مواضيع اليوم

إذا كنتم تحبون مصرَ فقاطعوا صحافتهــا!

إذا كنتم تحبون مصرَ فقاطعوا صحافتهــا!

لم يعد الأمر مقبولا في أي صورة من وجوهه القبيحة، فقد خرجت علينا صحافة غوغائية يقودها صحفيون هواة، يجلسون أمام أجهزة لابتوب، ويلتقطون من الفيسبوك والتويتر فبركات، فيعيدون صياغتــَـها في تعبيرات أكثر حماقة، ولغة سقيمة يخجل منها المعجمُ، وأخطاء كأن أصحابــَـها هجروا الكتابَ بعد نزولهم من بطون أمهاتهم!

أشعر بغثيان لدى مطالعتي أكثر وأغلب الصحف المصرية الالكترونية، وتكاد دموعي تسقط على وجهي حزنا على صحافة بلدي، ولا يخالجني شكٌّ أنني لو زرت غرزةً لتعاطي المخدرات فستلتقط أذناي لغة أكثر رُقيـــّـا وتحضرا وتمــدنا وصدقا من لغة الصحافة الالكترونية المصرية.

لا تكاد مصانع فبركة الخبر وتحبيشه بصور فوتوشوب تنشره حتى تهاجم عيونــَــنا آلافٌ من النسخ التي يــُــقسم أصحابــُــها أنها تنزيلٌ من التنزيل موثــَّــقٌ بعمالقة السطر! وعندما نشروا منذ عدة أيام خبرَ وفاة الفنان عادل إمام، تناقل الخبرَ الكاذبَ من مصدر واحدٍ مليونا قاريء دون التحقق من صحته، لذا فأيُّ جاهل يستطيع أنْ يجلس فوق سطح بيته، ويراقب غيــّـة الحـَـمــَـام أو عشَّ الدجاج أو دِشَّ الجيران، ثم يبث خبراً من نسج خياله المريض، ويصبح الخبرُ السطحيُّ( من السطح ومن السطحية ) عاجلا يتطاير من لسان إلى آخر كما يتطاير غبار بركان تشيلي في الهواء.

أي انتصار أو إنجاز تحققه مصر يتحول بفضل الصحافة إلـــــى هزيمة إعلامية ولغوية وموضوعية وعقلية، فقد تركنا أمورَنا كلــَّــها بين أيدي محتالين ومفبركين ولصوص الكلمة وناقلي خيالات ضــِـعاف النفوس!

إنَّ مقاطعتنا للصحافة المصرية هي أسمىَ رسالة حب نقدمها لمصر ولشعبنا، لعل القائمين عليها ينسحبون واحدا إثر الآخر، وتعود كما كانت تنشر الثمين والسمين والدسم والمفيد والصحيح، حتى لو دخلتْ عليها بين ألفينة والآخر أكاذيبٌ من لمــَـمِ القول و.. صغائر الإفــك! لا يدفعنكم الفضول إلى الاستمرار في دعمها بالمطالعة، ونقل أخبار عنها، والتعليق عليها، حتى يعود القائمون عليها إلى رُشدهم، فهي حرب داخلية يقودها أميــّـو النــِـتّ، ومُلمعو السلطات والأحزاب والمذاهب والأشخاص!

قاطعوها لتتطهروا!

قاطعوها لتبعثوا رسائل حب إلـىَ أم الدنيا!

قاطعوها فهي وباء يصيب مــَـواطن الجمال والعقل والفكر والمعلومة فينا!

قاطعوها فهي تزعم مصريتــَـها، وتنفخ في الفساد!

قاطعوها فهي فوسفات النيل المدمّر، وهي صانعة الطغاة لسنوات طويلة، وكلما غادر سيــّـدٌّ القـَـصر، أتت بســيــّـدٍ جديد يقف علىَ كتفيها!

قاطعوها لترضىَ السماءُ عنكم! \

محمد عبد المجيد

طائر الشمال

أوسلو في 24 ابريل 2015




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات