مواضيع اليوم

هذا الصباح ( أين الوزرة )

التيجاني رابح رابح

2019-04-17 17:05:30

0

هذا الصباح ( أين الوزرة ؟ )

رابح التيجاني

                   

هذا الصباح استيقظت على صياح الديكة  وشدو الطيور ، هكذا خيل لي وأنا بين النوم واليقظة ، غير الكذوب ماكاين لا ديكة ولا طيور ، بقايا ترسبات المطالعة  تطلع وتطفو هكذا ، لكن ما هو صحيح وواقع  ويمكنني أن أؤكد وثوقي منه هو أنني استيقظت فعلا، واصطدمت بالنشرات الإلكترونية مباشرة  تموج بأنباء وأنباء عن الحكومة المرتقبة والحكومة المنتظرة  والحكومة دون نعت أو صفة أو حال والمواعيد المرتقبة والمنتظرة  والتي تأتي ولا تأتي لتخرج من الظل إلى النور ، ولم يجرفني عن انشغالي إلا حيرة طفلتي باحثة عن  وزرتها وقلق ولدي باحثا عن فردة حذائه ، والوقت يتكتك  و يمر سريعا وأوان الدخول إلى المدرسة وشيك وشيك ، سألت عم تبحثين يابنيتي ؟ عن الوزرة ، ياله من اسم جميل اختاروه لهذا الزي المدرسي ، لم أسمع به إطلاقا في زمني الغابر ، لكنه اسم رشيق ويحيل إلى البشرى والفأل الحسن وسعد الطالع ، فأن يتفاءل الأطفال بما يقترب من معنى الوزير ذكاء بيداغوجي ووعي سيكولوجي يستحق التنويه ، ولا بأس من تعميم الحلم بلبس وزرة قد تقود إلى وزارة  والأمل أن تتحقق الرحلة دون أوزار، غير أن عدد التلاميذ والتلميذات من الكثرة بحيث يجعل الحلم كابوسا ، فلا يعقل أن يحلم الجميع بأن يصبحوا وزراء لأنهم لبسوا الوزرة ذات يوم، ولكن لا بأس ، فعدد المستوزرين  منذ القرن الماضي إلى اليوم عدد هائل قد يصل إلى عدد السكان إذا ما أرضينا كل الرغبات والطلبات  وتسول الافراد والمجموعات واللوبيات ومراكز القوى والضغط  والاسترحام  والاستعطاف  والتشفع بحزب أو بستين حزب بحثا عن منصب لا يلبس فيه المرء وزرة ولكنه يحمل اسم وزير يصرف بعض الأيام والشهور وربما الأعوام لينصرف إلى حال سبيله منتظرا فرصة أخرى أو باحثا عن فرص أفضل خارج الوزر والوزرة، وهو على كل حال سيكون في أفضل حال بتداعيات الاستوزار وثماره اليانعة كل حين  ، وإن كان في هذا إرهاق للبلاد والعباد  ، فكلنا والحمد لله إما وزير سابق أو وزير لاحق أو وزير مابينهما يقولون لنا عنه  في المساء فلان أصبح وزيرا وفي الصباح يقولون من قالها لكم ، شكون قالها ليكم بالعربية تاعرابت ؟ ولذلك فالأنسب ألا ينصرف ذوو الوزرات على كثرتهم هكذا ولهم مالهم من الخبرة والتجربة ، بل وجب أن يشكلوا منتدى جامعا لشتاتهم  وواصلا للأرحام بينهم وموفقا للرؤى والآراء عندهم ومعلما ومكونا ومدربا لمن في نيتهم الدخول إلى المعمعة  ، فحمل الأثقال لا يكون دون تسخين ولا استئناس ولا دروس مبرمجة متدرجة من اليسير الهين إلى العسير الصعب ،وأن يصرفوا بعض قدراتهم  ومقدراتهم  وحكمتهم، إن تواجدت ،عرفانا ووفاء للوزرة التي تبحث عنها طفلتي ولحد الساعة لم تعثر لها على أثر، وما أحوجنا إلى التضامن في هذا العمل الانساني الطيب والخير وهذه المبرة والمكرمة النبيلة ، فكلنا وزراء بمعنى ما  لنا أكتاف ورقاب قادرة على التحمل ، وإن كنا في واقع الأمر لا يمكننا تحمل غير حملنا ، ولا تزر وازرة وزر أخرى ، وكل شاة تعلق من كراعها ، لكن يمكن لنا العناية بحمل غيرنا ومحاولة ذلك في غمرة الصعاب والعراقيل إذا توفر أجر المهمة كطالب معاشو يوفر رزقه بحمل ماخف وما ثقل لكل من هب ودب  راضيا مرضيا بعد اشتراط الأجرة والاتفاق على قدرها ، قمت على مضض لأشاركها البحث  عن الوزرة  محملا إياها وزر إضاعة وزرتها مستعينا بخبرتي وتجربتي ومنهجيتي حتى وجدتها مختفية أو مخفية  بين  كومة ملابس لا هوية لها ، لبستها وغادرت البيت تعدو ، أما الباحث عن فردة الحذاء فبعد أن أقام الدنيا وأقعدها ما وجدها ، أقعدته كما فعل بالدنيا وطلبت منه الصمت كثيرا  لنفكر قليلا  ونجد حلا أو حلولا إذا كان الوقت زين، حملق في وجهي مستعجلا ومقررا أنه صافي  صرف النظر كلية عن لبس حذاء ، مكتفيا بنعل يسميه مشاية وصندلة وتشنكلة قد يكون مسموحا لها ولاسم واحد فقط من أسمائها بالعبور عند مدخل المدرسة وقد تعود بأسمائها التي لم تجدها نفعا مع صاحبها للدار إلى حين العثور على فردة الحذاء المفقودة أو شراء حذاء جديد أتولى أمره أنا قبل صباح الغد ، أما صباح هذا اليوم الذي انصرم في ترديد السؤال تلو السؤال أين وأين وأين دون رد ولا طائل ، فها أنا أودعه و صوت أم كلثوم يردد مشارفا الظهيرة (ياهدى الحيران في ليل الضنى أين أنت الآن بل أين أنا ) والولوعون بالمسلسلات بحت أصواتهم بالشارع ( أين أبي ) الكل تالف والعياذ بالله ، طابت على مهل  لا على عجل ،، أوقاتكم ،  كالباذنجان





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات