"حرب الشوارع" في السعودية متى تحط أوزارها ؟!

عشرات الآلاف من الناس قتلوا في تونس ومصر ويقتلون الآن في ليبيا – سوريا – اليمن .
لكن هؤلاء القتلى هم ضحيا ثورات الشعوب في تلك البلدان ..
إذا ، هناك سبب واضح ونتيجة أكثر وضوحا !

في السعودية .. البلد الأكثر استقرارا وأمنا بفضل الله نرى نتيجة ولا نرى سببا يبرر مصاب أمهات أصبحن ثكلى وزوجات أصبحن أرامل ! بل أسباب تزيدهن حزنا على حزن !

عشرة آلاف مواطن سعودي يموتون سنويا . والسبب :
حوادث مرور ( وانتهى الأمر ) !

أحدهم قرأ كلامي هذا قبل أن أكمل السطر العاشر ، فقال بتذمر :
كلام لا يودي ولا يجيب !
قلت له : كل الكلام في هذا الموضوع لا يودي ولا يجيب ! لأن القاتل : ( القدر ) وأداة القتل : سيارة صنعة للاستهلاك السريع ! والقتلى : شباب لم يجدوا وظائف فاستعجلوا الموت ( بأقدامهم ) قبل أوانه !!
لكن دعني أشير إلى بعض النقاط ، وأطرح بعض الأسئلة ، فقد نكّون منها جملة نستطيع من خلالها أن نفهم السبب وراء هذه النتائج المروعة ... ولعل من بقي له ضمير حي ممن ( لا يهمه الأمر ) أن يستنتج حلا لمن يهمه الأمر .. !!

موقع واحد فقط ( على سبيل المثال لا الحصر ) على طريق أُنشئ قبل بضع سنوات حصد من الأرواح البشرية خلال سنة واحدة بعد استلامه من الشركة المنفذة أكثر مما مات على طريق مجاور له خلال 35 سنة نتيجة لحوادث المرور !!
إذن ، هناك خلل ..!! والإحصائيات موجودة لدى مركز الدفاع المدني في بيشة !! ..

أما الأسئلة فهي :

إذا كان ( القدر ) لا حيلة لأحد به ، فهو من الله ، وإذا كان المسؤولون عجزوا عن حل مشكلة السرعة التي تشكل نسبتها أكثر من 34 % من أسباب حوادث الطرق فلماذا لا يصدر قرار ملزم بإيقاف استيراد كل سيارة تزيد مواصفات سرعتها عن 120 ك/س للحد من السرعة التي أصبحت لدى السعوديين قدر في حد ذاتها ؟!!
ولماذا السيارة هي وسيلة النقل الوحيدة في ظل عجز الخطوط الجوية العربية السعودية ! وعدم وجود خطوط للقطارات السريعة وقطارات الأنفاق ولن نذهب بعيدا فنضرب مثلا ببلد بعيد كاليابان بل الإمارات العربية أقرب !!
وإذا كانت الإحصائيات تقول : أن عدد حوادث السير بلغت أكثر من مليون حادث في السنة الواحدة ينتج عنها وفاة شخص واحد كل ( ساعة ) واحدة و34 إصابة منها حالة إعاقة حركية مستديمة لكل ( 4 ) أشخاص مصابين .. فلماذا تعجز وزارة الصحة عن استيعاب بعض مستشفياتها لعدد المصابين في وقت واحد ؟!!
مما حدا بأحد المسؤولين في مستشفى الملك عبد الله في بيشة لاقتراح نقل "منصور" في سيارة إسعاف إلى مستشفى الباحة 150 كم عن بيشة ورأسه تنزف دما يخرج من أنفه وفمه وأذنيه !! .. يعني الرجال بيموت أن لم يجد سريرا في الحال في قسم "العناية المركزة" ؟!! ... وبمناسبة الحديث عن مستشفى الملك عبد الله قي بيشة : يذكر أن بعض المرافقين للمرضى هربوا من المستشفى لعدم وجود "تكييف" !! وبعضهم أحضر معه " مروحة " صغير لتحريك الهواء !! أما المرضى فكان الله في عونهم !!

عاد صاحبي وقرأ ما كتبت أعلاه فقال :
" أنا ما قلت لك ؟" ..كلام لا يودي ولا يجيب .. !!
ضحايا حوادث الطرق مواطنون عاديون ، وأسعار تذاكر السفر ترتفع يوما بعد يوم ، والحجوزات لا تتوفر لمن أراد .. يعني المواطن تقتله أسعار الخدمات ، وتقتله سيارات ( ألعاب كرتون ) ولا بواكي عليه .. !!!
والبدائل .. مت يا ( مواطن ) إلى أن يجيك الربيع !!!

تركي سليم الأكلبي
Turki2a@yahoo.com