مواضيع اليوم

خبرات الماضي في تعليمنا قد لا تصلح للحاضر أو المستقبل

جواد الحسن

2009-10-16 13:02:07

0

موضوعنا اليوم قد لا ينظر له الكثير ولا يلقي له بالاً لأنه دقيق ويحتاج بعد نظر وبحث وتقصي أبعاده والوقوف على مضامينها.
فالتربية والتعليم عملية متحركة مخرجاتها تنعكس حسب نوعيتها على ثقافة جيل سيقود يوماً ما مجتمعه بما اكتسبه من المصادر والقيم.
إن المستوى الفكري لأي مجتمع هو نتاج مستوى تربيته وتعليمه، وبنظرة متأنية على السيناريو اليومي لطالب الصفوف الأولية نجده يستهل يومه محملاً بما لا يحُتمل من الكتب والوسائل المكلف بها راجياً من ورائها كم درجة بعد رضاء معلمه الذي ينتظر الثناء من ذلك المدير الذي ينتظر أيضاً الشكر من الموجه.
انظر! المدرسة التي تعتبر حقل زراعة العقول وهي أساس نبتة المجتمع الصالح، يحتاج مديرها موجها يقيم مستواه، فإذا كان يحتاج هذه المتابعة فالأمر فيه قولان، صلاح أحدهما قد يكون على حساب الآخر، فإما أن يتفرغ لما يكسب به رضا موجهه أو يتفرغ لما يراه في صالح الطالب.
نعود للطالب الذي أمضى يومه الدراسي التقليدي والذي يتمثل في بعض جوانبه الطلب منه، وبإصرار أن يجلس متسمراً في مقعده، وأن يمتص المعرفة الملقاة له كما يمتص الإسفنج الماء، مما يعوق النشاط الإبداعي، ونمو القدرات العقلية، وفوق ذلك يتلقى كلمات كاللكمات انهض، أجري اسكت، ضع القلم، لا تناقش، لا تسأل، افعل لا تفعل اطلع برا حتى أمتلأ فكره البكر بتلك المصطلحات، كلمات تقال من باب التوجيه والنصح ولكن مفعولها مؤثر جداً لأنها ستتحول مع الوقت إلى ثقافة، يحتاج عمر جديد بعد الدراسة ليتخلص منها هذا إن توفرت له ظروف تجدد وتبدد ذلك المخزون المحنط للعقل.
وبعد أن يتنفس الصعداء بسماع جرس المدرسة إيذاناً "بالحرية" ينطلق مفرغاً تلك الأوامر والنواهي بالألعاب الإلكترونية وأفلام الكرتون وغير ذلك ليعيش في عوالم و صراعات لا يراها ولا يستشعرها سواه.
السؤال متى تكون حركتنا التعليمية جاذبة، لماذا لا نسبق غيرنا بتطبيق أفكار جديدة تتوافق مع هذا العصر المتجدد؟
ما الذي يمنع لو وضعت مواد لا منهجية تدرج ضمن الحصص اليومية، تكون مواضيعها محببة وتتعلق بالتطوير الذاتي، وأساليب التفكير الإيجابي، وطرق الاتصال، وآداب الحوار والاختلاف... إلخ يكون تدريسها تحت إشراف مدير المدرسة، بحيث يدرسها وجه جديد على الصف؟
ففي مثل هذه المواد ينطلق العقل وينمو أكثر من التلقين والحقن المسكن لقدرات الطالب بسبب زوال ضغط الاختبارات.
فلابد من تغير الأساليب التربوية، وتطويرها، وتجاوز الطرق التقليدية السائدة، فمن المعلوم أن كل جيل يختلف عن الجيل الذي سبقه، فالتحديات المعاصرة اليوم تحتاج ابتكاراً بعيد النظر، وقد سبق أن قيل "أولادكم خلقوا لعصر غير عصركم".

 

طالب فداع الشريم
الوطن-الأربعاء 20 صفر 1429هـ الموافق 27 فبراير 2008م العدد (2707) السنة الثامنة
http://www.alwatan.com.sa/news/ad2.a...o=2707&id=1991




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !