول:"صنع الله الذي أتقن كل شيء" وكلها أرقام محددة وموزونة قال تعالى:"إنا كل شيء خلقناه بقدر".
الانسان عليه ان يقوم بالأسباب مع الاتكال التام على الله سبحانه وتعالى فالأنسان المؤمن بالله يأخذ بالأسباب جميعها وهو يعلم بأن خالق الأسباب جل وعلا هو المعطي وهو المانع وهو القادر على كل شيء .
وهنك نصا صريحا عن سيدنا إبراهيم عليه السلام يقول: بأن الأصنام مخلوقات لا تضر ولا تنفع وصف الله سبحانه الأصنام بأنها مخلوقات وهي حجراً والحجر هو المخلوق من صنع الإنسان و نحن علينا أن نسمي لكل شيئ صنعه الإنسان مخلوقا حتى الكمبيوتر والثلاجة والبيت مخلوقات.
كل ما سوى الله تعالى مخلوق سواء بقي على أصل خلقته التي خلقه الله تعالى عليها أم قام الإنسان أو غيره من المخلوقات بصنعه وتحويله عن أصل خلقته فمعنى كلمة " مخلوق " غير مقصور على أول ما وجد في هذا الكون بل كل ما وُجد بعد أن لم يكن موجودا فهو مخلوق سواء صنعه الإنسان أم غيره والمخلوق لا بد له من خالق.
وقد دلت الأدلة الشرعية على هذه القاعدة وذلك في قوله عز وجل:" والله خلقكم وما تعملون" وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله خلق كل صانع وصنعته).
ولذا فلا مانع من وصف الأشياء بأنها مخلوقات لأنها فعلاً كذلك وكل ما سوى الله عز وجل فهو مخلوق والله تعالى أعلم.
اللهم علمنا ما ينفعنا ونفعنا بما علمتنا إنك اللهم على كل شيء قدير و صل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد.
التعليقات (0)