عندما تمر يا موظف مصلحة إعداد السكان والاهتمام بالشؤون الديموغرافية. فمن فضلك أجّل همومي إلى حين. لا تسجلني على أساس أني بطال رغم أني أمتلك شهادات عليا و لا أمتلك النقود لشراء منصب عمل. لا تقيد اسمي في دفترك وتسرد قائمة سوداء عن أوضاعي:عازب وقد اشتعل الرأس شيبا...وعندي حبيبة أتوق متى تزف إلي عروسا ...واحلم معها أن يكون لدينا أبناء ....لكن مهلا لا تسجل قائمتي السوداء هذه بل سجل " أنا ثائر"........
متزوج ولدي أبنائي يحفظهم الله لي ، لكني أصبحت راهبا ومشتاق لأحضان زوجتي فليس لدي سوى غرفة واحدة للأكل وللاستحمام والمبيت واستقبال الضيوف...لكن لا تسجل سيرتي المقززة هذه بل سجلني " ثائر".
أنا مغترب فطمته القسوة عن أمه الأرض أشتاق إلى وطني وأهلي وفي كل شهر تهتف لي أمي المريضة يا ولدي ابعث لي نقودا لأذهب إلى الطبيب ...لكن مهلا سيدي يمكنك أن تتجاوز محنتي هذه وقيد فرحتي " أنا ثائر ".
عندما تنادي على اسمي أيها الممرض وقد حان الدوام مع طبيبي فلابد أن تناديني : "أيها الثائر"...وسجل يا طبيبي بأني "ثائر " فوصفتي الطبية هذه المرة " لا يعاني من أي مرض "
نعم أنا لا أعاني من أي مرض لأني ثائر. لا مرض الخوف ولا مرض الخوف من الطاعون بسبب إشاعة أكذوبة الجرذان ، لست مريضا يا طبيبي فالثوار دوما في صحة و عافية . صحة عقلية جيدة لان الثورة دوما تتمخض عن الوعي. ولست أعاني من الفشل فالثوار لا يعرفون العجز والفشل .
سجل يا حاكمي بأني لست الدعائم التي تتكئ عليها كي يطول أمدك على الكرسي فأنا ثائر يزلزل الكرسي من تحتك لتهوي مثلما هوى كسرى وقارون و النمرود وما أكثرهم نماردة وفراعنة وأكاسرة العرب.
سجل يا حاكمي أني لست حمارا ولست جرذا ولست ذلك المخدر ب" حرام الخروج عن الحاكم و حرام التظاهر" سجل يا حاكمي باني سأشهر السيف في وجهك وأقول لك ارحل ارحل مثلما رحل سابقوك فلو دامت لغيرك لما وصلت إليك. وقبل وبعد ذلك سجل فأنا ثائر.
سجلي يا خير أمة أخرجت للناس بأنا الصبر مل منا و أن تلك الحياة التي عشناها مع كل تلك العائلات الحاكمات الظالمات الفاسدات القاهرات قد انتهت وذهبت بلا رجعة ، فقد أشرقت شمس الحرية وهبت نسيم الكرامة سجلي و أنا ثائر.......
سجل يا عالم فأنا ثائر ...فكثيرا ما كنت تنظر إلينا نظرة احتقار بمعية من حاكمي الذي تحبه و يحبك وتكرهني و يكرهني ...سجل بأنا ذلك الحاكم الظالم الفاسد الذي ساندته لسنين سوف يهوي من على عرشه وأسحله بنعلي وأقوده للمحاكمة وأعري سوأته أمام العالم وأفضحه أمام الملأ فكثيرا ما عرني في السجون و ألصق بي تهما باطلة وباطلة....
سجل يا روح درويش بأن شباب الحرية قد فهم ما كنت تقصده وثار ضد ظلم الطاغية العربي كما ثرت أنت ضد ظلم العدو الإسرائيلي وفهم أيضا بأنهما لا يختلفان في الغدر و الإجرام والسبيل الوحيد و الأوحد للعيش في عزة و كرامة هي الثورة ..... . فسجل ... و سجل ....فأنا ثائر .........
التعليقات (0)