مواضيع اليوم

"أحمد بن قاسم الغامدي"... الإسم الذي لن ينساه السعوديون !

سلطان القحطاني

2010-06-13 22:15:32

0

 

 

في إحدى البرامج التي تبثها قناة (اقرأ)، وهي قناة دينية ذائعة الصيت في المملكة، كان السعوديون يتابعون بشغف نوعاً من الحوار أقرب ما يكون إلى المصارعة الحرة من كونه حواراً تلفزيونياً، حيث تناوب أكثر من أربعة من رجال الدين المعروفين على مهاجمة رجل يحمل نفس ملامحهم لكنه يفكر بطريقة مختلفة دل عليها دفاعه المستميت عن إباحة اختلاط الرجل مع المرأة دون وجود محرم.


ذلك الشخص لم يكن سوى أحمد بن قاسم الغامدي، مدير فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة، الذي لا يزال يثير الجدل بآراءه عن جواز اختلاط الرجل بالمرأة ومشروعية إبقاء المحلات التجارية مفتوحة للعامة خلال أوقات الصلاة بدلا من إغلاقها خمس مرات كل يوم كما يحدث حالياً في المملكة.


وكانت الهيئة اعلنت رسميا في بيان نشرته وكالة الانباء السعودية ان رئيسها الشيخ عبد العزيز الحمين عين الشيخ سليمان الرضيمان في منصب الغامدي ولكن دون الاشارة الى الغامدي، وذلك ضمن سلسلة تعيينات شملت ايضا المدينة المنورة والقصيم وحائل، في خطوة أعتبر مراقبون أنها ترجمة لإستياء الهيئة من آراء الغامدي المثيرة للجدل.


غير ان الوكالة الغت الخبر في وقت لاحق وطلبت عدم استخدامه على اعتبار أنه لم يكن دقيقاً بما فيه الكفاية، رغم أن ذلك لم يحل دون انتشار الخبر على نطاق واسع في المواقع الإلكترونية والرسائل النصية، لا سيما وان شائعات حول اقالته كانت تسري في السعودية منذ فترة طويلة وتبدو متوقعة بين فترة وأخرى.


وحين تلقى خبر إقالته، التي لا يبدو أنها مستبعدة حتى الآن، قال الغامدي (46 عاماً) بصوت هادئ لمواسيه: "الحمدلله على كل حال. هذه إرادة الله". ولمّا تبين أن القرار تمت مراجعته من قبل السلطات العليا مما جعله يستمر على رأس وظيفته، قال بنفس الهدوء لمهنئيه الفرحين، وهم خليط من الليبراليين ورجال الدين المعتدلين في المملكة: "الحمدلله. الحمدلله".


وأضاف بصوت يغمره الرضا وهو يتحدث عن إشاعات إقالته التي أصبحت مشهداً مملاً: " اشاعات اقالتي اصبحت عادية جداً ولم اعد اكترث لها لأنني تعودت عليها".


ويبدو أن قدر الرجل وقدرته وقدريته سوف تعينه على مواصلة المعركة التي قال في حديث مع "إيلاف" أنه سوف يستمر فيها حتى لو غادر منصبه بغية "عدم تعقيد الأمور على المسلمين وتقييد حياتهم" على حد قوله في حديث أجري عبر الهاتف.


ومنذ احداث الحادي عشر من شهر أيلول (سبتمبر) التي ثبت تورط خمسة عشر سعودياً من مجموع تسعة عشر شاركو في تنفيذ الهجمات في أميركا، بدأ حوار جدي حول التطرف الديني وسبل مواجهته، وعن تحول السعودية إلى دولة مدنية وتجاهل تحالفها مع المؤسسة الدينية رغم أن محللين يقولون بأن أي إخلال بهذه الصيغة سيضر بالدولة.


يقول الغامدي في حديث مع "إيلاف" حول ما إذا كان خائفاً من الحملة التي يقودها ضده جمع رجال دين وعلى رأسهم مفتي البلاد: "لست خائفا بل هذا مشروعي حتى لو غادرت العمل رغم انني واجهت العديد من الظغوط والأذى. احيانا كان ذلك يتم عن طريق تأخير الترقية مثلا أو التضييق من نواحي أخرى".


ودخل الغامدي في عين العاصة حينما أشار إلى بطلان الأحاديث المنسوبة للنبي محمد (ص) التي تمنع إختلاط الرجل بالمرأة، وهو بحث أنجزه منذ سنتين، إضافة إلى أعتباره أن فتح المحلات وقت الصلاة جائز.


وطالب رئيس هيئة الأمر بالمعروف السابق، الشيخ ابراهيم الغيث، الغامدي بعدم نشر بحثه عن الإختلاط، بينما أنتهج مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ أسلوباً ليناً في البداية إذ قال في محادثة تلفونية أن عليه عدم نشر البحث مؤكداً أنه يتحدث معه "بصفة شخصية" وليس من منصبه كمفتي للبلاد وأعلى مرجعياتها الدينية.


وحول الصراع في المعسكر الديني الداخلي بين رجال الدين أنفسهم قال: "بعض العلماء ناصحوني عبر الرسائل الهاتفية والبعض طلب محاججتي لكنني كنت منشغلا بأمور اخرى وسوف ارد عليهم بحينه. لقد رددت على البعض في برنامج قناة البينة، وسوف أرد على الباقين قريباً".


وللغامدي درس يومي يحضره تلاميذ أغلبهم من شرق آسيا حيث يتعلمون أدق التفاصيل الفقهية للعقيدة الإسلامية.


ويقول عن موقف طلابه من الزوبعة المثارة ضده: "لم تثر آرائي الجدل في صفوف طلابي لأن أغلبهم ليسوا من السعوديين وان خالفوني في الرأي لن أمانع لأنه يجب أن لا نصادر عقول الآخرين بل نمنحهم الفرصة في التأمل والتفكير فالله كرم الإنسان بالعقل عن غيره فلا يعقل ان يتلقى كل معلومة في رأسه دوت تدقيقها والبحث عنها".


وتبدو الهجمة ضد الغامدي واحدة من الفصول المهمة في الحراك الاجتماعي الدائر في السعودية خصوصاً أنه من نفس الجهاز الذي يحمل على عاتقه حماية التقاليد الإسلامية في البلاد والتأكد أن المواطنين ملتزمون بها.


إلا أنه يقول بتفاؤل من يعرف هدفه: "الهجوم علي كثير لكنني مستمر في توضيح الأمور التي يسر الله فيها على الناس لأن التشديد والتضييق أثر على الناس وجعلهم يصابون بحالة من الحنق والتور من الدين بل ان ذلك قد عطل عملية التنمية في البلاد وهذا ما جعلني اتحدث عن قصة جامعة كاوست لأنني تفاجأت من صمت الكثير من العلماء ازاء هذا الموضوع.


وحين قلت له "لماذا لا تعتزل الساحة وترتاح؟" قال: "من المستحيل ان اترك واجبي وسأظل ادافع عن الحق حتى يتوفاني الله مهما واجهت في حياتي من الصعاب والأشواك".

 





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !