"إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر"
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
مع ازدياد الاخطار التي تحيق بأمة محمد صلى الله عليه وسلم، ومع ازدياد التحالفات من أهل الشرك والكفر لطمس معالم عقيدتنا، أضحت الحاجة إلى إيقاظ الهمم، وإحياء المشاعر، وإشعال جذوة الإيمان في القلوب، أمر لا حياد عنه، إذ لا حياة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم إلا بدينها واتباعها لكتاب ربها، ولا عزة لهذه الأمة إلا بتضحية أبنائها ورجالها، ولكن من أين تكون الانطلاقة؟
إن الانطلاقة الجبارة التي أطلقها محمد صلى الله عليه وسلم بأصحابه، كي يضيئوا أركان الأرض بنور هذا الدين، كانت منذ الوهلة الأولى من هذه البيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار، ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله.
إنها مساجد الله حيث تسجد الجباه، وتتضرع الأفئدة، وتنحني الهامات لعظمة خالق هذا الكون، كي تستمد منه العون، وتستمد منه الهداية، وتستمد منه القوة، ثم تنطلق كالريح العاصفة، لتحطم كل باطل، وتدمر كل هون.
إن مساجد الله في الأض لهي منبع النور، ومنابع الخير والهداية، مهما حاول أعداء الله طمس هويتها، والزيغ بها عن هدفها، فقوموا بأداء الأمانة التي وضعها الله في أعناقكم؛ تأدية لرسالة هذه المساجد، أقيموا جماعتكم، علموا أبناءكم، تحلقوا على دراسة كتاب ربكم وهدي نبيكم، علموا الأجيال القادمة أن لهم ربا قد أمرهم بنصرة دينه.
حفظوا الأبناء أن لهم دينا، ليس لهم رفعة بدونه، فاز والله من كان له نشئ تربوا على هدي كتاب الله، أفلح والله من جعل أبناءه دعاة لدين الله، لينالوا عز الدنيا وكرامة الآخرة، فالله الله في أمانتكم، والله الله في أبنائكم، والله الله في دينكم وهدي نبيكم.
فيا رب أمة محمد، نحن أولياء نبيك، نحن أولياء حبيبك، اجعل لنا من هذه الساعة المباركة ساعة إجابة، وخذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين، اللهم انصر من نصر دينك واجعلنا منهم، واخذل من خذل دينك ولا تجعلنا منهم، اللهم اغفر لنا وارحمنا، وعافنا واعف عنا، ومن شرار خلقك سلمنا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
التعليقات (0)