مجلس الملك - تحقيق منيف خضير .

الاربعاء 20 شوال 1428 العدد 12816

Al Jazirah NewsPaper Wednesday 31/10/2007 G Issue 1
منيف خضير
مجلس الملك (2)

الحديث عن مجلس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليس ضرباً من العاطفة والنفاق؛ فبالفعل نحن أمام مجلس لا نملك إزاءه إلاَّ الإعجاب، ولا أبالغ إذا قلت إنه ربما يكون الأوحد من نوعه في العالم فالمليك تتجاوز ساعات عمله الساعات التقليدية للزعماء بسبب هذا المجلس الذي يُعنى بشؤون كافة فئات المجتمع مما دعا لإنشاء مبنى خاص للمجلس يُسمى شؤون المواطنين، ويضم العديد من الأقسام والموظفين في خدمة حوالي800 شخص يتوافدون في وقت واحد!

ووفقاً للأخ الصديق طالب الشريم وهو باحث سعودي حاصل على الماجستير في سياسة الباب المفتوح في المملكة في دراسة ميدانية تجاوزت الثلاث سنوات في مجلس المليك فإن العرائض اليومية للمواطنين تجاوزت 4 آلاف عريضة، فمن الصعوبة التعامل مع هذا الكم الهائل من الزائرين ومن العرائض لولا حسن التنظيم وقبل ذلك صدق المليك في إنجاز مهام مجلسه لخدمة شعبه، وتبدو الصعوبة أكثر في تعامل المليك اليومي مع ضيوف مجلسه فلكل مستوى ثقافي واجتماعي وتوجهات تختلف في الطرق التي تلتقي في النهاية في قلب المليك لاحتضانه كل هؤلاء دون أن يفكر في أداء الحد الأدنى من العمل. لذلك يخصص يوم للعلماء والأمراء والوجهاء والزوار الرسميين. فيما تخصص يوم الاثنين لذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام.

ويخلص الباحث الشريم في رسالته إلى دور هذا المجلس من أهميته من الناحية الأمنية فحديث المليك في مجلسه يكون مرتجلاً في العادة ويختار أبسط العبارات وأطرفها، وكثيراً ما يبدي تأثراً عند الحديث عن أسر الشهداء وعن الإرهابيين ولا يتوانى في إطلاق عبارات مثل: أبناؤنا وأولادنا ومواطنونا التي لا شك أنها مؤثرة ولها وقع في نفوس المستمعين.

والحديث عن شخصية المليك في مجلسه يطول وليس هذا مجاله، كذلك المجلس حديث ذو شجون ولكن ما يهم المواطن هو ما بعد وصول الطلبات والعرائض إلى المليك وقد همس لي الباحث الشريم قائلاً:

إنه تتبع فعلاً مثل هذه العرائض في وزارات كثيرة مروراً بالإدارات في كافة مناطق المملكة وعودتها مرة أخرى إلى المجلس للبت فيها، وقد أكد حرص جميع الوزارات على كل ما يرد من المجلس لعلمهم بالمتابعة الصادقة من المليك ومجلسه ومن المستحيل إهمال أي طلب - كما أنه من المستحل تلبية كل طلب وخصوصاً الطلبات الشخصية ولكن غير المستحيل هو الوصول إلى ملك القلوب، فسياسته مفتوحة وقلبه كذلك وكان الله في عونه.

Al Jazirah NewsPaper Wednesday 31/10/2007 G Issue 12816