قم... لتحذر غايتها -
تكشفت الأقنعة، واتضحت الصورة، وبانت المعاوية، وأعطي كل منهم العربون، حتى استعرب كل فرد منهم، وصار دخيلا بيننا، رفعوا رآية حزب الشيطان، وحملوا صور الملآلي، أخذوا من عقائدهم، وأرادوا أن يُعمِلوها، أحتجوا بالنيابة عن رموز قم، بهدف تحقيق السيطرة على الأرض، تطاولوا كثيراً، ولم تصبح مطالبهم بالتمني، ولكنهم يريدونها غالبه، ولن يتحقق لهم ذلك إلا بضرب صميم وحدتنا.
يقول خلنجي ميرزا رئيس وزراء إيران ١٨٢٢م، " إن الشعور السائد لدى جميع الحكومات الفارسية المتعاقبة، أن الخليج الفارسي، كما يعتقدون بهذا المسمى، من بداية شط العرب إلى مسقط، بجميع جزره وموانيه بدون استثناء، ينتهي إلى فارس، بدليل أنه خليج فارسي وليس عربي"، انتهى كلامه.
هذا هو الشعور السائد الذي أصبح يسكن في ضمير كل الإيرانيين ومن شايعهم، ولم يعد مستتراً، حتى تأدلجت به المعاوي، والأذناب، فهتفت لهم وصاحت، وتعاوت وعقت.
إن كل الملابسات الزمانية، والمكانية، كما يقول الدكتور عبد الله النفيسي، رسخت في الخيال الإيراني العام كثيراً من شحنات الاعتداد التاريخي، والديمغرافي إزاء التعامل السياسي مع الضفه العربية المقابلة في الخليج.
إضف إلى ذلك أن المحرك الفارسي الذي يغذي النزعة التاريخية المضادة للعرب باعتبارهم الأمة الوحيدة التي تمكنت من فتح بلاد فارس، ومزقت إيوان كسرى، أضافت مزيداً من الوقود في شاحن المحرك الفارسي، الذي لا زال يتفاعل في اتجاه الوصول إلى الشاطئ الغربي من الخليج، لتصفية الحساب التاريخي.
لقد أرادوا ركوب الموجه التي تشكل بوجهها المسرح العربي هذه الإيام، فأوعزوا للمطايا والركبان، أن هبوا، فالغائب الذي طال انتظاره يدعمكم بقوته، وينتظركم، هيئوا شروط الظهور لتحكموا الأرض من أطرافها.
ولك أن تتسائل؟ بأي حق أو منطق أو عقل أو نظام أو أي مسوق، أو عرف يندرج حملهم صور رموز ورايات تختلف معك عقدياً وسياسياً، وهم الذين يتساوون معك بالحقوق والجنسية، لكنها إرادة الله جلت قدرته كشفتهم قبل أوان الموعد، فظهروا وتعروا قبل عودته المزعزمة بخيال الجفاء، وتحولت المحنة منحة من البارئ، لتتفتق بها عقول الشباب تماسكاً، وتمسكاً بالثوابت القويمة، ويزداد مقدار الوعي الجمعي ببواطن تلك الحركات الدؤوبة، التي قد تستكين، ولكنها لا تتوقف عن أصولها الأولى، وانتمائاتها العقدية.
طالب فداع الشريم
taleb1423@hotmail.com
http://www.elaphblog.com/taleb1423
التعليقات (0)