حينما تُبنى الدولة على أساس ديني فسيجعلها ذلك في مواقف محرجة دائماً ,
بُنيت المملكة العربية السعودية على هذا الأساس أو هكذا قيل لنا ...لايهم ,
لم أسمع أن دولة ً في عصرنا هذا حورب حُكامها دينياً كحال السعودية ,
في البداية ثار الإخوان أو إخوان من طاع الله على الملك المؤسس بحجة إدخاله على الدولة أشياء من عمل الشيطان (ويقصدون المذياع والبرقية وغيرها)
جابه الملك هذه الثورة المتخلفة الهمجية بحكمة في باديء الأمر وساير الثوار لعل وعسى يتفهمون أو يعقلون أنها أعمال ليس للشيطان شأنٌ فيها ففشل فكان لابد من ضربة قاصمة تنفض الأغبرة عن تلكم العقول الصلدة الجلِفة فكان له ذلك ونجح في قمعهم كمانجح في إدخال العلوم المتطورة لبلده الحديث ليستفيد منها الجميع (حكومةً وشعباً ),
دامت الفتن وتبدلت بتبدل الملوك المتتابعين على هذه الدولة وغالباً مايكون رؤوس هذه الفتن من نجد "مبرز الفتن والمكان الذي يخرج منهما قرني الشيطان والتي رفض النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء لها كما في الأحاديث الواردة" ,
أتى عهد الملك فهد وأتت معه أحداث كثيرة وكبيرة كان أهمها غزو العراق للكويت ومحاولته دخول الخفجي فكان لابد من أن ينطق البعض ممن تبدلت أحوالهم مؤخراً ويؤججوا العامة على حكومتهم في وقت أحوج مايكون الجميع فيه للالتحام ونبذ الخلافات ...فقد كان حزب البعث بكل دكتاتوريته يجثم بمليون جندي فوق أرض الكويت وعلى أهبة الإستعداد لدخول بلاد الحرمين لتحرير فلسطين ! ,
الرموز أو المنظرين أو العلماء ...سمهم ماشئت فهم مجموعة من المؤدلجين يحفظون النصوص بلا عقل ,
جميع هؤلاء ناقصي الولاء للبلد الذي عاشوا فيه وأكلوا من خيره ,
فقد عارضوا تعليم البنات في عهدالملك فيصل رحمه الله وأخذوا العهود والمواثيق على ألا يتم الإختلاط بين الرجال والنساء في التعليم ! وكأن القائمين على هذا البلد يتحينون الفرص لإفساد هذا الشعب أو كأنهم لايستطيعون إفساد هذا الشعب إذا ماأرادوا ذلك ! والوحيد الذي يقف بوجه هذا التوجه من الحكومة (توجه الإفساد !) هم هؤلاء العلماء الصادعين بالحق الذابين عنه !
ونسي هؤلاء أن الفضل يعود لهذه الحكومات في وصولهم إلى ماوصلوا إليه من علم وجاه ومال فهم بدونها مجرد نكرات لايعرفهم أحد ,
الملك عبدالله رجل شجاع بكل ماتحمله هذه الكلمة من معنى ويحب وطنه وشعبه وشعبه يحبه كذلك (وانا منهم بالمناسبة رغم انتقاداتي اللاذعة أحياناً !)
رجل يحمل فكر نهضة لهذا البلد وحكيم يدرس قراراته عشرات السنين قبل تنفيذها ,
حمل على عاتقه إرسال عشرات الآلاف من ابناء بلده ليعودوا بمشاعل النور ويكملوا مسيرة البناء التي اتّخذت بعداً جميلاً منذ ان استلم زمام الأمور في بلد يعيش اهله جهلاً مركباً رغم رفاهية عيشهم ,
أرخى المال العام لشعب هو بأمس الحاجة للتعليم قبل كل شيء فالعلم يجلب المال والمال يجلب العلم وهو ماقام به ,
برغم النية الطيبة لهذا الملك ورغم شهادة الصديق والعدو لوطنية هذا الرجل إلّا أنه لايزال هناك من يسعى ليكون هذا المجتمع كماهو عليه قبل ان يكون هذا الرجل في مكانه الصحيح ,
فقد حذر خفافيش المشيخة ودهاقنة السوء من الابتعاثات للخارج وحاولوا ان يُجهضوها في مهدها بحجة أنها مضيعة للوقت ومدعاة لفساد أبناء وبنات البلد وانحلالهم وكأنهم لايرون الآلاف المؤلفة من شباب الوطن يومي الخميس والجمعة على جسر مملكة البحرين باحثين عن رغباتهم الغريزية والروحية !
قالوا نحن دولة غنية وبإمكاننا أن نبني أرقى الجامعات في بلدنا بدل أن يذهب شبابنا وفتياتنا الى بلاد لانعرف مامصيرهم فيها ,
فجاءت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنيةkausT لتُلجم أفواههم الملوثه بالتفتين ونفوسهم المريضة والمعادية لكل ماهو جميل ,
ومع هذا لم يخرسوا !
فتركوا العمل الجبار بإنجاز جامعة بمواصفات عالمية في غضون سنتين فقط وإنفاق عشرات المليارات عليها من المال العام ودققوا في موضوع تافه كتفاهة أحلامهم المتحجرة ألا وهو الإختلاط !
تصوروا!
لم نسمع كلمة او بيان أو خطبة جمعة يثني فيها هؤلاء العلماء المتمشيخين على الجامعه , بل حتى قبل أن يعرفوا هل هي مختلطة أم لا لم نسمعهم يثنون عليها ....لماذا؟
لأنهم أعداء النجاح ...فهذه الجامعة ناجحة بكل المقاييس فكان حقاً عليهم أن تكون عدوهم , فبدأوا ينقبون عن المثالب والأخطاء فيها حتى وجدوا ضالتهم .....ويالفرحتهم بذلك !!
طفل صغير أغدق المسئولون على ابيه بالأموال حتى اصبحت قصور ابيه تضاهي قصور الامراء بالفخامة والخيلاء ناهيك عن المزارع والإقطاعيات والمناقصات وفجأة يخرج هذا الصبي ليستنكر ويشجب وينكر لمظنة المنكر لاليقينه !
اليس الأقربون أولى بالمعروف ؟ وكذلك الإنكار ياسماحة العلامة ..فأنكر على أبيك واسأله من أين لك هذا ثم اشجب واستنكر على ارباب نعمتك وأبيك !
سيستمر التطور في بلدي وسيجرف التيار كل من يحاول الوقوف في طريقه فسايروا او أبحروا أو عيشوا بسطاء كما كان يعيش قدوتكم من أنبياء ومرسلين يا......ورثة الأنبياء !
سلاما .
نسيت !
فمابال ذات الشمال؟
الجواب: لايوجدوا إلا في عقول المؤدلجين !
التعليقات (0)