مواضيع اليوم

لمد الإسلامي والتراجع المدني: خريطة القوي السياسية بعد الجولة الأولي من انتخابات الثورة

وليد حلاق

2011-12-06 16:40:44

0


لم تنه نتائج الجولة من انتخابات برلمان الثورة الجدل السياسي المحتدم حول مستقبل النظام السياسي المصريوإن كانت قد قللت من ضبابية المشهد السياسي بصورة ملحوظة ،حيث بدا واضحاً أن محاور التنافس في الجولات القادمة ستنحصر بين عدد محدود من الأحزاب والتيارات السياسية المتعارضة إيديولوجياً بما وضع حد لحالة السيولة السياسية لتعود الثنائيات لتسيطر علي الحياة الحزبية المصرية من جديد لاسيما الثنائية الأبرز بين تيار الإسلام السياسي بشقيها الإخواني والسلفي والأحزاب والائتلافات الداعمة لمدنية الدولة وخاصةً الكتلة المصرية.

و يمكن اعتبار نتائج المرحلة الأولي للانتخابات بمثابة أول احتكام للناخب المصري- منذ الاستفتاء علي التعديلات الدستورية- لحسم الخلافات السياسية المحتدمة بين مختلف القوي السياسية من جانب وبين ممثلي التيارات الثوريةوشاغلي السلطة السياسية من جانب آخر ،وبطبيعة الحال لم تكن جميع القوي السياسية علي ذات القدر من الاستعداد لخوض هذا الاختبار العصيب بما دفع البعض للمطالبة بتأجيل انتخابات علي أثر الصدام العنيف بين قوات الأمن المركزي والمتظاهرين في التحرير ،إلا أن هذه الدعوات لم تجد أدني استجابة لدي المجلس العسكري أو القوي السياسية المتماسكة مثل حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمينوكتلة النور السلفية دلالة علي توافق عام علي الانتهاء من أول استحقاقات انتقال السلطة .

 

أولاً:-أجواء المرحلة الأولي من الانتخابات .

أجريت المرحلة الأولي من الانتخابات التشريعية في تسع محافظات هي القاهرة والأقصر وبورسعيد ودمياطوالإسكندرية وكفر الشيخ وأسيوط والبحر الأحمر يصل إجمالي عدد الناخبين بها إلي حوالي 13.5 مليون ناخبوتنافس خلالها 3809 مرشح في نظامي الفردي والقوائم علي 168 مقعد تحت إشراف ما يزيد علي 10 آلاف قاضي.وتميزت هذه المرحلة بعدة سمات جعلتها تبدو مختلفة في بعض أبعادها عن مجمل التجارب الانتخابية المصرية الماضية أهمها ما يلي :

1- تصاعد معدلات المشاركة في التصويت :

علي غرار ما شهده الاستفتاء علي التعديلات الدستورية من مشاركة تصويتية غير مسبوقة من جمهور الناخبين فإن المرحلة الأولي شهدت معدلات تصويت تتجاوز 62% إجمالاًوبدت المشاركة أكثر كثافة في عدد من الدوائر المشتعلة بما يعني أن الناخبون قد تأثروا بحالة الحراك السياسي التي تمر بها البلاد وباتوا يتوقون لجني ثمار الثورة من خلالإتمام استحقاقات الانتقال السلمي للسلطة .

2- هدوء واستقرار الأوضاع الأمنية :

علي عكس المتوقع وبالمقارنة بالتجارب الانتخابية الماضية لم تشهد المرحلة الأولي من هذه الانتخابات أعمال عنفوبلطجة وإغلاق قسري للجان أو تدخلات أمنية لتزوير النتائج علي غرار سابقتها باستثناء مناوشات بسيطة في دائرة البداري بمحافظة أسيوط واحتجاجات واحتجاز للقضاة فيلجان بمناطق الزيتون وحلوان والمعادى وعين شمس والمطرية والترعة البولاقية والزاوية الحمار ومدينة السلام وروض
الفرجنتيجة الإغلاق المبكر للجان ،ويرجع ذلك للإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها القوات المسلحة وقوات الشرطة لتأمين اللجان المختلفة وتدخلها لوأد أي بوادر لتوتر أمني .

3- انخفاض مستوي المخالفات الانتخابية :

علي الرغم من استمرار مختلف التيارات السياسية في إتباع ممارسات انتخابية غير تنافسية إلا أن عدد تلك المخالفات لم يرتقي لما عاهدناه من مخالفات صارخة في الانتخابات المختلفة ،فلم يسجل المجلس القومي لحقوق الإنسان سوي 964 شكوى خلال 48 ساعة وتلخصت الشكاوي في استمرار بعض الأحزاب في الدعاية الانتخابية خلال يوم الاقتراع أمام اللجان والتأثير علي اتجاهات تصويت الناخبين واتهامات متبادلة بين القوي السياسية بشراء الأصوات واستخدام البطاقات الدوارة .

4- الاستخدام المتزايد للدين في الدعاية الانتخابية :

علي الرغم مما تنص عليه القواعد المنظمة للانتخابات من حظر مشدد لاستخدام الدين في الدعاية الانتخابية إلا أن عدد من التيارات السياسية اعتمدت عليه بصورة شبه أساسيةوانطوت دعاية الكتلة السلفية
علي توظيف تأييد شخصيات دينية معروفة مثل الشيخ محمد حسان وحشد المؤيدين داخل المساجد وذات الأمر ينطبق علي حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين ،كما أسهم الكشف عن قوائم مرشحين مدعومة من الكنيسة القبطية قبل الانتخابات بأيام وتضم في الغالب مرشحين من الكتلة المصرية في تصاعد عمليات الحشد الديني من جانب مختلف التيارات والتي تضمنت توظيف الشائعات حول توجهات المرشحين مثل تصميم ملصقات تدعي أن الكتلة المصرية ومرشحين بعينهم علي مقاعد الفردي تدعمهم الكنيسة القبطية لحشد أصوات البسطاء لصالح منافسيهم من المنتمين للتيارات الدينية .

5- مشكلات إدارة العملية الانتخابية :

لم تتوقع اللجنة العليا للانتخابات مستوي المشاركة الشعبية غير المسبوقة في الانتخابات وهو ما أثر سلباً علي عملية تنظيم الانتخابات فتأخرت بعض اللجان في فتح أبوابها لساعات طويلة وأغلقت أخري علي الرغم من استمرار المواطنين في التوافد للتصويت بما دفعهم للاحتجاجومحاصرة اللجان وعانت عملية الفرز من غياب التنظيموالازدحام بما أدي لتأخير إعلان النتيجة ليومين متتاليينوتلف بعض صناديق  لاقتراع بما أدي لحجب النتائج في عدد من الدوائر مثل دائرة السلام




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !