مواضيع اليوم

"حجة الإسلام .. نيكولا ساركوزي"

Saleem Moschtafa

2010-08-24 09:35:03

0

 

ربما للمصادفة العجيبة لم يرد "شيخنا الجليل" (نيكولا ساركوزي) أن يكذبني في ما طرحته في مقالي السابق و دعم ما ذهبت اليه، و باعتبار أنه لا يستطيع أن يشذ عن سخافاته المعتادة، فإن ما طرحه يندرج في هذا الإطار و لو أنه هذه المرة و لج مجالا جديدا يخوضه ربما للمرة الأولى و هو باب فتاوى المسلمين و كأنه شعر بـ"عبقريته الفذة" أن "سوق" الفتاوى لدى المسلمين لازالت تنقصه سلعة ممهورة بعبارة "صنع في فرنسا".

فقد رأى، و بالنظر الى أنه كما قال إن الفرنسيين المسلمين هم فرنسيون بالدرجة الأولى قبل أن يكونوا مسلمين، رأى أنه وجب عليهم  ان يترجموا "فرنسيتهم" حتى و هم صائمون، فـ"أفتى" بأنه لا حرج و لا تثريب على المسلم الفرنسي بأن يبدأ نهاره كما يبدأه كل فرنسي ب"القهوة و بالكرواسون" و أن هذا لن يفسد عليه صوم بقية اليوم باي حال من الاحوال.

بالمنطق "الساركوزيني" فالله سبحانه و تعالى سيقدر بأن ذلك "الصائم" هو فرنسي في المقام الأول و يجب على المسلم الفرنسي ان يكون شبيها ببقية الفرنسيين.

لا أدري لماذا في الغالب ليس لنا ذلك الشغف في التدخل في خصوصيات الآخرين كما لدى البعض منهم شغف التدخل في خصوصياتنا، فنحن نعلم مثلا أنه في المسيحية هناك عبادة الصوم و لكننا نؤمن أنه لا دخل لنا في أسئلة من قبيل لماذا يصوم المسيحي؟؟ و كيف يصوم؟؟ و عن ماذا يصوم؟؟.
و نفس الشئ نجده في اليهودية و حتى في الديانات الوضعية، و لكن بعض المتنطعين من أمثال (ساركوزي) يعطي لنفسه الحق و بكل وقاحة في ان يبين للمسلمين دينهم و طريقة عبادتهم.

طبعا و تطبيقا للمثل القائل( زيادة الخير خيرين) كان كرمه زائدا و "أفتى" أيضا بأنه يمكن للمسلم أن يستعيض بصلاة التراويح بالبقاء في المنزل و متابعة الأخبار على القنوات الفرنسية، باعتبار أن صلاة التراويح ليس فرضا انما هي "مجرد" سنة.

فتصور معي بعد كل ما أوردناه و أكثر كيف يشعر المسلم و هو يرى و يلمس أنه مراقب في عمله و في حياته الإجتماعية و حتى في روحانياته التي من المفروض أنها بينه و بين خالقه لا غير، ليجد أنها مشاع " للي يسوى و للي ما يسواش"؟؟؟.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !