موقف الإسلام من الليبرالية
الليبرالية باختصار: أنها دعوة إلى الحريات الشخصية الأربع: حرية التملك, حرية الفرد, حرية الاعتقاد, الحرية الشخصية.. وتدعو إلى فصل الدين عن الحياة (عن: العقائد والأديان, ص 241, من جمع واعداد عبد القادر صالح).
فبحسب هذا النص نجد أن في الليبرالية ما يوافق الإسلام في أحكامه وتشريعاته من حيث حرية التملك أو حرية الاعتقاد إذ الإسلام لا يمنع الملكية الخاصة وإن كان يتدخل في منع بعض الوسائط المؤدية إليها كالربا وما شابه إلاّ انّه في النتيجة يجيز للفرد امتلاك ما شاء من الأموال والأعيان بالطرق المشروعة.
وأيضاً الإسلام لا يلزم الناس بأن يكونوا مؤمنين بالقوة والقهر, وقد نصَّ القرآن الكريم على هذا الأمر وقال: (( لا إكراه في الدين )) , وحث على الاستعانة بأساليب الحوار والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن. إلاّ انّه قنن بعض القوانين الخاصة ببلاد الإسلام بالنسبة لأهل الديانات الاخر بما تصب في خدمة النظام العام وحفظ المجتمع الإسلامي من الاختراق وضمان مستوى معين من التعايش السلمي بين أبناء الديانات والاعتقادات المختلفة في أرض الإسلام.
وأمّا بالنسبة لحرية الفرد والحرية الشخصية، فالإسلام ينظر إلى الفرد كعضو فاعل ومؤثر في المجتمع وليس وحدة مستقلة لا تمت إلى المجتمع بصلة, وهو بحسب هذا المنظار يفرض عليه مجموعة من الضوابط التي تدخل في حفظ النظام العام ولا تكون عنصر تخريب أو تدمير للمجتمع أو تفكك للمجتمع بحجة الحرية الفردية أو الشخصية .
وبالنسبة لدعوة الليبرالية بفصل الدين عن الحياة, فهو ما لا يرتضيه الإسلام إذ الإنسان مخلوق لله, وخالقه قد أوجب عليه جملة من الواجبات والأحكام التي ينبغي الالتزام بها, ولا يمكن الفصل بين الحياة والدين, الذي يعني الفصل بين التكاليف والإنسان.. مع ملاحظة ان هذه التكاليف قد شرّعها المولى سبحانه في واجباتها ومحرّماتها لصالح الإنسان نفسه لا لصالحه سبحانه وهو الغني عن العالمين جميعاً..
المصدر: http://www.aqaed.com بتصرف
التعليقات (0)