بداية إن كثرة الزلازل وتتابعها من علامات الساعة التي أخبر عنها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .فقد روى البخاري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لاتقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل وحتى يكثر فيكم المال فيفيض)
وقال تعالى في قوم شعيب ( فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين) .والرجفة هي الزلازل الشديدة .
وقال عمر بن عبدالعزيز ( إن هذا الرجف شيء يعاقب الله به العباد) .
وقد ظهرت زلازل عظام اعتنى بنقلها أهلُ التواريخ، أما الصغيرة فلم تذكر، ونحن نسمع كل أسبوع منها الكثير، ولعل ما يأتي أكبر مما حصل فيما مضى، وكل زلزال هو أكبر من سابقه، حتى إذا اقترب الزمان من نهايته كثرت الزلازل، وعظمت لتكون نهاية العالم كما أخبرت بذلك الأحاديث النبوية الشريفة.
فالأعاصير والزلازل والكوارث كلها آية من آيات الله ، بل جنود من جنود الله يرسلها على من يشاء ، ويصرفها عن من يشاء( وما يعلم جنود ربك إلا هو)..
إن البلاء يكشف للناس حقيقة الدنيا وزيفها وفناؤها وأنها متاع الغرور و يذكرنا بعيوب أنفسنا وضعفها أمام قوة الله تعالى وغضبه لنتوب منها.( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ).
وفي هذا الخصوص ، شهدت اليابان زلزالا مدمرا يعد الأقوى في تاريخ اليابان والخامس من حيث القوة في العالم منذ 1900 بلغت قوته 8,9.وتبعه "تسونامي" قوي ، وقد وقع هذا الزلزال الاستثنائي على عمق 24,4 كلم وعلى بعد حوالى مئة كيلومتر عن مقاطعة مياغي اليابانية.
ونظرا لشدة قوة الزلزال فقد اصدر مركز مراقبة التسونامي في الولايات المتحدة إنذارا بوقوع تسونامي يشمل مجمل منطقة الهادئ تقريبا بما فيها استراليا وجنوب القارة الأميركية.
هذا وقد وصف حاكم طوكيو، شينتارو إيشهارا، كارثة الزلزال المدمر، الذي ضرب بلاده الجمعة الماضية، وما تلاه من "تسونامي" عاتي، بأنّه "عقاب إلهي على أنانية الشعب الياباني".
وصرّح لحشد من الصحفيين: "أعتقد أنّ الكارثة هي عقاب إلهي، رغم إحساسي بالأسف لضحايا الكارثة".
ومضى قائلاً: "أعتقد أن السياسة اليابانية ملوثة بالأنانية، ونحن بحاجة إلى تسونامي ليجرف تلك النزعة التي ترسخت في العقلية اليابانية على مدى فترة طويلة من الزمن".
وأسفرت الكارثة عن مقتل أكثر من أربعة آلاف شخص، وتوقعات بأنّ تصل الحصيلة إلى 12 ألف قتيل.
كما تتخوف السلطات من كارثة نووية مع تعطل عدة مفاعلات نووية في محطة "فوكوشيما" جراء الهزة العنيفة.
وعليه ، فان المشيئة الإلهية أرادت أن يحدث هذا الزلزال المدمر فحدث، كما حدثت وستحدث زلازل أخرى، وذلكم بسبب المعاصي والآثام الذي يرتكبها الناس في العالم اجمع ، من ظلم وربا واختلاسات و رشاوى ...
إذن، ينبغي على الناس في العالم بشكل عام والعالم العربي والإسلامي بشكل خاص الرجوع إلى القيم الإسلامية النقية المتمثلة في العدل الإلهي وتطبيق شريعة الله في أرضه، والاحتكام إلى القرآن الكريم،لأنه وكما قال الإمام مالك لايصلح آخر هذا الزمان إلا بما صلح به أوله وقد صلح أوله بالقرآن ولا يصلح آخره إلا بالقرآن الكريم.
محسن الندوي
باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية
التعليقات (0)