الصلاة

أهمية الصلاة

في هذه الأيام نجد بعض من الناس يهجر الصلاة بصورة عامة أو يؤخرها عن وقتها ولا يصلي في المسجد وإذا صلى في المسجد أو في بيته فإنه يصلي بسرعة دون خشوع وتدبر .

إن الصلاة حباها الله بمميزات عديدة ومنزلة رفيعة ومكانة عالية وهي أجلّ الطاعات وأعظم القربات ، إذ هي الصلة بين العبد وربه فالعبد فيها يناجي ربه فعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن أحدكم إذا صلى يناجي ربه"     رواه البخاري .

والصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام , كما أنها آخر وصية وصَّى بها الرسول أمته عند موته فقال: " الصلاة .. الصلاة وما ملكت أيمانكم " .

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل ؟ قال : " الصلاة على وقتها , قلت ثم أي ؟ قال " بر الوالدين " . قلت ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله "      رواه مسلم .

والصلاة هي عمود الدين فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه"؟ قلت بلى يا رسول الله , قال: " رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد "    رواه الترمذي .

وأيضاً نجد أن الصلاة أمان من النار فعن عمارة ابن رؤبية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " يعني الفجر والعصر . رواه مسلم

والصلاة مدرسة خلقية يستمد منها المؤمن ما يقويه على فعل الخير وترك الشر , وتجنب الفحشاء والمنكر , يقول الله تعالى : { اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمُنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون }   " العنكبوت /  45 "

والصلاة سبب لنصر الله تعالى وتمكينه للمؤمنين وللفلاح والفوز في الدنيا والآخرة ,

 يقول الله تعالى : { قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون } " المؤمنون / 21 "

و قال عز وجل في سورة " المائدة / 12 " { وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة } .

ونجد أيضاً أن الصلاة  تربية اجتماعية فقد نادى الإسلام بأداء الصلاة جماعة في المسجد حتى

 لا يكون المسلم في عُزلة , فعن عثمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه

وسلم يقول " من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة فصلاها مع الناس

 أو مع جماعة أو في المسجد ، غفر الله ذنوبه "       رواه مسلم .

كما أن الصلاة تعلمنا الالتزام في المواعيد عند كل صلاة والملتزم في ذلك يكون أجره أكبر من

غير الملتزم في صلاة الجماعة فعن ابن عمر رضي الله عنهما, أن رسول الله صلى الله عليه

 وسلم قال: " صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة "     رواه البخاري ومسلم .

وعن أبي أمامة رضي الله عنه , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

 " ثلاثة كلهم ضامن على الله إن عاش رزق وكفى وإن مات أدخله الله الجنة : من دخل بيته فسلم

 فهو ضامن على الله ومن خرج إلى المسجد فهو ضامن على الله ومن خرج غازياً في سبيل

 الله فهو ضامن على الله "

رواه أبو داود وابن حبان وصححه الألباني .

ونجد أن في السعي للصلاة في المسجد كل خطوة تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة فعن أبي هريرة

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من تطهر في بيته ثم مضى إلى لبت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته إحداها تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة "    رواه مسلم .

فحافظوا على الصلاة وبخاصة في المسجد واعلموا أنها أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة

فإن صلحت نجا صاحبها وإن فسدت فقد هلك , عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة من

عمله الصلاة , فإن صلحت فقد أفلح ونجح وإن فسدت فقد خاب وخسر )

" صحيح " الترمذي والنسائي .

صلاة المرء في أخراه ذخر            وأول ما يحاسب بالصلاة

فإن يمت فطوبى ثم طوبــى             له الفــوز فيها بالصـــلاة

و إلا النــار مثــواه وتبـــــاً             لـــه تبـــاً بعد الممــــــات