مواضيع اليوم

"المصري اليوم" وعودة أمريكا إلى الله!

ممدوح الشيخ

2010-09-07 18:19:16

0


 

 

بقلم/ ممدوح الشيخ
mmshikh@hotmail.com

 

في عددها الصادر في 30 أغسطس نشرت المصري اليوم تقريرا عنوانه: "عودة مظاهرات "الأبيض والأسود" في أمريكا" وهو تقرير لرويترز احتل مكانا مهما في عديد من وسائل الإعلام العالمية قبل أن تنشره المصري اليوم مباشرة. التقرير موضوعه – كما نشرته المصري اليوم – مظاهرة بعشرات الآلاف في ذكرى داعية حقوق الزنوج الأمريكي الشهير مارتن لوثر كينج لكن المصري اليوم قالت إنها مظاهرة "عرقية" (حرفيا) اجتاح فيها عشرات الآلاف من الأمريكيين المحافظين المتشددين، أغلبهم من البيض العاصمة للمشاركة في مظاهرة "لإعادة الكرامة" للبلاد، مقابل تجمع آخر لقادة الحقوق المدنية من أصول أفريقية اتهم المحافظين باختطاف إرث كينج.
والمظاهرة – حسب المصري اليوم أيضا –نظمتها جماعة "حفلات الشاي" المحافظة المتشددة، وفيها أقسم المشاركون يمين الولاء للعلم الأمريكي وغنوا النشيد الوطني، واتهموا الرئيس أوباما بالعنصرية ضد البيض. وتنامى دور هذه المجموعات اليمينية المتشددة بعد وصول أوباما إلى البيت الأبيض، معتبرين أنه يضفى الطابع الاشتراكي على البلاد.
ورفعت في المظاهرة شعارات ضد أوباما الذي حطم "قيم أمريكا" في نظرهم. واعتبر جلين بيك، مقدم البرامج الشهير أن أمريكا "في مفترق طرق".
التقرير نفسه كما نشرته سي إن إن الأمريكية فيه وجه آخر استوقفني تجاهله عمدا، وحسب سي إن إن كان المتظاهرون يحتجون على ما سمته: "الطروحات "الغريبة" عن الثقافة الأمريكية" وتضيف سي إن إن قائلة إن بيك ألقى بيك كلمة قال فيها إن أمريكا "بدأت تعود إلى الله بعد سنوات مشت فيها في الظلام". وتابع بيك قائلاً إن الله كلفه بـ "إيقاظ أمريكا من سباتها وإعادتها للقيم والتقاليد.. والأهم إعادتها إلى الله لأن أمريكا بلد الله"!
وبغض النظر عن الرأي في ما يقوله بيك هم مهمته "المقدسة"! لماذا أطيح بهذا الكلام بالذات في المونتاج رغم أن المصري اليوم نقلت جانبا من تصريحات بيك؟
وهل العودة إلى الله وإلى الدين – حتى عندما تكون نقاشا داخليا أمريكيا – تثير حساسية بالنسبة لـ "المصري اليوم"؟ وهل هي حساسية مهنية أم أيديولوجية أم أمنية؟
وعلى الدرب نفسه نشرت المصري اليوم في عدد 2 سبتمبر خلاصة استطلاع رأي تحت عنوان: "جالوب": ٩٨% من شعوب الدول المتخلفة يرون الدين "مهماً" في حياتهم".
فهل هذا العنوان من وضع جالوب؟ أم هو استنتاج استنتجته المصري اليوم؟ وما دلالة صياغته بهذه العبارة؟ وهل هي عبارة وصف محايدة أم تعبير عن انحياز ما؟
والاستطلاع المشار إليه أجراه "جالوب" وجاء في نتائجه – حسب رواية المصري اليوم – أن بنجلاديش على رأس قائمة "الدول المتدينة" التي يرى شعبها أن الدين مهم في حياتهم بنسبة ٩٩%، رغم أنها أفقر دول العالم، بينما أقل الدول اهتماماً بالنواحي الدينية السويد إحدى أغنى دول العالم بنسبة ١٧%. وربط الاستطلاع بين تزايد أهمية الدين في حياة الأشخاص، وتزايد معدلات الفقر ببلادهم، فأكثر الدول التي سجل شعوبها اهتماما بالدين في حياتهم اليومية يتراوح بين ٩٩% و٩٨%، هي الدول الأكثر فقرا في العالم، وأن هناك علاقة عكسية بين ارتفاع نسبة دخل الفرد سنوياً، وأهمية الدين في حياته، فإذا كان دخل الفرد يتراوح بين صفر و٢٠٠٠ دولار سنوياً، فإن أهميته تصل إلى ٩٥%، ثم تقل إلى ٩٢% إذا كان الدخل بين ٢٠٠١ و٥٠٠٠ دولار سنوياً، ثم تتناقص إلى ٨٢% إذا كان مستوى الدخل بين ٥٠٠١ و١٢.٥٠٠دولار سنويا، لتصل إلى أقل نسبة لها وهى ٤٧% حينما يزيد الدخل السنوي للأفراد على ٢٥.٠٠٠ دولار سنوياً. وجاء في التقرير أن أمريكا هي الدولة الوحيدة التي حققت المفارقة في هذه العلاقة، فرغم أمنها إحدى أغنى دول العالم، فإن ٦٥% من شعبها يرون الدين مهما في حياتهم اليومية.
فهل كان العنوان مهنيا أم موجها؟ وهل هناك ارتباط فعلا بين التدين والفقر؟
إن الانحيازات المسبقة موضوع شائع في الإعلام في العالم كله وهناك تقاليد مهنية يفترض أن تتم مراعاتها عند التعامل مع مواد إخبارية تنطوي على انحياز واضح فهل احترمت "المصري اليوم" هذه التقاليد؟ وهل يعكس سلوكها في الحالتين موقفا "مضمرا" من التدين؟
على الأرجح لا؟

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !