مواضيع اليوم

شبابنا وأدوات المجتمع المتاحة.

جواد الحسن

2010-05-14 10:40:05

0

شبابنا وأدوات المجتمع المتاحة -

 

طالب فداع الشريم -
لكل مجتمع أدوات تختلف نوعيتها بين كونها من ركائز الوعي والتقدم الذي يصب في قنوات التطور الاجتماعي, وكونها ركائز هشة تصب في قنوات الانحدار الفكري لطمس الهوية الإنسانية للشاب, ولكل منها أسباب يراها البعض، ولكن لم يحسب أنها ستكون عادات ثقافية موجهة في الدرجة الأولى إلى أجيال الشباب.

ونعني بالشباب هنا تلك الفئة العمرية التي تمتد من سن 15 إلى 35 من العمر, وهي المرحلة التي تشهد تحولات وتغيرات جوهرية في اهتمامات الشباب وسلوكه الاجتماعي واتجاهه نحو الاستقلال والفردية.

ولكن ما الأدوات المتاحة له في هذا العصر بعد أن أصبحت فصول بعض المدارس مدرجات للأندية الرياضية يقود رابطتها معلم يعاني الهشاشة الفكرية حتى ظهر هذا الداء على صفحات أسئلة اختبارات متطلب الحصول على شهادة النجاح, مصداقا لمقولة فاقد الشيء لا يعطيه, فلا نستغرب أن نرى شبابنا اليوم، وقد مالوا إلى التعصب الرياضي وإلى المفاخرة في نوعية المركبات والقصات أو التباهي في الملبس والخروج عن المألوف.

وبعد أن يمضى به العمر، وقد انتفخ دماغه بالغثاء ينتكس البعض منهم إلى التطرف, وقد تتخطفهم أيدي الجماعات الراصدة لهذا الواقع لتحويلهم كأدوات لزعزعة الاستقرار الوطني.

وقد ذكرت إحدى الدراسات التي أجريت على 1992 طالبا من ثانوية وجامعة المنيا وجامعة الكويت. (فتحي عيد2001م), أن العوامل الدافعة إلى ارتكاب العمل المخالف, هي الخلل التربوي (القدوة السيئة داخل المؤسسات التعليمية, الفوضى الثقافية داخل المجتمع, سوء تقدير الفرد لإمكاناته العقلية والشخصية, عدم تجاوب المجتمع مع متطلبات الشباب, التغيرات الاجتماعية السريعة, الشك وعدم اليقين من المعلومات, الممارسة الخاطئة للحرية الشخصية, فقدان الثقة بالآخرين). الاتجاهات الرافضة بين الشباب (الرغبة في التمرد على السلطة, الإحباط والعجز في التكيف مع الواقع, حب الظهور والرغبة في مخالفة الآخرين). المشكلات الاقتصادية (البطالة, غياب الحلول الحاسمة لمشكلات الفرد والمجتمع والظروف الاجتماعية الضاغطة, صعوبة الحصول على الاحتياجات الأساسية, المشكلات النفسية للشباب). المشكلات الاجتماعية التقليدية (اختلاف الآراء بين جيلي الآباء والأبناء, الجهل والأمية). وقد أفرزت تلك العوامل مناخا من الغموض لا يتحمله هؤلاء الشباب فيؤدي بهم إلى الاستسلام أو الانسحاب أو التطرف. ويرى كثير من علماء الاجتماع المعاصرين أن الشباب العربي يعاني حالة انسحابية تتمثل في ضعف المشاركة الاجتماعية والاقتصادية, بل وينظرون إلى الحياة من منظور سلبي للغاية - علينا أن نشخص هذه الحالة بدقة ونفتح المجال التطوعي من خلال بناء مركز تثقيفي في كل حي للتواصل والتقارب بين الأجيال واحتواء الشباب من خلال أهمية مشاركتهم في هموم المجتمع وقضاياهم.

 

لجمعة 30 جمادى الأول 1431 هـ. الموافق 14 مايو 2010 العدد 6059  جريدة الاقتصادية.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !