لم يكن الموضوع بحاجة إلى كثير من التحليل حتى يصل المتابع إلى أن ايران وأذنابها يقفون صفاً واحداً مع الحلف الدولي في حربهم المشنونة على الدولة الاسلامية، بالرغم من المظاهرات التي اجتاحت ايران بذكرى مقتل شهيد الإسلام الحسين رضي الله عنه يوم عاشوراء حاملة لافتات الموت لأمريكا ولليهود وللغرب، وبالرغم من التصريحات العدائية التضليلية المزعومة بين الطرفين.
وكان ان يمكن ان يصل لهذا – كذلك – لو تابع الهجمة الغربية على الدولة الإسلامية وسط تصريحات المسؤولين الامريكان أن الأسد لم ولن يكون هدفهم ولن يتعرض له أحد بسوء، أضافة إلى الوقائع والتصريحات اليومية الايرانية التي تؤكد وجودهم في معارك سوريا والعراق برأ، تحت حماية الطيران الغربي والعربي جواً، وهذا ما أكده يد الله جواني "مستشار ممثل الولي الفقيه في الحرس الثوري الايراني" بالقول في مقابلة له مع قناة العالم أن: " بغداد ودمشق لن يسقطا طالما أن هناك قوات للحرس الثوري الإيراني " مضيفاً: " قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني حاضر في الصف الأول والمقدمة، يشارك ميدانياً في مناطق العمليات وأثناء تحريرها.." ... وذلك بعيداً عن التضليل الامريكي المستمر أن الولايات المتحدة لن تتعاون عسكرياً مع ايران، وهي تفعل هذا جهاراً نهاراً.
ولهذا لم يكن مستغرباً أبداً ان تكشف صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مرسالات سرية بين الرئيس الامريكي اوباما والولي الفقيه خامنئي، بل وتذهب الى أبعد من هذا ان المباحثات الامريكية الايرانية لم تتوقف مطلقاً كما كان شأنها قبل عهد اوباما، حيث تواصلت مع قدومه عام 2009م ثم محادثات سرية بين الطرفين منتصف عام 2012م في العاصمة العمانية مسقط ولكن الحلفاء العرب لم يطلعوا عليها حتى أواخر عام 2013م، وكشفت الصحيفة عن رسائل سرية أرسلها اوباما إلى خامنئي ا آخرها كان الشهر الماضي مؤكداً المصالح المشتركة بين البلدين في محاربة الدولة الاسلامية.
ومع هذا الكشف كان نائب قائد فيلق القدس " اللواء اسماعيل قاءاني " يتباهى بالخيانة قائلاً: " الاحتلال الأمريكي لأفغانستان والعراق مكن لنا في المنطقة.. ولا يمكن أن يتم تجاهلنا في أي قرار يراد اتخاذه عكس ما كان عليه عام 2001م"؟!
وأخيراً يبقى السؤال موجهاً لمسلمي هذا الزمان – ولا اقصد بهم قادتهم "الخونة" خصوصاً وإنما الشعوب عموماً – إلى متى سيجعلون من أنفسهم وقوداً لحروب لن يكونوا فيها سوى أدوات لتحقيق مآرب حلم "روماني – فارسي" قديم، اجتمعا سوية لتحقيقه واعادة مجد فقدوه، كما قالها "موسى الشيرازي" على صفحته في توتير: " من غباء السنة كرههم لجماعاتهم الجهادية امثال ما يسمى "الدولة الاسلامية" يقاتلون دفاعاً عنهم وهم يساعدونا عليهم!!
احمد النعيمي
التعليقات (0)