مواضيع اليوم

الحراك الشبابى بين أيلول والفراغ المأساوى

جاد جاد

2011-07-19 14:30:30

0


فى البداية نعلم أنه ليس هناك مواعيد مقدسة فى العمل السياسى و السياسة حرب الأوراق المحروقة بل ومن الممكن أن تكون نصف تلك الأوراق وما يزيد مستوردة

ونعلم أيضاً أن الصلف الإسرائيلى والتعنت الأهوج قد رافق إتفاق المبادئ والفترة الإنتقالية

ونعى جيداً حجم الهجمة الإسرائيلية التى أنهكت الواقع الفلسطينى وعملت على إضعافه من خلال القصف الإسرائيلى المتكرر

لإزالة كل مقومات إنشاء الدولة وخلط الأوراق لإبعاد السلطة الفلسطينية عن حلم الدخول فى مفاوضات الحل النهائى

والذى لم يتم إنجازه لوقتنا هذا رغم مارتون المفاوضات الذى إستمر على مدار عشرون عاماً من الزمن

وإن تلك الدورة الزمنية المفرغة من الإنجازات عاشها شعبنا والأجيال المتراكمة والمتعاقبة بصبر وصمود داعماً لقيادة الشعب الفلسطينى مقدماً لقيادته مزيداً من الفرصرغم الإعتقاد الجازم بأن خيار المفاوضات قد أثبت فشله الذريع وأن الخيار قد حوصر ليس من قبل إسرائيل وحدها بل حوصر من ذاك الإنحياز المفرط لراعى عملية السلام المتأثر ضمناً بقوة اللوبى الصهيونى داخل أروقة الكونجرس الامريكى ‘‘‘‘ وحيث أن أوسلوا وما تبعها من إتفاقيات وبروتوكولات كان لها إنجازات رمزية على صعيد إعادة الملف الفلسطينى للصدارة والذى تراكم عليه غبار الزمن

فإن ما ذكر سالفاً لا يعنى بالمطلق أن نستسلم كأجيال نتطلع للمستقبل بعيون ثاقبة مترقبة شروق المستقبل الذى يحمل بين خيوطه حلم الدولة

فإن إعتقادى المحمل بأعباء إنهيار منظومة عملية السلام والموت السريرى للمبادرة العربية المطروحة كخيار لمجموع الدول العربية والتى لم تلتزم إسرائيل بأى من بنودها كما أنها أحرقت خارطة الطريق لتخلق خارطة طريق إسرائيلية أمريكية بإمتياز فزادت من إستيطانها وعبثت فى القدس تهويداً وتنكيلاً وأخيراً مزقت الشعب الفلسطينى إرباً وجماعات عبر إنسحابها الأحادى الجانب

إن كل ما سبق بالتأكيد سيخلق حالة من التعاطف مع حالة الأنظمة التى تحكم الواقع الفلسطينى تحت بند الحرص على وحدة الشعب وفريق المستفيدين والمتنفذين والمستثمرين والمتسلقين ‘‘‘ وأن تلك القيادة قد صنعت ما تستطيع القيام به وستجعل البعض يذهب لخلق مجموعة من المبررات نعلق عليها ما آلت إليه الأوضاع فى واقعنا الفلسطينى والذى نتج عنه هذا الفراغ الرهيب الذى نعيش

ولم يتوقف الأمر عند حدود الفراغ السياسى الذى من الممكن تجاوزه صموداً وصبراً والتلويح بخيارات أكثر نضجاً ولكن وللأسف قابلت القيادة الفلسطينية كل هذا المسلسلمن الإنهيار المتلاحق بتوسيع رقعة الفراغ

فذهبنا إلى إنقلاب وإفرازات المأساوية والذى تجاوز حدود نكبة 1948م

فالمجازر التى أرتكبت كانت أعظم شراسة ونتائج ذاك الإنقلاب خدم الإحتلال المتغطرس بنسب تجاوزت حروبها

