مواضيع اليوم

مناورات اللجنة السياسية للمجلس العسكري

مصـعـب المشـرّف

2019-04-16 20:31:49

0

 مناورات اللجنة السياسية للمجلس العسكري

مصعب المشرّف

16 أبريل 2019م

قليل من يعلم أن الفريق أول "عمر زين العابدين" ؛ رئيس اللجنة السياسية المنبثقة عن المجلس العسكري الإنتقالي . إنما هو في الأصل قيادي أمني بارز من كوادر التنظيم الأيدولوجي العميق الكيزان .. وأنه في هذا البحر اللجي العميق ليس كوز من كيزانه فحسب وإنما حوت أزرق يعيش في وسطه وأعماقه . وقد تدرج في عدة وظائف وتقلد مناصب قيادية أمنية  و (جهادية) طوال فترة الثلاثين عاما الماضية من حكم الإنقاذ على مختلف مراحلها ومسمياتها . ووصلت درجة الثقة المطلقة به إلى إرساله خلال حقبة النفط سفيراً للسودان في بكين الصين.....

الشيء الذي يعزز الظنون بمدى مصداقية وقناعة الفريق عمر زين العابدين في رئاسته للجنة السياسية وجدواها بما هو إيجابي للمرحلة الحالية من عصر  ثورة ديسمبر الشعبية .... تتمحور هذه الظنون في إفشاله المتعمد للإجتماع الذي دعا إليه للتشاور والحوار مع القوى السياسية.

بداية لم تكن رقاع الدعوة التي تم توزيعها لحضور هذا الإجتماع ذات مصداقية . وذلك أن الدعوة شملت أحزاب الفكة سيئة السمعة التي إصطنعها حزب المؤتمر الوطني البائد. وأدخلها في زمرة الحوار الوطني الهزلي الذي شغل به الناس ومد به في عمره الإفتراضي ، ورهنه لمصلحته منذ بداية إنطلاقه الوهمي في 10 أكتوبر 2015م . وحيث لم ينتج ذلك الحوار عنها سوى حكومة الـــ  83 وزير.

إدخال أجزاب الفـكّـة في ما سمي باللقاء التشاوري أو "حوار زين العابدين" الجديد إنما كان القصد منه تمييع الواجهة السياسية للثورة. وإظهارها بمظهر من لايمتلك رؤيا واضحة .... وبما يعطي الإنطباع لدى الرأي العام المحلي والعالمي بأن لاخير في أحزاب الثورة ولا خير في المجلس العسكري الإنتقالي نفسه .... وبما يمهد لعودة دولة المؤتمر الوطني البائد للوجود من جديد قبل نهاية الفترة الإنتقالية .. ووفق قاعدة أنه ليس بالإمكان أفضل من الكيزان.

لو كانت اللجنة السياسية المنبثقة عن المجلس العسكري الإنتقالي صادقة في عملها وترغب في التعاون مع القوى السياسية ... فإن الشعب يرتضي منها فقط أن تركز في أعمالها ومقاصدها على الإجتماع بقيادة القوى السياسية والمهنية التي أشعلت وتبنت وألهمت وقادت الشعب في ثورة ديسمبر . وهي تلك التي إنبثقت عن إجتماع باريس. والممثلة الآن في ساحة الإعتصام.

وبإجتماع اللجنة السياسية مع هذه القيادة وحدها يمكن التوصل إلى إتفاق منطقي وواقعي ، يؤدي بكل سهولة وسلاسة لتشكيل الحكومة المدنية الإنتقالية المأمولة . ويقلل من مدة الفراغ السياسي الذي تطمح دولة الكيزان الخـفيـة إلى تكريسه بخـبث على يـد الفريق أول عمر زين العابدين.

لقد آن للإسلام السياسي في السودان أن يدرك بأن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء .. وأنه لا يمكن الضحك على دقون أهل السودان مرتين. وأنهم قد سبق وتم الصبر عليهم ومنحهم الفرصة الكافية (30 عام) لم ينجحوا خلالها سوى في تشويه صورة الإسلام ورعاية الإرهاب وإيواء الإرهابيين ..... وأن تخريبهم للإسلام فاق كل تصور بما خبرهم به حتى عامة الناس من إستغلال للسلطة

ثم أنه قد آن لتنظيم الأصولية العالمية التي تتوزع مابين الدوحة واستانبول ... آن لها أن تدرك أن نموذجها الذي كانت تنشد نجاحه في السودان قد فشل ..... وأن نظريات "القرضاوي" المستمدة من ظلال القرآن والتكفير والهجرة التي ينادي بها لتدمير قناعات "الوطن والمواطنة" في وجدان الشعوب بما يكفل عودة الخلافة الإسلامية ليست سوى ديماجوجية وإنتحار مجاني لا عزاء فيه.

بنجاح ثورة ديسمبر المجيدة نعِــدُ أنفسنا ، ويعـِدُنا شبابنا الفتي والنشء المناضل بأن السودان إسترد عافيته وفتوته ... وأن ثروات السودان في باطن أرضه وفوقها هي ملك للشعب السوداني وحده ...

ولأجل كل هذا وذاك . نأمل أن تتوجه اللجنة السياسية المنبثقة عن المجلس العسكري الإنتقالي ...... تتوجه إلى صُلب الموضوع لإختصار الطريق على نفسها وغيرها بالحُسنَىَ . فتجلس مع من يهمهم الأمر الآن ......

وعلى أحزاب الفـكّـة الهزلية المصطنعة أن تعمل خلال الفترة الإنتقالية جاهدة لتحويل نفسها إلى أحزاب حقيقية ..... أو أن تعرف قدر نفسها وتنسحب من الساحة ،  ويكتفي أشخاصها بممارسة "هواية" النشاط السياسي من على كراسي المقاهي.  




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات