مواضيع اليوم

"خلية بليرج" والنفاق الصحفي (جريدة الصباح نموذجا)

حسن محمد لمعنقش

2011-04-30 23:17:02

0


أخرج البخاري رحمه الله عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لايلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة في سخط الله لايلقي لها بالا يهوي بها في جهنم" (1).
ذكر ابن بطال رحمه الله عن الكلمة التي يهوي صاحبها بسببها في النار أنه يقولها عند السلطان الجائر "بالبغي والسعي على المسلم، فتكون سببا لهلاكه، وإن لم يرد القائل ذلك، لكنها ربما أدت إلى ذلك فيكتب على القائل أتمها" (2).
كلام ابن بطال رحمه الله، بل قبله حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، يبين خطورة الكلمة ومسؤوليتها. غير أننا ابتلينا في أيامنا هذه ببعض الإعلاميين ممن لايقدرون تلك الخطورة، خاصة إذا تعلق الأمر بالإسلاميين والتضييق عليهم ظلما وإرجافا. ولعل الاعتقالات التي مست أعضاء ما سمي بـ "خلية بليرج"، وما تلاها من محاكمات، ثم المواكبة الإعلامية لكل ذلك أبرز نموذج على سوء تقدير تلك الخطورة.
لقد تم الإفراج يوم الخميس 14 أبريل 2011 عن السياسيين الخمسة في الخلية المزعومة، بعد ثلاث سنوات من الاعتقال. وكانوا قد حوكموا بمدد أقصاها 25 سنة (للأخ محمد المرواني) وأدناها عشر سنوات (لكل من الأخوين العبادلة ماء العينين وعبدالحفيظ السريتي). أما الأخوان محمد الأمين الركالة ومصطفى المعتصم، فقد كان نصيبهما عشرون سنة سجنا.
كان هذا الحكم الابتدائي.
لكن كل هذه الأحكام خفضت –في طور الاستئناف- إلى عشر سنوات سجنا لكل واحد من السياسيين الخمسة.
وبعد الإفراج سارعت بعض الصحف إلى إجراء حوارات مع بعض هؤلاء المعتقلين، فيما عقدت أخرى ندوات حضروها حول قضيتهم. ومن الأمثلة البارزة لذلك جريدة "الصباح" المغربية.
فبعد إطلاق سراح المعتقلين الخمسة، كتبت السيدة نادية البوكيلي، وهي صحفية بالجريدة، تقول: "رفع المعتقلون السياسيون شارات النصر، وهتف حاضرون بعبارة (الله أكبر) قبل أن ترتفع الأصوات بالشعارات. وتخلل هذه الفترة عناق حار وبكاء. إنها دموع الفرح التي خيمت ولم تترك المجال لأي تعبير" (3). ثم تابعت:
"في تلك اللحظة، تيقن الجميع أن المعتقلين السياسيين الخمسة، على خلفية ملف بليرج، عانقوا الحرية بعد مضي ثلاث سنوات وأزيد من شهرين. تعذر على المفرج عنهم ولوج القاعة التي ستحتضن الندوة الصحفية، الجميع يسارع ليقدم التهاني للمفرج عنهم. فأبناء المعتقلين كانوا في الموعد، تخلفوا عن الدراسة لأنهم سيعيشون لحظة حرموا منها لسنوات. ارتمى كل واحد من هؤلاء في حضن والده، واستمتع بعدسات الكاميرات وبالصور التي كانت تلتقط من هنا وهناك" (4).
ونقلت عن رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إدريس اليزمي، أنه حاول "أن يقنع الحضور بأن اللحظة بمثابة (محطة للابتهاج، وأن الأساس أنه عمت الفرحة وعادت الابتسامة إلى العائلات). مضيفا: (نحن مع حرية التعبير، وتوجد قاعة في المجلس تحمل اسم الراحل ادريس بنزكري الذي كان دائما يقول إن المصالحة ليست بالإجماع، بل بالتدبير السلمي)" (5).
ثم عادت الجريدة إلى موضوع الإفراج عن المعتقلين الخمسة في العدد الموالي، حيث نظمت ندوة حضرها أربعة من المعتقلين المذكورين،هم الخمسة إلا الركالة الذي تعذر عليه الحضور، لكنه "شارك بتصريح خص به الصباح، من خلال اتصال هاتفي معه" (6).
