مواضيع اليوم

"تحدي مستمر"... طالب دكتوراه معاق يواصل اعتصامه من أجل المنحة الجامعية بفاس

فتح الله الحمداني

2012-03-21 13:01:50

0

فتح الله الحمداني

يواصل عادل أوتنيل الطالب الذي يتابع دراسته بسلك الدكتوراه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس اعتصامه المفتوح أمام مقر عمادة الكلية منذ أواخر شهر فبراير المنصرم، ويناشد هذا الطالب الذي يعاني من إعاقة جسدية شبه شاملة المسؤولين من أجل صرف المنحة الجامعية لصالحه، والتي يقول أن الإدارة أسقطته هذه السنة من لائحة المستفيدين منها رغم أنه ينحدر من أسرة فقيرة ويتيم الأبوين، بعد أن استفاد منها خلال السنيتين الماضيتين. وفي إطار الخطوات التصعيدية خاض أوتنيل إضرابين متتاليين عن الطعام مدة كل منهما 24 ساعة، وقرر خوض إضراب آخر مدته 48 ساعة ابتداء من 21 مارس الجاري، ويعتبر عادل معركته هاته معركة حياة أو موت، حيث يردد كل يوم في إخباره الجماهيري اليومي لطلبة الحي الجامعي قولته الشهيرة "إما أن نكون أو لا نكون" ويستظهر بيتا شعريا يقول "ليس من مات فاستراح بميت ...  إنما الميت ميت الأحياء"... ، "ولن نكون موتى ولن نخضع للجلادين واللصوص" يقول عادل، الذي يفتتح كل يوم إخباره بتحيته "لكل الصقور التي اختارت أن ترفرف عاليا فوق قمم العزة والكرامة"، مؤكدا على صموده حتى انتزاع حقه من بين "أنياب الليوث". ويرافق هذا الطالب في اعتصامه المفتوح عدد مهم من طلبة المركب الجامعي ظهر المهراز تضامنا معه في معركته ضد من يسميهم ب"عصابة اللصوص".

ولم تمنع الإعاقة التي يعاني منها هذا الطالب والتي تشمل صعوبات بالغة في المشي والنطق السليم وتحريك الأيادي وممارسة الشؤون البسيطة الخاصة من رسمه لطريقه إلى التميز، فبالإضافة لإعداده رسالة دكتوراه في الأدب العربي بعنوان "صور الاغتراب في شعر الصعاليك" تحت إشراف الأستاذ عبد الرحمان طنكول الرئيس الحالي لجامعة ابن طفيل بالقنيطرة والعميد السابق لكلية الآداب ظهر المهراز، فقد صدرت له سنة 2011 مجموعة قصصية تحت عنوان "على عتبات الليل" عن "منشورات وزارة الثقافة"، وفاز بالعديد من الجوائز بعد مشاركته في عدد من المسابقات والملتقيات حول القصة القصيرة.

وقد تحول عادل أوتنيل الذي يبلغ من العمر 34 سنة، إلى رمز وأيقونة للصمود والتحدي في عيون الطلبة داخل الساحة الجامعية ظهر المهراز بفاس، من خلال تحديه لإعاقته أولا، ثم تحديه للعوائق التي واجهته طيلة مساره الدراسي، والتي يقابلها بنفس احتجاجي متجدد، تجلى من خلال اعتصامه المفتوح سنة 2009 من أجل الحصول على السكن الجامعي بالمجان، وقبلها اعتصامه أمام عمادة كلية الآداب سنة 2007 طلبا للتسجيل بسلك "الماستر"، وقبلها انخراطه النضالي في "الجمعية المغربية للمعطلين" بعد حصوله على شهادة الإجازة من جامعة ابن زهر بأكادير، وهي المعارك التي خرج منتصرا منها جميعا.

ومن الطرائف أن الإعاقة لم تمنع عادل، المنحدر من إقليم تيزنيت، من الاستمرار منذ سنوات في الإقامة بآخر وأبعد غرفة بالحي الجامعي ، حيث يتحمل كل يوم مشقة ارتقاء أدراج الطوابق الأربعة للحي صعودا وهبوطا من و إلى الغرفة 451، وهو الأمر الذي يعتبره كذلك، من صور التحدي والصمود.

إنه عادل أوتنيل الشاب المشاكس الذي يعشق المغامرات، ويصر في كل مرة أن يرسم صورا جديدة للتحدي والصمود، دون أن ينسى شتم من يعتبرهم "أولاد القحبة" واللصوص والجلادين، سيرا على أسلوب شاعره المفضل مظفر النواب. بل إنه يؤكد في كل قصصه انحيازه لصف المهمشين والمقهورين والمحرومين ضدا على "الحكام واللصوص والكلاب السمينة" التي تقتات على مآسي الشعب المسحوق.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !