
شراع الحب يسري بالسفينة والأمل صاري.. وربان البحر ذكرى وتصاريف القدر مينا.. أنشدها يوماً أحمد الهاشمي.. ولم يكن يعلم أنها ستلامس خلجات ذلك الجمهور الثمل في معشوقه.. أو تلك الفئة التي تشكله بكامل صورتها على هيئة قلب كبير.. احتضن.. دافع واحتوى.. جابه كل الجبهات.. المحلي منها والطواطم.. برجاء عودة المركب.. فالماء ينهمر من سمائه.. وعبابه يغرف في جوفه.. حتى ذابت خطوط الخريطة.. ضاع الدليل.. وتكاد نجومه تأفل خلف ستار الغيم.. فماذا أنت فاعل أيها الربان؟.. فلم يتبقَ سوى ثمة حقيقة شاخصة هناك.. على رمال الشاطئ.. بعزيمة فولاذية تنتظر.. وإن طال الغياب.. فلابد من إطلالة بهية.. فشعاع الشمس يتنفسهم.. أوَليْسوا هم الشاهد والدليل.. الشريان والوريد.. هم النسيج والأكسجين.. بل هم حياة الكيان.. وأصالة النصر وعنوانه..
إنه جمهور النصر الذي أتعبهم رغم أنف البحبوحة.. وأعياهم رغم أنف القوة.. وأشغلهم رغم أنف الفراغ.. قلب يضخ في المدرج.. فاحتوى كل مافي الكيان.. سبق الأزمنة.. ليستشرف الجديد بعد أن أصّمه لحن الحاضر.. فعسى المستقبل أن يأتيه بقبس من الماضي التليد..
أنهض أيها الربان.. صافح العشاق.. فلديهم من الوفاء ما يحفظ لك اجتهادك.. ولديهم من الحلم والصبر مايسع اعترافك.. عملت واجتهدت وليس في هذا شك.. ولكن لن تثمر اجتهاداتك إلا برفع الغطاء.. أفصح عن كل شيء.. لتنعم أعمالك بدفء الشمس.. ألستم من جلب الأجانب.. وتفسخت العقود بدفع الضرائب.. وغيركم لا يتحلل منها إلا بعائد.. ادع الخبراء دعوة صادقة.. لمعرفة الأسباب كمرحلة أولى.. وليحددوا المسؤولية كمرحلة ثانية.. ولتكن المرحلة الثالثة عن وضع الأطر التي تكفل عدم الوقوع بنفس تلك الأخطاء.. لاستعادة الثقة بين الإدارة المسؤولة، وأعضاء الشرف من جهة، والجمهور من جهة ثانية.. فالثقة هي المعيار الحقيقي والبيئة الحاضنة للنتائج المأمولة.. كمخرج طبيعي لصحة العمل.. لتعود بالمركب إلى مرساه.. وتنعم أنت بقلب مدرجه الأكبر..
S
التعليقات (0)