مواضيع اليوم

"البراءة من المشركين".. إيران ترضخ لتهديدات السعودية

farah alhashim

2009-11-24 22:39:50

0

تهديدات السعودية بأنها لن تسمح لأي جهة بتعكير صفو أداء فريضة الحج لعام 2009 بدأت تجد آذانا صاغية في إيران ، حيث أكد مندوب مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لشئون الحج ري شهري أن مناسك الحج هذا العام ستجري بهدوء تام ومن دون أزمات .

وفي تصريحات أدلى بها لوكالة الأنباء الإيرانية في 22 نوفمبر / تشرين الثاني، أضاف شهري أن سلوك الحجاج الإيرانيين سيدخل اليأس في قلوب من أسماهم بالأعداء ، منتقدا تقارير صحفية كانت أشارت إلى نية الحجاج الإيرانيين إثارة البلبلة خلال مناسك الحج .

واختتم قائلا : " لا يمكن قبول أي إجراء يهدد الوحدة ولا ينسجم مع توجهات كافة المسلمين "، مشيرا إلى وصول 60 ألف حاج إيراني إلى السعودية هذا العام.

التصريحات السابقة تعتبر تراجعا في الموقف الإيراني الذي كان يصر على تنظيم مراسم "البراءة من المشركين" التي كانت بدأت في عهد قائد الثورة الإسلامية الإيرانية آية الله الخميني وتتضمن تنظيم مسيرات ضخمة خلال موسم الحج يتم خلالها التنديد بأعداء المسلمين وخاصة أمريكا وإسرائيل ، إلا أن السعودية استبقت موسم الحج في 2009 وأكدت أن "البراءة من المشركين" هى بدعة ولن تسمح بها.

الموقف السعودي أغضب طهران بشدة ، حيث حذر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد السعودية مما وصفه بـ"فرض قيود" على الحجاج الإيرانيين وأكد بأنه لو لم تحترم مكانة الشعب الإيراني فإن طهران ستتخذ إجراءات مناسبة.

وأضاف أن مناسك الحج هى فرصة استثنائية لنشر تعاليم الإسلام الأصيل والذود عن الإسلام ، وأشار إلى أن التواجد النشط للمسلمين وخاصة الإيرانيين في مناسك الحج من شأنه أن يحبط مؤامرات الأعداء ويؤلف قلوب المسلمين ، مؤكدا ضرورة الاستفادة من كافة طاقات شعيرة الحج ومنها "البراءة من المشركين" باعتبار ذلك "فرصة استثنائية".

المرشد الإيراني علي خامنئي خرج هو الآخر بتصريحات في هذا الصدد أكد خلالها أنه يجب إبداء الحساسية في الحج إزاء الممارسات المناهضة للوحدة الإسلامية أو المحاولات التي تتم بهدف المساس براية العالم الإسلامي الخفاقة المرفوعة في إيران.

وانتقد خامنئي ما وصفه بالإهانات والتصرفات التي تتم ضد المسلمين الشيعة في الأماكن المقدسة بالسعودية ، قائلاً :" إن إجراءات كهذه هي معادية للوحدة وباتجاه أهداف ومطالب أمريكا".

تسييس الحج

المواقف السابقة استدعت رداً حازماً من وزير الحج السعودي فؤاد بن عبد السلام الفارسي الذي حذر من استغلال الحج لأغراض سياسية ، كما دعا مجلس الوزراء السعودي جميع الحجاج إلى الالتزام بمقاصد الحج الشرعية ، متوعدا كل من يسعى للعبث بأمن الحجيج ومحاولة شق الصف الإسلامي.

وكان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ترأس جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في قصر اليمامة بمدينة الرياض في 22 نوفمبر بعد أيام على تلويح إيران بتحركات تعتزم القيام بها خلال موسم الحج وتحدث بعد الجلسة وزير الثقافة والإعلام السعودي عبد العزيز خوجة الذي قال إن المجلس استمع إلى تقرير عن استعدادات جميع القطاعات ذات العلاقة بخدمة الحجاج .

وأضاف خوجة أن المجلس شدد على أن سياسة المملكة لا تسمح لأي جهة بتعكير صفو الحج والعبث بأمن الحجيج ومحاولة شق الصف الإسلامي ، مناشداً جميع الحجاج البعد عن كل ما يعكر صفو الحج وعليهم الاستفادة من وجودهم في الأراضي المقدسة في التقرب إلى الله سبحانه وتعالى والالتزام بمقاصد الحج الشرعية.

