الخطاب التاريخى بين مطرقة الإنجاز وسندان العظمة !!!

مما لا شك فيه أن خطاب الرئيس عباس أُعد بشكل دبلوماسى وسياسى فاق توقعات كل من شاهده وسمعه

وقد فاجأ العالم أجمع بمدى شجاعة الطرح ومدى تشبث الشعب الفلسطينى بحقوقه وإقامة دولته المستقلة على

حدود الرابع من حزيران 1967م وعاصمتها القدس الشريف .

وقد تجاوز الحدود الدبلوماسية ليكشف مامدى الصلف الإسرائيلى وضربه بعرض الحائط القانون الدولى وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة .

ليحظى الخطاب بصفة الخطاب التاريخى وقد قوبل بترحيب وتأييد شعبى ودولى .

ولكن إن عالم السياسة والإنجازات السياسية يخلوا من تغليب العاطفة والتمنى .

ولا يجب علينا أن نتخندق جميعاً خلف الإبتسامات والقبل الدبلوماسية والتصفيق البروتوكولى .

ونتسائل هنا ماذا بعد هذا الإنتصار الخطابى ؟؟؟

وهل سنذهب إلى مفاوضات مباشرة بشروط فلسطينية قد إنتصر لها ذهابنا إلى الأمم المتحدة ؟؟؟

وعدنا نحظى بنشوة إنتصار خرج لها نصف مليون عرفاتى أحيوا مهبط الطيران الرئاسى وكأن الرمز عرفات بعث من جديد .

وهل هذا الخطاب من الممكن أن يذيب حالة الجمود التى تصيب ملف المصالحة ونذهب سريعاً لإنتصارات أخرى ؟؟؟

وندأب على تشكيل حكومة أطلقوا عليها الإسم الذى تريدون توكنوقراط ... كفاءات ... طوارئ ...حكومة إنقاذ .

ونذهب موحدين لإعمار ما دمره الإحتلال فى قطاع غزة المذبوح وما أكمل دماره الإنقلاب الدموى السافر .

ونُفعل حالة الديمقراطية التى أصابها عقم الديكتاتورية والثراء والمال .

وندعوا لجنة الإنتخابات المركزية لمزاولة مهامها ونجرى إنتخابات ننتصر بها على هذا الواقع الذى بدأ ديكتاتورياً بإمتياز .

أعتقد كما يعتقد الكثيرون أن المشوار مازال طويلاً .

ومازالت الحرب السياسية مشتعلة بين أركان مجلس الأمن والأمم المتحدة .

والتحدى الإسرائيلى العفن مازال يقود محاولات وئد قيام دولة فلسطين .

وإن هذا يحتاج وحدة شعب حقيقية لنستطيع بلورة قرار موحد نسير من خلاله متسلحين بشجاعة شعب هاتف بإعلان دولته موحد خلف قيادته .

وأخيراً ... نأمل أن نتحرر من تحت سندان عظمة الخطاب الفيوسلوجى ونبدأ بإعداد أجندة المواجهة الوطنية .

م. جورج صراص

فلسطين