مواضيع اليوم

"الدولة" ما بين "الإسرائيلية" و "اليهودية"

Saleem Moschtafa

2010-09-15 10:59:28

0

 

عندما يقول المبعوث الأمريكي الى الشرق الأوسط (جورج ميتشل) أمس من منتجع شرم الشيخ، و الذي أستطيع أن أصفه بـ المنتجع "المشؤوم" على القضية الفلسطينية، عندما يقول إن الهدف من المفاوضات الحالية هو الوصول في نهاية المطاف الى "دولة يهودية ديموقراطية" الى جانب "دولة فلسطينية قابلة للحياة"، و عندما يطالعنا كلام آخر لعباس في وقت سابق يؤكد فيه على أنه يعترف بحق اليهود في أرض "اسرائيل"، لأجل كل ذلك تعرف أن كل هذه "الهيصة" التي اسمها مفاوضات لا هدف لها سوى تجسيد الشروط "الإسرائيلية" و الا لما كانت الدولة العبرية دخلتها من الأساس.

فقد بات يعلم الجميع أنه لا يستطيع أحد في كل هذا العالم حتى و ان كانوا الأمريكيين أن يفرضوا شيئا على "اسرائيل" و قادتها ان لم تكن ترغب في المضي فيه.

و لان السيد ميتشل كان يتكلم اعتمادا على كلام مكتوب فبالتاكيد لم تخنه الكلمات و كان يقصد ما يقول.

فمعنى الدولة "الإسرائيلية" و الذي كان هو المفهوم المعتمد في السابق ليس هو ذاته معنى الدولة "اليهودية"، فكلمة "اليهودية" هذه تنسف بالكامل ثابت مهم من الثوابت الفلسطينية و هو حق العودة.

فدولة يهودية يعني أنها دولة خالصة نقية لمواطنيها اليهود، أما غيرهم ممن هم الآن مواطنون في" الدولة الإسرائيلية" و هم ما يسمى بعرب 48 سيقع تهجيرهم و ترحيلهم الى الدولة الفلسطينية الموعودة و سيسقط بالتالي حق العودة عن ملايين الفلسطينيين المشتتين بين مخيمات اللاجئيين في دول الطوق العربي و في كل انحاء العالم، و ان أراد اللاجئ الفلسطيني من صفد مثلا العودة فلن تكون العودة أيضا الا الى الدولة الفلسطينية العتيدة و ان لم يرد العودة فسيمنح لقب "مهاجر فلسطيني" و يبقى حيث هو.

بالتاكيد عباس سمع تلك الكلمة و حللها في دماغه و يعرف ماذا تعني بالضبط، و لكن اذا توسمنا فيه حسن النية فحاله كحال من يقودن العمل العربي الآن، أناس اعتباطيون عفويون هوائيون،

أما اذا فكرنا باتجاهه بسوء نية فالثوابت الفلسطينية ليست الا كلمات يرددها على المسامع لم يؤمن بها يوما و لم يعمل من اجلها و الا فمن فاوض لثمانية عشر سنة و الإستيطان "شغال" و في القدس بالتحديد التي هي من المفروض أهم ثابت من ثوابت الشعب الفلسطيني؟؟.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !