"داعش الأم" أخطر من ابنتها
العالم بقيادة أميركا يحشد قواه للقضاء على "داعش". مؤتمرات الدفاع عن الأقليات وحماية الوجود المسيحي في الشرق تتوالى والغرض التركيز على خطر "داعش". "داعش" شغل العالم الشاغل... صدق حكيم "ثورة الأرز" عندما قال: "اعترف للفريق الأخر بأمر واحد وواحد فقط، وهو قدرته أحيانًا على غش الرأي العام وتسليط الضوء على الزاوية التي يريد من المسرح وحجبه عن زوايا أخرى أشد خطورة وإجرامًا".
أوباما في 6/9/2014:"مشكلة الدول السنية ليست إيران فحسب، داعش الخطر الأكبر على الدول السنية". و"هنري كسنجر" في اليوم التالي يصرّح وكأنه يرد على استغباء "أوباما" للرأي العام السني والعالمي: "إيران أخطر من داعش، امبراطورية فارسية تحت مسمّى شيعي".
العالم الغربي يدرك جيدًا أنه لو احترم إرادة الشعب السوري وتخلى عن عميله الأسدي ودعم ثورة الحرية والكرامة في سوريا منذ بدايتها -وهو خائن لها حتى اللحظة- لما كان اليوم يواجه وحشًا كاسرًا يسمى "داعش"، وكذلك الأمر بالنسبة للإرهاب "الحوثي" الذي يضرب اليمن، وللمأساة التي يعيشها لبنان بسبب الحزب الإرهابي التكفيري وملحقاته، والفوضى التي يعانيها العراق جرّاء تسليمه للاحتلال الايراني ذي السياسات الإقصائية والفئوية والطائفية الحاقدة... كل ذلك ما كان ليحدث لولا لتخليهم عن "الثورة الخضراء" في إيران رغم الكيفية "الداعشية" بامتياز التي اتبعها نظام الخميني الدموي في إخمادها...هم باختصار لا يريدون قتل الأفعى التى ترعى مصالحهم وتنفذ سياساتهم الهدامة، هم ببساطة وبوقاحة وبمكابرة لا يزالون يفضلون الانشغال بمحاربة ذنَب الأفعى الذي لن يلبث أن يَنبتَ من جديد ولو قُطّع ألف قطعة وذلك طالما أن رأس الأفعى -صانع داعش وعلّة وجودها- بخير ومطمئن لعمالته للسياسة الصهيو-أميركية في المنطقة وتلزيمه إياها.
بالتأكيد هم لن يقطعوا رأس الأفعى وعلينا أن لا ننتظر منهم ذلك -على الأقل في المدى القريب- لأن قطعهم إياه بمثابة مَن يبتر جزءًا من جسده؛ فهل لأميركا أن تحرق آلة الحلْب الإيرانية التي تضعها وتثبتها -منذ إنجاحها للثورة الخمينية قبل 35 سنة- على ضرع البقرة الحلوب الخليجية لتشفط بواسطتها أموال تلك الدول بصفقات السلاح "المليارية" وتركّز موطئ قدم لها عسكريًا في تلك البقعة النفطية الاستراتيجية من العالم؟! أم هل لإسرائيل أن تقطع أو تسمح بتقطيع أوصال الحزام الفارسي (وقد تقطّعت) الممتد من طهران مرورًا ببغداد ودمشق وصولاً الى بيروت وهو الذي يحمي أمنها القومي تحت شعار الممانعة والمقاومة والقضية الفلسطينية؟! هم لن يفعلوا شيئًا من ذلك، فالشعوب الحرة هي وحدها القادرة على اتنزاع حريتها من فم الأسد، هذا ما أثبته التاريخ على مر العصور، وقد بدأ العد العكسي لمحور الشر مع اندلاع الثورة السورية -ثم ابنتها العراقية- اللتين أسقطتا الأقنعة وأجبرتا الحلف (الخفي) الأميركي-الصهيوني-الأسدي-الفارسي على الظهور الى العلن من "ليالي الأُنْس في نيويورك" في أيلول 2013، الى "ليالي الأُنس في فيينّا" في تموز2014، الى الحلف المشترك من تحت الطاولة ومن فوقها وإن كان لضرب "داعش"، مرورًا "بلحس" أوباما للخطوط الحمر الكيميائية في آب2013 فلا ضربات جوية رغم العهود والوعود التي قطعها على نفسه كرمى لعيون إسرائيل حيث التمسك بالأسد مستمر حتى آخر قطرة دم باقية في عروق طفل سوري نجا من الكيماوي والبراميل ويجب عليه أن يموت لأنه أدرك أن أمه ولدته حرًا وعبدًا لله لا عبدًا لـ"البعث" أو "دمية" تصفّق لبقاء العميل متربعًا على كرسي الاجرام الى الأبد.
قلناها سابقًا ولن نسأم من تكرارها منعًا لأي تضليل، رأس الأفعى هو محور الشر، بشار الأسد السفّاح البرميلي-الكيماوي والقيّم الأول على "المدجنة الاستخباراتية" أي "حاضنة تفقيس" الجماعات التكفيرية وبثّها في المنطقة، والنظام الفارسي المصدِّر الأوّل للفكر الإرهابي الدموي التكفيري تحت مسمّى "تصدير الثورة الخمينية"، وحزبه المسلح ذو الفكر الإرهابي التكفيري الذي يحتل لبنان يغتال دستوره يسفك دماء شعبه ويضطهد طوائفه...
إن "داعش الأم" تستثمر اليوم في "داعش البنت" لتلمّع صورتها وتعمي الأنظار عن خطرها وأمومتها وأبوّتها لها، بيد أن العقول العادلة السوية تدرك -ونعود الى الحكيم- أن كليهما داعشيّ سواء من يَقتل بيديه العاريتَين أو من يقتل بقفازات مخملية، والعين البصيرة تبقى كاشفة لجميع زوايا المسرح وتأبى أن تنغش بمحاولة الإرهابيين حصر الضوء في زاوية معينة والتعتيم الممنهج على بقية الزوايا التي تشهد على إرهاب محور الشر وتكفيره وأنه أخطر من صنيعته "داعش البنت"بأشواط كبيرة.
عبدو شامي
11/9/2014
التعليقات (2)
1 - لمذا الإنتقاء والتخاذل
Jubran - 2014-09-12 18:18:27
لمذا أمريكا ومن لف لفها وجرى بفلكها تريد حربا لا هوادة فيها ضد دولة داعش وجيوشها وأراضيها تحت مسمى محاربة الإرهاب هذا العنوان القديم والجديد والمتجدد دائما وبرغم تعارضنا وعدم رضانا عن كثير من ممارسات هذا التنظيم نقول لمذا فقد داعش والقاعدة لمذا لا يتم معاقبة نظام الإرهاب الهمجي الذي يقوده بشار اللاأسد والذي قام بتدمير سوريا وقتل ما يزيد عن ربع مليون شهيد ونصف مليون جريح وأمثالهم من المختطفين والمفقودين أليس هذا إرهابا فاق إرهاب داعش بعشرات مئات المرات ولمذا لا يعاقب المالكي وعصابته عن أعمالهم الإجرامية بحق العراق والعراقيين وكذلك مقتدى الصدر وما تسمى بعصائب أهل الحق حيث قاموا بأبشع المجازر الدموية بحق أهل السنة في العراق ولمذا لا يعاقب ويكافح ما يسمى بحزب الله والله منه براء على ما تقوم به مليشياته الطائفية من إجرام ومجازر ومساعدة النظام اللاأسدي في وحشيته البربرية بحق الشعب السوري واللبناني ولمذا لا تعاقب مليشيات الحوثيين الإرهابيين في اليمن حيث كذلك إرتكاباتهم شتى أنواع الإرهاب وتهديد الدولة والمجتمع وقتلهم للناس على الهوية الطائفية ولمذا لا يحرك أوباما ومن يعمل بأمره من حكام العرب والمسلمين على حماية المسلمين المضطهدين المظلومين والذين سفكت دمائهم وهتكت أعراضهم وذبحوا ذبح النعاج وحرقوا في بورما وتايلاند وافريقيا الوسطى ومالي لمذا لا يقوم أوباما والغرب وتوابعهم بحماية الأقليات السنية في إيران وعربستان والبلوشستان وكشمير والإيغوريين في بلاد الصين لمذا لا يحاكم جورج بوش عن كل إرهابه الرسمي ومجازره الدموية التي ارتكبها في أفغانستان والعراق تحت عنوان مكافحة الإرهاب والذي ذهب ضحيتها آلاف مؤلفة من القتلى والجرحى في صفوم المدنيين المسالمين والعزل حقيقة أين العدل والعدالة وأين حقوق الإنسان أم أنه شعب الإيزيديين ونصارى الموصل والكرد فقط هم من يستحقون الحماية وغيرهم طز بهم والى الجحيم ويصطفلوا وهذه الاستفسارات برسم كل زعيم وحاكم عربي سيقف يوما بين يدي الله سبحانه وتعالى ولن تنفعه أمريكا ولا أوروبا ولا الكون كله وسبقف ويحاسب في المحكمة الإلهية وعدلها المطلق فإن كان خيرا فخير وإن كان شرا فشر وأخيرا أتمنى من موقع إيلاف أن ينشر لي هذا التعليق وتقبلوا إحترامي
2 - امبراطورية داعش
شاعر الغسق - 2014-09-15 18:16:40
الحقيقه اعجب ممن يتهم داعش بأنها صناعه ايرانيه او غربيه تقوم بخدمة كل من ايران وامريكا هذا كلام غير مقبول داعش لاتربطها بأيران وامريكا الا الدم المراق ليس لان داعش متسرعه بسفك دماء اهل السنه تبنون عليه ادله مكذوبه او طائشه على انها عميله للخارج لايوجد دليل حقيقي حتى الان بان تنظيم الدوله الاسلاميه مخترق من ايران او امريكا هذا التنظيم لديه مشروع واضح كلنا نعرفه وكل من يقف بطريقهم سواء شيعي او سني او امريكي يقتل بفصل رأسه عن البدن اما الجيش الحر فهم يتعاملون مع الغرب بشكل لايخفى على ذي لب فكيف تتهمون داعش بالعماله دون ادله واضحه بينما تتركون الجيش الحر الذي لايخجل من تعامله مع الغرب ضد داعش بالشاشات الجيش الحر سيفشل ولن يفلح لا بحربه مع اانظام ولا بحربه مع داعش بينما جماعات الدوله فهي قويه وستهزم كل من امريكا وايران والسنه الخونه بالجييش الحر الذين يحاربون الدوله الاسلاميه