ومما ذكره المعتقلون الخمسة السابقون في الندوة:
أولا: الإجماع منهم على شكر جريدة الصباح، إذ قالوا:
-مصطفى المعتصم: "أولا: أشكر جريدة الصباح وأتمنى لها النجاح في القيام بدورها الإعلامي المتميز. ولايمكن للإنسان إلا أن يفرح باسترجاع حريته، لأنه لايوجد أغلى وأثمن من الحرية. ونتمنى أن تكون بداية لإنهاء ملف الاعتقال السياسي في بلادنا" (7).
-عبدالحفيظ السريتي: "أحيي جريدة الصباح، ومن خلالها كل الإعلام المستقل الذي قام بدور مشهود في فضح هذه الجريمة التي حولت العديد من الأبرياء ووضعتهم خلف القضبان لأغراض سياسية، كانت تهدف بداية رهن مستقبل البلد ووضعه في حالة توتر دائمة" (8).
-محمد المرواني: "من لم يشكر الناس لم يشكر الله. الشكر لكم في جريدة الصباح على هذه الاستضافة الطيبة، نحن سعداء بها، ونبارك جهدكم في التعريف بقضيتنا..." (9).
-د. العبادلة ماء العينين: "بدوري أشكر جريدة الصباح، ومن خلالها كل المنابر الإعلامية التي آزرتنا في قضيتنا ورافعت ودافعت بما أوتيت من قوة البيان وسلطة القلم عن حقنا وحقوق غيرنا التي للأسف استبيحت في عهد شيع عنه منذ البداية، وأريد له أن يكون عهدا جديدا لمغرب جديد..." (10).
فهل تستحق هذه الجريدة كل هذا التنويه؟ لاشأن لنا بالجواب على هذا السؤال الآن، ولنؤجله إلى ما بعد.
ثانيا: من الإخوة من ذكّر بباقي المعتقلين الذين لازالوا بالسجون، ومنهم من أكد على ضرورة معالجة الملف في شموليته، بمحاربة الفساد المستشري في البلد، والتصدي للمسألة الاجتماعية...ومما ذكروه:
-السريتي:"نحن اليوم في لحظة مشرقة، وأعتقد بأن مايعيشه الوطن العربي ونسائم الحرية التي هبت على مجتمعنا المغربي هي التي تصنع اليوم كل الأحداث، بدءا بالإصلاحات العامة التي تهم الوثيقة الدستورية، مرورا بإطلاق سراح جزء من المعتقلين السياسيين. لقد استرجعنا حريتنا التي أخذت منا غصبا، ونتمنى كذلك أن يسترجع كل المعتقلين المظلومين في سجون المغرب حريتهم..."، ثم أضاف: "نحن كذلك، مع كل الحقوقيين اليوم، نقول إن الإصلاح يشترط ويفرض بأن يتراجع المسؤولون، وأن يستجيبوا لمطالب الشارع، لأنها مطالب الثقة حتى يمكن لكل المواطنين أن يباشروا مهمة صياغة وثيقة دستور ديمقراطي حقيقي تنقل المغرب من السلطة الهجينة إلى السلطة الديمقراطية الحقيقية" (11).
-المرواني قال:"نحن حزينون. فرحتنا للأسف لم تكتمل، لأننا كنا نتمنى أن يكون كل المظلومين الموجودين وراء القضبان بيننا ومعنا. لكن للأسف يأبى المخزن إلا أن يستمر في نهجه وفي منطقه، وهو منطق التقسيط. ونحن نقول لا للتقسيط، وأن للإصلاح منطقا. إذا كانت هناك إرادة سياسية حقيقية للإصلاح والتغيير، وهي إرادة معلنة، يجب أن نرى في هذه الإرادة مايجعلنا بالفعل نصدق، لأن الإرادة ليست مجرد أقوال، بل أفعالا ملموسة وعربونا نقدمه. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن اليوم أن نصلح برجال فاسدين؟ ونصلح بأدوات فاسدة؟ أبدا لايمكن أن يتم الإصلاح إلا بأدوات صالحة.
كنت أتمنى أن تقدم الدولة، وهي تعلن عن هذه الإرادة، على إصلاح الأوضاع بالبلد لإيصاله إلى مغرب جديد..." (12).
وقال ردا على تهمة "التشيع" التي رُمي بها المعتقلون الخمسة، بل تنظيما البديل الحضاري والحركة من أجل الأمة، تلك التهمة الرخيصة التي ركزت عليها بعض الصحف بعد اعتقال الإخوة، أقول: قال الأستاذ المرواني مايلي:
"إن مسألة اتهامنا بالتشيع كارثية! لدينا وثائق تأسيسية، لدينا رسالة البصيرة..."(13). وأضاف في نفس السياق: "اقتنعت بالمذهب السني على غرار كل المغاربة، وبما كان عليه الإمام مالك رحمه الله، بل خلال المحاكمة استشهدت بأصوليي وفقهاء المذهب المالكي. المسألة لم تكن لها علاقة بالتشيع، بل مسألة التخويف منا، وجربوا ضدنا أسلوب الترهيب، قبل أن يرتبوا الملف، الذي بسببه زج بنا في السجن. وهانحن نخرج أعزة كراما أقوياء..." (14).
أما عن حزب الأمة الذي أنشأه الأخ المرواني مع ثلة من المواطنين، فقد قال عنه: "القصة هي أننا أمام حزب يرفض أن يدخل في الطاعة السياسية لوزارة الداخلية. إذن كيف يجب التعاطي معه، خاصة أن حزب الأمة حقق اختراقات، وسمعنا من جهات مختلفة أن الوزارة المعنية كانت منزعجة من ذلك؟..."(15).
-د. العبادلة ماءالعينين قال:"...حينما سألني أحدهم عن وجهة نظري فيما حصل، قلت له: كمغربي ومواطن عاد يمكن أن أقدم لك إجابة يفهمها الجميع. قلت له: ياسيدي أنا باختصار ضحية المفهوم الجديد للسلطة..."(16). ثم أضاف:
"طبعا لايمكن من الناحية الموضوعية، أن ننكر بأن هذه الخطوة على محدوديتها، هي جزء من هذه التدابير، لكنها كأحد الخطوات هي بذاتها تبقى ناقصة، لأنه لابد من فتح ملفات الفساد، والجميع يتساءل لماذا إلى حد الآن لم ينشر تقرير المجلس الأعلى للحسابات لسنة 2009. كنا نأمل على مستوى تصفية ملف الاعتقال السياسي والمحاكمات غير العادلة التي بسببها يقبع مواطنون مغاربة، وتعاني عائلاتهم الأمرين، أن يعالج الملف بشموليته، لكن للأسف نسجل أن هذا البند لم يأخذ كامل الصياغة والتنزيل"(17).
-الدكتور محمد أمين الركالة قال، في الاتصال الهاتفي معه، عن الإفراج:"أولا: إنه شعور الفرحة، إلا أنها تبقى ناقصة. لأننا خرجنا نحن من السجن، وبقي وراءنا آخرون مظلومون سلبت حريتهم ظلما وعدوانا. ولن تكتمل فرحتنا إلا بعد الإفراج عن هؤلاء ويعانقون أهاليهم وينعمون بالحرية..."(18). ثم أضاف:
"نحن ذقنا مرارة الظلم، ومازلنا نؤكد على براءتنا، وأنه من الضروري أن يرد إلينا الاعتبار، وسنعمل على أن يغادر السجن كافة المظلومين" (19).
لقد سبقت جريدة "الصباح" غيرها من الجرائد إلى نشر مثل هذا الكلام وغيره مما يفهم منه إدانة اعتقال هؤلاء الإخوة ظلما. بل تحس وأنت تقرأ تقرير الندوة كأن الجريدة وقفت من قبل موقفا حازما ضد الاعتقال السياسي، وضد الاعتقال الجائر لأفراد خلية بليرج المزعومة. لكن الحقيقة غير ذلك للأسف!
إن هذه الجريدة كانت مجموعة من أقلامها أقلاما مسمومة وحاقدة ضد المظلومين فيما سمي بخلية بليرج عموما، والسياسيين الستة خصوصا (20).
لقد كانت "الصباح" الجريدةَ التي حاولت إقناع قرائها بـِ"الرواية الرسمية" للحدث، لما أخذت تنشر –وعلى حلقات- محضر قاضي التحقيق، ذاك القاضي الذي اعتبر السياسيون الستة في بلاغ لهم عنه أنه كان يرتكب ضدهم، خلال التحقيق معهم، "فضائح قانونية"، وأنه "لا يجمل بالدولة أن يوجد بين قضاتها من يعيد ماضي الانتهاكات القضائية من جديد، ليبيد كل أمل في طي صفحة المحاكمات الجائرة" (21).
أجل، لقد نشرت الجريدة المحضر والإخوة يحاكَمون !! ضاربة بعرض الحائط قرينة "البراءة الأصلية"!!
ولقد كانت "الصباح"، مع جرائد أخرى كجريدة "الأحداث المغربية"، الجريدة التي دأبت على إجراء حوارات مع من يُحسَب على التيار الاستئصالي بالمغرب، أو نشر مقالات لمن يُحسَب على الجسد الصحفي، ممن استجاب للتوجيه الرسمي بعدم التشكيك في الرواية الرسمية، بل اجتهد في الدفاع عنها على أنها الحق الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه!
والآن، بعد أن تم الإفراج عن الإخوة المعتقلين، تصفق الجريدة لإطلاق سراحهم وكأن ذلك من منتوج تضحياتها ووقوفها إلى جانب المظلومين! (22).
إنه منطق الإعلام المنافق!!
ولكي لاأُتّهَم بالتجني، أوضح المقال بالمثال:
يوم الخميس 21 فبراير 2008، أي بعد اعتقال الإخوة بيومين أو ثلاثة أيام (23)، حاول المدعو "خالد الحري" في افتتاحية للجريدة أن يدافع عن التهم التي كالتها السلطة للمعتقلين، وختم: "يجب الاعتراف بأن الدولة لم ترتكب إلى حد الآن أي خطإ قانوني، إذ اعتقلت المتهمين وأعلنت ذلك، وقامت بتفتيش المنازل بحثا عن الأدلة بحضور المتهمين وأفراد أسرهم، وهي إجراءات قانونية، تفرض الاعتراف بتطور الدولة في احترام القانون..." (24).
يوم الإثنين 25 فبراير 2008، نشر مصطفى الزارعي مقالا في الجريدة جعل له عنوانا تضمخ "وقاحة" هو: "إرهابيو خمس نجوم"، ومما قاله فيه: "...وحين ألقي القبض قبل أيام على خلية بلعيرج، أصبحنا أمام جيل جديد من الإرهاب، على مستوى عال من التعليم، يعرف الفقر، ولايعاني البطالة، وبعضهم يعيش حياة من فئة خمس نجوم" (25).
في نفس العدد، نشر محمد البودالي –وهو من المحسوبين على الجسم الصحفي- مقالا عنوانه: "خفافيش الرعب"، ومما قاله فيه: "كشف توفق الأجهزة الأمنية المغربية في تفكيك شبكة بلعيرج الإرهابية عن حجم الخطر الذي كان يتهدد البلاد على أيدي هذه الشرذمة من ذوي الفهم الخاطيء والمضلل لروح ومضامين النصوص الإسلامية السمحة..."(26).
يوم الخميس 28 فبراير 2008، كتب المدعو خالد العطاوي مقالا اعتبر فيه أفراد خلية بليرج المزعومة "شرذمة من الإرهابيين" (27)، بينهم وبين المغاربة –حسب زعمه- حرب ضروس!!
يوم الخميس 06 مارس 2008، أجرت الجريدة حوارا مع أحد كبار الاستئصاليين وأشدهم حقدا على الحركة الإسلامية، الكاتب الصحفي عبدالكريم الامراني، نوه فيه بالحل الأمني قائلا: "النظام المغربي إذا كان يحصر الخطر الإرهابي في هذه الخلية –يقصد ماسمي بخلية بليرج- فهو واهم. وأنا متأكد أن المغرب يتوفر على أجهزة قوية، وأحمد الله على ذلك، فما أنقذ المغرب من ويلات الإرهاب وجود أجهزة أمنية قوية جدا وذكية..."(28).
يوم الجمعة 07 مارس 2008، كتب خالد العطاوي، مرة أخرى، ينتقد المشككين في الرواية الرسمية المتعلقة بما سمي خلية بليرج، ويدافع عن تلك الرواية، مؤكدا أن "النماذج كثيرة على تربص الإرهابيين بالمغرب ابتدأت منذ خلية الصراط المستقيم إلى خلية بليرج"(29).
يوم الإثنين 03 نونبر 2008، كتب خالد الحري مرة أخرى في افتتاحية الجريدة ينعى على الحقوقي السوري هيثم مناع أنه أصدر تقريرا يذكر فيه خروقات مست محاكمة أعضاء ماسمي بخلية بليرج، مستغربا، أي خالد الحري، أن يكيل السيد مناع للمغرب "تهما" تجعله "بلدا متخلفا، لاوجود فيه لقضاء مستقل، ولامؤسسات تخضع للقانون، ولاحرية تعبير حقيقية..."(30).
يوم السبت 14 مارس 2009 خصصت الجريدة ملفا لعلاقة مزعومة لبعض السياسيين الستة بالتشيع، تحت عنوان "التشيع الخطر القادم من فارس"، [استضافت فيه نوعا من الباحثين ابتليت بهم الأمة، ذلك النوع الذي يعتبر "باحثا في الشؤون الإسلامية"، وصرح بما يلي: "... على أن أبرز تأثيرات "التشيع السياسي" تجلت في حالتي حزبي "البديل الحضاري" و"الحركة من أجل الأمة". ويتذكر المراقبون أن تأجيل صدور الاعتراف الرسمي بحزب البديل الحضاري وعدم الاعتراف ب"حزب الأمة"، كان مرتبطا تحديدا بمأزق التشيع"(31).
وأوردت الصحيفة نفسها مقالا لأحد صحفييها يشير فيه إلى الاعتقالات التي طالت المعتقلين الستة في إطار ما يسمى ب"خلية بليرج" ويقول: " من بين المعتقلين على ذمة التحقيقات الجارية منذ أكثر من سنة (32) مراسل قناة "المنار" اللبنانية التابعة لحزب الله الشيعي، عبد الحفيظ السريتي.
التحقيقات نفسها كشفت أن الأشخاص المتورطين في شبكة بليرج، وفق تصريحات وزيرالداخلية شكيب بنموسى، لهم روابط مؤكدة مع الشبيبة الإسلامية، والحركة الثورية الإسلامية المغربية، وحركة المجاهدين في المغرب، والحركة من أجل الأمة (وهو اسم يربطه البعض بمفهومي ولاية الأمة وولاية الفقيه عند الخميني) (33)، وكلها تنظيمات غير معترف بها، إضافة إلى حزب البديل الحضاري (34)].
يوم السبت 27 يونيه 2009، حاول محمد البودالي –المحسوب على الجسم الصحفي كما سبق- أن يبين أن ملف ماسمي بخلية بليرج غير "مفبرك" من طرف الأجهزة الأمنية "بغرض كبح جماح الإسلاميين" (35)، واعتبر أن ذلك "ادعاء جاهز تكرر على ألسنة عدد من المعتقلين، في خلايا وشبكات عديدة توبعت في إطار قانون محاربة الإرهاب..." (36).
لقد كانت جريدة الصباح، عبر مثل هذه الأقلام الموتورة، جريدة لم تراع قرينة البراءة الأصلية، ولم تتريث حتى تصدر الأحكام بالبراءة أو الإدانة، بل سارعت، من خلال المقالات أعلاه، إلى إدانة المتهمين استجابة للرواية الرسمية. ولم تسلم أي من المقالات حول ماسمي بخلية بليرج من هذه اللوثة، سوى مقالات معدودة على رؤوس الأصابع، مثل بعض ماكتبه جمال بورفيسي مثلا في الملف المعنون بـِ"تعامل الدولة مع الإسلاميين بعد تفكيك شبكة بليرج" (37)، أو المقالات التي نُشِرت بعد إطلاق سراح المعتقلين كما سيأتي.
أبعد هذا تستحق هذه الجريدة أن تشْكَر "لدورها الإعلامي المتميز"، أو لأنها من ضمن " الإعلام المستقل الذي قام بدور مشهود في فضح" جريمة اعتقال أبرياء ووضعهم خلف القضبان...؟
يمكن أن يُفهم أن الشكر الذي قدمه الإخوة المعتقلون لهذه الجريدة في الندوة يدخل في إطار المجاملة، خاصة من معتقلين خرجوا لتوهم من السجن، لكن هذا لايمنع القيام بفضح "خط النفاق" الذي تسير عليه بعض الجرائد في بلدنا.
وسنحاول، فيما يأتي من مقالات، متابعة ماكتبته الأقلام المسمومة التي زكت الرواية الرسمية، بل كالت التهم جزافا للمعتقلين ونالت منهم دون أن يرف لأصحابها جفن،والله المستعان.
______________
1-كتاب الرقاق، باب حفظ اللسان، حديث 6478.
2-فتح الباري لابن حجر رحمه الله، ص 11/376.
3 و4 و5-مقال: "تفاصيل الإفراج عن المعتقلين السياسيين" لنادية البوكيلي، جريدة "الصباح"، عدد 3425، بتاريخ السبت والأحد 16 و17 أبريل 2011.
6 و7 و8 و9 و10 و11 و12-ندوة بعنوان: "المعتقلون المفرج عنهم: الحرية أثمن شيء في الحياة". أعد الندوة نادية البوكيلي وجمال بورفيسي، جريدة الصباح، عدد 3426، بتاريخ الإثنين 18 أبريل 2011.
13-نفسه. وفي كتابنا: (تشيع "الحركة من أجل الأمة" بين الحقيقة والافتراء) تفصيل لهذا الكلام، أسأل الله تعالى أن ييسر طبعه.
14 و15 و16 و17 و18 و19-الندوة المذكورة بالعدد المذكور من الصباح.
20-كانوا من قبل ستة، بالإضافة غلى الأستاذ حميد نجيبي من الحزب الاشتراكي الموحد، وقد أطلق سراحه بعد نهاية المدة التي حكم بها عليه، وهي سنتان سجنا.
21-من بلاغ لهم صدر بتاريخ 11 يوليوز 2008.
22-هذا الكلام لايُقصَد به من أعد –في الجريدة المذكورة- الندوة المذكورة، وهما الصحفيان: نادية البوكيلي وجمال بورفيسي، إذ لم أقرأ لهما مرة تجنيا على الحقيقة في قضية المعتقلين الستة، بخلاف بعض الصحفيين غيرهم كما سيأتي. والمقصود بالتحديد "صبايا" الإعلام ببلدنا، ممن يمارس سياسة الرقص على الحبال.
23-تم اعتقالهم، عموما، يوم 18 فبراير 2008.
24-افتتاحية جريدة "الصباح" بعنوان "المصداقية" لخالد الحري، عدد 2447، بتاريخ الخميس 21 فبراير 2008.
25-الصباح، عدد 2450، بنفس التاريخ أعلاه.
26-نفسه، مقال: "خفافيش الرعب" لمحمد البودالي. وانظر مقالنا حول بعض ماكتبه هذا "الصحفي" في مدونة "الالتزام" تحت عنوان: "عمل صحفي أم انتقام إعلامي؟"، على الرابط: http://hassanla.maktoobblog.com/1611369/
27-مقال: "الحقيقة الغامضة"، جريدة الصباح، عدد 2453، بالتاريخ المذكور أعلاه.
28- جريدة الصباح، عدد 2459، بالتاريخ المذكور أعلاه. وقد أجرى الحوار خالد العطاوي المذكور.
29-مقال: "ويل للمشككين"، جريدة الصباح، عدد 2460، بالتاريخ المذكور أعلاه.
30- افتتاحية جريدة "الصباح" بعنوان "مؤامرة..." لخالد الحري، عدد 2665، بنفس التاريخ أعلاه.
31- جريدة الصباح المغربية عدد 2776 السبت والأحد 14 و15 مارس 2009. والكلام لمنتصر حمادة في حوار مع الجريدة المذكورة.
32- بدئ بمحاكمة المعتقلين يوم الخميس 16 أكتوبر 2008 أي ثمانية أشهر بعد اعتقالهم حسب التصريحات الرسمية. لكن هذا الصحفي يدعي أن التحقيقات "جارية منذ اكثر من سنة" فهل الهدف التهويل في هذه القضية؟ أم أن "وراء الاكمة ما وراءها"؟
33- لاحظ كلمة "البعض" في قوله: " وهو اسم يربطه البعض..."، مع أن هذا البعض شخص واحد هو "الباحث"المذكور سابقا والذي يعتبر أول من تعسف في هذا الربط، وعنه نقل غيره ببلادة.
34- مقال : "المد الشيعي بالمغرب... الخطر القادم من فارس" لإحسان الحافظي، جريدة الصباح العدد السابق ذكره. وقد سبق للجريدة أن نشرت مقالا بعنوان: "المعتصم والمرواني و"تهمة" التشيع التي أدخلتهما السجن، ليوسف الساكت، عدد 2455/ السبت والأحد 1 و2 مارس 2008. وفي المقال محاولة لإلصاق تهمة "التشيع" بالحركتين المذكورتين، وهو مافندناه في كتابنا "تهمة تشيع (الحركة من أجل الامة)...قيد الطبع، والمذكور أعلاه. والكلام المذكور بين قوسين [ ] من الكتاب .
35 و36- مقال: "بليرج ومن معه"، جريدة الصباح، عدد 2866، بالتاريخ المذكور أعلاه.
37- جريدة الصباح، عدد 2468،بتاريخ 17 مارس 2008.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !