الفيس بوك...شبكة اجتماعية...... متنوعة
عدد سكان الولايات المتحدة والمكسيك وفرنسا لا يضاهي عدد مستخدميه ! ....حيث وصل عدد أعضاء موقع "فيس بوك" الإلكتروني للتواصل الاجتماعي، إلى 500 مليون شخص حسب ما أعلن عنه الموقع بعد مرور ست سنوات على انطلاقه.
ولا يتوقف الموقع عن تطوير نفسه وتقديم خدمات متنوعة ليواصل جذبه المزيد من المستخدمين بوتيرة قــِياسية، رغم الانتقادات المتزايدة بشأن خصوصية بيانات المستخدمين مما جعل هذا الموقع الإلكتروني الأكثر شهرة في تاريخ الانترنت. وتشير بعض احصائيات الموقع إلى ان حوالي 500 مليون مستخدم يحملون أكثر من 3 مليار صورة أسبوعياً ويقضون 16 مليار دقيقة يومياً على صفحاته من مستخدمي فايسبوك النشطين الذين يسجلون الدخول للموقع بشكل يومي.
متوسط عدد أصدقاء كل مستخدم 130 شخص ويضيف كل مستخدم 70 مشاركة في المحتوى كل شهر. وحوالي 70في المائة من مستخدمي الفيس بوك من خارج الولايات المتحدة الأمريكية.
وإذا كان الفيس بوك انطلق كشبكة اجتماعية فإنه في وقت وجيز لم يعد فضاء للبحث عن اصدقاء ومشاركتهم التدوينات والصور فقط بل تحول بفضل ابداع مستخدميه الى موقع للتسويق التجاري والسياسي ومركزا لاحتضان حملات تحمل طابعا سياسيا وفكريا ودينيا تنشد التغيير وصناعة القرار.
وسط هذه الأمواج الإلكترنية العاتية، كيف تقضي المرأة العربية وقتها في الفيس بوك؟ ماهي الصعوبات التي تواجهها في الشبكة؟ وما حكم الشرع في هذا التواجد النسوي الفيس بوكي؟
اختيار الأصدقاء مفتاح الاستخدام الصحيح
ترى الدكتورة حنان فاروق -شاعرة وكاتبة مصرية من مواليد عام 1967 متزوجة ولديها ولدان
-طبيبة بشرية أخصائية أمراض باطنة ، مستخدمة نشطة للفايسبوك- أن انتقاء الأصدقاء هو أهم انجاز يجب ان تتحرى فيه المرأة العربية الحيطة والحذر. فالاختيار العشوائي قد يسبب لها مشاكلا وإحراجا هي في غنى عنه. وتضيف "لذلك يتوجب على المستخدمة العربية لهذه الشبكة الاجتماعية ان تفرض احترامها وتقديرها من طرف اصدقائها الافتراضيين وذلك من خلال طريقة كلامها التي تجعل بينها وبينهم مسافة معينة تضمن لها الحفاظ على كرامتها وصون انوثتها من العبث". وبخصوص نشر ابداعاتها " كنت أنشر بشكل أسبوعي إبداعاتي وأتشاركها مع أصدقائي في الفايسبوك غير ان احد أصدقائي المقربين نصحني بالتقليل من نشر الجديد خوفا من السرقة الأدبية المتفشية بشكل كبير". ويرى الدكتور أسامة عثمان باحث اكاديمي فلسطيني وكاتب في جرائد مواقع عربية عديدة أن "استخدامات المرأة العربية للفيس بوك تتنوع وفق شخصيتها ومرجعيتها الفكرية، ولمست نسبة ملحوظة من النساء الجادات في طرح موضوعات مختلفة سواء على صعيد الأدب، او السياسة. فثمة كاتبات قصة قصيرة مثلا، وثمة كاتبات في النقد السياسي وثمة منهن من يتفاعلن بالحوار والتعليق."
عالم نتشارك فيه الأفراح والأقراح
فريدة موظفة تونسية، 28 سنة، عازبة. تعتقد أن الحياة العملية أصبحت تأخذ جل أوقاتنا وتحرمنا من تكوين صداقات خارج العمل والاسمتاع بها. لذلك فهي ترى أن " الفيس بوك وسيلة متميزة لبناء صداقات مع الشباب والمثقفين والنجوم والتفاعل مع جديدهم." وتضيف بخصوص طريقة استخدامها للفيس بوك" أستخدم الشبكة يوميا. فبعد اكتشافي لمختلف مميزاته استطعت ان اكون صداقات عديدة من خلال الفيس بوك، ومن هؤلاء الأصدقاء زملائي في الدراسة سابقا والذين وجدتهم من خلال عملية البحث عن أصدقاء. اسمتع بالاطلاع على صفحاتهم الشخصية وقراءة جديدهم ومشاهدة صورهم. كما لا أبخل عليهم أنا ايضا بصوري الشخصية التي تؤرخ لاحداث مهمة في حياتي منها: يومي الاول في العمل، عرس شقيقتي... إنه عالم تلتقي فيه الحضارات وتتزاحم فيه الافكار ونتشارك فيه الأفراح والأقراح. وأجمل ثمرة قطفتها من الفيس بوك هي أنني أعيش حاليا في علاقة عاطفية مفتوحة مع أحد اصدقائي الذين تعرفت عليهم من الفيس بوك وأتمنى أن تتوج بالزواج".
نساء يهربن من الفيس بوك
أقدمت بعض النساء على إغلاق صفحاتهن الشخصية هروبا من التحرش والمضايقات التي صادفنها خلال استخدمهن لهذه الشبكة الاجتماعية التي يكتظ فيها الناس من مختلف الاصناف. ورانيا واحدة من اللواتي قررن اغلاق صفحاتهن الشخصية. وتقول بهذا الصدد: "لقدا عانيت خلال استخدامي للفيس بوك من التحرش والتهديد من بعض الاشخاص الذين اعتقدوا ان وضعي لصورتي في صفحتي الشخصية هي محاولة لجلب انتباه الشباب فقام احدهم وهو زميل قديم لي في الدراسة بمراسلتي لمرات عديدة معبرا عن اعجابه ورغبته في فتح علاقة عاطفية معي وعندما اجبته بالرفض علما انني مخطوبة ، لم يستغ الامر وبدأ يبعث برسائل للتهديد بتشويه سمعتي وتدمير علاقتي مع خطيبي فما كان مني إلا أن أغلقت صفحتي هربا من تهديداته التي كانت تؤرقني" .
حكم الشرع
في إحدى فتاوى الشيخ محمد صالح المنجد في موقع الإسلام سؤال وجواب أجاب عن سؤال : ما حكم الاشتراك في الفيس بوك؟ وأوضح الشيخ من خلال جوابه أن:
"عالم " الفيس بوك " هو عالم المواقع الكتابية ومواقع المحادثة – التشات - ، فيها إثم كبير ومنافع للناس ، إلا أن هذا الموقع تميَّز عن غيره بأشياء ، منها :
1. توفر المعلومات الشخصية التفصيلية عن المنتسب له ، وقد ترتب على هذا أشياء من الشر ، مثل :
أ. أنه كان السبب في إعادة العلاقات القديمة بين العشاق ! مما تسبب في إرجاع تلك العلاقات وحصول خيانات وطلاقات .
وكان فريق من " المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية " في مصر قد أعد دراسة حول موقع " الفيس بوك " استغرقت عدة أسابيع خلص من خلالها لنتائج خطيرة ، ومما جاء فيها أن :
" العديد من رواد الموقع نجحوا في العثور على حبهم الأول وعلاقتهم القديمة وأعادوا إقامة الجسور المهدمة خارج حظيرة الأسرة، وهو ما ينذر بحدوث أخطار تهدد الحياة الزوجية للأسرة المسلمة ".
ب. تجنيد بعض دوائر المخابرات الأجنبية لبعض المنتسبين، وذلك بالنظر في سيرتهم، وحالهم الاقتصادية والمعيشية، واستغلال ذلك بالتجسس لصالحها.
ج. سرقة الحسابات المصرفية، وانتحال شخصية المنتسب من خلال السطو على معلوماته الشخصية.
ولينتبه المسلم العاقل لعمره فإنه محدود، وإنه لن يُخلَّد في الأرض، وسيلقى ربَّه تعالى فيسأله عن شبابه فيم أبلاه ، وعن عمره فيم أفناه ، وليتأمل العاقل سلف هذه الأمة وعلماؤها كيف نظروا للوقت وللعمر :
فهذا ابن عقيل الحنبلي رحمه الله يقول عن نفسه : " إنِّي لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري ، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة ، وبصري عن مطالعة : أعملت فكري في حال راحتي وأنا مستطرح ، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره ، وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين " .
استغلال شبكات التجسس الإسرائيلية للفيسبوك
وقد كشفت بعض الصحف الأجنبية عن وجود شبكة جواسيس لليهود لتجنيد الشباب العربي والمسلم للتجسس لمصالحهم.
وجاء في موقع " محيط " – بتاريخ 25 جمادى الأولى 1431 هـ - وقد نقلوا عن صحيفة فرنسية خبر استغلال اليهود موقع " الفيس بوك " لتجنيد عملاء له - :
ويقول جيرالد نيرو الأستاذ في كلية علم النفس بجامعة " بروفانس " الفرنسية ، وصاحب كتاب " مخاطر الإنترنت " : " إن هذه الشبكة تم الكشف عنها بالتحديد في مايو – أيار - 2001 م ، وهي عبارة عن مجموعة شبكات يديرها مختصون نفسانيون إسرائيليون مجندون لاستقطاب شباب العالم الثالث ، وخصوصا المقيمين في دول الصراع العربي الإسرائيلي ، إضافة إلى أمريكا الجنوبية " .
وهذا التجنيد – بالطبع – قبل تأسيس موقع " الفيس بوك " ، وقد زادت فرص حصول تلك الشبكة – ومثيلاتها – على الشباب الصالح للتجنيد من خلال النظر في سيرتهم ، ومن خلال " الدردشة " معهم.
و بالعودة للآراء
ليلى شرفي من المغرب، ترى أن الفيسبوك يقرب المسافات بين الأصدقاء فتستطيع العثور على أناس عرفتهم أثناء فترة الدراسة و أيضا ممن يعملون معك أو في نفس مجالك، فيزيدك ذلك علما بالأشياء.
بشرى شاكر من المملكة المغربية ايضا: الفسيبوك و كما نعلم، هو شبكة اجتماعية، أي مجتمع مصغر نلتقي فيه أناس مختلفين، و مهتمين بمجالات عديدة، مثله مثل حياتنا الاعتيادية، نلقى فيه الصالح كما نصادف فيه الطالح، و المستعمل للفيسبوك هو من يجعل منه أداة إفادة أو أداة مضرة، أما هو في حد ذاته فيبقى مجرد وسيلة تكنولوجية حديثة علينا نحن إحسان استعمالها، و شخصيا فقد ساعدني على معرفة العديد ممن يعملون في نفس مجالي سواء العلمي أي النفسي أو المهني أي الصحافة و الكتابة، كما تعرفت من خلاله على أراء المختصين في قضايا مطروحة، و أراه وسيلة ناجعة لإيصال فكرة ما أو أطروحة ما عن أي موضوع يشغلنا و لنقل مثلا الإسلام و ما يتعرض له من هجمات شرسة، نجد العديد من المجموعات في الفيسبوك وجدت لتحسين نظرة الآخرين لنا نحن المسلمون و قد كانت ناجحة في استقطاب العديد، كما نرى به صفحات للتسماح و لنبذ العنف و هي صفحات تضم مسيحيين و مسلمين و شخصيا لدي أصدقاء من كلتا الديانتين.
كل وسيلة تكنولوجية في حد ذاتها تبقى طريقا نمشي فيه و علينا نحن أن نختار الزقاق الذي نلجه... مجلة فرح
فاطمة الزهراء الزعيم