مواضيع اليوم

الأوغاد يسرقون منا نجاتنا!


لصوص الزمن الجميل خريجو مدرسة تحت الكباري، ويتلاعبون بمشاعر الجماهير، ويحرقون بعض ماضينا.
هل تتذكرون سعاد محمد عندما استدعاها أباطرة الزمن القبيح، وأوقفوها وعُمرها خاوٍ على عروشه، وسنواتها تتراكم فوق بعضها، فظلت واقفة في مسرح وهمي مع أصوات تصفيق اصطناعية يتم تشغيلها بين الحين والآخر. الجماهير ليست موجودة، والتصوير يوحي إليك بأنها تغني في حفل وليس في قاعة أفراح، ويأتي الصوت بعد تركيبه في حنجرة غزا الشيبُ حبالــَـها " القلب ولا العين، مين السبب في الحب؟". وضحك خبثاء رأس المال الجديد، فأقصــى ما يمتع آذانهم شعبوليات مُرصَّعة بأوسمة من نحاس.
الآن جاءوا بواحدة من أجمل وأرق زمننا الجميل، صاحبة الشموع السوداء، وصادحة" القريب منك بعيد، والبعيد عنك قريب"، وهي في الثمانين من عُمرها، ومن المؤكد أنهم طلبوا منها أن لا تقوم من مقامها، وصنعوا لها أغنية رحل أبنودها الرائع، ووضعوها على شاطيء بحر جميل زرقاء مياهه. وأحضروا نجاة وهي صغيرة وركّبوا بطريقة بدائية صوتها بعد تصفيات الحشرجات الثمانينية، وجاء التركيب كما يفعل السبــَّـاك المبتديء في ماسورة قدمية ملقاة على قارعة الطريق.
نجاة صاحبة " أيظن .. أني لعبة في يديه، أنا لا أفكر في الرجوع إليه" يسخرون من محبيها، فالمال هو السيد ويستطيع أن يزعم النبوة على ألسنة حشــَّـاشين.
نجاة التي سقطت دموعنا على وجوهنا وهي تغني :" في ساكن قصادي وبحبه..   إلى أن تستدر مزيدا من دموع زمنها، رحت الفرح بالليل ورسمت في عيني الفرحة، ساعة ما كان بيشيل بإيديه وبعنيه الطرحة، شربت شرباتهم وأنا قاعدة بصــَّـلْهُم، لحد ما قاموا ومشيت أوصلهم".

نجاة صاحبة " أما غريبة" لم يتركوا القليل مما بقي من عُمرها، لكنهم غربــّـوه، وحشرجوه، وسعسعوه(!)، وهي لم تكن هناك. ربما في الفراش أو على مقعد متحرك أو تأخذ الدواء على مضض.
إنها يأخذون مــِنــَّـا زمنا عشناه ويحشروه في زمن أماتوه فملئوا جيوبهم.
أغنية "كل الكلام" زيف وتزوير وعملية تجميل فاشلة وخداع للبسطاء الذين يتشوقون ليوم واحد من أيام ماضي الفن الجميل، فصنعوا في غُرزهم حاضرَ الفن الدميم.
ربما لا تعرف نجاة أن لها أغنية اسمها ( كل الكلام)، ليس نجاةٌ من الأيدي العابثة.
قولوا لي، يرحمكم الله، أي مشهد في زمننا تشرق له وجوهكم!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 3 ديسمبر 2017




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات