الأبدان والأكواب الفروق والتشبه -
للأبدان مظاهر جميلة زينها الخالق في بني البشر, تتشابه فيها الأطراف والأعضاء , تتهندم حتى تزداد في العيون كمنظر فاتن جذاب , وتتزين بالأنواط والأوسمة, وتكتمل حسن صورتها في عين الآخر عندما تتوج بالشهادات من أشهر الجامعات في مختلف التخصصات, فـ يشار لها كخبرات ومرجعيات.
تتبوأ المناصب وتشغل مقاعد يدار بها مصير شريحة كبيرة من أفراد المجتمع ... إلى هنا الأمر لا يستحق الذكر أكثر, فالمعروف لا يعرّف, ولكن عند من؟ عند المبهورين بسلطة المناصب, أليس أولائك بالنسبة لأحدهم المُصدَّق إن كتب والمسموع إن تحدث, والمتجلي بالمهابة إن ظهر على الناس!!.
تخيل, لو قُدَّر لك وحضرت مناسبة اختلطت على موائدها الأكواب من كل صنف ولون .. هذا الصيني الفاخر, وذاك من الزجاج العادي, وتلك من الورق, والآخر من الكريستال.
غالباً ستجد من يحرص على اقتناء نوعية الإناء قبل النظر لما يحتويه .. تتسابق الأيدي نحو المظهر بشكل لا إرادي كاعتقاد بأنه سيحتوي الأفضل, وقد يكون ما بداخله في الواقع مضر للدين, ولصحة البدن أذهب وأسقم, ويتم تجاهل إناء الورق ولو كان ما فيه ألذ وأطعم ...
لو تفحصنا على الأقل من حولنا بعين المحايد سنجد الغالبية منهم, يؤمنون بالمظهر والمنظر ويجاهرون بذلك كواقع لابد منه.
هي مفاهيم قد سادت على كثير من قيم المجتمع, وأصبحت هي الرابط المتفشي كـ معيارٍ للعلاقات والأحكام تجاهـ تلك الشخوص, وبالتالي لا فرية على تلك الأبدان بعد إن اطمأنت لتلك النظرة المجتمعية تجاهها, حتى تمارس الضرر بمصالح الغير وبكل أريحية, مدركتةً الرفعة والمكانة مسبقاً. تتحكم بمصير الأفراد من على كراسي الإدارة التي لطالما أزهق البعض منها الكثير من حقوقهم. وهذا واقع (الارستقراطيون) المنتفعين بالمناصب على حساب مصلحة المواطن من طبقة (البلوريتاريا) المسحوقة.
فهل الجوانب الإنسانية والمسؤولية الاجتماعية بمفهومها الواسع كشجرةً يقطف ثمارها المتفيئين بظلها كنتاج لـ كامناً في ذات الإنسان السوية, والتي لا يتم اكتسابها بالحصول على المراكز الوظيفية كمحصل للشهادة فحسب. مدرجة ضمن شروط العمل, وركن يكفل تبوأ من يمتلكها إدارة شؤون أحد مؤسساتنا الوطنية ؟ أم أني بك تتمتم نحوي باستغراب, هل تتكلم عن مجتمع المدينة الفاضلة, أو أتنا بمعيار الفضيلة كمقياس لمقصدك.
طالب فداع الشريم
ماجستير قيادة أمنية
taleb1423@hotmail.com
التعليقات (0)