"الفساد" ... شجرة الظلم لاتثمر

"الفساد".... تماشيا مع الحملة القائمة ضده التي تجرى الآن بعد أمطار جدة . يقع على عاتق الدولة دور مهم في محاولة كشف أوجهه المتعددة . فكلنا يعلم أن الفساد يصيب المواطن والمقيم على حد سواء بأضرار متنوعة حسب الحالة مما يتوجب إقتلاعه ومن ثم تصحيح الأخطاء التي أدت اليه.. بمعنى ان للإعلام عموما و للصحافة خاصة دورا رئيسا يساعد على هذا التقويم ، فعند تصفحها وقراءتها من موظف غارق في الفساد الى أذنيه وهو كالجمل لا يرى سنامه فستساعده الصحافة على إكتشاف وتقويم وتصحيح نفسه.
وكمثال على أنواع الفساد الإداري -وهي كثيرة- نرى بعض الإدارات لا تجد حلولا لمشاكل الشركات أو الافراد أو المشاريع المتعثرة، أو عندما تتشدد بعض تلك الجهات لرأي محدد بعناد وصلافة - مثلما يحدث في لبنان والعراق وفلسطين , كعجز أوكفساد سياسي.- نتأكد أن هناك عجزا وفشلا أوفسادا اداريا وفشلا نتيجة لذلك بشكل أو بآخر. صحيح ان الإدارات تنفذ النظام وتشرف عليه لكنها لا يجب أن تقف حائلا دونه -إذا اختلف عن رؤيتها- لأن هذا يعتبر فشلا آخر لكنه في الواقع أخطر يوجب التوقف عنده وقفة جادة اما بتغيير الموظفين بآخرين قادرين على تحريك الأمور بديناميكية تحقق النجاح وتتخطى الفساد أو بالتدخل المباشر لفهم حقيقة ما يجري.
في نظري وجود موظف جامد -يأخذ مرتبه نهاية كل شهر- يسعى دون كلل لوضع العراقيل ببيروقراطية جامدة مسببا أضرارا كبيرة للمواطنين ومصالحهم ككسل هو نوع من الفساد -بتعارضه مع مبادئ وروح العمل وانجازه- لأنه يعمل ضد مبادئ الاسلام والعمل بتركه الأمور دون حل لأشهر, وتحججه دون منطق يبرر ذلك التعطيل، أو لغرض في نفسه هو بالتأكيد موظف فاشل أو فاسد.
ولأن للنجاح مقوماته وللفشل أو الفساد مقوماتهما، فهذه العينة من الموظفين هي من مقومات الفشل والفساد، طالما تجثم على صدور المواطنين والشركات وتضيق عليهم، وتكتم على أنفاسهم وتعطل اعمالهم، بل ويرسم هؤلاء الموظفون للشركات أو الافراد خططهم باستخدامهم اساليب مختلفة منها الترهيب اذا خالف أحد فكرهم ونهجهم..
هل هذه بيئة العمل وهل هذه هي مقوماتها سؤال عجزت عن الإجابة عنه .أم الإجابة أنه نوع من الفشل والفساد!!؟. والفساد نوع من انواع الظلم وشجرة الظلم لاتثمر. من هنا كان على المؤسسات الإعلامية دور هام في التصحيح , وادعو باللهم لاتجعل للعينة من متعهدي التعطيل والتاخير للشيطان الينا واليهم سبيلا . فشجرة الظلم لاتثمر..