وهنا يتساءل البعض : لماذا سمحت السعودية بتنظيم مراسم "البراءة من المشركين" في السنوات الماضية ومنعتها في 2009 ؟.

والإجابة مرتبطة بعدة تطورات إقليمية من أبرزها التوتر المتصاعد بين إيران وبعض الدول العربية ومنها السعودية على خلفية التدخل الإيراني في قضايا فلسطين ولبنان والعراق ، هذا بالإضافة للتطور الأخطر وهو أن الرياض تخشى حدوث اضطرابات شيعية خلال موسم الحج على خلفية العمليات العسكرية التي تشنها القوات السعودية والقوات اليمنية ضد الحوثيين الشيعة في اليمن .

وهناك حقيقة أخرى وهى أن السعودية وإن كانت لم تمنع صراحة مراسم "البراءة من المشركين" في السنوات الماضية ، إلا أنها في الوقت ذاته لم تكن موافقة عليها خاصة بعد الحوادث العديدة التي وقعت في هذا الشأن ، فخلال موسم حج العام 1987 تحولت المراسم السابقة إلى صدامات دامية عندما دعت إيران طهران إلى تنظيم مراسم "البراءة من المشركين" في صحراء صعيد عرفة لإطلاق "الصيحات" التي غالباً ما يتخللها تنديد بالولايات المتحدة وإسرائيل وحينها وقعت اشتباكات بين البعثة الإيرانية وقوى الأمن السعودية أسفرت عن سقوط المئات من القتلى والجرحى معظمهم من الإيرانيين ، وهو الأمر الذي دفع طهران لمقاطعة مواسم الحج في الفترة ما بين 1998 و1990 قبل أن تعود وفودها إلى أداء الفريضة وممارسة "البراءة من المشركين" على نطاق محدود ، حيث كانت تجري داخل الخيام فيما لم تتدخل قوات الأمن السعودية.

وفي عام 1989 ، قامت السلطات السعودية أيضا باعتقال مجموعة تردد أنها على صلة بجهات إيرانية على خلفية تفجير في مكة خلال موسم الحج وأعدمت أفرادها.

اختفاء عالم نووي

وبجانب ما سبق ، فإن ما يضاعف من قلق السعودية في موسم حج 2009 هو اتهام السلطات الإيرانية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي.آي.إيه" بالتورط في اختطاف عالم فيزياء إيراني بشكل غامض في المملكة العربية السعودية منذ أكثر من أربعة أشهر.

وكانت صحيفة "جوان" الإيرانية المحافظة نقلت عن زوجة شهرم العامري القول في 11 أكتوبر الماضي إن زوجها الباحث في الفيزياء بجامعة "مالك الاشتر" التكنولوجية في طهران اختفى منذ 130 يوما عندما كان في المدينة المنورة.

وأضافت الزوجة أن العامري كان مجرد باحث ولا يشغل أي منصب رسمي ، قائلة :" أبحاثه تعنى بالفيزياء وبما أنه كان في السعودية يجب تحميل الحكومة السعودية مسئولية اختفائه ، لم يتم تبليغنا أي خبر عنه منذ أربعة أشهر وقد اتصل بنا لآخر مرة من المدينة المنورة التي زارها بتأشيرة العمرة".

وأشارت صحيفة "جوان" إلى أن الـ "سي.آي.إيه" هى المتهم الأول باختطاف العامري الذى كان يؤدي مناسك العمرة في السعودية ولدى وصوله في 31 مايو/ايار الماضي استجوبه عناصر الأمن السعوديون في المطار لفترة أطول من المعتمرين الآخرين وبعد ثلاثة أيام غادر فندقه في المدينة ولم يعد إليه.

ومن جانبه ، اتهم وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي الولايات المتحدة الأمريكية وقال إنها متورطة في هذه القضية ، وأضاف " نعتبر أن السعودية مسئولة عن وضع شهرم العامري وأن الولايات المتحدة أيضا متورطة في هذا الاعتقال" .

التصريحات السابقة التي تحمل السعودية مسئولية اختفاء العامري الذي يعتقد على نطاق واسع أنه عالم نووي كانت من أسباب تصاعد التوتر بين الرياض وطهران في الشهور الأخيرة ولذا فإنه لم يكن من غير المستبعد من وجهة نظر السعودية أن يتم استغلالها خلال موسم الحج لإثارة القلاقل .

ذعر "الخنازير"

ويبقى الأمر الأهم والأخطر وهو أن السعودية تسعى بكل ما أوتيت من قوة لحماية الحجاج من فيروس أنفلونزا الخنازير ، ولذا فإنها لن تسمح بأي حال من الأحوال بأية قلاقل أو أعمال شغب قد تؤثر على مهمة تأمين الحجاج والتصدي لانتشار الفيروس الذي يستفحل خطره يوما بعد يوم .

وكانت أصوات عديدة طالبت بتأجيل الحج ، في حين امتنعت دول مثل تونس عن إرسال حجاجها بسبب تفشي الفيروس ، بل وظهرت أيضا فتاوى في العالم الإسلامي تجيز تأجيل موسم الحج إذا كان سيؤدي إلى انتشار وباء مميت بين المسلمين .

وعلى الفور ، سارعت الحكومة السعودية إلى اتخاذ إجراءات عديدة لرصد أي حالة اشتباه وعلاجها ، كما أعلنت وزارة الصحة السعودية أنه تم تثبيت كاميرات حرارية للفحص في كل صالات الوصول في مطاري الملك عبد العزيز والميناء في جدة والمدينة المنورة.

ومن جانبه ، دشن وزير الصحة السعودي عبد الله الربيعة في منتصف نوفمبر حملة التطعيم باللقاح المضاد للفيروس المسبب لمرض "أنفلونزا الخنازير" ، حيث كان أول من يتناول هذا اللقاح الجديد ، وذلك في خطوة تهدف إلى التقليل من المخاوف التي أثيرت حول عدم سلامة العقار.

وأعرب الربيعة في تصريحات للصحفيين الذين شهدوا تناوله أولى جرعات اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير والتي بثتها العديد من الشبكات التليفزيونية العربية عن أمله في أن تخفف هذه اللقطات من مخاوف الحجاج وطمأنتهم إزاء سلامة هذا اللقاح.

وأضاف قائلا :" لقد تناولت الجرعة الأولى من اللقاح حتى يتأكدون من سلامته "، مشيراً إلى أن مسئولي وزارة الصحة تأكدوا أن اللقاح آمناً بعد دراسة تأثيراته على مدى الشهور القليلة الماضية.

وفي السياق ذاته ، أكدت الهيئة العامة للغذاء والدواء في السعودية أن الفوائد العلاجية المتحققة من اللقاح تفوق الآثار الجانبية المحتملة التي يمكن أن يسببها اللقاح ، مشيرة إلى أنها لا تختلف في مجملها عن تأثيرات لقاح الأنفلونزا الموسمية.

وأضافت الهيئة أنه بحسب الخطة المعتمدة لإعطاء اللقاح للفئات المستهدفة فسيتم وكمرحلة أولى تطعيم المشاركين في الحج بما في ذلك العاملين في القطاعات الصحية والقطاعات الحكومية الأخرى ومؤسسات الطوافة، إضافة إلى حجاج الداخل الحاصلين على تصريح من وزارة الداخلية بالحج.

ورغم الإجراءات الاحترازية السابقة التي اتخذتها السلطات الصحية السعودية لمنع انتشار الفيروس بين حجاج بيت الله الحرام إلا أن خبراء بمنظمة الصحة العالمية أعلنوا أنه قد يكون من المحال تفادي وقوع إصابات بين الحجاج ، وهو الأمر الذي جعل السلطات السعودية تدخل في سباق مع الزمن لضمان سلامة الحجاج.

 




وكانت المملكة أعلنت في وقت سابق أن الأربعاء الموافق 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2009 هو أول أيام شهر ذي الحجة من العام 1430 بالتقويم الهجري ، كما أعلنت أن يوم الخميس الموافق 26 نوفمبر هو يوم "وقفة عرفات" لحجاج بيت الله الحرام .

وحسبما جاء في بيان للمحكمة العليا السعودية فإن الثلاثاء الموافق 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الموافق 29 من ذي القعدة هو المتمم للشهر الهجري وعلى ذلك فإن الجمعة 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الموافق العاشر من ذي الحجة هو أول أيام عيد الأضحى .

وأضاف البيان أنه ثبت رؤية هلال ذي الحجة بشهادة عدد من الشهود العدول في عدد من المحافظات بالمملكة ، وبتلك المناسبة ، توجه شبكة الإعلام العربية " محيط " توجه التهنئة لكافة المسلمين في أنحاء العالم بحلول عيد الأضحى المبارك ، متمنية في الوقت ذاته أن يأتي موسم حج 2010 والعرب والمسلمون في وحدة وتضامن وبحال أفضل بكثير مما هم عليه الآن .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !