"الأخونة" مصطلح العهد الجديد

  " الأَخْـوَنَة "   مُصطَلَحُ العهد الجديد

منذ نجاح الرئيس /محمد مرسى ( مرشح الإخوان المسلمين ) بمنصب رئيس الجمهورية بعد إنتخابات الإعادة بينه وبين المرشح الآخر" الفريق شفيق" حتى إمتلأت الساحة المصرية بمطلح من المصطلحات الجديدة وهو مصطلح " الأخوَنة"  أى تحويل كل شيىء الى أن يكون  تحت مظلة الاخوان المسلمين , وذلك يبدو منطقيا حيث فاز الإخوان المسلمين بمنصب الرئيس و بأغلبية مجلس الشعب ومجلس الشورى ( قبل قرار المحكمة الدستورية ببطلان مجلس الشعب) ولكن ما لا يبدو منطقيا هو ذلك الاندفاع المحموم من اعضاء الجماعة ومؤيديها  كى يلتهموا كل شيىء فى مصر وهو طريق مملوء بالمخاطر والأزمات .

بادىء ذى بِدء يجب أن نُقرَّ ونعترفَ أن جماعة الاخوان المسليمن ومنذ إنشائها على يد الشيخ المجاهد الشهيد/حسن البنا كانت تنتهج فكرا إسلاميا وسطيا يدعو الى الاسلام الوسطى وقد عانت هذه الجماعة الأمرين من كل أنظمة الحكم على مر السنين , وكذلك إصطدمت مع الفكر السلفى واختلفت معه , ولكن جماعة الاخوان المسلمين الآن ليست كجماعة الاخوان المسلمين فى عهد مؤسسها حسن البنا وذلك بسبب عصور الإضطهاد وإختلاف الزمان ودخول معترك السياسة الذى  قد أوجد  إختلافات كبيرة , كما أن جماعة الاخوان اليوم تكون اول جماعة ذات إتجاه إسلامى تتبوأ سِدة الحكم فى مصر , فماذا هم فاعلون ؟؟؟؟؟؟

إن عملية الاخوّنة أى تحويل كل شيىء ليكون تحت عباءة الإخوان المسلمين , وقد كان أول عمليات الأخونة هو فى أول جمعة بعد خلع مبارك حيث هبط الشيخ القرضاوى وهو الأخوانى القديم الى ميدان التحرير ليؤم صلاة الجمعة فى ميدان التحرير ولتُصبغ ثورة الخامس والعشرين من يناير بصبغة الأخوان المسلمين وهى عملية سلب شرعى للثورة حيث تم إخراج كل الشباب والتيار الليبرالى وغيرهم من الثورة بعد أن إرتدت الثورة عباءة الإخوان , وبدأ بعد ذلك  صبغة كل شيىء بشكل اسلامى  إخوانى مثل الدعوة الى  ارتداء النساء للحجاب واعفاء اللحى للرجال  وما شابه , ومحاولة تطبيق الشريعة الاسلامية فى كل ما يحيط بنا من دعوة الى  تحريم البنوك وانشاء البنوك الاسلامية وكذلك مشروعات رجال الاعمال التى تصطبغ بصبغة إخوانية فنرى المشاريع الاسلامية لرجال اعمال إسلاميين - وما أكثرهم وأغناهم الآن – وهناك الجديد وهو الاحزاب الاسلامية والجمعيات النقابية الفئوية الاسلامية مثل تجمعات المهندسين المسلمين والاطباء المسلمين وهناك الآن الضباط المسلمين من الشرطة والجيش الذين لا يرون من الاسلام إلا اعفاء اللحى وفقط  , فماذ نحن مقبلين عليه ؟؟؟؟؟؟

وأظرف –بل أسخف- ما يتناوله الاعلام هذه الأيام  وهو الزج بكل ما هو فكر تخلفى وإلصاقه بالتيار الاسلامى  مثل موضوعات  زواج مِلك اليمين وما يُباحُ من استمتاع  الرجل بزوجته الحائض وما شابه ذلك من تفاهات وهى هجمة شرسة ضد الدين يقوم بها المغرضون ويساعدهم الاسلاميون بجهل وغفلة , فماذا يخبىء القدر للاسلام والمسلمين ؟؟؟؟

وهناك أخونة أخرى ترتبط بالاعلام وبرمضان حيث إعتدنا فى كل رمضان ان يهحم علينا الاعلام بما يُسمى مسلسلات رمضان  التى تهدف الى إلهاء المسليمن عن حقيقة شهر رمضان وحكمة الصوم فيه , فإذا برمضان هذا العام يبدأ بمسلسلات تصطبغ بصبغة الاخوان والاسلاميين فنسمع عن مسلسل ( أم الصابرين)  عن قصة حياة الداعية الاسلامية/ زينب الغزالى وبه كل مشاهد التعذيب على يد نظام عبد الناصر وهو اول مسلسل تليفزيونى يتناول تعذيب الاخوان علنا , وهناك مسلسل ( باب الخلق) للفنان محمود عبد العزيز الذى يتناول قصة رجل من أتباع "بن لادن" وكيف تأثر به وبالافغان  وكذلك مسلسل ( الام تيريزا) للفنانة حنان ترك حيث يتناول حياة الراهبة " تيريزا "وموقف الاسلام من غير المسليمن, فإلى أين نحنُ ذاهبون ؟؟؟؟؟

 وأجمل ما فى مصطلح الأخونة وهو" أخونة أمريكا " فبعد أن قام بن لادن بغزوة نيويورك وحطم برجى التجارة _ كما يدعى هو وتابعيه _  نرى الآن بعض الاخوان يقولون أن الاخوان بقيادة الرئيس مرسى سوف يجعلون أمريكا تتأخون أى تتبع سياسة الاخوان فى تعاملها مع مصر وذلك بعد انتخاب الرئيس الاخوانى محمد مرسى , وهى مقولة ساذجة , فأمريكا هى أمريكا تتعامل مع مصالحها سواء مع مبارك أو مع محمد مرسى والساذج هو من يعتقد أن أمريكا ستتغير مع الإخوان والحقيقة أن الاخوان سيتغيرون مع أمريكا , وقد نرى بعد قليل أن أمريكا إستعملت مصطلح "المباركة" أى جعل الاخوان والرئيس محمد مرسى يتعاملون مع أمريكا مثلما كان يتعامل مبارك وما أشبه اليوم بالبارحة  فماذا أنتم تنتظرون ؟؟؟؟؟؟؟؟

إن مصطلح الاخونة قد  ظهر فى مجلسى الشعب والشورى وفى الجمعية التأسيسية للدستور وفى ميدان التحرير ومليونياته وفى رئاسة الجمهورية وسوف يظهر فى رئاسة مجلس الوزراء والوزراء والمحافظين و...و.... وما خُفى كان أعظم !!!!!!!!

إننا ننصح الرئيس /محمد مرسى أن لا يتبع سياسة الاخونة , وان يبعد بقدر الامكان عن الاخوان وعن نصائح الاخوان وأن يكون كما أراد الشعب حين انتخبه رئيسا مصريا لكل المصريين فهل يستجيب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