"دور الإعلام الجهوي في التنمية" موضوع ندوة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة :
عبدالرحيم أريري: الإعلام الجهوي تجابهه العديد من العوائق منها الذاتية ومنها الموضوعية...
أحمد ذوالرشاد: دور الإعلام الجهوي هو فضح الاختلالات بالجهة ....
رضوان الحسني: المهنية هي ما نضعه بين أعيننا في جريدة التجديد ....
نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة ضمن ندوتها بمناسبة الذكرى الفضية لتأسيسها ندوة إعلامية حول موضوع: "دور الإعلام في تنمية الجهة"، شارك فيها نخبة من الإعلاميين الجهويين كما شارك بها الصحفي المغربي ورئيس تحرير جريدة "الوطن الآن" السيد عبدالرحيم أريري. وقد نشط الندوة كل من الأستاذ خليل المغرفاوي وعزيز الدكي...
قبل إعطاء الكلمة لأول متدخل في الندوة تحدث الأستاذ خليل المغرفاوي منشط الندوة عن أهمية الإعلام في التنمية وفي الرفع من أسهم الدولة في المجتمع الدولي ممثلا لذلك بتجربة دولة قطر من خلال قناتها الفضائية "الجزيرة" التي ساهمت في فوزها بتنظيم كأس العالم لسنة 2022. ولذلك فلا يعقل تجاهل دور الإعلام على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ...
تطرق السيد عبدالرحيم أريري في مداخلته القيمة إلى تجربة جريدة "البيضاوي" الجهوية قبل أن تصبح جريدة وطنية تحت عنوان "الوطن الآن"، موضحا كل العوائق التي حالت دون استمرارية جريدة جهوية تعاني الكثير من المشاكل سواء على المستوى المالي أو على المستوى الموضوعي من حيث المقروئية والتوسع. إن تجربة الجريدة الجهوية حسب أريري هي تجربة مريرة تدفع صاحبها إلى استنفاذ كل طاقاته دون تحقيق النجاح الذي يحلم به ودفعه إلى الدخول في غمارها، فالعائق الذاتي الذي دفع أريري إلى الانتقال إلى الوطنية على حساب الجهوية والمحلية هو العائق نفسه الذي يعاني منه كل الصاحفيين الجهويين على مدار الوطن من خلال صعوبة الوصول إلى قارئ يبحث عن المادة الصحفية بطريقة تقليدية لا ترقى إلى مستوى تحقيق النجاح لجريدة جهوية. بينما العائق الموضوعي الذي يتحدد من خلال واقع مدينة الدار البيضاء التي تعيش على المتناقضات من مثل أنها تعاني من الأمية بحيث أن ثلث سكانها لا يقرأون أبدا، وبحكم أن هناك 20./. من سكانها يصنفون تحت عتبة الفقر مما يؤدي إلى فقدان نسبة كبيرة من القراء ومن الذين يساهمون في استمرار الجريدة، ولذلك فالانتقال إلى الوطنية التي تفترض وجود قراء أكثر ومتفاعلين مع الجريدة والخبر فيها أكثر، وهذا ما جعل من الجريدة "الوطن الآن" تتبوأ مكانة مهمة في سوق الصحافة المغربية اليوم .
بينما يرى الأستاذ أحمد ذوالرشاد مدير الجريدة الجهوية "عبدالة" ومراسل جريدة "الصباح" أن الصحافة الجهوية إذا كانت لا تهدف إلى المساهمة في تنمية الشأن المحلي فلا داعي لإصدارها، لأن عدم الوفاء بهذا الشرط فسيكون هناك إعلام جهوي موجه يضرب مسألة المصداقية والرفع من مستوى التنمية البشرية وفضح الاختلالات الممكن حصولها في العديد من المؤسسات العمومية بعرض الحائط، وبالتالي انتفاء ذلك الدور المهم المنوط بالصحافة الذي يعتبر دورا مهما في الرفع من مستوى الوعي بالواجب والمسؤولية عند المواطن والمسؤول معا.
وتحدث الأستاذ رضوان الحسني عن تجربته بجريدة "التجديد" التي شكك العديد من المناوئين لها كتجربة صحفية في مدى مهنيتها واستقلالها عن الخط الحركي داخل حركة التوحيد والإصلاح التي تصدر عنها. فرئيس تحريرها السيد مصطفى الخلفي يوصي كل العاملين بها وكل مراسليها والمتعاونين معها بالمهنية قبل بعث الخبر إلى الجريدة حسب المتدخل، لأن رأسمال جريدة التجديد _ودائما حسب الحسني_ هو مصداقيتها الصحفية ومهنيتها التي لا يمكن قبول أي خروج عنها ...
أما مداخلة الأستاذ لحسن مبروك بنعزوز وهو صاحب موقع محلي على شبكة الإنترنيت، فقد كانت تهدف إلى طرح أسئلة مستعصية الجواب لأنها مازالت في حاجة إلى تحديد المسؤوليات التي تفترض في كل الفاعلين الإعلاميين على مستوى الجهة والذين أو البعض منهم يرى أن الإعلام الجهوي لا يتميز بالكفاءة في العمل الصحفي والقدرة على تحقيق المهنية المفترضة في الجسم الصحفي الجهوي ...
أما الأستاذ عبدالله غيتومي مراسل الصباح فقد أسهب في مداخلته بالحديث عن تجربة جريدة الصباح أيام الصحفي طلحة جبريل والذي استطاع من خلال الخبر الجهوي والمحلي أن يرقى بالجريدة من حيث المبيعات وزيادة عدد القراء على الصعيد الوطني، ولذلك فإنه يمكن للخبر الجهوي والمحلي أن ينعش الجريدة الوطنية ويحقق لها التواجد بقوة في عالم الصحافة وطنيا وجهويا ومحليا ...
وطالب الأستاذ فؤاد مسكوت وهو صاحب الجريدة الجهوية "أصداء دكالة عبدة" في مداخلته بتسمية الأمور بمسمياتها وفضح كل الأيادي السوداء التي تعيث فسادا وتعبث بالصحافة سواء جهويا أو وطنيا والعمل على تكريم كل الصحافيين النهزهاء الذين دفعوا الغالي والنفيس من أجل أن يكون للمغرب صحافة متميزة وذات هدف وقيمة، متحدثا عن تجربة الأستاذ عبدالرحيم أريري وتجربته المتميزة سواء من خلال جريدته "البيضاوي" أو "الوطن الآن"، حيث أن أريري استغرق وقتا طويلا في النضال من أجل استمرار تجربته الصحفية ومشوعه الإعلامي وصموده أمام كل اللوبيات التي وقفت ضده وضايقته كثيرا، متحدثا عن أسبقيته في فضح ناهبي المال العام والمفسدين في الأرض متفوقا على مؤسسات الدولة التي خلقت من بعد من أجل متابعة المسؤولين عن الفساد المالي والإداري....
عزيز العرباوي
الجديدة
التعليقات (0)