وما إن تم ذاك الإنقلاب {{{ الذكرى الموية الخالدة فى أذهان الكل الفلسطينى }

ليصبح الفراغ ونهج توسيعه سياسة قوة فى يد الأشخاص الذين يمتلكون زمام الحكم

فمنهم من ذهب إلى إستثمار الفراغ ليطيل من سنوات حكمه المأزوم فينتهج كل السياسات التى تبقى الوضع الفلسطينى فى حالة الركود والغرق بين خلط الأوراق وبدأ بإستنساخ الخيارات والإجتهادات وإعادة صياغتها بنفس الأقلام وبنفس الأوراق دون التوجه لمن يحتاج جهداً متراكماً وموصول لإنقاذه ألا وهو الشعب المنكوب مرتين فالنكبة الكبرى نكبة الغحتلال والنكبة الصغرى وجودهم الذ بدأ لا يخدم سواهم وفرق آخر والذى إختبأ خلف آيات الله وإرتكب ما إرتكب بحق الشعب الفلسطينى تجاوز أفعال قريش

مع لفظ لا إله إلا الله محمد رسول الله أو إستنطق أحد أحد

فذهب ذاك الفريق المستورد إلى ما لم يتخيله العقل البشرى فالمساومات على الطاولة وإعتقال شعب بأكمله حقق لهم حلم إستبدال الأدوار مع الإحتلال الإسرائيلى وأخذوا الشعب لتجارب ما أنزل الله بها من سلطان وبدأت إسقاطات التجارب

فتارة التجربة الشيعية فى الحكم وتارة التجربة القطرية فى التخوين والعمالة وتارة البحث عن الإعتراف بجرائمهم تحت بند طرح مبادراتهم المهزومة

مفمن وصل للحكم بدون أجندة اهداف إنقاذ فبالتأكيد سيبدأ البحث عن إستبدال جلده

فبدأ بطرح مبادراته التى تنسف الحق الفلسطينى جملة وتفصيلا فينادى بدولة بحدود وبحقوق مؤقته ويصرع متبرعاً بهدنة مدى الحياة ويستكمل مشوار عبثه بالقول نحن جماعة ربانية ونحن الأقدر على حماية الإتفاقيات فأنتم ترون أيها العالم كيف

إستطعنا قمع الشعب ولن تقوم له قائمة لطالما نحن جاثمين على صدورهم ننتهك آدميتهم فليس مطلوب منك ايها العالم الذى إكتشفت تلك الجماعة بأنكم ليس العدو الذى تبحث عنه وأنهم هم الأصدقاء الحقيقيين فالعدو هو من لم يركب معننا السفينة التى نادينا بها فوق منابر المساجد وأنتم ترون أيها الأصدقاء فمن لم يركب معنا قد إغتلماه وقطعناه إرباً وسحلنا به الأرض فنحن الأقدر على تنفيذ الإتفاقيات وحماية إسرائيل الصديقة الجديدة لنا فليس مطلوب منك أيها العالم سوى أن تعترف بنا وبجرائمنا وإرهابنا الديمقراطى فنحن إنتخبنا هذا الشعب الذى لم يعرفنا من قبل ولم يعرف اهدافنا .

شعبنا الفلسطينى وشبابنا الفلسطينى المتعاقب رغم أنف من أراد لنا التراكم

إن تلك القيادة الفريق الجاثم فوق جثث الشهداء فى غزة وأولئك المتربعون فوق نهب الأموال فى إقطاعية المقاطعة

إن من إنقلب على الشعب الفلسطينى فهو متآمر حقاً ومن شرع ذاك الإنقلاب فهو بالتأكيد قد خان بلا شك مجموعة النظم التى يحتكم إليها شعبنا وتحتكم غليها أطر العمل الوطنى وأبجديات أى ثورة تحترم تاريخها

مع ذلك إن مباركة الأجيال المتعاقبة للمصالحة أو المسامحة أو الزواج الثنائىى العرفى العباسى المشعلى الذى تم بعد كل ما أرتكب ضد شعبنا واجيالنا

لم تتأتى تلك المباركة عن ضعف كما تمنى الزوجين عباس مشعل

وإنما شعبنا الفلسطينى لم يتخاذل أمام إستحقاقاته وإحتياجاته

فالمصالحة أصبحت مطلباً وطنياً بإمتياز فباركها شعبنا واجيالنا كاظمين غيضهم على القيادة مانحين تلك القيادة فرصة تاريخية

للتراجع قليلاً والتفكير جلياً بمصالح الشعب الفلسطينى الذى ما زال يخلق المبررات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه

ولكن نرى أن ما يأمله الشعب من تلك القيادة بددته إفلاساً وفراغاً

وأنها لم تكن يوماً على جاهزية لتحقيق أى من أحلام الشعب الفلسطينى فخلفت ورائها فقط التلاعب بثوابتنا الفلسطينية

ويحملها هذا الإفلاس إلى عقم الخيارات مرة اخرى وتعود للمناورة

فلا إنجاز للمصالحة وملفاتها ولا للزواج العرفى وحفلاته

ولا تطبيق لبنودها

ولا حكومة تسيير فى الواقع الفلسطينى إلى المطلوب منها بعد كل تلك السنوات من العبث بمقدرات الشعب الفلسطينى

شعبنا الفلسطينى ... الشباب الفلسطينى أعتقد أن هؤلاء الأشخاص قد تم منحهم أكثر مما يستحقون من فرص لإثبات حسن نواياهم ونرى كيف تعاملوا مع جملة الملفات المطروحة والذى لم يتم إنجاز أى منها

وللأسف ... حتى وقتنا هذا لم يتم إنضاج أفكار تكون بدائل محط تنفيذ نذهب إليها بعد هذا التلويح بذاك الإستحقاق المطروح

فحماس حدود دولتها الوهمية قائمة من حدود معبر رفح إلى حدود رفح وليس كل رفح ونركت عباس يزيد إستفحالاً فلى الحكم بعد أن أهدته ضَعف تناولها ملف المفاوضات

وماذا يقدم عباس مؤخراً بإطلالة لم يتمناها أحداً ولم يشتاق لها غير مرآته التى تعكس له ضعفه مضاعفاً

وذلك عندما تم سؤاله ماذا أنتم فاعلين إن لم يتم إنجاز أهداف أيلول (فذهب إلى الرد الذى يحمل رحيلاً) قد طال إنتظاره ألا وهو سنذهب للقيادة ونبحث تداعيات الموقف

يا رجل ... أى قيادة وأى موقف وأى عجز هذا الذى تعيشه وأى إفلاس هذا وأى فراغ مقيت هذا الذى خلفته خلف رحيلك

إن الموقف الوحيد الذى ينتظره الشعب وجيش الشباب المترقب لرسم مستقبله هو موقف واحد ألا وهو

الشروع فى صياغة وثيقة رحيلك وتسليم الراية للأجيال التى ما زالت تحمل وقود الصمود والتحدى وبداخله ثولرة إنقاذ لإمكانية صياغة كل الواقع الفلسطينى من جديد

أجيالنا حملة الهم الفلسطينى منذ الولادة

إن المطالبة بتغيير الواقع والمطالبة برحيل من أغرقنا فى هذا المحيط من الفراغ ليس تقليداً عفوى وغير محسوب وعشوائى وبلا دلالات ‘‘‘ وإنما ما تم خلال تلك الحقبة وما سيتم وما ستئوول إليه الاوضاع الذين لم يبقوا على شمعلة تضيئ لنا هذا النفق الذى نوره لم ولن يٌشعل إلا بإعلاء راية الشباب الفلسطينى فى المشاركة الفاعلة لوضع السيناريوهات المستقبلية لإعادة بناء ما دمره المارقين والمختفين خلف لحاهم القمعية

أجيالنا الوطنيين إننا لم ولن نكون حطباً يوقدوا بها مسيرة عبثهم

فنحن وقود ثورة اتسير صوب مستقبل نرسمه بأيدينا

نحن ومن نختار ليكمل مشوار قد بدأناه لنصل لدولة حرة .... لا لدولة فصل

 

أ . جاد جاد

ناشط سياسى

فلسطين

19-07-2011




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !