مواضيع اليوم

"جيهان" .. وسائق التكسي الذي لا يرى سوى بعين واحدة؟!

محمد غنيم

2009-04-15 06:47:14

0

الفقر لا يعرف "الجنسية"
قصة حقيقية ستجدها في هذا المقال، جزء منها يتعلق بالشابة "جيهان" التي أثارت خلال هذا الأسبوع حالة من الحوار الاجتماعي والإعلامي لقضايا الفقر والإحباط التي يعيشها جزء كبير من المجتمع الأردني.

لقد تابع الأردنيون وربما بعض الشاشات العربية محاولة انتحار الشابة "جيهان" وهي تحاول الإلقاء بنفسها على مرأى من أعين الآلاف من فوق مبنى غير مكتمل البناء بارتفاع عشر طوابق، وهي تعلن أمام الجميع يأسها من هذا الوضع الذي تعيش فيه هي وعائلتها.

موضوع جيهان أثار العديد من القضايا الحساسة في المجتمع الأردني، ومن خلال التعليقات والمقالات الصحفية التي كتبت عنها يجد المطلع حالة من الطبقية العنصرية إن جاز تسميتها، فـ"جيهان" تنحدر من أصول أردنية، وتعيش خارج العاصمة عمان في قرية تدعى "ذيبان"، بينما "أبو ...." رجل كبير السن، فلسطيني الأصل، يعيش في محافظة الزرقاء، ثاني أكبر المدن الأردنية سكاناً، ولا يرى سوى بعين واحدة لأن إحدى عيناه أصابها الفشل نتيجة "الماء الزرقاء"، ومع هذا يعمل سائق تكسي ليحاول إطعام الخبز لابنته الأرملة وأحفاده الثلاث منها، وأحفاد ابنه المصاب بـ"السرطان" والذي يحتضن ستة أبناء له، ولا علاج للأمارض التي بالكاد يتحملها "أبو ...."، ولا علاج لابنه المصاب بـ"السرطان" نتيجة الحال البالغ من الفقر.

يقول "أبو ..."، ليس من عادتنا الاستجداء من أحد حتى من المؤسسات الحكومية، هذا القول ناتج عن طبيعة الكبرياء الذي يغلف أحاسيس العائلة، ثم يقول "نحن متأخرين ربع قرن عن غيرنا من الناس، فلا أية جهاز كهربائي في المنزل، لا يوجد لدينا ثلاجة وغسالة وتلفاز وما إلى ذلك، والأسوأ أن شركة الكهرباء ستقوم بمصادرة عداد الكهرباء لأننا لم ندفع الفاتورة والبالغة 25 دينار عن أربعة أشهر".

ويضيف "أبو ..." أنه يحرم نفسه من الطعام ليتمكن من إطعام أحفاده التسعة وابنه وبنته وزوجة ابنه"، ولا أعرف حقيقة إن كان هناك المزيد.

حكايا كثيرة نسمعها عن الفقر، ويروح البعض إلى اتخاذها على أنها مسألة طبقية أساسها التفريق بين الأصول والمنابت، ولكن بالقياس فإن الفقر لا يعرف "الجنسية"، ولا "الأصول والمنابت"، الفقر هنا عادل تماماً، لا يعرف غني أو فقير، أبيض أو أسود، مؤمن أم كافر، فقد يمر على جميع هؤلاء، مثلما مر على أثرياء كانوا يفترشون حريراً، وجاءهم يوم يتمنون فيه كوباً من "الشاي".
mgnaim@yahoo.com




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات