مواضيع اليوم

رابعة .. خامسة ..

يوسف رشيد

2014-08-08 10:06:18

0

 من هناك : 

إنكَ لا تستطيع أن تخفي ردة فعلك تجاه امرأة ، طالما فتشتَ عنها ، وبحثتَ وتقصيتَ .. 
ولا تستطيع أن تختبئ خلف إصبعك ، كي لا تبدو أبله بليدا .. 
ولا يمكنك أن تتجاهل كثيرا من النظرات الحانقة الغضبى التي تتناثر كالشرر في كل الاتجاهات .. 

كان ذلك قبل أن تفاجئني وتدهشني بصدفةٍ جمعتنا في مدخل بناية .. كنت خارجا من زيارةٍ لصديق ، وكانت داخلة إلى بيتها كما عرفت بعد العناق .. 
لم أكن المندهش الوحيد لهذه المفاجأة ، كما لم تكن ابنتها المراهقة أقلَّ استغرابا واندهاشا لما فعلتْه أمُّها بمعانقتها رجلا لم تره قبلا .. ولم ألتفت لردة فعل ابنها الفتى ، ولا أعرفها .. 
كانت الساعة بعد العاشرة ليلا ، وكانت مصرّة أن تستضيفني .. 
وحين رأت حيرتي ، أعطت مفتاح البيت لابنتها وطلبت منها أن تسبقنا .. 
ثم قالت : لا عليكَ .. ليس ثمة إحراج .. تفضل .. 
كانت عيناها تلتمعان كما لم أرهما .. وقد طرأت تغيرات جمة على بنية جسدها وشكلها ومظهرها ، فبدت أنثى جريحة منكسرة مهزومة ، كأنها خارجة للتو من آثار عراك عنيف .. 
وكنت ـ ربما ـ الوحيد الذي تحكي له كثيرا من خصوصياتها كمريضة في عيادة طب نفسي .. إذ طالما جمعتنا الظروف ، وشطت بنا الدروب ، وبقيت المسافة الفاصلة بيننا منطقة عازلة محرمة على كلينا .. فلم نقترب منها ، ولم يقترف أي منا بحق الآخر ، ما قد يثير هواجسه أو حفيظته .. 
وحين جلسنا في البهو الفسيح من البيت ، طلبت من ابنتها تحضير النرجيلة ، والقهوة ، بينما قرأتْ في وجهي علامات استفهام كثيرة ، فقالت : لا تعجلْ على إشباع فضولك .. سيأتيك كله طوعا .. 

والبقية قد تأتي ..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !