فاصلة الشريف والرياضة السعودية
طالب فداع الشريم
تاريخ النشر : 12-08-2011 00:00
من الواضح إن وتيرة تطور الاتصال وانتشاره أصبحت واقعاً تجاوز السرعة المعاصرة، إلى مدىً متسارع حد الارتباك.. خاصة في المجال الشبابي والرياضي.. ولأنه عصر اتسم أيضاً بثورات الشباب على المستوى العربي، فإن للرياضة فيه نصيباً كبيراً من لحظات الشباب الحياتية.. فما يتم تعاطيه بين هذه الأوساط يكون أغلبه حول أحداث الساحة الرياضية.. منافساتها.. نجومها.. إعلامها.. جمهورها.. لجانها.. قراراتها.. حكامها.. قوانينها.. برامجها.. حواراتها الفضائية.. كتابها.. والإعلاميين المفتين.. والمفوهين.. والصحافة الرياضية وأجندتها.. المصالح الخاصة، والعامة..
كنت وما زلت متابعاً جيداً لتلك الإفرازات السابقة، وللنتائج اللاحقة على إثرها.. علاقات إنسانية متشابكة.. استشف ما بين سطورها.. استنتج ما خلف كواليسها.. استمتع بالطرح الإعلامي أحياناً قليلة.. وتستثار الدهشة إزاء الكثير من تلك الرؤى، التي سبيلها كسر عنق الحقيقة، لمصلحة أهداف يظن مريدوها أنها خفية على المتلقي..!
لم أرد يوماً الدخول في هذا الوسط وتياراته المكشوفة.. ولم أفعل.. فقط حدث ذلك في استثناءات عابرة على مفاصل رياضية عامة، لا تذكر.. بسبب اعتبارات كثيرة.. من أهمها صبغة هذا الوسط.. وسِمَتُه التي تميل إلى الكسب ولا غيره، على حساب المنطق.. وإن زدت الجرعة قلت المبادئ الإنسانية وقيمها التي يكثر غيابها.. وتصبح كل الغريب الذي فقد عناوين الطرق ونوتة الأرقام.. وتصل إلى أجندة تؤدي لاعتراض المصلحة الرياضية العامة التي تربط المجتمع الرياضي السعودي مع المجتمعات الدولية المماثلة.. بدلاً من التقاطع معها ومواكبتها..
وفي ذات مساء.. على قناتنا السعودية الرياضية.. دار الريموت عشوائياً.. وتوقف وسط حلقة مساء الرياضية.. كان المتحدث في حالة تجلي جميل.. أعلم مسبقاً أن لديه الكثير.. ولكن هذه الثقافة التي وكأنها سقطت سهواً على المسامع.. إنها المكسور من القاعدة المعتادة.. هي محاضرة لا بل دروووس استمر.. برغم بعض الممانعة من بعض الأطراف المجاورة.. فالثقافة الجمعية عملية تراكمية، تحتاج الى عمل متتابع ليتم من خلاله تغيير قوالب المفاهيم الجاثمة.. كان الاستثناء في كيفية معالجة الأحداث.. لم يكن للعواطف الذاتية تأثير على ما يطرحه.. بل كان يتكئ على رؤية فكر تميل إلى التوافق مع العقل الذي يستحق أن يحترم ذائقة المتلقي المستقل.. اعتداد واعتزاز بقيمة الإنسان التي يجب أن تكون في وسيلة إعلامية حكومية..
إنه الشريف الذي أشعل فتيل المتابعة.. وأوقد أنوار الشموع.. وألقى قناديل الفكر.. قبل استرسال المألوف.. أسقط مشروع الحرف الذي كان سيبنى على وريقات كانت تئن تحت صرير المداد.. وبنى مشروعه الجديد على إثر ذلك المساء.. استمعت.. فاستمتعت.. تمنيت أن يصبح هذا الفكر الذي يسكبه هذا الفواز هو الإجماع الذي يكون عليه الحال في إيقونة الإعلام الرياضي المحلي الذي يستحق من المهتمين في مجالاته أن يكون إعلام مُثل وقيم يؤخذ من نبعه ويسترشد به الأشقاء من حولنا، فقد أشبعناهم من طرح قضايانا التعسفية..
وكما دار الريموت دورته العشوائية صوب ذاك المساء.. تواصلت مع صاحب هذا الفكر من خلال رسالة فيسبوكية عشوائية.. فلم يكن مخططاً لها من قبل.. اختلست الحروف.. وانسلت على صفحة الرسائل بلا عنوان.. بلا ملامح.. فقط ثمة شيء من الاستثناء في وسط رياضي.. قاعدته جدل لا يضيف للسامع جديداً.. ذهبت تلك اللحظة التي كنت أظن أنها عابرة.. ولأنه كما يكون في الظاهر.. كان هو نفسه في الظل.. تحدث معي.. عن مشروعه الوليد.. قدم صورته التي يريد.. كان حديثه حول نتوءات الطرح الإعلامي الرياضي.. كان يلح على العلاج.. يريد صورته التي يجب أن تكون واقعاً.. تنادي بسمو الذائقة.. لرياضة شبابية اجتماعية.. تبني وتستثمر العقول، قبل بناء العضلات، وجسامة الأبدان..
وها هو المشروع الإعلامي الرياضي الجديد.. تشكلت صورته، واتسقت أبعاده الواقعية.. وتكاملت أدواته.. فلينطلق الربان.. ليجوب عباب البحر.. بحثاً عن الدر الثمين.. فمن قطع تذكرة المرافقة عليه التمسك بقيم الإنسان.. قبل حسابات الكسب والخسارة.. لتكون لرياضتنا السعودية رسالة شبابية تنهض بالعقول..
طالب فداع الشريم
taleb1423@hotmail.com
التعليقات (0)