هل أُخضعت صورة النصر للأدلجة؟

هل أُخضعت صورة النصر للأدلجة؟
طالب فداع الشريم
تاريخ النشر : 18-10-2011 22:34
يلعب الإعلام دوراً كبيراً ومهماً في تشكيل الصورة التي يريد إيصالها إلى مخيلة المتلقي، من خلال رسم نمط معين لإطار الهدف المقصود بالطريقة التي تحقق له الغاية.. فيقوم بالتركيز على السلبيات وتضخيمها مع تكرار متتالِ لتثبيتها وتكريسها كصورة مرتبطة في الذهنية.. حتى تنصاع الأكثرية للأغلبية وهذا ما يسمى بأدلجة العقول.. طبعاً هذا العمل لا يحدث بين يوم وليلة، بل على مدى عقود مع توفير وتسخير الأدوات من خلال وسائل الإعلام المختلفة..

كان لنادي النصر وخصوصاً فريق كرة القدم صورة متوشحة بالهيبة والفخار، بسبب مجرة النجوم التي يحسب لها.. تلك النجوم التي تنهض أمامها جماهير الفرق المنافسة بمجرد استلام أحدهم الكرة.. تقف والهجمة على مرماها أكثر من وقوفها والكرة مع فريقها.. كان النصر مطمع اللاعب الصاعد.. وهنا لن يتوقف هذا البعبع عن ممارسة الألم الخلاق في حق منافسيه إلا بطرق تكون خارج الملعب.. لتغيير الصورة.. وفك طلاسم المجرة وبعثرة نجومها وحجب لمعانها..

لقد تم تكريس الصورة وبزخم إعلامي لديه من الأدوات والأمكانات ما يوازي قطاع إعلام "موجه" بأكمله.. وإن قال أحدهم للنصر أدوات إعلامية قوية فهي كأمطار الصيف!. طبعاً إدارات النصر المتعاقبة شاركت في تكوين هذه الصورة عن الفريق.. إما بتكرار الأخطاء.. وإما بالمكابرة وعدم مواكبة المتغيرات الكونية.. فمع طول أمد الفرقة وعدم الاجتماع على الكيان تحقق المسوق الحقيقي للطرف الذي كان يعاني الألم الخلاق فاستطاع تسويقه محلياً وخارجياً بطريقة غرق الغرقان أكثر.. لدرجة أن أحد المدربين الذي أعطى موافقته للمفاوض النصراوي يتراجع بسبب اتصالات ترد إليه من داخل الوسط الرياضي المحلي، وعادة ما يظهر بين الفينة والأخرى مزايا لايمتلكها النصر في مفاوضاته مع بعض اللاعبين المحليين.. غير المال.. والمرتبات.. ربما تكون خارج السياق؟!..

لا ينكر عمل الرئيس النصراوي الأمير فيصل بن تركي في سبيل العودة لجادة المنصات إلا مكابر وإن رافق تلك الجهود بعض القصور.. فقد بذل ويبذل الكثير في سبيل عودة التاج لعرشه، وعليه تشكيل لجان من المتخصصين لدراسة ومواجهة هذه الإيدلوجيات التي هدفها رسم صورة طاردة لهذا الكيان بمخيلة الرياضيين في الداخل والخارج.. وتبيان الأهداف الإعلامية الرامية لتجاوز سلبيات بعض الفرق في الوقت الذي يقع فيه النصر تحت مشرطها.. إن وضع أسس تكفل مناقشة كل الأمور الإدارية وتصحيح مسارها بطريقة طبيعية أمر يتسق مع تلك التحركات الإيجابية التي سيكون لها مخرجات تقّوم الأخطاء الفنية، ولابد أن تكون بعيدة عن التجميل.. وكذلك إرساء سياسة إعلامية طويلة الأمد تحفظ شخصية واسم النصر كمؤسسة رياضية لا تخفى على الكثير ولكنها لعبة الأدلجة الإعلامية الموجهة التي تكاد ترتبط بالعقل اللاواعي بمجرد ذكر اسم "النصر" كاسم قبل أن يكون كيانا رياضيا سعوديا..

أضافة تعليق
تعليقات القراء
سيبقى النصر
......
2011-10-20 00:04 وسيبقى النصر كبير وشامخ برغم كل هذا .
reply
.لله درك
نصراوي صميم
2011-10-28 19:45 عزيزي الكاتب المحترم مع خالص الشكر والتحية لشخصك السامي فقد أبدعت وأوجزت ووصفت الحال الراهن وما يمر به النصر من وعكات )رياضية( ألمت به جراء الفرقة وفرقعت أعضاء الشرف على حد سواء وبقاء الاعضاء الغير داعمين والذين يعتبر وجودهم وعدمهم ۆﺂ̲ﺣ̅ډً كونهم كالضريع الذي لا يسمن ولا يغني من جوع والواجب على الادارة الحالية ترك المجال الى أبناء النادي في طرح الآراء البنائة والتي تخدم الكيان النصراوي بأكملة لا بشخصياتة وفي حال التغاء ما يسمى بالصراع على السلطة النصراوية وفض النزاع الدائر بين الأطراف وزرع الروح بين اللاعبين وإحياء مبدء اللعب للشعار لا للاشتهار ففي تلك اللحظة تأكد من ان النصر ستعود بطولاته ولكن الأمد قد يأكل عليه ويشرب في ظل الظروف الراهنة من سطوة الإعلام المضاد وزرع الكرة في جمهور لم يعرف الكره والبغضاء لنادية وأسأل الله ان يديم علينا وجود أمثالك والله الموفق ،، الكاتب : فيصل العلويط
reply
.كلام كبير. من شخص كبير.
مرضي الشلاقي
2011-10-28 22:07 كلام كبير. من شخص كبير. كبير يا نصر
reply
.