تناول الكاتب البريطاني "روبرت فيسك" في مقاله اليوم الأحد تاريخ مدينة "حمص" التي كانت مستعمرة رومانية وفتحها صلاح الدين عام 1174 ،واشتهر اسمها الان كأهم معاقل المعارضة السورية خلال الأشهر الـ 11 الماضية ، ويستعرض الكاتب حال المدينة خاصة عقب فرار عناصر "الجيش السوري الحر" منها أمام تقدم القوات الحكومية.
واعتبر فيسك في مقاله تحت عنوان "الواقع المخيف وراء بقاء نظام الأسد في السلطة" ان حمص هى بنغازى الجديدة وخط البداية للتقدم والزحف باتجاه دمشق" مشيرا الى انتشار قوات الامن السوري والاسلحة والعصابات المسلحة في المدينة.
واستعرض حقيقة الواقع الذي اعتبره مخيفا والذي ابقى على نظام الأسد في السلطة حتى الان قائلا:" ان الاسد والموالين له مستعدون للقتال حتى النهاية في وجه من يريدون الإطاحة بنظامهم.متابعا:" طالما استطاع الأسد الاحتفاظ بدمشق وحلب، فسوف يستطيع النجاة والبقاء".
وحول التدخل الغربي والدول العربية في وقف مجازر سوريا وتدخلهم العسكري قال فيسك:" ان الغرب أقتنع بسعادة بأوهام نيكولا ساركوزي وديفيد كاميرون وهيلاري كلينتون ودول الخليج العربي- اللذين يطالبون بالديمقراطية للشعب السوري وفي نفس الوقت برفضون منحها لشعوبهم- رفضوا تسليح المعارضة السورية في نفاق واضح".
وتساءل فيسك:" هل كان السعوديون، ومعهم القطريون، الحريصون الآن على تسليح المعارضة من سنة سوريا يمكن ان يسلموا سلطتهم من إقطاعيات وإمارات إلى مواطنيهم وللأقليات الشيعية لديهم؟!" متابعا:" ترى، هل كان يفكر أمير قطر، مثلا، فى الاستقالة؟"
وقال :"أن الغرب وأصدقاءهم من العرب بنوا آمالهم بسقوط نظام الأسد على نوع من الهراء جوهره أنه في حال وجود دولة بوليسية ينخر جسدها الفساد، كدولة البعث في سوريا ، فإن معارضيها لا بد ان ينتصروا مهما كان تسليحهم ضعيفا لانهم "البشر الطيبين الصالحين".
وأكد :" ان بشار الاسد ليس صفرا بل هو من يتخذ القرارات " ، مشيرا الى الجدل الدائر حول زوجته أسماء التي اختلفت الآراء في تقييم دورها ، قائلا:" هناك من اعتبر ان اسماء هي إيفا براون، ومنهم من رآى فيها ماري أنطوانيت، ومنهم من اعتبرها الليدي ماكبث!" قائلا .."بشار ليس لعبة في ايد أحد".
ولفت الى ان أسماء زوجة الاسد سنية وبريطانية المولد عائلتها من حمص وأقرب مستشاريه، بثينة شعبان،من حمص، فحمص تكمن في أعماق قلب كل السوريين، السنة والعلويين على حد سواء. فليس من الغريب ان تصبح حمص قلب الانتفاضة ومركز الثورة التي يحاول الأسد كسرها بالتشديد الأمني وانتشار قواته التي اسقطت حتى الان الالاف وتمنع دخول قوات الاغاثة او الصليب الاحمر للمدينة.
واختتم مقاله :" هناك من يقتنع ان بشار الأسد لا يزال يرغب في دخول التاريخ باعتباره الرجل الذي أعطى سوريا حريتها وهذا بالطبع مناف للعقل" .
الوفد
التعليقات (0)