يجد الكثير من أفراد المجتمع أنفسهم في الواجهة.. ولكن القليل منهم يخرج بصورة الإنسان الذي يستحق التوقف عند رؤيته وطرحه.. إنه الإفلاس الحقيقي.. وعدم الشعور بالمسؤولية الإنسانية والتقدير الذاتي!.. لأنهم يموجون مع الريح.. ويتشكلون حسب التربة ونوعيتها.. مابين جدباء مغفرة.. وحانية مخضرة.. وبالتالي ينعكس هذا الحال على المخرجات الإنسانية المأمولة!.. 

  إن أول مشاهد التناقض نجده في ما يقدمه البعض من أطروحات تجاه واقع الكرة السعودية.. ففي الوقت الذي تسن فيه أقلام فئة معينة وجدت الأبواب مشرعة لتسويق الآراء البالية.. الخالية من العمق والتمحيص والاستدلال تجاه المستويات التي تقدمها منتخباتنا الوطنية.. نجدهم في الجانب المثري بالنسبة لهم ماليًا وإعلاميًا.. ينافحون عن أنديتهم ببسالة الثوار ويمجدون واقعها الذي يرونه قد اكتمل وصار كالبدر.. أليس هذا المنتخب نتاج هذه الأندية التي يفاخرون بها.. ماهذا التناقض؟.. أليست هي بضاعتكم وردت إليكم؟..  

   ومن المشاهد الهشة تسابق عدد من القنوات الرياضية لتسليط الضوء على واقع النصر المتردي.. واستضافة من لهم علاقة بالبيت النصراوي.. ولكن ما المحصلة من هذه البرامج؟! وهي موغلة في التنظير واجترار مواقف وتصريحات سابقة الكل يعلمها!.. وماهي المعلومة الجديدة التي قدمتها للمتلقي لتستحق الإشادة؟.. لا شيء!!

  وتتشكل الدهشة بصورة أكبر من خلال ماتقدمه القناة الرياضية السعودية التي تفتقد لأبسط أستراتيجيات الإعلام..   وإن كان ظاهرها خدمة رياضة الوطن والوقوف على مسافة واحدة من الجميع.. وهذا لم ولن يحدث بسبب وجود كوادر ليس لديها القدرات الكافية لتقديم الطرح الراقي الذي يثري المتلقي.. ويستحق المتابعة..  وأبسط مثال ما جاء به برنامج إرسال في ظهيرة يوم الأحد الماضي الذي أختزل كل إبداعات البرنامج بعرض مقال لأحد الكتاب الذين أسقط على نادي النصر بشكل يعكس أعراض الإحتقان تجاه هذا النادي الكبير بتاريخه.. وخرج لنا بحلول لدمجه مع أحد أندية المنطقة.. متجاوزاً لكل الاعتبارات ولكل أدوات الرقابة الذاتية ومقصها.. وإن كان ثمة مايستحق التنويه هو الرد المسؤول من الزميل محمد البكيري الذي وكأنه يلوح من خلف ستار العتمة.. حيث وضع النقاط على الحروف وجرد هذه المقاله من البهارات المصطنعة.. وعاشت قناتنا الرياضية الوطنية.. وخلفياتها الفاقع لونها.. وعلامتها التي لا أعلم ما هي علاقتها بشعار الوطن؟!